عرض مشاركة واحدة

قديم 31-08-10, 10:18 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال عبدالناصر
مشرف قسم الإتفاقيات العسكرية

الصورة الرمزية جمال عبدالناصر

إحصائية العضو





جمال عبدالناصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

السيطرة على الموارد النفطية
"
الفجوة بين الإنتاج والطلب آخذة في الضيق، فهي اليوم أضيق منها بالأمس، وبعد غد أضيق منها بغد، وقريبا جدا سوف تردم الفجوة كلية، وفى الوقت نفسه لن تستطيع بدائل البترول سد فائض الطلب. ولهذا يتوقع أن يسيطر البترول على السياسة الدولية بطريقة لم تحدث من قبل

"من هنا نرى أهمية كتاب "الحروب الصليبية على البترول" لمؤلفه عبد الله يحيى زلوم، الفلسطيني الأصل الأمريكي الجنسية الذي تعلم الاقتصاد بجامعة هارفارد الشهيرة. ويقع الكتاب في نحو 210 صفحة، ويشتمل على ثمانية فصول. إلى جانب المقدمة والفهرس والهوامش.
وفى المقدمة يعرض الكاتب لخلفيات غاية في الأهمية تكمن وراء تفسير الحروب الصليبية على البترول -ومن بينها ترسيخ فكرة قيام إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي على أساس هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم وجعله متقبلا- إن لم يكن متّبعا لطريقة الحياة الأمريكية. كما أيد المحافظون الجدد، الذين بيدهم مقاليد الحكم حاليا (عند صدور الكتاب) في الولايات المتحدة، شرعية الحروب الاستباقية لحماية المصالح الأمريكية بعد أن كان هذا يعد من "التدخل في الشئون الداخلية للدول، وأنها وسيلة عدوانية لتسوية النزاعات بين الدول"، كما ورد على لسان المدعى العام الأمريكي في محاكمات نورينبرج في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وقد عبّر الرئيس الأمريكي فرانكلين د. روزفلت عن هذا في خطاب شهير له في أكتوبر 1937 بقوله "إن الحروب الاستباقية لألمانيا النازية تخلق تدخلا غير مشروع في الشئون الداخلية للدول، وتعلن عن ولادة عصر من الإرهاب وعدم الشرعية". وفى ضوء الاعتقاد بأن إنتاج البترول قد بلغ نقطة الذروة، وأنه آخذ في التناقص، مع عدم وجود بديل قريب له، يصبح شريان حياة الرأسمالية مهددا إن لم تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية. ومن ثم بدأت الحرب من أجل السيطرة على هذا "المورد الناضب" وذلك بعد التستر وراء مفاهيم أخرى، ومنها ما أسموه "الحرب ضد الإرهاب" الذي لم يثبت وجوده في حالات عدة، كما سيرد ذكره فيما بعد... ومما زاد الطين بلّه، المبدأ الذي نادي به جورج بوش الذي يقول بأن "من ليس معنا فهو ضدنا".

ويرى المؤلف أن بداية النهاية تكمن في كلمتين هما "عصر ازدهار" صناعة البترول منذ بدايته إلى الوقت الحالي، والسبب في ذلك هو أن إنتاج البترول كان يسبق الطلب عليه بخطوة واحدة على الأقل. ولكن هذه الحال تتبدل وتتغير الآن، ذلك أن الفجوة بين الإنتاج والطلب آخذة في الضيق، فهي اليوم أضيق منها بالأمس، وبعد غد أضيق منها بغد، وقريبا جدا سوف تردم الفجوة كلية، وفى الوقت نفسه لن تستطيع بدائل البترول سد فائض الطلب. ولهذا يتوقع أن يسيطر البترول على السياسة الدولية بطريقة لم تحدث من قبل.

ويرجع السبب في ذلك إلى نمو كثير من الدول، وخاصة الدول النامية كبيرة الحجم بمعياري المساحة والسكان (الصين، والبرازيل، والهند) ومن ثم يتزايد طلبها على الطاقة في الوقت الذي يتناقص المعروض منه.

ومن ناحية أخرى، فإن الشرق الأوسط يمتلك أكبر احتياطيات البترول وأقلها تكلفة لاستخراجه، وهى منطقة يمكن أن تؤثر في اتجاه سياسات أمريكا ومن ثم يجب السيطرة عليها. وكذلك فإن أهم وأكبر شركات البترول هي أكسون-موبيل، وشل، وبريتش بتروليم، وشتيفرون تكساس، وتوتال فينا ألف- وأكبر الدول التي بها بترول هي دول إسلامية : العراق، وإيران، والكويت، والسعودية، والإمارات، ولذلك ليس بمستغرب أن يختار الرئيس بوش الابن-الذي عمل في مجال البترول في تكساس ونائبه ديك تشيني الذي عمل في شركة انرون وتخصصها في مجال الخدمة البترولية- غزو العراق (ص 17).
الغرب والعرب من التاريخ إلى الجغرافيا

"
وزير الدفاع الأمريكي السابق وليام كوهين: سوف تستخدم أمريكا القوة العسكرية بإرادتها المنفردة لحماية مصالحها الحيوية التي تتضمن الولوج الحر إلى الأسواق الرئيسية، وإلى مصادر الطاقة وغيرها من الموارد الإستراتيجية

"فى الفصل الثاني يعرض المؤلف لمختصر تاريخ البترول تحت عناوين: الجيولوجيا، والجغرافيا والجغرافيا السياسية. ويقرر أن البترول العربي قد خصص من البداية للدول الغربية منذ لحظة منح امتيازات التنقيب عن البترول لأوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية. وبالرغم من تصوير الغرب للعرب على أنهم شيوخ أثرياء، إلا أن مجموع دخل دول الأوبك في عام 2003 كان حوالي 240 مليار دولار أمريكي، وهو ما يقل عن إيراد شركة وال-مارت الأمريكية، في نفس العام وهى شركة تعمل في تجارة التجزئة. وأن مجموع الأصول التي امتلكتها 480 مؤسسة تمويلية وبنكا عربيا في جميع الدول العربية في عام 2004 كان 780 مليار دولارا أمريكيا، تمثل نحو 62% من مجموع أصول بنك مجموعة سيتي Citigroup.

ويرى المؤلف أيضا أن ميول الغرب تجاه العرب تمتد جذورها إلى الزمن الذي هزم فيه المسلمون الإمبراطورية الرومانية. فقد أدت الجغرافيا دورا في ذلك نظرا لوقوع الإمبراطورية العثمانية في طريق الحرير، ثم غزو نابليون لمصر في القرن الثامن عشر، الذي حفز الانجليز على محاربة فرنسا على أرض مصر، واكتسبت قوة أكبر في الشرق الأوسط. بل من الأصح القول إن هذه المواجهة قد بدأت قبل ذلك بكثير، أي منذ زمن الحروب الصليبية وطرد المسلمين من أسبانيا. واستمر تأثير الغرب على المنطقة من أجل تحقيق فصل العرى الوثيقة بين الدين والدولة في الإسلام خلافا لما يعتقده المسلمون. وقد نجح الغرب في أعقاب الحرب العالمية الأولى في تفتيت الدولة العثمانية والقضاء على فكرة الخلافة الإسلامية، وذلك ما تضمنته اتفاقية سايكس وبيكو. وقُسَّمت المنطقة العربية بين انجلترا وفرنسا.

وينتقل الكاتب بعد ذلك إلى رواية قصة بترول العراق، ويشبّه الاستعمار البريطاني الذي ساد في القرن العشرين ببناء الإمبراطورية الأمريكية الذي بدأ في القرن الماضي ويستمر في هذا القرن. لقد حرّض الرئيس السابق جورج بوش الأب في عام 1991 العراقيين على الثورة ضد صدام حسين، إلا أن واشنطن كانت تخشى الثورة الشعبية لتأييده. ومن ثم ذهب بعض المحللين إلى القول إن الولايات المتحدة الأمريكية قد شجعت صدام حسين على غزو الكويت، وأن الدافع الرئيسي وراء ذلك هو السيطرة على البترول.

ويعدد الكاتب تحركات سياسية تشبه حركات الشطرنج من أجل التوصل إلى السيطرة على البترول، ومن ذلك تشجيع صدام حسين على الحرب ضد إيران التي دامت لمدة ثماني سنوات. ويختتم هذا الفصل بأمرين في السياسة الأمريكية؛ أولهما أخبار الرئيس كلينتون للأمم المتحدة في عام 1993 بأن "الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعمل بطريقة متعددة الأطراف كلما أمكن ذلك، ولكنها سوف تتصرف بصورة منفردة عندما يكون هذا ضروريا" أي لمصلحتكم. والأمر الثاني ما ذكره وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين عام 1999 من أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستخدم القوة العسكرية بإرادتها المنفردة لحماية مصالحها الحيوية التي تتضمن الولوج الحر إلى الأسواق الرئيسية، وإلى مصادر الطاقة وغيرها من الموارد الإستراتيجية.

 

 


جمال عبدالناصر

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما



   

رد مع اقتباس