عرض مشاركة واحدة

قديم 11-06-09, 06:45 AM

  رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مختارات من وثائق المخابرات المركزية الأمريكية (5)



1. خلفية الأجنحة الفدائية لحركة القوميين العرب :
قبل يونيو/حزيران 1967 كان لحركة القوميين العرب تنظيم شبه عسكري قوامه نحو 50 رجلاً تلقوا بعض التدريب في مصر، وفي خريف 1967، اندمجت هذه الجماعة التي تسمى "شباب الثأر" مع مجموعتين أخريين، هما أبطال العودة (وهي مجموعة مستقلة بقيادة فايز جابر) وجبهة التحرير الشعبية، بقيادة أحمد جبريل، لتشكل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

كما تولى جورج حبش، زعيم الجناح المعتدل في حركة القوميين العرب السيطرة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شبه العسكرية ، وقد نفذت هذه الجبهة عمليات مختلفة داخل الأراضي المحتلة، وقبل أن تنقسم هذه المنظمة مرة أخرى في أواخر سنة 1968، كانت قد أصدرت 54 بلاغاً.

وفي ربيع 1968 تم اعتقال حبش في سوريا، حيث شعر السوريون فيما يبدو أنه وحركة القوميين العرب/ والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضد نظام البعث في سوريا ، وفي مسعى للتخفيف من حدة هذا الشك أصدرت حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانين ادعيا فيهما أنهما غير مرتبطين بجورج حبش، كما نفى بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تورطها في أي مؤامرة لقلب النظام السوري (1)..
وفي غمار هذه الحروب السياسية على المسار الأيديولوجي الذي ينبغي على حركة القوميين العرب أن تتبعه ، وسجن زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان الضباب يلف المهمة شبه العسكرية لحركة القوميين العرب.

وفي خريف 1968، أعلن أحمد جبريل الذي كانت جماعته أحد المكونات الثلاثة الأصلية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انسحابه من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب، وتشكيل جماعة فدائية جديدة اختار أن يسميها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وكان جبريل ضابطاً سابقاً في الجيش السوري ، كما كان قد تلقى أموالاً من خلال جنرال سوري لتشكيل تنظيم فلسطيني، وفي وقت حرب يونيو/حزيران 1967 كان تعداد جماعته ما بين 100 و150 رجلاً.

وكان الدافع لابتعاده عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما شعر بأنه محاولة من قبل حركة القوميين العرب للسيطرة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أيديولوجياً (2).

2. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تغرق في الفوضى :
في نوفمبر/تشرين الثاني 1986، تم إنقاذ حبش بطريقة مؤثرة من خاطفيه السوريين على أيدي بعض أتباعه من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أثناء نقله من سجن إلى آخر، كما ذكر، وفي هذا الوقت كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غارقة في الفوضى ، فجبريل انسحب منها، وكان أتباع حبش وحواتمة يتنافسون في السيطرة على كل من حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعلى الرغم من أن حقيقة وجود انقسام لا يماري فيها أحد، كانت كل جماعة تدعي لنفسها الحق في اسم المنظمة وموجوداتها.

(يوجد حذف هنا) وقد استخدم أنصار حبش في الأردن في يناير/كانون الثاني القوات العسكرية المتاحة لهم لتخويف جماعة حواتمة، في جهد لضمان انتخاب الموالين لحبش للسيطرة على تنظيم حركة القوميين العرب في الأردن، وازدادت العداوة عندما "اعتقل" عناصر حبش نحو 14 عضواً من جماعة حواتمة ، واحتفظوا بهم كأسرى في مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عمان، وفي منتصف فبراير/شباط أصدر فصيل حبش بياناً يدعي فيه أنه أبعد حواتمة وأتباعه عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وأن هذه المنظمة يجب عليها أن تختار لها اسماً آخر، وفي أعقاب صدام آخر طلب من عرفات التوسط، وقيل : إنه هدد بتدمير جماعة حبش إذا لم توقف هذه الحرب، كما مارس بنجاح الضغط على حبش لكي يطلق سراح الأسرى الأربعة عشر الذين يحتجزهم.

وقيل : إن عرفات قال : إن من المستحيل توحيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وأن الفصيلين يجب عليهما الافتراق رسمياً، حيث يحتفظ حبش باسم المنظمة، باعتباره مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد وافق كل من حبش وحواتمة، وأعلن هذا الحل في 23 فبراير/شباط، وأنشأ حواتمة ومجموعته الجديدة المكونة من نحو 90 عضواً لجنة مركزية مؤقتة، واختار اسم "الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين".

3. إستراتيجية الجبهة الشعبية :
تصف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أحكم جورج حبش سيطرته عليها أيديولوجيتها باللينينية الماركسية الثورية ، وأعلن حبش أن دولة فلسطين المستقبلية ستقوم على مبادئ ماركس- لينين، وأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستكون قائدة الثورة ، وحبش يتبنى وجهة النظر التي تقول : إن الثورة يجب أن تقوم في النهاية في جميع أنحاء العالم العربي ، فقد قال على سبيل المثال : إنه بعد تحرير فلسطين (عملية يقول : إنها ستستغرق بين 20-30 سنة) لن تتحرر فلسطين فقط من الصهيونية، بل أيضا سيتخلص لبنان والأردن من "الرجعية"، وسوريا والعراق من برجوازياتهما الصغيرة.

وعلى كل حال يبدو أن هذه الأيديولوجية الثورية ليست القضية الجوهرية بالنسبة لحبش، بل إن هدف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هو تدمير دولة "إسرائيل "، وهو الأمر الذي يجب أن تكون له الأولوية حسب رأي حبش، على كافة محاولات التغيير في بقية العالم العربي (3) .

وفي حين أنها ما تترك مناسبة إلا وتنكر فيها أن هدفها الرئيسي هو قلب الأنظمة المفروضة بالقوة، لا تشعر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها ملتزمة بمساعدة الحكومات على البقاء في السلطة في الدول التي تعتبرها رجعية ، وعليه فإنها تعتبر نفسها حرة في تقويض الأردن ولبنان ، ورفض أية اتفاقيات بين هذه الدول والمنظمات الفدائية الأخرى ، وحبش يحكم على حلفائه من خلال درجة عدائهم ل "إسرائيل " وهكذا في يونيو عام 1970 صرح أن "الصين هي أفضل صديق لنا" لأن الصين ترغب في أن تُزال "إسرائيل " من الخريطة.

(يوجد حذف) ومن أجل تحقيق هدفها في تدمير دولة "إسرائيل " أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها ستقود صراعا شاملا على مستوى العالم ضد "إسرائيل " وأعوانها ، ونظرا لحجمها الصغير وافتقارها للمال والسلاح، اعتمدت الجبهة على القيام بعمليات دولية ملفتة، مثل خطف الطائرات، لكسب اهتمام ودعم متزايدين، فهي الجهة المسئولة عن معظم العمليات الإرهابية الدولية المنسوبة إلى الفلسطينيين (4) .

وتتمثل أبرز عملياتها حتى اليوم في محاولة خطف أربع طائرات (نجحت في ثلاث منها) في 6 سبتمبر 1970، ومن ثم عملية الاختطاف الناجحة لطائرة بعد عدة أيام ، ورغم رد فعل العالم الذي استنكر تلك العمليات حظيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باهتمام عالمي حين كانت تفاوض على إطلاق سراح الرهائن.
في يونيو 1970 استخدم حبش الأسلوب الكلاسيكي للإرهاب في تبرير أعمال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قائلا: "نعتقد أن قتل يهودي بعيد عن أرض المعركة له تأثير أكبر من تأثير قتل 100 منهم في ميدان القتال؛ لأن ذلك يلفت قدرا أكبر من الانتباه ، وعندما نضرم النار في مخزن في لندن فإن ألسنة اللهب القليلة تلك تعادل تدمير مزرعتين يهوديتين ؛ ولأننا نجبر الناس على التساؤل عما يجري فإنهم سيدركون المأساة التي نعيشها".

(يوجد حذف) وتبرر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذه العمليات من منظور استراتيجي عسكري، وتقول : إن "إسرائيل " هي جزيرة خطوط اتصالها الوحيدة عبر البحر والجو فقط، وأن قطع هذه الخطوط يعتبر إستراتيجية جيدة.
وفي يوليو 1970 شرح غسان كنفاني، أحد قياديي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بشكل أوضح التكتيكات التي تقوم بها منظمته قائلا: الرأي العام العالمي منقسم ضمن ثلاث مجموعات هي: (1) الموالون ل "إسرائيل " الذين سيكون من الصعب التأثير عليهم .
(2) الناس المتأثرون بالدعاية "الإسرائيلية" وهؤلاء يجب تحييدهم.
(3) الدوائر اليسارية المتعاطفة مع صراعات التحرر الوطني والتي يمكن كسب دعمها ، وقال كنفاني : إن هدف عمليات الجبهة هو استقطاب مؤيدين، وأن المنظمة حسب زعمه بخلاف مجموعات أخرى حريصة على التزامها بمبدأ عدم إلحاق الأذى بالأطراف المحايدة.
وكانت هناك عدة تقارير خلال عام 1970 حول العمليات التي خططت لها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد تأكدت صحة بعضها ، ففي أوائل مارس 1970 هدد حبش بهجمات ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وفي 28 و29 تم شن عدد من الهجمات الصاروخية على منشآت أمريكية رسمية في لبنان ، قيل : إن الجبهة مسئولة عنها.

وفي أواخر مارس 1970 أعلن عدد من قيادات الجبهة أن هناك خططا لخطف دبلوماسيين وخصوصا الأمريكيين والبريطانيين، على الطريقة الأمريكية اللاتينية ، وخلال الأزمة بين الحكومة والفدائيين في الأردن في يونيو 1970 احتجزت الجبهة عددا من الرهائن الأمريكيين والبريطانيين والألمان الغربيين إلى أن استجاب الملك حسين لمطالبها، كما اختطفت فيما بعد عددا آخر من المسئولين.

ولم تتجسد التهديدات الأخرى لخطط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حتى الآن على الأقل ، فقد كانت هناك تقارير تفيد بأن الجبهة خططت للقيام بأعمال تخريبية في الولايات المتحدة ، وأنها ستستهدف منشآت النفط الأمريكية والبريطانية في المملكة العربية السعودية والخليج ، وستستهدف أيضا عمليات الشحن الدولية ، وستقوم بعمليات إرهابية في مختلف أنحاء العالم ضد المصالح والمواطنين الأمريكيين، وسترسل مجموعات إلى نيويورك لاغتيال شخصيات كبيرة لها علاقة في مباحثات السلام في الأمم المتحدة.

وإضافة إلى عملياتها الإرهابية الدولية زعمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها قامت بعمليات إرهابية ناجحة داخل "إسرائيل ": مثال: تفجير حافلة في إيلات (مارس 1968)، وتفجير محطة حافلات في تل أبيب (يونيو 1986)، وتفجير مقهى في مستوطنة قرب تل أبيب (أبريل 1970).

كما قامت الجبهة أيضا بعدد من عمليات التلغيم ونصب الكمائن ضد القوات العسكرية "الإسرائيلية" في "إسرائيل " والأراضي المحتلة، ولكن تلك العمليات كانت على هامش عملياتها الإرهابية (5) .
في أعقاب الحرب الأهلية في الأردن ظهرت عدة تقارير تفيد بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد تأذت بشكل كبير، وكانت تفقد أعضاءها، وتفكر في إحداث تغيير في تكتيكاتها. (يوجد حذف) الجبهة كانت تعمل على تشكيل منظمة سرية لتتولى الاغتيالات السياسية في البلدان العربية، وتدمير مصالح العدو، وأفاد تقرير آخر بأن حبش كان ينشئ في بيروت قاعدة لشن هجمات ضد المصالح الأمريكية والبريطانية والألمانية الغربية في لبنان، ومع ذلك هناك تقرير آخر يشير إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستتحول للعمل السري كمنظمة إرهابية تستهدف المصالح العربية والغربية على أمل أن يقود ذلك إلى انتفاضة جماهيرية عامة.

4. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتجه نحو الاعتدال :
(ثمة حذف هنا). وأشار من ناحية أخرى إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد خططت حالياً لإضفاء سمة الاعتدال على تكتيكاتها ، وأنها كانت تتحرك نحو المصالحة مع فتح ، ونظراً لأن ما قامت به من عمليات خلال أزمة الأردن نفّر منها ، وأبعد عنها معظم المنظمات الأخرى فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت تواجه في تلك الآونة خطر الاندثار، لذا شعرت بأن عليها التعاون مع الآخرين ، ويدعم هذا التحليل تقارير فحواها أنه نتيجة للانتقاد الصيني بعث حبش برسالة إلى عرفات في أكتوبر/تشرين الأول يعرب فيها عن دعمه لمواقف فتح في الأردن.

وقال إبراهيم بكر في مؤتمر صحافي عقد في 6 أكتوبر/تشرين الأول : إن حبش بالفعل كاتب عرفات ليدعم قرارات اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويفترض أن ينطوي هذا ضمناً على القبول بوقف لإطلاق النار في الأردن.
ولا يعني هذا بالضرورة أن ثمة تناقضاً في التقارير بين من ذهب إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خططت للاتجاه نحو العمل السري والنزول تحت الأرض، ومن قال : إنها تتجه إلى الاعتدال في سياساتها في هذه الآونة ، وكان من الواضح أن هذه المنظمة تواجه متاعب لا يستهان بها في أعقاب أزمة الأردن ، فالجبهة الشعبية التي كان يتهددها الاندثار ارتأت على ما يبدو أن تساير الجماعات الأشد قوة ، وتحاول التناغم معها كي تحمي نفسها، وفي الوقت ذاته تعيد تنظيم عملها ، وتخطط للمستقبل.

5. تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
تتفاوت التقديرات بخصوص حجم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فهي تتراوح ما بين 200 إلى 500 رجل في أوائل عام 1969 إلى ما يقدّر بنحو ألف رجل في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1970، ومن المحتمل أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحرزت نجاحاً أكبر في مضمار تجنيد المزيد من المتطوعين بفضل عملياتها التي تتسم بالإثارة، إلا أنها عانت على ما يظهر من خسائر فادحة في سبتمبر/أيلول من عام 1970 حين احتدمت المعارك بين المنظمات الفدائية والجيش الأردني خلال الحرب الأهلية.

ومما يزيد من تعقيدات تقدير أعداد أفراد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (والجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين) وحجمها وجود جماعات سياسية انبثقت عن منظمة حركة القوميين العرب القديمة ، ويقال: إن إحدى هذه الجماعات في لبنان كان لها ، إضافة إلى عضويتها السياسية عدة آلاف من الأعضاء المسلحين الذين يتميزون عن فدائيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وتعتبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عموما من بين أكثر المنظمات تعبئة فكرية واحتشاداً بالمثقفين، إذا ما قورنت بالمنظمات الفدائية الأخرى، ولربما كان السبب في هذا خلفيتها ونشأتها في محاضن حركة القوميين العرب.

وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قيادة سياسية (أو المكتب السياسي)، وقيادة عسكرية، وكان حبش يرأس القيادتين، وكلتاهما كانت تتخذ من مقراً رئيسياً لها ، حيث كان حبش يقضي معظم وقته (6).
وفي أغلب الأحيان، ولأسباب أمنية كان حبش والقيادتان يتحركون ويتنقلون ولا يمكثون في مقر واحد، وإضافة إلى ذلك قيل : إنه كانت هناك لجنة سياسية في لبنان مسئولة عن الإستراتيجية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما كان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لجنة أيديولوجية، كما كانت تنشر مجلة "الهدف" الشهرية في بيروت.

وفي حين أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت تبدو في الغالب، ومن حيث المبدأ، منظمة يهيمن عليها رجل واحد، فثمة كثير من الإشارات التي ظهرت مؤخراً ، والتي توحي بأن هيمنة حبش المطلقة في أوساط هذه المنظمة باتت تجابه لوناً من التحدي الذي يتأتى في جوهره من وديع حداد، عضو المكتب السياسي للجبهة.

ففي فبراير/ شباط من عام 1969 كان حداد يعرف بأنه المسئول الأول عن مكتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وبحلول ربيع عام 1970 كانت أموال المنظمة مودعة باسم حداد وفي حسابه في أحد بنوك بيروت، وأوردت التقارير رفضه الإمضاء على نفقات ومصاريف "العمليات الأجنبية" التي كان يشعر بأنها مكلفة جداً (ثمة حذف هنا).

وتردد أن حداد قد "تجاهل" قراراً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يحتمل أن يكون قراراً اتخذه حبش) بطرده من صفوفها ، وحسب تقرير آخر، يرجع تاريخه إلى منتصف عام 1970، كان حداد مسئولا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن العمليات العسكرية الرديفة، إضافة إلى العمليات في الخارج ووراء البحار، ويرأس مجموعة منتقاة مسئولة عن عمليات الاختطاف (7).

ويسافر أعضاء الجبهة بأوراق ووثائق ثبوتية عربية "مستعارة" وغالباً ما تكون مزورة، وتستخدم النساء وحتى الأطفال بشكل مكثف في عمليات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وحظي هذا التأكيد بدعم في سبتمبر/أيلول من عام 1970 عندما شغل حداد منصب الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أعقاب عمليات الاختطاف التي نفذت بتنسيق محكم.

ويوحي هذا الدليل بأن لوديع حداد نفوذاً كبيراً وهيمنة ضمن صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأن سيطرة حبش المطلقة وسطوته كانت تواجه تحدياً ، وحقيقة أن حبش كان في كوريا الشمالية إبان عمليات الاختطاف في سبتمبر/أيلول تشير هي والمفاوضات إلى أنه لم يكن المسئول المباشر عن هذه العملية ، وكان ناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم يشأ الكشف عن اسمه قد صرح بأن غياب حبش عن المشهد خلال العملية ما كان ينبغي أن يدهش أحداً أو يجعله يتعجب، لأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمة ماركسية لينينية تلتزم بمبدأ القيادة الجماعية ، وليس لها ميول نحو تقديس الأشخاص ، ولكن حبش تحدث في الماضي باسم الجماعة (8).

وقبل شهرين من اندلاع حرب سبتمبر/أيلول في أواخر يوليو/تموز من عام 1970 برز دليل آخر يفيد بأن مكانة حبش بدأت تتآكل ، وأن هيمنته أخذت تتراجع ، وكشف تقرير ورد في تلك الفترة عن خلاف وتنازع داخل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يتمحور حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه بخصوص اتفاق الفدائيين مع الأردن، وحسبما راج افتراض التقارير فإن حبش كان يعارض قبول الاتفاقية التي توصلت إليها قيادة الفدائيين الموحدة، في حين كانت لجنة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأيديولوجية تحبذ قبولاً ظاهرياً لمنح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقتاً إضافياً للمناورة، إلا أنها ظلت تتبع نهجاً أيديولوجياً يعارض الاتفاق، وشعرت اللجنة بأن حبش كان استبدادياً ، وأن تصرفاته أنانية تضر بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ووردت تقارير عن أحاديث دارت وفحواها أنه يجب "تصفية" حبش.

6. تمويل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين :
ابتليت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بنقص في الإمداد والافتقار إلى التمويل منذ تأسيسها، ولا سيما منذ انشقاق فبراير/ شباط عام 1969 الذي نجم عن خسارتها لمعظم تمويلها الذي كانت حركة القوميين العرب هي مصدره، واعتباراً من يوليو 1970 كان الوضع المالي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد أخذ بالتدهور حسبما أوردت التقارير، إذ إن العراق والسودان كانا قد قلصا إلى حد كبير المدفوعات المباشرة التي كانا يمدان الجبهة بها، وفي مايو/ أيار من عام 1970 تلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حسبما أوردت التقارير نحو 850 ألف دولار من ليبيا، من دون علم العقيد معمر القذافي، إلا أن التقارير أكدت أيضا أن مدفوعات ليبيا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد توقفت بالكامل في يوليو/ تموز من عام 1970 (9).

(ثمة حذف هنا) قد صرح بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت تمولها منذ ذلك الحين وبشكل أساسي الاشتراكات الفردية والإسهامات التي يقدمها الفلسطينيون، ودعم هذا التأكيد أبو خالد في منتصف يونيو/ حزيران من عام 1970، حيث قال أبو خالد، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني : إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تكن تحظى بتمويل سوى ذاك الذي كانت تتلقاه عن طريق الاشتراكات والإسهامات الشخصية ، ولم تكن تتلقى أي تمويل حكومي (بما فيه التمويل من الاتحاد السوفييتي).

وهكذا تضافرت الإشارات لتوحي بأنه بحلول منتصف عام 1970 لم تكن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتلقى سوى نزر يسير من العون من الحكومات العربية، وقبل هذا المنعطف تذبذبت علاقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع مختلف الدول العربية، إذ إن هذه الدول كانت تحاول استغلال هذه المنظمة والتحكم بها، وكما بينا آنفاً ظلت الجمهورية العربية المتحدة، وعلى مدى سنوات طويلة هي المصدر الرئيسي لتمويل حركة القوميين العرب، وكان كثير من مسئولي هذه الحركة في الحقيقة عملاء استخبارات للجمهورية العربية المتحدة، ولهذا السبب ربما كان متوقعاً منها أن تحاول بسط نوع من الهيمنة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكان تصريح لحبش قد أوحى بأن مثل هذه المساعي قد بذلت بالفعل من قبل المصريين.

وصرح حبش في يوليو/ تموز من عام 1969 أنه التقى ناصر مرتين في الأشهر السابقة ، وأن ناصر أعرب عن تعاطفه مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وعن استعداده لدعمها مالياً، إلا أن حبش أظهر كذلك أن المساعدة التي قدمت حقيقة كانت هزيلة جداً لا يعتد بها، أي بضع قطع من الأسلحة الخفيفة والعون الطبي.
وأيد (حذف هنا) آخرون مقولة حبش حين بين أنه على الرغم من الوعود بتقديم العون فإن الجمهورية العربية المتحدة لم تفعل شيئاً ، ويشي هذا بالطبع بالشكوك التي كانت الجمهورية العربية المتحدة تكنها للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسبما أوردت التقارير، والريبة من توجهات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المتطرفة وعدم رضاها، الذي ظهر في مناسبات عدة عن التكتيكات العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وعليه كانت ردود أفعال الجمهورية العربية المتحدة سلبية، حتى مايو/ أيار من عام 1969 حين وقعت عملية تخريب خطوط أنابيب النفط التي تمر بالجزيرة العربية، وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 1969 طلبت القاهرة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن توقف هجماتها على المرافق والمنشآت "الإسرائيلية" في الخارج على أساس أن مثل هذه الهجمات كانت تضر بعلاقات العرب بالبلدان التي تقع فيها تلك العمليات، ناهيك عن أن الطائرات العربية كانت مكشوفة وعرضة للعمليات الانتقامية "الإسرائيلية".

وكان لحبش رحلة غزل طويلة متواصلة مع العراق، الذي أوردت التقارير أنه تلقاه بحميمية وحرارة وترحاب بالغ في أعقاب هربه عام 1968، من النظام البعثي المنافس للعراق في سوريا ، في ذلك الوقت أوردت التقارير أن العراق وعد حبش بأسلحة، إلا أن حبش قال لاحقا: إن الكمية التي جرى تسلمها بعد ذلك كانت "متواضعة" ووفقا لأحد المصادر فإن العراق قلص ما كان يمد به الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من تمويل بحلول صيف عام 1970، وحسب مصدر آخر فإن العراق أوقف هذه المدفوعات بشكل كامل ؛ لأنه شعر بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت تتودد آنذاك إلى نظام سوريا المنافس للعراق، وثمة دليل على أنه برغم ما لقيه حبش سابقاً من معاناة وحبس في السجون السورية فإنه كان يتطلع في الحقيقة إلى الحصول على مساعدة سوريا في منتصف عام 1970 لأن وضع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المالي كان بائساً وآيلاً إلى الانهيار.

وفتش حبش كذلك عن العون خارج نطاق الشرق الأوسط، وفي حين أعرب حبش عن صداقة حميمية مع الدول الشيوعية فإن هذه البلدان لم ترد له التحية بأحسن منها ولم تمده بعون كبير ، وتم ضم بعض أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى مجموعات الفدائيين التي كانت تتلقى التدريب في الصين إلا أن بكين لم تقدم دعما غير هذا، وفي سبتمبر/ أيلول من عام 1970 زار حبش كوريا الشمالية والصين في محاولة للحصول على الدعم.

وحسبما أوردت بعض التقارير فإنه تلقى بعض الوعود بعون مالي وعسكري من البلدين إلا أن هذا لم يبلغ مستوى ما كان يأمل فيه، وقال أيضا : إنه واجه انتقاداً شديداً من الصينيين بسبب "روح المغامرة" التي طغت على سياسات منظمته ، وبسبب "اليسارية الطفولية".

مع إن أحد التقارير زعم في عام 1968 أن تشيكوسلوفاكيا كانت ترسل العون إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يبدو على الأرجح أن "العون" كان في الحقيقة مشتريات من الأسلحة، وخلال الفترة ما بين عامي 1968 و1969 أورد العديد من المصادر تقارير مفادها أن أسلحة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميعها إنما اشتريت نقداً من جهات في القطاع الخاص، وأنها ابتيعت من تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا والجزائر ، ومن الجمهورية العربية المتحدة ولبنان.

وفي سبتمبر/أيلول من عام 1970 ذكرت التقارير أن مجموعة من ستة مقاتلين من فدائيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانوا على أهبة السفر للتدريب في الاتحاد السوفييتي، إلا أن "تعثراً" طرأ بغتة، وربما حدث هذا التوقف نتيجة لعمليات الاختطاف أو لتفجر الأزمة في الأردن في سبتمبر/أيلول.

7. الجبهة الديمقراطية تدعو إلى حرب شعبية طويلة الأمد :
على الصعيد الأيديولوجي البحت تعتبر الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين أكثر المنظمات الفدائية الفلسطينية راديكاليةً. ففي يوليو 1969 وصفها زعيمها نايف حواتمه بأنها حزب ماركسي لينيني ثوري مستقل بالكامل عن الأحزاب الشيوعية الرئيسية (كتلك التي في الاتحاد السوفييتي والصين)، وليست خاضعة لأية سلطات حكومية ، وعلى كل حال تنظر الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى النضال الفلسطيني كجزء لا يتجزأ من النضال من أجل التحرر في بقية أنحاء العالم، كما تدعم التعاون بين جميع القوى المعادية ل "الإمبريالية" و"الرجعية" في المعسكر الشيوعي خصوصاً.

وكانت الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين قد أصدرت بيانا في نوفمبر/ تشرين الثاني 1969، دعت فيه "الجماهير" إلى التحرك لتدمير المصالح الإمبريالية في الشرق الأوسط والإطاحة بالأنظمة الرجعية ، وفي المظاهرة التي نظمتها الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين في ديسمبر 1969 في عمّان ناشد حواتمه جميع الدول غير المتطورة إلى المشاركة في حركة تحرر وطني نابعة "من رغبة وقوة الجماهير"، وحثت الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين بشكل خاص إخوانها في الكويت والجزائر والعراق والأردن للإطاحة بحكوماتها.

وفي مؤتمرها السنوي الذي عقد في أغسطس 1970 دعت الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين، مرة أخرى، إلى تصفية فورية للنظام الأردني عن طريق الحرب الأهلية، وحثت على تشكيل "سلطة ثورية" في الأردن لتهيئة البلد للتصدي لخطة روجرز للسلام ، وتقرر خلال هذا المؤتمر أيضا أن علاقة الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين مع كل دولة غير عربية تقوم فقط على أساس رغبة تلك الدولة في التصدي لأي حل سلمي لقضية فلسطين.

وفي الوقت الذي تم فيه إحباط محاولات طرح خط مؤيد لماو تسي تونج، واعتبار الاتحاد السوفييت عدواً للثورة شجب المؤتمر موقف السوفييت الداعم لحل سلمي.
تتمثل الإستراتيجية العسكرية الرسمية للجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين في حرب شعبية شاملة طويلة الأمد، وقد قال حواتمه : إن الشرق الأوسط يجب أن يتحول إلى فيتنام ثانية.
والجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين تتفق من حيث المبدأ مع موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن المصالح "الإسرائيلية" والأمريكية في الشرق الأوسط هي أهداف مناسبة لهجمات إرهابية ، وعلى كل حال قامت الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين ببضع عمليات من هذا النوع، ولكنها تختلف مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أنها يجب أن تنتظر حتى يشتد عودها ، وتصبح أقوى قبل القيام بعمليات متواصلة فهي في الوقت الحالي، لا تملك القدرة المالية ولا التنظيمية للقيام بهجمات عديدة، أو حتى عمليات أقل من حرب الشعبية.

8. تنظيم الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين :
في ديسمبر/ كانون الأول 1969، أفادت التقارير أن الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين أعادت تنظيم نفسها، وحتى يوليو/ تموز 1970 كان المجلس العام أعلى سلطة في الجبهة، ويضم ممثلين منتخبين من كافة الوحدات التابعة لها.
ويمثل المجلس العام الهيئة التشريعية عملياً، حيث يقوم بصياغة السياسة العامة، وتحديث القوانين الداخلية وغير ذلك ، ويعقد المجلس العام اجتماعاً سنوياً ما لم يدع لعقد جلسة طارئة، ومن المفترض نظريا أنه يختار اللجنة المركزية التي بدورها تختار أعضاء المكتب السياسي الذي يعد عمليا أقوى هيئة في الجبهة ، وهذا المكتب هو الذي يتولى إدارة الجبهة يوما بيوم ، ويترأسه الأمين العام (حواتمة) (10 ).

ولدى الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين عدد من اللجان التي تم تأسيسها للبحث في القضايا التنظيمية والتأديبية، وإدارة الخطط والبرامج ، وكما هو معروف فإن أصغر وحدة في الأحزاب الشيوعية هي الخلية التي ترفع التقارير إلى اللجنة المحلية التي بدورها ترفعها إلى اللجنة الإقليمية ، فعلى سبيل المثال هناك لجنة محلية في كل قاعدة عسكرية من قواعد الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين، ويكون قائد القاعدة هو مسئول اللجنة المحلية، وأيضا عضو اللجنة الإقليمية ، ولدى المنظمة مجموعة كبيرة من الضوابط والعقوبات الداخلية.

هناك تباين كبير في التقديرات الخاصة بالقوة العسكرية للجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين، ولكنها على الأرجح تصل إلى بضع مئات من المقاتلين كحد أقصى ، وتبعا لأحد المصادر عندما انقسمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في فبراير 1969، كان لدى الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين 30 عضوا فقط، معظمهم من القياديين في حركة القوميين العرب، ولكن بحلول صيف ذلك العام وصل عدد أفراد الفدائيين في الجبهة إلى 600، وقد تكون هناك مبالغة في ذلك ، ففي أغسطس/ آب 1970 ذكر أحد التقارير أن عدد الفدائيين في الجبهة 240 فقط إلى جانب 3900 "عضو" تقريبا، وقد يشير الرقم الأخير الدعم السياسي المتنامي لها في الشرق الأوسط (11) .

ومن جهة ثانية أشارت تقديرات أخرى إلى أن الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين تمتلك 700 مقاتل، ويقال : إن فدائيي الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين صغار في السن - تتراوح أعمار معظمهم بين 15-20 سنة، وليسوا فاعلين كثيرا.
وقيل أيضا : إن الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين تعاني من حالة تفكك في أعقاب الحرب الأهلية الأردنية بسبب فشلها في تحقيق صورتها ك "طليعة تقدمية" للثورة ضد النظام، وبالتالي خسرت الدعم الشعبي.

وخلال المعارك بدا حواتمة أنه لا يمتلك قناة اتصال مباشر مع قادة الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين الآخرين، وقام بعرقلة قراراتهم الرامية إلى تقويض سلطته، وعليه ذهب إلى سوريا في أوائل أكتوبر لإعادة ترسيخ زعامته، وقيل : إنه حتى أواخر أكتوبر كان حواتمة وغيره من قياديي الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين يديرون المنظمة من دمشق التي أصبحت قاعدة لعمليات الجبهة التي قيل : إنها تعاني من أزمات مالية صعبة جدا.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس