عرض مشاركة واحدة

قديم 28-08-09, 11:55 AM

  رقم المشاركة : 165
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي أمريكا وفوبيا السلاح النووي "الجهادي"



 

أمريكا وفوبيا السلاح النووي "الجهادي"





في الذكري التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، لا تزال كثير من المؤسسات البحثية الأمريكية مسكونة بهاجس إمكانية تعرض الولايات المتحدة لهجوم جديد. وثمة قناعة رئيسية تهيمن علي عدد من مراكز الدراسات المتخصصة في دراسات الإرهاب والشرق الأوسط، مفادها أن الهجوم القادم علي الولايات المتحدة سوف يكون هجوماً مرعباً من خلال استخدام أسلحة الدمار الشامل.
وفي هذا الإطار نشرت مجلة "رؤي استراتيجية Strategic Insights" التي يصدرها مركز الصراعات المعاصرة Center for Contemporary Conflict علي موقعه علي شبكة الانترنت http://www.ccc.nps.navy.mil، دراسة عن " الراديكاليون وجاذبية أسلحة الدمار الشامل .. الدوافع الإيديولوجية واستغلال الدول الفاشلة".

تنطلق الدارسة من فرضية أساسية مفادها أن القدرات العملياتية الهائلة والتنظيم الجيد الذي تستند عليه الحركات الإسلامية الراديكالية، يؤكد الاستعداد الدائم لدي هذه الجماعات لتنفيذ عمليات هجومية "نوعية" تصيب أهدافاً ورموزاً حيوية في العالم الغربي.
وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلي أن الهجمات المؤثرة التي قامت بها هذه الجماعات سواء في نيويورك أو في مدريد ولندن، يعني أن ثمة استراتيجية دقيقة تسعي هذه الجماعات لتنفيذها هدفها الرئيسي ضرب البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدول الغربية. وهو ما يعني ضرورة الالتفات لكل ما يصدر عن زعماء وقادة هذه الجماعات بشكل قوي.

وتري الدراسة أن العدو الأساسي لا يتمثل فحسب في التنظيمات الإسلامية الراديكالية، وإنما أيضا في الأيديولوجية الإسلامية المتشددة، التي تلعب دوراً مهماً في تغذية الشعور بصدام الحضارات وتسعي للإجهاز علي رموز الحضارة الغربية علي حد وصف الدراسة.
ومن هذا المنطلق تذهب الدراسة إلي أن الفهم الدقيق لهذه الإيديولوجية الراديكالية، ومدي قوتها وضعفها، من شأنه أن يسهم في تطوير آليات الحرب علي الإرهاب، وتلجيم النزعات المتطرفة التي يسعي الجهاديون لنشرها في العالم الإسلامي.

لماذا يسعي الراديكاليون لامتلاك أسلحة الدمار الشامل؟
تحاول الدراسة الإجابة علي تساؤل رئيسي هو: ما هي فرص حصول الإسلاميين المتشددين علي أسلحة الدمار الشامل؟ هنا تشير الدراسة إلي أنه منذ نهاية القرن الماضي، فإن كثير من الخبراء والمحللين اهتموا بإمكانية حصول التنظيمات الإسلامية الراديكالية علي مكونات أسلحة الدمار الشامل، وأن بعضهم ربما نجح بالفعل في الحصول علي هذه المكونات.
ويبدو أن ثمة فرضية تدفع الدراسة باتجاه تأكيدها، وهي عدم وجود قيود أخلاقية أو أيديولوجية قد تمنع الإسلاميون الراديكاليون من استخدام أسلحة الدمار الشامل، إذا حصلوا علي مكوناتها، وأن ثمة دوافع دينية تمثل أرضية قوية لدفع هؤلاء لاستخدام هذه الأسلحة.
لذا فإن الدراسة تولي اهتماماً كبيراً للبعد الإيديولوجي في استراتيجية التنظيمات الراديكالية وسعيها لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، كما أنها تهتم أيضا بالقدرات الفعلية التي تمتلكها هذه التنظيمات، وأهمها الاستفادة من حالة الفشل المؤسساتي الموجود بالعديد من الدول الضعيفة أو تلك التي لا تستطيع السيطرة علي أراضيها.
وفي معرض تفسيرها لرغبة التنظيمات الإسلامية الراديكالية في امتلاك أسلحة الدمار الشامل تري الدراسة أن هناك هدفين رئيسيين يمكن تحقيقهما في هذا الإطار:
1- نشر الرعب وذلك وفقاً لاستراتيجية "الانتشار العمودي".
2- دعم المكانة الرمزية لهذه الجماعات وزيادة نفوذها.
بالنسبة للهدف الأول تشير الدراسة إلي أن هناك رغبة قوية لدي المنظمات الإسلامية الراديكالية في إرهاب ملايين البشر، وتحطيم المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الغربية باعتبارها مؤسسات فاسدة. ولذا فإن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هو امتلاك أسلحة الدمار الشامل. وتركز الدراسة علي فكرة الانتشار العمودي للرعب، والتي تقوم علي الأثر النفسي الكبير الذي قد يخلفه مجرد هجوم نووي صغير، وذلك علي غرار ما حدث في مدينة طوكيو عام 1995 عندما تم الهجوم علي محطة مترو هناك، حيث سري شعور بالرعب بين كثير من المواطنين وذلك علي الرغم من انخفاض الخسائر البشرية والتي لم تتجاوز 12 قتيلاً وألف جريح.
أما بالنسبة للهدف الثاني، فتشير الدراسة إلي أن امتلاك الراديكاليين لأسلحة الدمار الشامل يعني تقليل الفجوة بينهم وبين الغرب، وتقليل فارق القدرات العسكرية مما يزيد من وزن هذه الجماعات في النظام الأمني العالمي.

