عرض مشاركة واحدة

قديم 17-10-09, 08:27 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

إعادة الاصطفاف الاستراتيجي
خلافًا للطرحين السابقين، يذهب كل من فلنت ليفرت Flynt Leverett مدير مبادرة جيوبوليتكا الطاقة بمؤسسة أمريكا الجديدة New America Foundation، والمدير السابق لشئون الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي- و"هيلاري مان ليفرت "Hillary Mann Leverett، المديرة السابقة لشئون إيران وأفغانستان والخليج والعربي بمجس الأمن القومي، إلى أن إدارة أوباما تفتقر إلى الجدية الدبلوماسية الكافية للتعامل مع إيران، وأنها لم تتخذ الخطوات اللازمة لتهدئة المخاوف الإيرانية وإقناع طهران بأن الولايات المتحدة جادة في تغيير نهجها تجاه إيران.
ويدلل الكاتبان- في مقال لهما تحت عنوان "كيفية استغلال الفرصة مع إيران"، نشر بصحيفة نيويورك تايمز، في 29 من سبتمبر 2009- على ذلك بعدة أمور منها أن الرئيس أوباما قد شكَّل مجلسًا قوميًّا لا يشاركه رؤيته حول إعادة التقارب مع طهران. ومن ثم فإن الحديث عن استراتيجية الانخراط مع طهران، ما زال يعامل على أنه وسيلة لـ"مكافأة" إيران إذا كان سلوكها إيجابيًّا، أو معاقبتها إذا كان سلوكها سلبيًّا، وهو النهج ذاته الذي كان الرئيس أوباما ينتقده أثناء حملته الانتخابية.
كما أن أوباما قد استخدم، في اجتماع الجمعية العامة، لهجة تذكر بمصطلح "محور الشر" الذي صكه الرئيس بوش، والذي عرف إيران وكوريا الشمالية بوصفها تهديدات رئيسة للسلام العالمي، وأقسم على محاسبتهم. وهو ما دفع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القول بأن إيران تعتقد أن الولايات غير جادة بشأن تعاونها الاستراتيجي مع طهران.
وينتقد الكاتبان أيضًا تعويل الرئيس أوباما، وأعضاء في إدارته، على عدم الاستقرار الذي هدد بقاء النظام الإيراني في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو الماضي، "فمقارنة بالاضطرابات السابقة التي شهدتها إيران طوال 30 عامًا (نفي قهري لرئيس واغتيال آخر وحرب الثماني سنوات مع العراق والإطاحة بخليفة الإمام الخميني آية الله منتظري)، فإن الجدل حول الانتخابات الأخيرة ليس بالأمر الكارثي".
وبدلاً من الاستمرار في الإدعاء أن العقوبات سوف تغير من سلوك إيران وتدفع صناع القرار بها إلى تقديم تنازلات يشير الكاتبان إلى ضرورة أن تسعى الإدارة الأمريكية إلى "إعادة الاصطفاف الاستراتيجي" strategic realignment ، مع طهران بشكل جدي كما فعل الرئيس نيكسون مع الصين. وسوف يتطلب هذا الأمر قيام الولايات المتحدة بخطوات إلى الأمام لتؤكد لإيران أن التقارب معها سيخدم الاحتياجات الاستراتيجية الإيرانية.
وعلى هذا الأساس يجب على الولايات المتحدة إيجاد إطار شامل للأمن والتعاون الاقتصادي بخصوص علاقتها مع طهران، وهو أمر لم تسمح الولايات المتحدة لمجموعة 5+1 باقتراحه أبدًا. وداخل هذا الإطار سيعمل المجتمع الدولي مع إيران على تطوير برنامجها النووي، بما في ذلك السماح بتنفيذ دورة الوقود على الأراضي الإيرانية، بشكل أكثر شفافية بدلاً من مطالبة طهران بإثبات العكس، أي عدم حيازتها أسلحة دمار شامل.
ويشدد الكاتبان على أن هذا الاقتراب التعاوني لا يجب أن يشوه من سمعة إيران بسبب علاقاتها السياسية مع حماس وحزب الله، بل يجب أن يعمل على انتزاع تعهد إيراني بالعمل على التوصل لحلول سلمية للأزمات الإقليمية.
ورغم أن البعض قد يدعي أن ما سبق "ثمن باهظ جدًا لتحسين العلاقات مع طهران"، يجادل الكاتبان بأن الثمن يبدو مرتفعًا فقط بالنسبة لهؤلاء الذين يربطون القيمة بالسياسات الفاشلة التي دمرت المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وجعلت حلفاءنا أقل أمنًا.
الردع والاحتواء.
يرى فريد زكريا Fareed Zakaria- الكاتب الأمريكي البارز صاحب كتاب "عالم ما بعد أمريكا" Post American World- أن الخيار الواقعي المتاح أمام الولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في الاحتواء والردع، في مقال له تحت عنوان "احتواء إيران النووية"، مجلة نيوزويك، 12 من أكتوبر 2008.
فكافة الخيارات الأخرى المطروحة للتعامل مع إيران، من وجهة نظره، بها كثير من العيوب، فالحل العسكري لن يكون مجديًا سواء، إذ إن أي هجوم عسكري لن يطول كل الأهداف النووية الإيرانية، إما لكونها مبنية داخل الجبال، أو لوجود بعض المرافق النووية التي لا تعرف واشنطن عنها شيئًا.
