روسيا تتهم أميركا بالتخطيط للتدخل العسكري في فنزويلا
غرافيتي في أحد شوارع كراكاس لسيمون دي بوليفار يتوسط مادورو (يمين) وهوغو شافيز (غيتي)
اتهمت روسياالولايات المتحدة بالتخطيط لتدخل عسكري في فنزويلا، محذرة من خطر نشوب نزاع مسلح هناك، ومؤكدة استعدادها للتوسط لاحتواء الأزمة، في وقت اعترف البرلمان الأوروبي بخوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا باعتباره الرئيس الفعلي للبلاد، في خطوة رمزية للضغط على الرئيس نيكولاس مادورو.
وفي موسكو قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "لسوء الحظ لا يمكننا القول إن خطر نشوب نزاع مسلح في فنزويلا قد انقضى، لا تزال كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك التدخل المباشر للقوة الخارجية في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة".
وأضافت في مؤتمر صحفي اليوم "نشرت وسائل الإعلام ملاحظات منسوبة لجون بولتون مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي تفيد بوجوب إرسال نحو خمسة آلاف جندي أميركي إلى الدول المجاورة لفنزويلا".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "أستطيع أن أؤكد لكم عدم وجود حديث عن إجلاء الدبلوماسيين الروس أو عائلاتهم أو أي مواطن روسي أو موظف".
غوايدو يستبعد
من جهته، استبعد خوان غوايدو اندلاع حرب أهلية في بلاده، مؤكدا أن أغلبية ساحقة من مواطنيه تؤيد رحيل الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية في مقابلة مع صحيفة "البايس" الإسبانية "في فنزويلا خطر اندلاع حرب أهلية غير قائم خلافا لما يريد البعض الاعتقاد به أو الإيحاء به، لماذا؟ لأن 90% من السكان يريدون تغييرا".
غير أن غوايدو حذر من "خطر حدوث عنف من قبل الرئيس نيكولاس مادورو ونظامه الذي يستخدم القوات الخاصة للشرطة والقوات شبه العسكرية"، وقال إنهم "قتلوا عشرات الشباب خلال أسبوع، أكثر من 140 في 2017".
وقال في المقابلة نفسها "إنني واثق بأنه في لحظة ما سينتهي الأمر بالجيش بالتعبير بشكل جماعي عن استيائه وبانتهاز هذه الفرصة ليقف في صف الدستور، وليس فقط لأننا نعرض العفو وضمانات".
مظاهرة لأنصار المعارضة في العاصمة الفنزويلية (الأناضول)
اعتراف أوروبي
في غضون ذلك، اعترف البرلمان الأوروبي اليوم بالمعارض الفنزويلي خوان غوايدو "رئيسا شرعيا بالوكالة" لبلاده، داعيا كل دول الاتحاد الأوروبي إلى القيام بالمثل عبر اعتماد "موقف حازم وموحد".
واقترح القرار -الذي صوت عليه في بروكسل- بشكل مشترك أبرز الكتل السياسية في البرلمان وأقرته أغلبية كبرى من النواب (439 مقابل 104 وامتناع 88).
وفي القرار -الذي اعتمد خلال جلسة عامة في العاصمة البلجيكية- دعا النواب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني "والدول الأعضاء إلى اعتماد موقف حازم وموحد والاعتراف بخوان غوايدو رئيسا شرعيا وحيدا بالوكالة للبلاد".
وهذا الاعتراف بالمعارض الفنزويلي سيبقى ساريا "إلى حين اجراء انتخابات رئاسية جديدة حرة وشفافة وذات مصداقية بهدف إعادة الديمقراطية" إلى البلاد.
وفي القرار الذي اعتمد يدين البرلمان الأوروبي "بشكل حازم القمع الوحشي وأعمال العنف التي أوقعت قتلى وجرحى"، ويحض "السلطات الفنزويلية على وقف كل انتهاكات حقوق الإنسان".
كما يؤكد مجددا "دعمه بدون تحفظ للجمعية الوطنية التي هي الهيئة الديمقراطية الوحيدة المشروعة في فنزويلا التي يجب أن تستعاد سلطاتها وأن تلقى الاحترام".
وكانت الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد أعلنت السبت الماضي أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ "إجراءات جديدة" في حال لم تتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية "في الأيام المقبلة في فنزويلا، لكنهم لم يصلوا إلى حد الاعتراف جماعيا -ولا حتى بشكل مشروط- بخوان غوايدو.
لكن أربع دول هي إسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا قامت بذلك ومنحت الرئيس نيكولاس مادورو السبت مهلة "ثمانية أيام" لكي يدعو إلى انتخابات وإلا فإنها ستعترف بغوايدو رئيسا لفنزويلا لينظم هذه الانتخابات.
من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت اليوم أن بلاده تؤيد فكرة فرض عقوبات على أفراد محددين في فنزويلا من أجل زيادة الضغط على الرئيس مادورو لحمله على تنظيم انتخابات.
وقال هانت قبل اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين في بوخارست "لا ننوي فرض عقوبات على البلد بأكمله، لأنه يواجه أزمة إنسانية ولا نريد أن نزيد تفاقم الوضع".
وأضاف هانت في بيان "لكن عقوبات محددة الأهداف ضد الأفراد الذين أثروا على ظهر بقية السكان الفقراء، أمر يمكن أن يكون فعالا كما أعتقد".
المصدر : الجزيرة نت