عرض مشاركة واحدة

قديم 12-07-09, 07:49 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

طبيعة حرب العصابات



فقد بدأ الجيش الأمريكي وقوات المارينز (من الضروري الإشارة هنا أن هناك فرقا تنظيميا بين الطرفين) في شهر تشرين الاول (أكتوبر) الماضي بتوزيع كتيب على الجنود الأمريكيين في العراق يشرح طبيعة حرب العصابات والوسائل التي يجب اتباعها لـ مكافحتها . ويشير الدليل العملي إلى أن فكرة كتابته أتت في إطار ما جرى من عدم استقرار على إثر سقوط بغداد حيث أنه وجد وعيا متزايدا بأن طبيعة الحرب التي تلت ذلك لا تتصف بصفات الحروب النظامية المعتادة وهو ما لم يقع التحضر له .


كما يشير كاتبو الدليل الى أنه تمت الاستعانة في تحريره بتجارب تاريخية سابقة لحروب مضادة للمقاومة و إلى شهادات جنود وضباط أمريكيين شاركوا في الحرب.

ومن ضمن الاستنتاجات الواردة في هذا الكتيب (و الذي تم توزيعه بشكل محدود غير أنه متوفر على الانترنت) التحذير من أن دورا أمريكيا طويل المدى في الأعمال القتالية يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بشرعية حكومة الدولة المضيفة وهو ما يؤدي أيضا إلى مزيد استعداء ثقافات هي أصلا معادية للولايات المتحدة .

وفي الواقع فإن أهمية هذا الكتيب تكمن في أنه مشروع يعبر عن أوساط قيادية عسكرية بحته لا تعبر ضرورة عن الأوساط المدنية المرتبطة برامسفيلد والتي تشرف على عملية تغيير الثقافة السائدة والتي من ضمنها طبعا القيام بمشاريع مثل عين الرب .

ومن المهم أن نعرف هنا أن المسؤول العسكري المشرف على إعداد الكتيب المذكور هو الجنرال جورج والاس (WilliamWallace) والذي تم استدعاؤه من العراق بعد الانتقادات العلنية التي وجهها في الأسابيع الأولى من بداية الحرب الأمريكية على العراق في اذار (مارس) 2003 إلى دائرة التخطيط العسكري في البنتاغون (و التي يشرف عليها بول وولفويتز) وذلك أثناء تزايد الهجمات المتفرقة والتي كانت مؤشرا على نوايا النظام العراقي المبكرة في اعتماد إستراتيجية حرب العصابات في مواجهة الهجوم الأمريكي.

وتركزت انتقادات الجنرال الأمريكي آنذاك في أن البنتاغون لم يعد الجيش الأمريكي لمواجهة أسلوب حرب العصابات. ومما يستدعي اهتماما متزايدا بمواقف الأخير هي التصريحات التي أدلى بها إلي النيويورك تايمز في علاقة بالخبر أعلاه حيث أشار إلى أن الكتيب المذكور يعمل على التذكير بأن مواجهة حرب العصابات غير ضرورية في حال تجاهل العوامل السياسية المحيطة بها.

وفي الواقع هذه إشارة إلى وجود تباين داخل الأوساط العسكرية الأمريكية حول مسائل الاستراتيجية العسكرية وكيفية التعامل مع الوضع في العراق، وهو ما يؤكد مؤشرات أخرى تسبق التطورات الأخيرة تدفع كلها إلى الاعتقاد بأن هناك صراعا فكريا بين طرفين أساسيين:

كتلة المدنيين المسيطرين على وزارة الدفاع تستعين ببعض الجنرالات وأوساط عسكرية ميدانية تلقى الدعم من قبل باحثين مقربين من الأجهزة الميدانية.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس