عرض مشاركة واحدة

قديم 29-10-09, 08:41 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي القوات المحمولة جوا بين الوصف والمهمة



 

القوات المحمولة جوا بين الوصف والمهمة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
"اقتراب تحليلي يؤكد على مدى تنوع القوات المحمولة جواً، ومن ثم اختلاف مهامها، لتوحيد المفهوم على المستوى العربي بعيداً عن الشكل الأكاديمي والتقليدي".

مقدمة:
تعني كلمة المحمولة بالنسبة للقوات وصف وسيلة النقل المستخدمة، وهى بطبيعة الحال الطائرات بأنواعها المختلفة، حيث كانت قديماً هي طائرات مواصلات مثل الطائرات الأمريكية من طراز C130 أومن طرازات بوينج المختلفة، أو من طائرات الإليوشن أو الأنتينوف الروسية، وحديثاً أصبحت مزيجاً مشتركاً من طائرات المواصلات المشار إليها فضلاً عن أنواع خاصة من العموديات أو المروحيات أو الحوَّامات - كما يطلق عليها فى المدارس العسكرية العربية - وهى ذات حمولات كبيرة يمكنها نقل أعداد معقولة من القوات مثل الطائرات (1 أو M1) الروسية التى تحمل حوالي سرية مشاة (أى حوالى 10 أطنان) أو الطائرات (8 أو M8) الروسية أيضاً التى يمكنها حمل حوالي فصيل مشاه (أي حوالي 3-4 أطنان) ، إضافة إلى استنباط أنماط أخرى للمهام الخاصة التى يمكنها حمل ما بين (10-15) فرداً بأسلحتهم الخفيفة مثل الكوماندوز البريطانية أو السيكروسكي الأمريكية بطرازاتها المتقاربة في الحمولة والطائرة ( 4 أو M4) الروسية.
وبطبيعة الحال فإن وصف القوات بأنها محمولة جواً فإن هذا لا يؤدي إلى معنى أو نتيجة أو مهمة بعينها، حيث إن المسميات التالية جميعها قوات محمولة جواً ولكن مهامها تختلف اختلافاً واضحاً، حيث إن لكل منها تدريباً مختلفاً وتنظيماً مغايراً وتسليحاً متنوعاً، وكافة مفرداتها متباينة، ولعلنا نذكر منها القوات المظلية، وقوات الإبرار الجوي، وقوات الاقتحام الجوي، والقوات المنزلة جواً وغيرها من مهام خاصة وعديدة، ولذا فإننا سوف نتناول فى هذه المقالة كل تلك الأنواع ، موضحين الفروق بينها والمهام المسندة إلى كل منها، لإن هذا الموضوع قد تناوله عديد من غير ذوي الاختصاص، الأمر الذي أدى إلى إيجاد تداخل كبير ومساحات مشتركة فيما بينها قد أضرت بالمفهوم من جانب قادة القوات العسكرية اللذين يلحق بهم أو يعاونهم أي نوع من هذه الأنواع المشار إليها فى العمليات، والدليل على ذلك أن الاستخدام الخاطيء لمثل هذه الأنواع من القوات، عادة ما يؤدي إلى تنفيذ شيء للمهام الموكلة لهم، وينعكس هذا على القوات الخاصة المحمولة جواً وكذا على الوحدة أو التشكيل التعبوي (العملياتي) الأم الأكبر، ولذا فإننا سوف نسعى - فى بساطة غير مخلة - إلى توضيح هذه إلاشكالية وسبر أغوارها من أجل مصلحة الجميع، ولإدراك مدى هذه الأهمية يكفي أن نستعين بمثال واحد قد حدث فى الحرب العالمية الثانية كان له أكبر الأثر على هزيمة قوات المحور فى المسرح الأوروبي، وهو عندما استخدم الحلفاء هذه القوات بحجم غيرمسبوق ولا ملحوق فى التاريخ العسكرى وهو جيش من المظليين، أى حوالي ثلاثة فيالق في طائرات النقل المختلفة وفي الطائرات الشراعية ضد فرق البانزر الألمانية، وذلك عندما أسقطت هذه القوات وأنزلت بالقرب من مناطق تقاطع الطرق والجسور في وسط أوروبا والتى تحول دون نجاح استخدام تلك المدرعات فى القيام بالضربات المضادة الاستراتيجية ضد القوات المتحالفة القائمة بالغزو في نورماندي ، والتي نجحت في اختراق الحائط الغربي للأطلسي حيث نجحت بالفعل في منع وعرقلة تقدم تلك المدرعات ذات الشهرة الرهيبة تجاه الغرب أي تجاه ثغرة الاختراق الكبرى، حيث أسقطت في توقيت متزامن مع حركة القوات المتحالفة تجاه الشرق، أي تجاه الوسط الأوروبي، وبهذا النجاح قدمت تلك القوات المحمولة إنجازاً عسكرياً ضخماً وغير مسبوق لإنجاح أكبر عملية عسكرية تاريخية معاصرة، كانت بداية النهاية لوضع تلك الحرب أوزارها واستسلام ألمانيا وإيطاليا للحلفاء بلاقيد أو شرط، ولعل تلك العملية العسكرية الكبرى كانت معقدة في جميع عناصرها، ولكن بساطة التخطيط فيها كانت لها أكبر الأثر في نجاحها، حيث إن النسق الاستراتيجي الأول كان منقولاً أيضاً ولكن عبر وسائط الإبرار البحري المختلفة، أي أن درجة المخاطرة في استخدام النسق الاستراتيجي الأول والنسق الاستراتيجي المظلي كانت عالية للغاية، ولعل هذا يأتي متوافقاً مع نظريه إنسانية واقتصادية تجارية تقول: إ نه كلما زاد هامش المخاطرة كلما زاد هامش الربحية والعكس صحيح بطبيعة الحال، فعلينا أن نأخذ العبرة من هذا الدرس ونحاول تطويع العمل على مسارحنا العربية الشاسعة والصحراوية، وإن شاء الله سوف نعود في مقالة أخرى للتعرض لعملية الإبرار البحري العظمى التى قام بها الحلفاء على الشاطيء الغربي لأوروبا في منطقة نورماندي الفرنسية، ولعل من أهم أسباب اختيار هذا الموضوع هو نوعية واتساع المسارح العسكرية ومسارح الحرب العربية المختلفة كل في نطاقه الجغرافي الخاص به، ولذا فإن التناول هنا سيكون مختلفاً عن مجرد مقالة توضيحية لبعض المصطلحات العسكرية.

 

 


 

   

رد مع اقتباس