عرض مشاركة واحدة

قديم 09-01-10, 10:10 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


قدرات أمريكا لتدمير أسلحة الخصوم النووية.
رغبة الإدارة في تقليص ترسانة الولايات المتحدة أمر مفهوم، على الرغم من أن الترسانة تمثل ربع الحجم الذي كانت عليه بعد انتهاء الحرب الباردة، إلا أنها لا تزال تضم ما يقرب من 2200 رأس حربية استراتيجية تشغيلية، وبالتالي فهي كافية للرد على أي هجوم نووي يمكن تصوره. فالتفوق النووي الأمريكي المنبثق من الترسانة الأمريكية الحالية يجعلها أكثر قدرة بكثير من سابقتها في أيام الحرب الباردة، لاسيما في مجال القدرة على تدمير الأسلحة النووية للخصم قبل أن يتمكن من استخدامها.
لن يحدد حصر عدد الرءوس الحربية الأمريكية أو قياس القدرات المضادة النوع الواجب الاحتفاظ به وتحسينه في الترسانة، وسيتم الاحتياج إليه كقوة للردع في القرن الحادي والعشرين. فالطريق الأوحد لتحديده، هو العمل من خلال منطق الردع التصوري: أي النظر في الإجراءات التي سيتم الاحتياج إليها للردع، لمعرفة التهديدات التي يمكن أن تصدر، والقدرات التي ستكون الولايات الأمريكية في حاجة إليها لمواجهة تلك التهديدات.
يجب أن تولي الإدارة عناية فائقة لتحديد القدرات الواجب الاحتفاظ بها لردع خصوم الولايات المتحدة خلال الحرب مما يعني ترسانة تتألف فقط من أسلحة عالية القدرة والعائد. ولكن في هذه الحالة ستقيد سلاح الردع النووي للولايات المتحدة الخيارات المتاحة لقادة الولايات المتحدة، ويحصر الخيارات إلى خيارات انتقامية فائقة إذا ما حاول الخصوم استغلال الفرصة عن طريق تهديد حليف للولايات المتحدة أو شن ضربات نووية ضد القواعد الأمريكية في الخارج لإجبار الولايات المتحدة بالانصياع لمطالبهم. في هذه الحالة، سيكون أمام القادة الأمريكيين اتخاذ خيارات انتقامية تدميرية لبيونج يانج وطهران، إلا أن الرد سيكون محدودًا وإلى حد كبير غير متناسب، والقيام بمثل ذلك قد يتسبب في مزيد من الهجمات النووية كرد فعل مضاد، نتيجة لذلك سيكون الردع على هذا الأساس ولمثل هذا التهديد مشكوك فيه ومن شأنه أن يفتقر إلى المصداقية.
بدلاً من ذلك، ينبغي أن يُشكل الردع النووي الأمريكي مصداقية بإعطاء قادة الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات الانتقامية متباينة القدرات، بما في ذلك القدرة على الرد على الهجمات النووية بأي من الخيارات سواء النووية أو التقليدية كبديل لضرب المدن وتقليل الخسائر والضحايا. فأساس هذه المرونة هو وجود الردع الحالي لترسانة الولايات المتحدة والتي تضم خليطًا من الرءوس الحربية ذات دقة عالية ومنخفضة العائد والتي تتيح للقادة مجموعة واسعة من الخيارات الانتقامية بما في ذلك القدرة على شن هجوم دقيق ولكنه منخفض جدًّا من حيث عدد الضحايا لأي ضربة نووية. هنا نجد ضرورة تنوع الترسانة النووية للولايات المتحدة بالحفاظ على مزيج من القدرات والأسلحة ذات التقنيات العالية والمنخفضة.
الردع في فترات الظلام.
عرضت الدراسة للمشكلة الرئيسة لسلاح الردع الأمريكي في المستقبل، حتى في حالة الخصم الرشيد الذي سيكون لديه حوافز قوية لإقحام الأسلحة النووية في أي أزمة سواء بالتهديد باستخدامها، أو وضعها في حالة تأهب، أو اختبارها، أو حتى استخدامها خلال حرب تقليدية ضد الولايات المتحدة. وبالتالي إذا كانت القوات العسكرية الأمريكية على أعتاب مراحل النصر في ميدان المعركة، فيمكن للخصوم استخدام التهديدات النووية لإجبارها على وقف إطلاق النار أو منع الولايات المتحدة للوصول إلى القواعد العسكرية الحليفة. وهذه التهديدات يمكن أن تنجح في الضغط على الولايات المتحدة لتسوية نزاع قصير دون تحقيق نصر حاسم.
ويبدو التصعيد النووي استراتيجية بعيدة المنال، لكنها كانت سياسة الناتو خلال معظم فترة الحرب الباردة. فاللغز المركزي الاستراتيجي للحرب الحديثة هو الأسلوب الأنسب ذاته للسيطرة على ساحة المعركة التقليدية، وهو ذاته الذي يرجح تحول ساحة المعركة التقليدية إلى مرحلة التصعيد النووي.
إضافة إلى ذلك، إدارة العمليات العسكرية المعقدة لمنع التصعيد هو أمر ليس بهين. ففي عام 1991، وتمهيدًا لحرب الخليج الثانية، أكد وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر لوزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، أن الولايات المتحدة ستترك نظام صدام حسين في السلطة ما دام العراق لن يستخدم أسلحة كيماوية أو بيولوجية. وعلى الرغم من تأكيدات بيكر، فإن الجيش الأمريكي أطلق العنان لحملة تفجيرات كبيرة تستهدف قادة العراق، والتي حاولت مرة واحدة على الأقل استهداف قتل صدام حسين.
وبالتالي فإن هدف الولايات المتحدة سيكون بلا شك هو منع التصعيد النووي في المواجهات المستقبلية مع الخصوم المسلحين نوويًا. لكن زعماء الخصوم سيضطرون لاستخدام ترساناتهم النووية لفرض وقف لإطلاق النار والبقاء في السلطة
استخلاصات ونصائح لأوباما.
وتختتم الدراسة باستخلاص عدة نتائج ونصائح لإدارة أوباما منها: إذا أرادت الولايات المتحدة ردع الهجمات النووية أثناء الحروب التقليدية، فلابد من معرفة الكيفية التي يمكن أن ترد بها مثل هذه الهجمات، والإبقاء على القوات النووية القادرة على تحقيق ذلك. فأبشع التهديدات الانتقامية التي يمكن أن تصدرها الولايات المتحدة - تدمير المدن إذا حاول قادة العدو التلويح أو استخدام الأسلحة النووية - يعد أساسًا ضعيفًا للردع. فتهديد كهذا سيفتقر إلى المصداقية. فتدمير مدينة سيكون ردًّا غير متكافئ إلى حد كبير إذا استخدم العدو الأسلحة النووية ضد هدف عسكري بحت، مثل حاملات الطائرات الأمريكية في عرض البحر، أو قاعدة أمريكية تقع بعيدة عن منطقة النزاع.
إضافة إلى ذلك، توجيه ضربة انتقامية على مدن العدو من شأنه عدم تحقيق الأهداف العسكرية الحاسمة، وبالتالي ستكون العواقب مروعة بالمقارنة بالغرض الضئيل منها. فإذا استخدم العدو الأسلحة النووية، فسيكون الهدف الأكثر إلحاحًا الولايات المتحدة هو منع مزيد من الهجمات النووية وليس القضاء على قواته النووية أو بالضرورة قتل قادته. فالخيار الأقل سوءًا في مواجهة التهديدات النووية الصريحة أو بعد توجيه ضربة نووية محدودة قد يكون هجومًا مضادًّا لمنع مزيد من الاستخدام النووي. ويمكن أن تستخدم الأسلحة النووية أو التقليدية أو هما معا في الضربة المضادة. فمصداقية الردع يجب أن تعطي زعماء الولايات المتحدة عديدًا من الخيارات المقبولة في حالة استخدام العدو للأسلحة النووية.
وأوضحت الدراسة مدى تطور المحاولات الأمريكية التصورية لنمو القدرات المضادة في الولايات المتحدة، وذلك عن طريق تطبيق مجموعة من الصيغ البسيطة المستخدمة من قبل المحللين على مدى عقود لتقدير فعالية الهجمات المضادة. فصممت الولايات المتحدة ضربات أمريكية على مجموعة صغيرة من الأهداف التصورية: 20 من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الصوامع المحصنة، والحجم التقريبي للنطاق الطويل الحالي للصين، وقواعد القوة الصاروخية. التحليل قارن بين قدرات مينتمان (1985)، أي صواريخ مينتمان الباليستية العابرة للقارات، بتلك الصواريخ الحديثة الباليستية (ترايدنت II ) التي تطلق من الغواصات.
ثم أشارت الدراسة نتائج غاية في الأهمية حدثت نتيجة الثورة التكنولوجية الحديثة في دقة نتائج المحاولات التصورية، حيث أصبح من الممكن للولايات المتحدة إجراء ضربات نووية مضادة ذات عائد منخفض والتي تلحق خسائر وضحايا قليلة نسبيًا. نموذج الحاسوب لوزارة الدفاع الأمريكية، المسمى مخاطرة التنبؤ والقدرة على تقييم المخاطر Hazard Prediction & Assessment Capabilities (HPAC)، يقوم بتقدير تشتت الغبار النووي أو الدقائق المشعة والقاتلة الناتجة من الانفجار النووي في منطقة معينة. وهذا من شأنه أن يمنح القدرات التي من شأنها إعطاء الرئيس الأمريكي خيارات حقيقية وفعالة لضربة قوية مضادة ومتناسبة مع محاولات العدو بالتلويح أو استخدام الأسلحة النووية

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس