عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 10:32 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ماركوني
مشرف قسم الإتصالات والحرب الإلترونية

الصورة الرمزية ماركوني

إحصائية العضو





ماركوني غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي النقل وأثره في دعم البعد الاستراتيجي للإمداد والتموين



 

النقل وأثره في دعم البعد الاستراتيجي للإمداد والتموين

العميد/ خالد بن سعد السبيعي
مجلة الملك خالد العسكرية

حانت ساعة الصفر لقيام الحرب العالمية الأولى على خلفية غير مستقرة في مجال المذاهب العسكرية والأوضاع السياسية والعلاقات الدولية، وعلى صعيد تكتيكات القتال التي تتأثّر مذاهبها عادة بالأسلحة وإجراءاتها التعبوية، ومتعلقاتها الفنية والتموينية التي أتت نتيجة تطور في مستودعات التموين، حيث بدأت هذه المستودعات كمستودعات متحركة وبإشراف مدني وضمن ضوابط سيطرة عسكرية.

نشأت فكرة المستودع التمويني أول ما نشأت في الثغور والقلاع، حيث كانت تعبَّأ بتموينات كافية لمدة ستة أشهر، لتوفير تموينات المقاتلين المرابطين في تلك القلاع والثغور كجيوش متقدمة على حدود الدولة أو الامبراطورية.

انهارت الأسس التي قامت عليها القلاع والحصون شيئاً فشيئاً أمام تطور أسلحة المدفعية، ومع نشأة الحروب المستمرة التي أصبحت سمة ملازمة للمجتمعات الأوروبية كجزء ضمن حراكها الحضاري ونهضتها التصنيعية، وسعي ممالكها للسيطرة والنفوذ، مما أعطي دافعاً قوياً لتطوّر كل أساليب القتال والتسليح، واستدعاء المقاتلين المتواجدين بالقلاع للقتال والنزاع المستمر، وتصدَّرت البندقية أسلحة القتال وتم التخلِّي عن الأسلحة القديمة، ولم تعد القلاع تمثّل إلاّ نفسها، أو كمواقع استطلاعية متقدمة ضمن الترتيبات العسكرية الجديدة.

إن تطوّر مواد التموين وتصنيع الذخيرة جعل من التموينات أموراً معقدة لا يمكن تصنيعها ذاتياً من قِبل المقاتلين، وبخاصة إعداد الذخائر في القلاع والحصون، حيث أصبحت الذخيرة هي العنصر التمويني الأكثر إلحاحاً واتجاهاً نحو التعقيد الفني بعد أن أصبحت الذخيرة تُعدّ في مصانع في عمق الدولة.

هذه الأمور دفعت لمرحلة مؤقتة إلى إيجاد مستودعات تموينية مجرورة ومتحركة خلف الجيوش تتكفّل بتوفير البارود والقذائف والطعام للمقاتلين والخيول، وتوفير الشؤون الطبية، حيث كان المقاتلون المرتزقة هم أداة القتال التي يتم استئجارها لإدامة الحروب بشرياً، ولحلّ كثير من الإشكالات المدنية، وبخاصة استئثار ملوك أوروبا بقراراتهم السياسية في الحروب، والتي تم الاستجابة لها من قِبل مرتزقة يقاتلون لمن يدفع لهم، وما لبث ذلك الأسلوب أن اندثر لمساوئه مما ساهم في تعزيز فكرة المعسكرات الثابتة للقوات العسكرية، والتخلِّي عن مفهوم المرتزقة كمقاتلين قابلين لتحوّل الولاء تحت أي ظرف، وخصوصاً عندما بدأت رقعة مسارح العمليات القتالية تتسع زمانياً وجغرافياً لتشمل القرى والمدن، وتعذّر إمكانية حسم الحروب والمعارك بعيداً عن تلك المدن والقرى.

وقد ساهمت الحاجة إلى تفريغ القلاع والحصون من محتواها واستدعاء من بها من مقاتلين، والحاجة لإيجاد قوات مقاتلة غير مرتزقة، وتسارع وتيرة الإعلان عن الحروب والمعارك في تعزيز فكرة المعسكر الثابت للقوات العسكرية المقاتلة، خصوصاً وأن إمداد الجيوش بالمؤن والتسليح والذخيرة أصبح مرتبطاً بعمق الدولة، حيث المصانع العسكرية للأسلحة والذخائر، وأصبح المعسكر الثابت للوحدة المقاتلة هو البديل العسكري للقلعة والحصن.

 

 


 

   

رد مع اقتباس