القاعدة .. ومعركة الأفكار
تري الدراسة أن تأسيس تنظيم "القاعدة" كان أول خطوة علي طريق دفع الكثير من المتشددين لامتلاك السلاح النووي، حيث نجح زعماء التنظيم في القيام بعمليات تعبئة إعلامية من أجل دفع المتطرفين للتفكير بحيازة أسلحة الدمار الشامل. وتشير الدراسة إلي الدور القوي الذي يلعبه الإعلام في هذا الصدد، حيث تري أن أشرطة الفيديو التي يتم إرسالها لقناة "الجزيرة" تبدو كما لو كانت رسائل مشفرة من قيادة التنظيم لأتباعه بضرورة السعي لامتلاك التقنية النووية.
وتشير الدراسة إلي أن تنظيم القاعدة يسعي جاهداً لتشجيع الراديكاليين علي امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وذلك في إطار "معركة الأفكار" التي تجيد القاعدة فنونها. وفي هذا الصدد تؤكد الدراسة علي نجاح تنظيم القاعدة علي توظيف الأداة الإعلامية كوسيلة فاعلة في كسب عقول وقلوب كثير من الشباب المتشدد.
وعلي الرغم من تأكيد الدراسة علي أن تنظيم القاعدة لم يعد تنظيماً هرمياً يبدأ بأمير التنظيم ثم مجلس شوري المجاهدين ثم اللجان المتخصصة (عسكرياً ومالياً ودينيا)، وأنه تحول كي يصبح شبكة عنقودية متناثرة الفروع، فإن ذلك زاد من حرية حركة أعضاء التنظيم خارج أفغانستان، وجعلهم أكثر قدرة علي توجيه رسائل تعبوية لأتباعهم علي حد وصف الدراسة.
من جهة أخري فإن غياب القيادة المركزية للتنظيم قد دفع إلي اعتماد الكثير من المتشددين علي المنظومة الأيديولوجية للقاعدة، بحيث باتت الأفكار المتطرفة والراديكالية تنتشر بشكل سريع جداً.
الأكثر من ذلك أن الدراسة تري أن التنظيمات الراديكالية تتميز بكونها تمتلك أيديولوجيا مغلقة لا مكان فيها للنقاش والحوار وتبادل الرأي، وهو ما يعني أن ثمة تأثير طاغ لقادتها "الأمراء" علي توجيه التعليمات للأتباع الذين يقومون بتنفيذها دون مناقشة وذلك احتراماً للمكانة الدينية لقائد التنظيم أو الأمير. وهو ما يعني أنه لا توجد أية قيود أخلاقية أو أيديولوجية قد تمنع المتشددين من امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتجريبها علي عدد كبير من البشر.

كيف يستغل الراديكاليون الدول الفاشلة؟
تصر الدراسة علي أن الأعوام القليلة قد شهدت سعي بعض التنظيمات الإسلامية الراديكالية لامتلاك بعض مكونات أسلحة الدمار الشامل، ولكنه من الصعوبة بمكان تحديد طبيعة هذه المكونات، وقدرة هذه التنظيمات علي استخدامها.
وفي هذا الإطار تستشهد الدراسة بمحاولات تنظيم القاعدة للاتصال ببعض الخبراء في مجال الأسلحة النووية، ولكنه واجه صعوبات في كيفية نقل مكونات هذه الأسلحة وامتلاكها. وربما إحدي نقاط الضعف في هذا الصدد تنبع من عدم قدرة تنظيم القاعدة علي تجريب مثل هذه المكونات والتعرف علي كيفية تركيب أسلحة الدمار الشامل.
وتؤكد الدراسة علي سعي التنظيمات الراديكالية من الاستفادة من الأوضاع المزرية في بعض الدولة الفاشلة والتي لا تتمتع بمؤسسات وأجهزة حكومية قوية. وهنا تفترض الدراسة أن الدول الضعيفة التي لا تستطيع السيطرة علي أقاليمها تمثل مغنماً للتنظيمات الراديكالية من أجل تسهيل الحصول علي أسلحة الدمار الشامل. كما أنها توفر أماكن جيدة للتدريب علي صنع واستخدام هذه الأسلحة. وتضرب الدراسة مثال علي ذلك ممثلاً في منطقة بيشاور علي الحدود الأفغانية الباكستانية، والجنوب اللبناني الذي يسيطر عليه حزب الله، فضلاً عن مناطق آسيا الوسطي، وأجزاء واسعة في إفريقيا.

وتخلص الدراسة في النهاية إلي أن ثمة تهديد جدي يمثله سعي التنظيمات الراديكالية الإسلامية للحصول علي أسلحة الدمار الشامل، وهو ما يتطلب ضرورة العمل علي وقف هذه المساعي سواء من خلال اقتفاء أثر المواد المستخدمة في صناعة هذه الأسلحة، أو من خلال حرب العقول والأفكار، وذلك علي حد وصف الدراسة.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس