عرض مشاركة واحدة

قديم 01-03-09, 04:58 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قلعة مرير
وهى القلعة التى بناها االشيخ محمد بن خليفة فى الزبارة فأتم بناءها عام 1182هـ /1768م على أرض جبلية مرتفعة بينما بنى الزبارة على أرض بحرية. وتبعد القلعة عن الزبارة بعُد الرفاعين عن بعضهما – حوالي كيلو متر واحد- ويشرف على القلعة ثلاثة أبراج من جهة الشمال والشرق والغرب. وفى قول آخر لشاهد عيان أنه رأى للقلعة أربعة أبراج مزودة بالمدافع وقد قاس أحدهم طول المدفع فوجده نحو عشرين ذراعا قال : وجبلوا المدافع من سواحل زنجبار لأن لهم صحبة مع الأمير العُماني هناك. وفى الأبراج مزاغيل للرماية من جهات مختلفة وفتحات للمدافع.

وتحوى القلعة فى داخلها بعض البيوت للحكام كما تحوى بيوتا كثيرة لأتباعهم وعددها نحو خمسين بيتا. وللقلعة باب كبير يقع في شماليها وباب صغير يسمى (خادعه) يقع فى الجهة الجنوبية للقلعة. وبقرب الباب الكبير مجلس وبجانب المجلس مسجد سقفه مطوى بالقباب. وفى داخل القلعة عين ماء عذبة تقع بقرب المسجد بينما توجد ثلاث عيون ماء خارج القلعة. وفى تسجيل لشاهد عيان يقول : أن آخر زيارتي للقلعة كان عام 1350هـ /1930م رأيتها دون أن يتهدم منها شئ سوى سقوفها التي أنهدمت ورأيت المدافع عند بابها وفى داخلها نخل وسدرة فى الجهة الجنوبية منها ويحيط بالقلعة من الداخل دهاليز تحيطها المجالس.
والطريق بين القلعة والزبارة محمى بسورين واحد الجنوب مستطيل ويمتد من باب الزبارة شرقا الى القلعة والثاني يمتد من الشمال من باب القلعة الى باب البلد من الغرب. وقد حفروا فى جنوب البلد خليجا للسفن كالحلقوم طوله حوالي ميلين لتجرى فيه السفن الصغيرة وقد أحيط هذا الخليج بسورين يمتدان من البلد حتى القلعة. وتحمى السفن الداخلة والخارجةفيه أبراج جانبية حتى تصل فهى تشرف على مدخلها وأن (الشيخ أحمد بن محمد الخليفة) هو الذى فتح الخليج وبنى حوله السورين والأبراج حول السورين، وأساس وجدران القلعة عريضة فقد قاس أحدهم ساسها فوجده خمسة أذرع (نحو أحد عشر قدما) وجدرانها مرتفعة وسميت قلعة(مرير) بهذا الأسم لان ماء العين التى فى داخلها عذب وربما كان به مرارة قليلة فإن فى قطر عين حلوة يسمونها (المالحة). كما أطلق على القلعة أسم (صبحا) أو صبيحة بسبب نظارتها أى انها نظرة أو لها منظر لانها مطلية بالجص ومرتفعة فتبدو بيضاء. وقيل لان جد العتوب (فيصل الجميلي) بنى فى الهدار بأرض نجد قلعة سماها (صبحا) فلما بنى (الشيخ محمد بن خليفة الخليفة) هذه القلعة فى الزبارة سماها بأسم قلعة أجدادهم التى بنوها فى نجد وقال الشاعر لحدان:
أشوف (صبحا) عن مغانى عموقها
شطت بها النيات عما يشوقها
وبعد أن اتم الشيخ محمد بن خليفة بناء القلعة أصبحت له قوة بحيث لا يعطى أى رسم ضريبة لأحد .


(معركة الزبارة)
أزدهرت الزبارة تحت حكم الشيخ محمد آل خليفة وصارت مركزا لتجارة اللؤلؤ والسلع الهندية، وزادت كذلك أهمية القرين (الكويت) التجارية، وأستطاعت كل من الزبارة والقرين أن تتحديا بنى كعب وبذلك أصبح العتوب قوة يحسب حسابها وذات تأثير على مسرح الأحداث فى منطقة الخليج، فدب بينهم وبين مشايخ الساحل الفارسي خلاف شديد بسبب المنافسة على مصادر الرزق كالغوص والملاحة والقطاعة من جهة ، وبسبب تنامى نفوذ العتوب ومن والاهم فى الزبارة من جهة اخرى.
بدأ الاحتكاك وأعمال الغارات بين الطرفين، فقد أستولى العتوب من الزبارة والقرين على بعض القوارب التابعة لبندريق وبوشهر وبنى كعب فى مدخل شط العرب كما أغار العتوب من الزبارة على جزيرة البحرين فى 9سبتمبر 1782 وغزوا المنامة بعد أن التجأ حاكمها الشيخ نصر الى القلعة مع قواته وتستطرد وثيقة فى تفصيل هذه الحادثة على النحو التالي:
(فى9سبتمبر نزل عرب العتوب من الزبارة على الشاطئ العربي- نزلوا على جزيرة البحرين، وبعد معركة قصيرة فقد فيها الطرفان عدة قتلى، وأجبروا حاكمها الشيخ نصر على التراجع الى القلعة، قام المهاجمون فورا بغزو الجزيرة ثم عادوا الى الزبارة ثانية فى اليوم الثالث ومعهم سفينة غاليوت تابعة لبوشهر كان قد بعث بها الشيخ نصر لاحضار الأتاوة السنوية من الجزيرة.
وصل هذا النبأ يوم 13 سيتمبر وبناء على اوامر من علي مراد خان يقوم الشيخ نصر بالاستعداد لمهاجمة الزبارة بمساعدة كل من شيوخ بندريق وجنابة. ودشستان الواقعة على الساحل الشرقي للخليج العربي.
وفى 28 فبراير 1783م أوردت وثيقة موجهة من بوشهر الى بومباى النصر التالي حول أستعدادات الشيخ نصر آل مذكور للتوجه نحو الزبارة : ( سبق أن أخبرتكم فى 5 أكتوبر 1782م عن غزو البحرين من قبل عرب الزبارة فى شهر سبتمبر، والآن يستعد الشيخ نصر للتوجه ضد الزبارة بناء على اوامر اصفهان وقد استمر فى جمع قوات كافية لهذه الحملة حتى 12 ديسمبرن وقد تألف اسطوله من :
4 سفن غاليوت(+) و13أو14سفينة داو (++) مع مالديه من القوارب،و2000رجل من دشستان.
تحركت هذه القوات نحو البحرين تحت قيادة ابن اخيه الشيخ محمد وذلك بهدف حمل العرب لقبول شروطه بواسطة حصار مينائهم مما يترتب عليه وقف تجارتهم وكان الاسطول الايرانى يجوب المياه بين البحرين والزبارة، وليس لدى العرب قوة كافية للتصدي لهم، فعرضوا بواسطة (ميرغني)حاكم بندريق أستعدادهم ليردوا للشيخ نصر جميع الغنائم التى أخذت من البحرين اذا كان على أستعداد للمصالحة والسلام معهم. ولما لم تنجح وساطة ميرغني تم تفويض الشيخ (راشد) حاكم جلفار بمهمة الوساطة وأعطوه صلاحيات أوسع لتسوية كل شئ يرضي الطرفين.
وصل أبن الشيخ راشد الى هنا (بوشهر) يوم 23ديسمبر 1782 ومعه رسالة من أبيه حول هذه الموضوع، ومن المنتظر أن يصل الشيخ نصر الى البحرين خلال بضعة أيام ويعتقد أن السلام سيحل خلال الشهر القادم.
لم تتغير الظروف في المناطق الداخلية في أيران منذ رسالتي الأخيرة ويسود الهدوء فى أصفهان ويبدو أن تصرفات علي مراد خان حصلت على تأييد البلاط الملكي. بعث السيد مراد خان حاكم شيراز برسالة الى تجار بوشهر تضمن لهم كل الأمان. وعدم فرض أية ضرائب اضافية على بضائعهم)) أنتهى نص الوثيقة.
تم تدهور الموقف وزادت الأمور سوءاً لتلك الاسباب وغيرها.
وكان رد الفعل فى الطرف الآخر هو قيام الشيخ نصر بتجهيز القوات والسفن وأتخاذ التدابير اللازمة لتوجيه ضربة الى الزبارة، فجمع قوة من بوشهر وبندريق والموانئ الفارسية، وطلب من علي مراد خان فى أصفهان أن يمده بالأموال.

الموقف العام
نشكل سلسلة الحوادث الآنفة الذكر الموقف العام الذى ساد بين الزبارة من جهة وبين الشيخ نصر (+) آل مذكور من جهة اخرى فى الفترة مابين سبتمبر 1782م الى النصف الاول من مايو 1783، وكانت القرين تقف الى جانب الزبارة. وبعد أن أتم الشيخ نصر استعداداته فى ديسمبر 1782م توجهت الحملة الى البحرين بقيادة ابن اخيه الشيخ محمد، كمنطقة حشد تتكامل فيها القوات وقاعدة انطلاق للعمليات وقد وجه الشيخ نصر آل مذكور نداء الى شيخ القرين – الكويت – يعرض فيها احلال السلام بينهم فرفض شيخ القرين هذه المبادرة الا اذا وافق الشيخ نصر على دفع نصف ايرادات البحرين له مع نسبة كبيرة من مدخول بوشهر. وهذا الموقف يدل على الشعور بالثقة للمركز القوى الذى اصبحت فيه كل من الزبارة والقرين كحليفين. والمرجع ان الشيخ نصر كان يستهدف ان يفصل بين الحليفتين بطلبه الصلح من القرين ليتفرغ لغزو الزبارة.

الموقف الخاص
ومع أواخر ديسمبر 1782م أخذت حملة الشيخ نصر طريقها الى البحرين والقوات تتوارد تباعا الى هناك من أماكن شتى على الشاطئ الايراني مثل جنابه ودشستان وبندريق وهرمز وأخذت تجوب المياه بين البحرين وشبه الجزيرة قطر فى حصار بحرى على الزبارة وعملية اظهار القوة، وفى اوائل مارس 1783م وصل الشيخ نصر آل مذكور الى البحرين ليشرف بنفسه على العمليات.
اما الموقف فى الزبارة فان تحركات الشيخ نصر وحشوده لم تكن بخافية عليهم منذ بدأ التوتر فى نهاية عام 1782م، فقام الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة بالتعبئة للقتال وأتخاذ التدابير الدفاعية لمجابهة الحصار والغزو المتوقع، فتمت تدابير التموين من سلاح وذخيرة وطعام وماء لقبول الحصار فترة طويلة، وكانت طريق الصحراء خلف الزبارة مفتوحة، ثم حشد جميع الرجال القادرين على القتال ووزعهم على القلعة والأسوار، ووضع النساء والأطفال فى مكان فى القلعة عين عليهم كبار السن من آل خليفة ليحرسوهم وأوكل لهم مهمة قتل النساء والأطفال اذاما خسر آل خليفة المعركة لئلا يقع النسوة والأطفال سبايا في ايدى اعدائهم، فقد أظهر هذا الإجراء مدى تصميم القيادة على القتال حتى النصر او الشهادة.
وأثناء عملية الحصار توسط (ميرغني) حاكم بندريق بين الشيخ نصر والشيخ احمد حقنا للدماء. وقدم الشيخ نصر شروطا قاسية للصلح فلم تنجح هذه الوساطة، وتبع ذلك توسط الشيخ راشد بن الشيخ رحمة القاسمي شيخ جلفار (رأس الخيمة) وباءت محاولته بالفشل أيضا امام تعنت الشيخ نصر وغطرسته. وقد مثل الزبارة فى هذه المفاوضات الشيخ عبدالله بن خليفة بن أحمد آل خليفة، ووافق آل خليفة على اعادة الغنائم التى اخذت من البحرين خلال غارتهم عليها فى سبتمبر 1782م، الا ان الشيخ نصر آل مذكور طالب باستسلام اهل الزبارة بدون قيد أو شرط وان يكون له الحق فى التحكم برقابهم.
وهذا الموقف جعل آل خليفة واهل الزبارة أشد صلابة فى القتال حيث لم يبق لهم سوى خيار النصر ودحر المعتدين أو الشهادة.
وقد أستغل الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة فترة الحصار الطويلة وفترة المفاوضات لاحكام دفاعاته وزيادة قواته من القبائل الموالية لآل خليفة ووصلت جاهزية قواته القتالية الى اعلى درجة، بينما أخذت قوات الشيخ نصر تعاني من طول الحصار وابتعادها عن موطنها واخذ الملل يتسرب الى نفوس بعض أفرادها.
خطة الطرفين:
كانت خطة الشيخ نصر تتلخص في فرض حصار بحري على الزبارة ومنع تجارتها حتى تخضع لشروطه، واذا لم يتم ذلك فان أقتحام مدينة الزبارة يصبح أمرا لابد منه.
اما خطة الشيخ أحمد آل خليفة فكانت قبول الحصار مهما طال أجله والدفاع والصمود في الزبارة حتى النهاية، والقيام بهجمات مضادة على الغزاة خارج المدينة كلما كانت الظروف مواتية الى ان يتم دحرهم.
سير المعركة
بعد أن اخفق الحصار في اخضاع الزبارة نزلت قوات الشيخ نصر يوم 17 مايو 1783م، 13 جمادى الآخرة1197هـ بين الزبارة وفريحة في مكان ويدعى (عشيرج) على الساحل القطري جنوبي الزبارة ومن هناك أخذوا في التقدم راجلين باتجاه الزبارة، وجرت اشتباكات بضعة أيام وما أن حل يوم الجمعة 22 جمادى الثانية 1197هـ، 26 مايو 1783م حتى تمكن الغزاة من حصار الزبارة وقت صلاة الجمعة، وتم أختيار هذا الوقت بالذات لضمان المفاجأة بانشغال الناس بالصلاة وتجمعهم بالمساجد، وما أن سرى خبر نزول قوات الشيخ نصر حتى هب الناس للقتال، فتوجهت جموع المصلين من (فريحه) لنجدة أخوانهم في الزبارة بينما أشتبك المدافعون عن الزبارة بقتال مواجهة مع الغزاة ثم وصلت قوات النجدة القادمة من فريحة وأشتبكو فى قتال عنيف وقد جرت بعض الاشتباكات على الشاطئ فور نزول القوات من السفن وثبت عتوب الزبارة ومن والاهم في المواقع القتالية خارج اسوار الزبارة واستحر القتل فى القوات الغازية التى لم تحرز أي تقدم يذكر وبدأ الخلل يظهر في صفوفهم وبذلك اصبح الموقف مهئيا لضربة نهائية فوجه الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة تلك الضربة على كل هجوم مضاد كاسح من القوات المتمركزة على التلال في المواجهة مدعمة بقوات اضافية من الزبارة والنجدات، وكانت النجدة القادمة من فريحه قد أخذت تضرب الغزاة من الخلف وجرت عملية احاطة من الجناح لقوات الغزو. وحدثت ملحمة رهيبة اخذت قوات الغزو تفر الى السفن على شكل فوضى تاركين قتلاهم وجرحاهم في ميدان المعركة واخيرا تحولت قوات الشيخ نصر بكاملها الى الهزيمة، وقتل في المعركة الشيخ محمد ان اخي الشيخ نصر، كما قتل ابن اخي الشيخ راشد حاكم جلفار وبعض الرجال البارزين من جماعة شيخ هرمز.
وبنفس اليوم وصلت قوة بحرية من القرين مؤلفة من ست سفن غاليوت وعدد من المراكب لنجدتهم وهاجمت البحرين واضطرت قوات الحركة التابعة للشيخ نصر هناك الى الانسحاب الى داخل القلعة، وعادت هذه القوة الى القرين وقد تلقى الشيخ نصر هذا الخبر في ظرف بضع ساعات بعد غزوه الفاشل للزبارة، فقرر اخلاء الساحل العربي على الفور وعاد الشيخ نصر الى بوشهر فى 12 يونيو 1783.


الدروس المستفادة

1) القيادة والمعنويات:
اتسمت قيادة الشيخ أحمد آل خليفة في الزبارة بالعزم و التصميم فى وجه التهديد و قد طلب الأعداء استسلام وسبي نسائهم واطفالهم وخدمهم جميعا، والا وضعو السيوف في رقابهم حتى يفنوهم عن آخرهم. فعظمت المحنة لديهم واستكبروا هذه الشروط فهان عليهم الموت لحفظ عرضهم نسائهم واطفالهم فقدمو ارواحهم عن طيب خاطر دفاعا عن كرامتهم، و قد انعكس هذا التصميم على جميع المقاتلين فغرس في نفوسهم ارادة الصمود و تحمل وطأة القتال ومواجهة الأخطار. و كان تأييد القبائل المجاورة عاملاً ايجابياً في رفع المعنويات لدى المدافعين.
وفي جانب المهاجمين، فقد كان مقتل قائد الحملة محمد ابن اخي الشيخ نصر آل مذكور، و كذلك مقتل ابن أخي الشيخ راشد بن مطر القاسمي شيخ رأس الخيمة و غيرهما من وجهاء هرمز الذين صحبوالحملة قد ادى الى تخلخل معنوياتهم ودب الوهن في الجند المقاتلين، وهناك حديث مشهور وهو ان الشيخ نصر اشترك في المعركة وسقط سيفه فى يد سلامه البنعلي وهرب اليخ نصر الى بوشهر تاركا سيفه في ميدان المعركة و هذا يدل على مدى الخذلان الذى سرى في نفوس افراد الحملة قادة و جندا.
2) التدابير الدفاعية:
استعد الشيخ أحمد آل خليفة لقبول القتال فى الزبارة لفترة غير محدودة باتخاذ مايلزم من تدابير الدفاع والتموين، و تدل نتيجة المعركة على دراية جيدة في توزيع القوات و الواجبات في الاماكن اللازمة و معرفة الوقت المناسب لتوجيه الهجوم المضاد. و قد انتصر الدفاع على الهجوم في هذه المعركة بسبب تصميم الدفاع حيث كان تعرضيا ايجابيا وليس مستكنا.
و التعرض احد مبادئ الدفاع الهامة وهو يعني للجانب الذي يلتزم الدفاع بسبب تفوق العدو، ان عليه اتباع الدفاع التعرضي بتوجيه ضربات للعدو بين فترة واخرى لانهاكه على شكل توجيه النيران الى مواقعه، و توجيه مجموعات للاغارة عليه و الدوريات القتالية، و اخيرا القيام بالضربات المضادة كلما لاحت الفرصة المناسبة.
3) المعلومات
تسربت اسرارحشد حملة نصر آل مذكور و أنباء تقربه الى الزبارة حيث وصلت الى الشيخ أحمد آل خليفة قبل وصول الحملة نفسها مما هيأ لهم الوقت الكافي لاتخاذ التدابير و الاستعداد لمقابلة الغزاة، و لاشك ان ذلك كان يعتمد على ترتيبات معينة للحصول على المعلومات الاستخبارية عن طريق عيون و ارصاد لتحركات العدو، بينما فشلت قوات حملة الغزو في الحفاظ على اسرار تحركاتها ولم تقم بتدابير مخادعة لاخفاء ذلك، و ربما كان هذا ناتجا عن غرور القوة لدى الشيخ نصر و ابن اخيه.
4) التعاون و المبادأة:
كان تعاون سكان الزبارة وما جاورها عاملا ادى الى تماسك فى وجه الخطر القادم وكانت نجدة اهالي فريحه وهبوطهم بحركة تطويق خلف قوات الغزو عاملا هاما سبب كثيرا من الارتباك للغزاة مما هيأ الموقف لتثبيت الاعداء وتهيئة الجو للقيام بالهجوم المضاد الذي دفعه اهل الزبارة وحالما نزل الغزاة الى الشاطئ استمرت عملية ضربهم والاشتباك معهم من قبل المدافعين في التلال حول الزبارة ومن النجدات القادمة، و بذلك ظل عتوب الزبارة ومن معهم متمسكين بالمبادأة، و بالمبادأة يتم فرض الأرادة على العدو، و قد اتسمت قيادة الغزاة بالتردد و تعليق الآمال على مجرد اطالة الحصار للحصول على الهدف.
5) ارادة القتال:
الحرب و السياسة هما وسيلتان لغاية واحدة و مظهران لنشاط واحد هو الكفاح الذى يجب أن تتوفر له الارادة في كل من رجل السياسة و رجل الحرب، و يبدو ان ارادة القتال لدى أهل الزبارة كانت أقوى من خصومهم بدرجة كبيرة على مستوى القيادة السياسية و الرجال المقاتلين حيث كان رائدهم الدفاع عن عرضهم و كرامتهم، بينما كان رائد الغزاة الأسلاب و الغنائم. و تنمو ارادة القتال بوجود القادة الأكفاء و التوعية و المعنويات و التدريب و قد قدمت الجزيرة العربية خيرة المحاربين في العالم منذ بداية القرن السابع الميلادى و كانت ارادة القتال و حب الفروسية متأصلين في ابناء الجزيرة منذ ما قبل الأسلام، و كانت الشجاعة و الأقدام على رأس مفاخرهم، فلما وحدتهم العقيدة الاسلامية تزودت هذه الارادة بالطاقة المعنوية و الروحية فصاروا كالسيل الجارف لا يقف امامه شئ.
6) الخدعة و المفاجأة:
جرى استعمال الخدعة بايهام الغزاة عن وصول امدادات لاهل الزبارة عنن طريق تحميل الجمال حملات وهمية وكذلك اجراء تحركات مخادعة. وكان توقيت هجوم اهالي فريحه والهجوم المضاد قد حققا المفاجأة على الغزاة، فأختل توازنهم النفسي والمادى مما احدث االاضطراب فى صفوفهم والارتباك فى قيادتهم فتحولوا الى الهزيمة.
7) التدابير الادارية
اتخذ عتوب الزبارة التدابير الادارية لادامة القتال وقبول الحصار لفترة غير محدودة وكان من السهل عليهم تموين القوات المقاتلة بالزاد والماء وهم فى ارض بلادهم، وخطوط مواصلاتهم قصيرة، بينما تبعد مراكز تموين اعدائهم فى بوشهر مئات الأميال عبر البحر او فى البحرين عشرات الأميال. وهي خطوط طويلة وممتدة وتحتاج الى جهود كبيرة لتأمين اعداد القوة الغازية بعد أن طال امد الحصار دون الحصول على نتيجة حاسمة وكان هذا العامل مؤثرا على ارادة الصمود والقتال.

8) المجتمع المقاتل
تحول جميع الرجال فى الزبارة الى جند مقاتلين وبذلك تم استثمار مبدأ حشد الجهود وتوجيهه لغاية محددة واضحة وهي إما النصر او الشهادة دفاعا عن بلدهم وظهر لهم بوضوح شبح الكارثة التى كانت ستحل بنسائهم واطفالهم فيما لوترددوا فى مواجهة الأعداء ولذلك قدموا اقصى مالديهم من صبر واحتمال ولم ترهبهم جموع العدو، فانتصروا كمجتمع مقاتل هب متماسكا فى وجه الخطر.

 

 


   

رد مع اقتباس