عرض مشاركة واحدة

قديم 15-09-09, 01:08 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

3 - الحشد

ويقصد بالحشد - في الاصطلاح العسكري - ضمان التفوق في النقطة أو النقط الحاسمة في مسرح العمليات، وبديهي أن الحشد بهذا المعنى يعتمد على التأليف الصحيح بين القوات والعتاد المتيسر.

ولا يخفى- بأدنى تأمل - أن الحشد بهذا المعنى لا علاقة له بعدد سكان الدولة المحاربة، أو تعداد جيشها في مسرح الحرب كله، اللهم إلا من ناحية المعاونة على توفير العدد المطلوب من القوات.
وقد أثبتت التجارب أن الخطط السليمة في مجال الحشد ليست بديلا عن تنفيذ الحشد بواقعية وكفاءة واقتدار.

ويتبع في تحقيق الحشد طرق عدة، أهم ما يراعى فيها عدم الإخلال بالمبادئ الأخرى للحرب، كما يراعى فيها، كلما أمكن، الاستفادة من الخطوط الداخلية، والموقع المركزي، كما تفعل إسرائيل دائما، وكما فعلت الهند في حربها الأخيرة مع باكستان بشطريها الشرقي والغربي قبل أن ينفصل الشطر الشرقي ويصير دولة بنجالادش.

ومن أمثلة السنن المتبعة لتحقيق الحشد، استخدام الاحتياطي الاستراتيجي في النقط المطلوب تحقيق التفوق فيها، وكذا إجراء الهجوم التثبيتي (الثانوي ) بعيدا عن اتجاه - المجهود الرئيسي، منعاً لعدو من تحريك قواته في اتجاه النقط الحاسمة في مسرح العمليات.

ولاشك أن مثل هذا الهجوم التبيتي يحتاج إلى تخطيط بارع، وقادة مهرة يعرفون ما يجب عليهم فعله، ويدركون مدى ما ستتعرض له قواتهم حتى ينجح المجهود الرئيسي في المكان المخطط له. وفي حرب أكتوبر سنة 1973 استخدمت القوات المحمولة جوا على الجبهة المصرية، بكثافة ملحوظة نسبيا، لإجراء الهجوم التثبيتي خلف وعلى أجناب خطوط القتال. ففي الشمال قاتلت هذه القوات لمنع قوات العدو المدرعة من التدخل لصالح المعركة الدائرة عند خط القتال، كما أن هذه القوات، وقد أسقطت فوق خط الممرات، لم تسمح للعدو بتجاوز المضايق الجبلية إلا بخسائر ملحوظة، وأما في الجنوب، فقد كفى قوات الصاعقة المصرية شرفا، أن قواعد دورياتها هناك قد أجبرت مجموعة من قوات العدو، من بينها لواءين مدرعين، على البقاء في أماكنها، وبالتالي تخفيف الضغط على القوات المقتحمة لقناة السويس.

ولم تكن تلك بالطبع هي كل قوات المجهود الثانوي فقد كانت هناك نسبة من هذه القوات تعمل على قناة السويس كذلك، ولعل هذا هو أساس اختيار الهجوم على كل مواجهة القناة حتى لا يفطن العدو إلى اتجاه المجهود الرئيسي، ويضطر بالتالي إلى توزيع قواته على كافة المواجهة وهو ما حدث منه، وأدى إلى ضعف هجماته المضادة على طول المواجهة، تطبيقاً لقاعدة: « إن القائد إذا حاول أن يكون قويا في كل ميدان فسوف يكون ضعيفاً في كل مكان ».

4 - خفة الحركة

وخفة الحركة تعني في المنطق العسكري أمرين: أولهما التحرك بالسرعة المطلوبة في الزمان والمكان الصحيحين، وثانيهما سهولة التحرك في أي اتجاه، أي المرونة في إجراء المناورة الاستراتيجية.

ولاشك أن إحراز التفوق في خفة الحركة ليس أمراً مطلقاً، بل هو أمر نسبي يتم بالمقارنة بالقوات المعادية.

على أنه في إطار الحرب التقليدية، فإن خفة الحركة تتحقق في الوقت الحاضر بوسائل عدة، منها: ميكنة القوات واستخدام الوسائط السريعة للنقل جوا وبحرا، ووضع القوات في أماكن تمركز مختارة، وكذا تدريب القوات على معطيات الاختراق السريع، والحرب الخاطفة.

 

 


   

رد مع اقتباس