كما أن تبعات ما بعد الهجوم العسكري ستكون وخيمة، فمن ناحية، سيحضر الإيرانيون لسلسلة من الإجراءات غير المتناسقة، من بينها تفعيل دور المليشيات التي يمولونها ويسلحونها في أفغانستان والعراق، وربما أيضًا في لبنان وغزة، بشكل يمكنها من زيادة حدة التوتر في كل المناطق التي لديها نفوذ فيها. وخاصة في العراق وأفغانستان، ما يعني ازدياد عدد قتلى الجيش الأمريكي وانتكاسة سياسية في هذين البلدين.
ومن ناحية ثانية فإن من شأن أي هجوم عسكري أمريكي أو إسرائيلي أن يضع القوى المؤيدة لأمريكا في العالم الإسلامي في موقف دفاعي، ويصب في صالح مجموعات مثل حماس وحزب الله والإخوان المسلمين، وأيضًا سيوفر للإرهابيين أداة جديدة فعالة لتجنيد مزيدٍ من المقاتلين. "وأيا كانت التفسيرات التي ستقدمها واشنطن، فهذا سيكون البلد الإسلامي الثالث الذي تهاجمه أمريكا في السنوات الثماني بعد 11من سبتمبر، وبالتالي سيعتبر ذلك نمطًا تتبعه الولايات المتحدة". ومن جهة ثالثة فإن المكاسب المترتبة على الهجوم ستكون تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضع سنوات على الأرجح، وليس إنهاءه.
وينتقد زكريا كذلك خيار الاستمرار في التفاوض، والاعتقاد السائد لدى البعض بأن الولايات المتحدة لم تفهم يوما المخاوف الإيرانية ولم تتفاوض بنية حسنة مع النظام، وأن على واشنطن أن تبذل جهودًا حثيثة لمحاورة الإيرانيين والإصغاء إلى مخاوفهم والتجاوب معها، والتخفيف من شكوكهم، ووضع حد لسياسات تغيير النظام، وتوفير احتمال حقيقي بأن يتم الاعتراف بالجمهورية الإسلامية، وإقامة علاقات طبيعية مع إيران.
فهو لا يعتقد أن النظام الإيراني في صميمه يريد علاقات طبيعية مع أمريكا، حيث إن الانعزال عن الغرب والعدائية تجاه الولايات المتحدة ركيزتان أساسيتان للنظام الحالي، وهما السببان اللذان أديا إلى نشوء هذا النظام ويغذيانه كل يوم. وبحسب كلماته فإن الولايات المتحدة "قد اعتذرت بشأن الدور الذي لعبته في انقلاب 1953، ومدت يدها إلى إيران وعرضت إجراء مفاوضات مفتوحة، وفى كل مرة، صدتها إيران مدعية أن التوقيت ليس ملائمًا أو أن الكلمات المستعملة خاطئة أو أن العرض لم يكن سخيًّا بما يكفى"، مضيفًا إلى أن تتخذ حكومة إيران قرارًا بأنها مهتمة في التقرب من أمريكا، ليست هناك كلمات أو بوادر، مهما كانت ذكية، ستنهى هذه الأزمة".
ويخلص زكريا من تفنيد الخيارات السابقة إلى أن "الاحتواء والردع المستدامين"، هما الخيار الأنسب للتعامل مع إيران، فإيران "دولة تعيش في قوقعة، وإذا تم التعامل معها بشكل جيد، يمكن إبقاؤها داخلها إلى أن يصبح النظام أكثر شفافية وأكثر تعاونًا في المسألة النووية".
ويدلل على عزلة إيران بعدد من المؤشرات منها أن تصاعد الدور الإيراني في الشرق الأوسط قد أثار الريبة في العالم العربي، ما أدى إلى توطيد علاقاته مع الولايات المتحدة، بما في ذلك العلاقات العسكرية. وفى الغرب، تبدي الدول الأوروبية قلقها من انتشار الأسلحة النووية، وانزعاجها من خداع إيران وعرقلتها للأمور، ما دفعها إلى أن تصبح أكثر صرامة على مر السنوات في التصدي لإيران وحلفائها. وحتى روسيا والصين، اللتان حاولتا المحافظة على روابطهما مع إيران، تدركان أنه لا يمكنهما التظاهر بعدم الاهتمام بانتشار الأسلحة النووية والاستخفاف بقرارات الأمم المتحدة. لذلك سمحتا باتخاذ بعض الإجراءات ضد النظام الإيراني".
ولتحقيق ذلك الردع والاحتواء، يقترح زكريا على الولايات المتحدة القيام بعدة خطوات، أهمها:
الإبقاء على العقوبات الحالية لكن دون إضافة عقوبات جديدة أكثر شمولية، مثل فرض حظر على استيراد الوقود المكرر.
تشكيل هيكل جديد يمكن من خلالها للبلدان القلقة بشأن التهديد الإيراني أن تجتمع وتحدد الاستراتيجيات.
تقريب مصالح البلدان العربية المعتدلة من مصالح إسرائيل، ويشير إلى أن إيران تخشى هذا التحالف المحتمل، ويعتبر أن ذلك هو السبب الذي دفع أحمدي نجاد للعمل جاهدًا لتقديم نفسه بوصفه المدافع الأساسي عن القضية الفلسطينية.
التوقف عن تضخيم التهديد الإيراني، من خلال الترويج له. فالولايات المتحدة، من وجهة نظر زكريا، تمنح إيران نفوذًا مجانية.
ويشير زكريا أخيرًا إلى أن امتلاك إيران للسلاح النووي "لن يكون نهاية العالم"، مبررًا موقفه هذا بأن "الشرق الأوسط يحتوي على أسلحة نووية منذ عقود. وإذا كانت ترسانة إسرائيل المقدرة بـ200 رأس نووي لم تدفع مصر إلى تطوير أسلحة نووية خاصة بها، فمن غير الواضح إن كانت قنبلة إيرانية واحدة ستدفعها إلى ذلك".

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس