الموضوع: حرب 1948 م
عرض مشاركة واحدة

قديم 28-11-18, 10:57 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بدء الحرب
هاجمت الجيوش العربية المستوطنات اليهودية بفلسطين، كما هاجم الجيش المصري تجمعي "كفار داروم، ونيريم" بمنطقة النقب.
وفي 16 مايو/أيار عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين، ثم عبر لواء رابع وعدد من كتائب المشاة خلال الحرب.
آنذاك كانت الجبهة الأردنية الإسرائيلية أقوى الجبهات وأهمها، نظرا لعلو تدريبات الجيش الأردني وتكتيكاته التي مكنته من خوض ثلاث معارك كبرى (باب الورد، اللطرون، جنين). فيما عانت الجيوش العربية ضعفا شديدا في اتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى التكتيكي، وعجزت عن القيام بمناورات تكتيكية.
وضم الجيش الأردني نحو خمسين ضابطا بريطانيا، وألحق بالإسرائيليين خسائر كبيرة، واحتفظ بالقدس والضفة الغربية كاملة حتى انتهاء القتال.
أما الجيش العراقي فخاض معارك شرسة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية مدعوما بمقاتلين فلسطينيين، وتمكن من إخراج كافة القوات اليهودية منها وعلى رأسها قوات الهاغانا سنة 1948. كما اقترب من تحرير مدينة حيفا (شمال غرب القدس) بعد أن حاصرها، ولكنه توقف بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطاءه أمرا بتحرير المزيد من الأراضي.
وخلد الفلسطينيون ذكرى القتلى العراقيين حيث بنوا مقبرة للشهداء العراقيين (مثلث الشهداء) في إحدى قرى مدينة جنين.
وبدورها استولت القوات النظامية اللبنانية على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية (الجبهة الشمالية للقتال)، وواصلت القتال حتى فرض مجلس الأمن على لبنان وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو/حزيران 1948، وحظر تزويد أطراف الصراع بالأسلحة، سعيا لإيجاد حل سلمي.
وعانى الجيش المصري (أكبر الجيوش العربية في هذه الحرب) من مشاكل تنظيمية ونقص في الأسلحة، رغم أنه قاتل بقوة في معركة الفالوجة التي كانت أهم معاركه، حتى حاصرته القوات الإسرائيلية.
وكان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ووزير دفاعه المشير عبد الحكيم عامر، بين من حوصروا، كما شارك في الحرب أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين من مصر وسوريا والأردن والعراق وفلسطين.
الأسلحة الفاسدة
قضية الأسلحة الفاسدة هي واحدة من أشهر القضايا التي ارتبطت بهزيمة مصر في حرب فلسطين عام 1948، وتم الترويج لأنها كانت أحد أسباب قيام مجموعة الضباط الأحرار بثورة يوليو/تموز 1952 على الملك فاروق الأول.
وكان الملك فاروق قرر دخول الحرب قبل نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين بأسبوعين فقط، ثم أقر البرلمان المصري دخول الحرب قبلها بيومين فقط.
ودفع نقص التسليح وضيق الوقت القيادة المصرية لتشكيل لجنة "احتياجات الجيش" في 13 مايو/أيار1948، ومنحها صلاحيات واسعة لشراء السلاح وتحديد مصادره وأنواعه، في أقرب وقت، دون رقابة.
ومع حظر مجلس الأمن بيع الأسلحة للدول المتحاربة في فلسطين، لتحجيم قدرة الدول العربية على القتال، لجأت الحكومة المصرية لعقد صفقات مع شركات السلاح تحت غطاء أسماء وسطاء مصريين وأجانب، للتحايل على القرار.
وقد أصدر ديوان المحاسبة تقريرا سنة 1950، حمل مخالفات مالية جسيمة شابت صفقات أسلحة للجيش تمت في عامي 1948 و1949.
وقدم المسؤولون عن هذه الصفقات للمحاكمة، بعد ضغوط كبيرة، لكنهم حصلوا جميعا على البراءة في 10 يونيو/حزيران 1953 (بعد الإطاحة بالملك)، ما عدا متهمين اثنين حكم عليهما بغرامة مائة جنيه على كل منهما، وهما القائم مقام عبد الغفار عثمان والبكباشي حسين مصطفى منصور.
وتشير كثير من شهادات الجنود والضباط إلى أن الأسلحة الفاسدة لم يكن لها تأثير في مجريات حرب 1948.
فعندما وجدت لجنة احتياجات الجيش أن الوقت ضيق جداً للحصول على السلاح الذي يحتاجه الجيش للحرب، قررت اللجوء لمصادر كثيرة ومنها مصادر سريعة وغير مضمونة لتوريد السلاح وتمثلت في تجميع أسلحة ومعدات من مخلفات الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية واختيار الصالح منها وإرساله إلى الجيش، وأدى استخدامها عدد منها لوفاة جنود.
وتجدر الإشارة الى أن لجنة احتياجات الجيش قد نجحت في توريد أسلحة أخرى كثيرة متطورة أنقذت الجيش المصري من هزيمة أبشع، ومن سقوط قتلى أكثر مما حدث.
وقف القتال
بعدما فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على لبنان قرار وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو/حزيران 1948 وحظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة، توقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية، فيما واصل جيش الإنقاذ عملياته العسكرية في منطقة الجليل.
تم تحديد هدنة لمدة أربعة أسابيع، وعلى الرغم من حظر التسليح أو إرسال أي قوات جديدة لجبهات القتال فإن إسرائيل لم تلتزم بهذا الشرط، وسعت لتعويض خسائرها، وانهالت عليها الأسلحة بصورة ضخمة وخصوصا الطائرات، كما تطوع كثيرون من يهود أوروبا للقتال.
خرقت إسرائيل الهدنة، تحت مسمع ومرأى من الأمم المتحدة، وزحفت جنوبا نحو الفالوجة (التي كانت بها القوات المصرية) لتوسيع رقعة الأراضي التي احتلتها وتطويق الجيش المصري المتمركز بها، وإضعاف الجبهة الجنوبية التي كانت تقترب من تل أبيب.
وفي 8 يوليو/تموز 1948 استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة تمديد الهدنة.
ومع انتهاء الهدنة اتخذت المعارك مسارا مختلفا، وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم مكنت إسرائيل من بسط سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية.
وفي 21 يوليو/تموز توقفت المعارك بعد تهديدات من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات قاسية على طرفي المعركة. وقد قبل العرب هدنة ثانية، وكان هذا القبول بمثابة اعتراف بالهزيمة.
وفي 7 يناير/كانون الثاني 1949 انتهى القتال بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وطوق القوات المصرية التي كانت موجودة حول الفالوجة في النقب الشمالي. ثم بدأت المفاوضات في جزيرة رودس اليونانية حيث توسطت الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب، وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر.
في الفترة ما بين 24 فبراير/شباط و20 يوليو/تموز 1949 تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع، وفيها تم تحديد الخط الأخضر، وكان مجلس الأمن قد أوصى في 7 مارس/آذار 1949 بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة. وفي 11 مايو/أيار 1949 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه التوصية.
أسباب الهزيمة
يرجع المؤرخون سبب هزيمة العرب في هذه الحرب إلى أسباب عسكرية وأخرى سياسية. أما العسكرية فأبرزها وجود فارق كبير في خبرة القتال والعدد والتسليح بين العرب واليهود.
كما ساهمت بعض القرارات في الهزيمة ومنها:
- انسحاب القوات الأردنية من مواقعها بأمر من قيادتها السياسية، وهو ما تسبب في خسارة أراض واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، ومنها الجليل الأعلى والنقبـ، كما أدت إلى كشف المواقع المصرية ومحاصرتها من قبل الإسرائيليين.
- فارق الخبرة العسكرية والعدد والعدة بين الجيش المصري وجيش الهاغاناه اليهودي، فلم تكن لدى قيادة الجيش المصري سابق خبرة في قيادة أي معارك حربية، فآخر الحروب التي خاضها الجيش المصري كانت بقيادة إبراهيم باشا في الشام سنة 1839، ومنذ ذلك الحين لم يشارك الجيش المصري في أي معارك حربية.
في المقابل شارك جيش الهاغاناه اليهودي في الفيلق اليهودي في الحرب العالمية الأولى، ثم في الحرب العالمية الثانية، فاكتسب اليهود خبرات كبيرة في هذه الحروب متعددة الجبهات.
ونقل مؤرخون عسكريون أن القوات الإسرائيلية كانت تفوق القوات المصرية في العدد بنسبة 2 إلى 1، وبلغت نسبة تفوق القوات الإسرائيلية على المصرية في المعدات والذخائر من حيث الكم والكيف نسبة 3 إلى 1.
- ضعف فرق المقاومة الفلسطينية، وقلة تسليحها وخبرتها التنظيمية.
أما الأسباب السياسية والتي تعتبر العامل الأكبر لهذه الهزيمة فتمثلت في:
- مساندة إنجلترا والولايات المتحدة و فرنسا إقامة دولة يهودية في فلسطين، من خلال تشجيع هجرة اليهود بأعداد ضخمة إلى فلسطين، وإمدادهم بالأسلحة والذخيرة، وتدريبهم، ومنع كل ذلك عن العرب.
ورغم موافقة إنجلترا على دخول الدول العربية الحرب بجيوشها، إلا أنها كانت تعلم أن القوات العربية بتسليحها وقدرتها لن تحقق نصرا على قوات اليهود، كما أنها مارست ضغطاً كبيراً على حكومات الدول العربية لتضمن قيام دولة يهودية في الأراضي التي خصصت لها بموجب قرار التقسيم.
- غياب استراتيجية واضحة لدى القيادة السياسية في مصر التي لم تكن لديها الدراسات السياسية والعسكرية والتاريخية عن فلسطين وخطورة المخطط اليهودي، وطبيعة وأسباب وأبعاد المساندة الغربية لقيام هذا الكيان فوق أرض عربية.
- قيام القوات الأردنية بالانسحاب من مواقعها بأوامر من قيادتها السياسية، وهو ما أدى لخسارة أراض واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، وهي الجليل الأعلى وصحراء النقب. كما أن الانسحابات الأردنية أدت إلى كشف المواقع المصرية ومحاصرتها من قبل قوات العدو كما حدث في الفالوجا.
خسائر الحرب
تقدر الإحصائيات الرسمية الفلسطينية قتلى فلسطين في هذه الحرب بنحو 15 ألفا، فيما يقدر عدد قتلى الجيوش العربية الأخرى بما بين 3700 إلى سبعة آلاف جندي.
ووفقا للإحصائيات الإسرائيلية فإن عدد قتلى اليهود في هذه الحرب وصل إلى نحو 5600 قتيل.
المصدر : الجزيرة نت , مواقع إلكترونية

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس