عرض مشاركة واحدة

قديم 19-03-09, 11:29 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب الأهلية الأسبانية



 

الحرب الاهلية الاسبانية
كانت إسبانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي حافظت حتى مطلع القرن العشرين على ملكية ذات تقاليد وأصول كاثوليكية . في حين أن الملكيات الكاثوليكية في أوروبا سقطت إما بفعل الإصلاح الديني كما حدث في بريطانيا مطلع القرن السادس عشر، أو بفعل الثورة كما حدث في فرنسا عام 1789 ، أو بالحروب كما حدث للنمسا في الحرب العالمية الأولى .

فقد استطاعت إسبانيا أن تحافظ على تقاليدها الدينية لما كان للكنيسة الكاثوليكية من نفوذ فيها . وكانت الثورة الشيوعية قد نجحت في روسيا عام 1917 ، وتشكًل الاتحاد السوفيتي السابق عام 1918 . واتجهت سياسة الحكومة السوفيتية في الثلاث سنوات الأولى بعد الثورة إلى تحطيم جميع الحكومات الرأسمالية في العالم ، وتأسيس طبقة كادحة (بروليتارية) على غرار نظام الحكم السوفيتي، وإنشاء اتحاد دولي بين جميع الجمهوريات السوفيتية التي يمكن تأسيسها بعد نجاح الثورات في تلك الدول ، وبذلك يتمَّ إنشاء مجتمع عالمي . وكانت إسبانيا وجهة مفضلة للشيوعيين لنشر دعايتهم بسبب فساد الطبقة الأرستقراطية الحاكمة التي كان كل همها أن تجمع الثروات على حساب الشعب .

وسرعان ما انتشرت الثورة في إسبانيا بشكل كثيف ، وبدأوا يتوثبون للانقضاض على الملكية ، وراحوا يطالبون بالتغيير . وكانت حكومة الملك الفونسو الثالث عشر ضعيفة وفاسدة . فقام الجنرال بريمودي ريفييرا عام 1923 بانقلاب عسكري أطاح بها مستعيضاً عنها بأخرى فرضت الأحكام العرفية ونصّب ريفييرا نفسه حاكماًً عسكرياً على إسبانيا . فاعتقل المعارضين حتى بلغ عدد المعتقلين نحو 30 ألف معتقل ، وزاد الضغط على حكومة ريفييرا . ففي عام 1929 انتشر العصيان في الجيش وقام طلاب الجامعات وطبقات العمّال بالمظاهرات وأحداث الشغب مما أدى الى إستقالة ريفييرا في عام 1930 ومغادرته البلاد ، وتحت تلك الضغوط أصدر الملك مرسوما في عام 1931 لإجراء إنتخابات وقد فاز اصحاب المطاليب في أغلب المدن ، وعلى الأخص في مدريـد وبرشلونـة . وقـام زعيـم الحركـة "نكيتو الكالازامورا" بتوجيه إنذار إلى الملك الفونسو بضرورة التنازل عن العرش .

فغادر الملك إسبانيا دون أن يوقع وثيقة رسمية بالتنازل عنه . وما لبث زامورا أن أعلن قيام الجمهورية ، ونصّب نفسه رئيساً لها . وانتقل إلى قصر الملك ، واستقالت الحكومة المؤقتة ، وكوًن مجلس للوزراء برئاسة "مانويل أزانا" الذي أعلن عزم حكومته على السير في طريق الثورة حتى النهاية . ففي عام 1932 تقرر حلُّ نظام "الجزويت" ومصادرة أملاكهم ، وألغيت المدارس التابعة مباشرة للكنيسة ، ومنع رجال الدين من ممارسة التعليم فيها .

وتقرر تأميم أملاك الكنيسة لصالح من يسمّونهم العمّال والفلاحين (البروليتارية). كما صادروا ضياع من يسمونهم الإقطاعيين بدون دفع تعويض لهم ، وقاموا بحملة واسعة ضد رجال الكنيسة بهدف إلغاء الدين وتدهورت الأوضاع في إسبانيا بسبب رفض معظم الأسبان لتلك المبادئ . وخافت الحكومة من أن يعيد الشعب الملك إلى العرش ، عند ذلك قرروا إجراء انتخابات عامة جديدة عام 1933 ، وقد انهزم الشيوعيون في هذه الانتخابات ، فجن جنونهم ، فقاموا بمحاولة انقلابية عام 1933 ولكنها فشلت ، فقاموا بالاعتداء على الكنائس وذبحوا آلاف الرهبان والراهبات ، فعمّ الاضطراب والهيجان والشغب البلاد بأسرها . فقام رئيس الجمهورية زاموار بتحديد يوم 16/2/1936 موعداً للانتخابات العامة . لكن هذه الانتخابات وضعت إسبانيا في موقف أشدّ سوءاً ، فقد زاد الانقسام بين أبناء الشعب الإسباني فطلبوا من الرئيس زامورا أن يتحرك ضد أعدائهم ، فيصدر أمراً باعتقال المحرّضين .

لكنه لم يفعل شيئاً ، فاشتدّ حنقهم ضده واتهموه بالضعف وأقالوه وعيّنوا مكانه أزانا . فأصدر أزانا أمراً بإحالة جميع الضباط الذين يشتغلون بالسياسة إلى التقاعد ، كما قام بنفي ألآخرين وكان من بينهم الجنرال "فرانشسكو فرانكو" الذي كان قائداً للفرقة الإسبانية التي كانت تعمل في مراكش ، وقد تقرر نفيه إلى جزر كناري ، وأدى ذلك إلى قيام حركة عصيان في إسبانيا ضد الحكومة ، وحاول بعض القادة في الجيش إحداث انقلاب لمصلحة الملكيين عام 1936 . وبدأت المناوشات بين الجانبين ، وعقد الجنرال فرانكو عزمه على إنقاذ إسبانيا من تلك ألأوضاع واتصل بعدد من الضباط المخلصين له واتفق معهم على الثورة . وتوجه إلى المغرب لإعداد القوات المخلصة هناك لانطلاق الثورة ، ومن هناك اتصل بهتلر وموسوليني لمساعدته بالسلاح ولنقل القوات إلى داخل إسبانيا ، حيث كانت مياه المضيق تحت سيطرة الحكومة . وكانت هذه أول عملية إنزال لقوات محمولة جواً في التاريخ ، وبدأت الحرب الأهلية الإسبانية في 17 يوليو 1936 .

وعلى الرغم من أن هذه الحرب كانت في الظاهر داخل إسبانيا ، إلاّ أنها في الواقع كانت صراعاً أيديولوجياً بين المبادئ الأوروبية المختلفة ، وأصبح أنصار الحكومة بعد نشوب الحرب الأهلية يُطلق عليهم "الحمر" ، بينما كان أنصار فرانكو يطلق عليهم "الفاشست" .
وبدأت المساعدات تتدفق على الحكومة من الاتحاد السوفيتي السابق ومن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة . بينما كانت المساعدات تتدفق على فرانكو من ألمانيا وإيطاليا وأيرلندا الحرّة . كانت إسبانيا في ذلك الوقت تجمع بين كل المتناقضات ، وبين التيارات المتصارعة في أوروبا، وكانت الحقيقة.. أوروبا مصغرة بالاضافة الى انها ساحة معركة لاختبار الأسلحة والأيديولوجيات المختلفة. الحرب الأهلية الإسبانية كانت إنذارًا . تحالف عجيب من الأسلحة والأيديولوجيات المختلفة ، الحركة "الكارلستية" المؤيدة للملكية والمعارضة للجمهورية ظلت تدعو لإحياء ماضي إسبانيا ملوكها ، وكريستوفر كولومبس ، والعصر الذهبي للمكتشفين ، والسيطرة العالمية حين ما كانت إسبانيا هي الدولة الاستعمارية الأولى في العالم

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس