عرض مشاركة واحدة

قديم 18-07-09, 06:59 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الأمن القومي ـ التحديات العسكرية وسبل التصدي لها



 

الأمن القومي التحديات العسكرية وسبل التصدي لها
اللواء الدكتور- محمد جمال مظلوم
مجلة كلية الملك خالد العسكرية
الأمن القومي العربي يعني - في أبسط تعريف له - حماية الأمة العربية من الخطر، وفي تعريف آخر ل (هنري كيسنجر) - وزير الخارجية الأمريكي - ذكر أن الأمن القومي يعني: أي تصرفات يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء، وعلى هذا نجد أن الأمن العسكري هو أحد مكونات الأمن القومي الشامل، والذي عن طريقه تحقق الدولة أمنها وتأمن حقها في الوجود.
كما يعني الأمن القومي لمجموعة من الدول: الإجراءات التي تحقق الأمن الشامل لهذه المجموعة من الدول في مجالاته المختلفة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية.

وللحديث عن العنصر العسكري في الأمن القومي نجد أنه يتحقق عن طريق حجم وتكوين القوات المسلحة للدول العربية، من حيث التنظيم والتسليح، والتعبئة، والخبرة القتالية، والإنتاج الحربي، والأحلاف العسكرية أو التواجد الأجنبي، والاحتياجات المادية والفنية، والتكنولوجيا المقدمة، وكلها موضوعات تدخل في عمليات البناء العسكري للدول العربية فرادى ومجتمعه معاً بهدف تحقيق الأمن العربي.

ويتعرض الوطن العربي هذه الأيام للعديد من التحديات والعقبات التي تعرقل التضامن والتعاون العربي، سببَّته سلسلة من الحروب والصراعات والأزمات - سواء من خلال تدخلات أجنبية، أو صراعات داخلية بين الدول العربية وبعضها أو داخل الدولة الواحدة - وانعكست تأثيراتها على الأمن القومي العربي بسلبيات ونتائج خطيرة تتطلب وقفة عربية حاسمة تنبع من إرادة سياسية شاملة لإصلاح البيت العربي لمواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية.

يتمثل تحقيق هدف الأمن العسكري من خلال الاعتراف والتأكيد على أن أمن الدول العربية هو أمن متكامل، وأن أي اعتداء على دولة ما يعتبر اعتداء على كافة الدول العربية، لذلك فإن الهدف الأمني يتطلب إجراءات شديدة الحساسية تبدأ من توحيد مفهوم العقيدة العسكرية، ومتطلبات الأمن، ومفهوم التوازن، ومفهوم إعداد المنطقة العربية للدفاع، وإنشاء القاعدة العلمية العسكرية للإنتاج الحربي لمتطلبات الجيوش العربية، وتكوين الاحتياطي الاستراتيجي المناسب، كذلك مفهوم استخدام القوات العسكرية في تحقيق الأمن المتكامل، والتغلب على مشكلات الفراغ الأمني الاستراتيجي.

أولاً: حصر التحديات العسكرية للأمن القومي العربي في:
(1) ضعف بناء القدرات العسكرية للدول العربية
برغم ما تنفقه الدول العربية على الأعباء الدفاعية السنوية، والتي تقدر بحوالي (50 -60) مليار دولار سنويا،ً إلا أن ميزان التفوق في صالح دول الجوار، خاصة إسرائيل، التي تتفوق بإمكانيتها العسكرية على الدول العربية إجمالاً، وهو ما تضمنه لها الولايات المتحدة الأمريكية. وكذلك من ناحية أخرى لو قارنا القدرة العسكرية لسوريا مع تركيا - بحكم المشكلات العالقة بينها سواء بسبب المياه، أو من أجل لواء الإسكندرونه الذي احتلته تركيا من سوريا - فهو لصالح تركيا، والأمر كذلك بمقارنة دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران؛ هذا دون النظر إلى النوعية، فكل من إسرائيل وتركيا تتسلم من الدول الغربية أحدث ما في ترسانات الأسلحة الغربية مقارنة بالدول العربية، وإن كان من المرجح اختلاف نوعيات الأسلحة لدى إسرائيل عما لدى الدول العربية(1).

وفي إطار حديثنا عن إعداد القوات المسلحة نذكر هنا موضوع المعلومات وإطلاق دول الجوار الثلاث: تركيا، وإيران، وإسرائيل الأقمار الاصطناعية للتجسس على بعضها وعلى الدول العربية، وأصبحت السماوات العربية مفتوحة لدول الجوار، فإسرائيل أطلقت أقمارها حتى (أوفق - 7 واروس 1، 2) حتى العام 2006م، وتركيا أعلنت عن مناقصة في أوائل عام 2006م لإطلاق قمر للتجسس، وتسعى إسرائيل لبيع قمر لها هذه الأيام، وإيران أطلقت قمراً اصطناعياً (سينا -1) بالتعاون مع روسيا في يناير 2008م، هذا بخلاف إطلاقها صاروخاً قادراً على إطلاق الأقمار الاصطناعية في 4 فبراير 2008م (أميد -1)، وهو من طراز (شهاب -4)، وأطلقت عليه اسم السفير، أي ما يعني أنها ستطلق أقمارها التجسسية بإمكاناتها الذاتية، هذا في الوقت الذي لا تمتلك أي من الدول العربية هذه التكنولوجيا(2).
(2) ضعف التعاون العسكري العربي
اتفاقية الدفاع العربية وقعتها الدول العربية لتصحيح الأوضاع بعد حرب عام 1948م في أبريل عام 1950م، إلا أن هذه الاتفاقية لم تُفعّل ربما سوى مرة واحدة استعداداً لحرب 1973م، وأفرزت خلالها قدراً من التنسيق، ولكن سرعان ما تبدد نتيجة تغلب عوامل القطرية على القومية، فالاتفاقية لم تضعف فقط، بل وصلت إلى حد اعتداء دولة على دولة أخرى؛ وهو ما تم في 2 أغسطس 1990م(3) .

وبرغم أن الحديث عن التعاون العربي وضعفه فيما بين الدول العربية إلا أن التسليح العربي أيضاً لا يحقق ذلك، فمثلاً لو استعرضنا نوعيات الدبابات التي تتسلح بها الدول العربية نجد (miai) الأمريكية أو (إم - 60)، والفرنسية "لوكليرك"، والإنجليزية "تشالينجر"، والألمانية "ليوبارد"، والروسية، وهي أنواع بدءاً من (تي - 34) إلى (54) إلى (55) إلى (72) إلى (82)، وهي من إنتاج تشيكي، أو بولندي، أو روسي، أو أوكراني، فكيف يتم الحشد والتعبئة مع كل هذه الأنواع؟ .

وفي دول مجلس التعاون الخليجي شُكِّلت قوات درع الجزيرة عام 1986م مجمعة في حفر الباطن في المملكة العربية السعودية، وفي القمة السادسة والعشرين في ديسمبر 2005م تقرر إعادة هيكلة القوة وإعادة قواتها إلى دولها على أن تكون تحت الطلب، وتقوم بتدريبات دورية بين دول المجلس وبعضها، ولكنها تعاني أيضاً من مشكلة التسلح.

ومن المتصور أن أبسط مجالات التعاون العربي تتمثل في التنسيق بين الدول العربية والتعاون في مجال التدريبات المشتركة بهدف الخبرات بين الدول العربية، كما أن التعاون في مجال صفقات التسلح تمثل ضرورة هامة حيث إن التنسيق بين الدول العربية في هذا المجال يكون دعماً للدول في مواجهة الدولة التي تبيع الأسلحة حتى لا تختلف الصفقة من دولة لأخرى سواء في مواصفات السلاح أو في الثمن أو في توقيتات التسليم.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس