عرض مشاركة واحدة

قديم 22-05-09, 06:01 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حربي 1991- 2003



 

مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حربي 1991- 2003
بقلم الفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الفتح المبين السابق

((أن الأمم تذهب إلى الحرب لسبب من ثلاثة أسباب هي:-الشرف-الخوف-المصلحة))

المؤرخ الإغريقي ثيوسيديدس

المقدمة

قد يستعصى على الدارسين والباحثين فهم الحقيقة الكاملة والقدرة على رسم صورة واضحة ومقنعه لأسس ومقومات الاستراتيجية العسكرية العراقية ناهيك عن بيئة نشوئها في مواجهة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في حربي الخليج الثانية عام 1991 وحرية العراق 2003 بفارق كبير بموازين القوى وبمعاييرها التقنية وهذة الصعوبة تتأتى من سببين رئيسين اولهما انهيار وتدمير دولة العراق الحديثة بكل مؤسساتها ومنها المؤسسة العسكرية العراقية على ضوء نتائج الحرب الأخيرة والتي حسمت مصير العراق ومنطقة الشرق الأوسط لأوضاع مستقبلية مختلف على توصيفها وثانيهما تداعيات الموقف العام في العراق منذ ثلاث سنوات مضت أي منذ سقوط النظام السياسي السابق في التاسع من نيسان 2003 حين حققت القوات الأمريكية والبريطانية نصرا عسكريا كبيرا إلا إن الأهداف السياسية لهذة الحرب تكاد بعيدة عن التحقيق عدا في بعض النواحي الثانوية واليوم نرى العراق في وضع مضطرب جدا و ملامح قوية لإنطلاق حرب أهلية مدمرة تنهي أي مكسب سياسي لهذه الحرب.

قد يتسائل البعض عن الفائدة من دراسة استراتيجية عسكرية ثبت فشلها في حربين متتاليتين كانت نتائجها سقوط دولة العراق بكاملها. وقد تكون الإجابة المقنعة لهذا التسائل لو كان المخططون الاستراتيجيون الأمريكان قد فهموا جيدا بيئة الصراع ونمط تفكير وطبائع السلوك للطرف الآخر لكانوا بوضع أفضل مما عليه اليوم فالأعمال المسلحة المضادة للوجود الأميركي وتفشي الإرهاب والاستحواذ الإيراني على العراق أصبح حقيقة علاوة على إن فهم واستيعاب دروس تاريخ الحروب ضرورة إنسانية ملحة لجعل معارك المستقبل أفضل من الناحية الأخلاقية والإنسانية وفي مواطن الفشل تكمن الكثير من الحكمة بالإضافة لدافع آخر للكتابة في هذا الموضوع من وجهة نظر شخصية للإحساس العميق بمستحقات الخدمة العسكرية لإغناء بعض جوانب فن الحرب والوفاء لجيشنا العراقي الباسل الذي كان ضحية للسياسة الحمقاء في الماضي والحاضر.

كانت المكونات الأساسية للقيادة العسكرية العراقية المسؤولة عن وضع استراتيجية عسكرية ملائمة لتحقيق أهداف السياسة العراقية الطموحة تتألف من قيادة عامة للقوات المسلحة والتي شكلت لأول مرة عشية الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 يرأسها القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) يرتبط به أمين سر عام (سكرتير) وعدد من هيئات الركن المختلفة ويكون وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وقاده فروع القوات المسلحة (جوية بحرية دفاع جوي طيران جيش) اعضاءا في هذة القيادة ثم المكون الآخر للقيادة جزء من وزارة الدفاع وجزء من رئاسة أركان الجيش حيث يعتبر رئيس الأركان قائدا للقوات البرية الذي يعاونه عدد من المعاونين والمدراء وبعد حرب الخليج الثانية 1991 أصبح المشرف العام على الحرس الجمهوري ورئيس أركان الحرس الجمهوري جزء من القيادة العسكرية العليا. أما القيادات الميدانية فتتمثل بمقرات الفيالق والفرق. بشكل عام خضعت القيادة العسكرية العليا وبصورة شبة مطلقة للقرار السياسي في شؤون التخطيط للعمليات الحربية بحكم كون القائد العام هو رئيس النظام السياسي ونمطه المركزي المعروف به في قيادتة السياسية انعكس أكثر مركزية على القيادة العسكرية العليا مما جعل هذه القيادة مقيدة جدا في مجال التخطيط والتنفيذ لفقدانها الكثير من صلاحياتها الأساسية فكانت على الأغلب شبه مشلولة في الظروف الصعبة.

العقيدة السياسية العراقية كانت بالأساس عقيدة لحزب قومي يدعو لوحدة الأقطار العربية في مكون سياسي واقتصادي واحد والقضية المركزية في هذه العقيدة تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي ويعتمد في اقتصاده على المذهب الاشتراكي ثم تطورات هذه العقيدة سلبا من خلال رؤية وطموح الرئيس العراقي السابق خارج أرضية الواقع وما كسبه من ثقة عالية بالنفس وكذلك ثقة الرأي العام العربي به بعد انتصاره بالحرب على إيران فتقاطعت العقيدة السياسية العراقية ضمن إقليمها ومحيطها الدولي وخاصة مع المرتكزات الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ومما لاشك فيه إن العقيدة العسكرية نابعة بالأساس من العقيدة السياسية فكانت عقيدة ذات أهداف كبيرة جدا خارج الإمكانيات والوسائط المتاحة لمستوى بلد كالعراق ولجيش كالجيش العراقي المنهك بسلسلة طويلة من الحروب وقد أطمئنت الاستراتيجية العليا العراقية إلى ذلك الكم من القوات التي تملكها (التوسع الأفقي الذي لا يتناسب مع التوسع العمودي في الكفاءة الحرفية والتقنية) وكان التطور النوعي في حقيقية يقتصر على تطور ملحوظ في القوة الجوية وصواريخ ارض ارض المطورة محليا لمدى عملي (650كم) هذا الاطمئنان صاغ إطار إستراتيجية عسكريه غير واقعية تملك أجنحة كبيرة تمكنها من التحليق في الهواء عاليا إلا إنها لا تملك سوى أرجل ضعيفة تمكنها من المشي على الأرض لمسافة قصيرة.

إن مجرد التفكير في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى منفردة وتملك قدرات كاسحه خاصة بعد ما بدأت القوى العظمى المكافأة لها وهي الاتحاد السوفيتي بالاضمحلال والتفكك وبغض النظر عن أية دواعي حقيقية للمواجهة سواء كانت قانونيه أم أخلاقية يحتاج هذا إلى الكثير من الحكمة وضبط النفس لتجنب النتائج الكارثيه الاكيدة لهذه المواجهة. والغريب إن الرئيس صدام حسين أول زعيم في العالم الثالث قد نبه الآخرين لخطورة انفراد القطب الواحد في الصراع الدولي لفقدان التوازنات المطلوبة لهذا الصراع. كانت الاستراتيجية العسكرية العراقية تعمل لتطويع الواقع لأهدافها وليس لتطويع أهدافها للواقع وسبب ذلك واضح وجلي إلا وهو أوهام القوة الخادعة وسراب العواطف الجياشة والافتقار الكثير لحكمة الواقع وعليه كانت النتائج الميدانية في مسارح العمليات محسومة مسبقا لصالح الطرف المقابل.

من المفيد قبل الدخول في تفاصيل الموضوع الإطلاع على بعض المصطلحات والمفاهيم ذات العلاقة.

 

 


 

المقاتل

القائد في منظور الإسلام صاحب مدرسة ورسالة يضع على رأس اهتماماته إعداد معاونيه ومرؤوسيه وتأهليهم ليكونوا قادة في المستقبل ويتعهدهم بالرعاية والتوجيه والتدريب بكل أمانة وإخلاص، وتقوم نظرية الاسلام في إعداد القادة وتأهيلهم على أساليب عديدة وهي أن يكتسب القائد صفات المقاتل وأن يتحلى بصفات القيادة وأن يشارك في التخطيط للمعارك ويتولى القيادة الفعلية لبعض المهام المحددة كما لو كان في ميدان معركة حقيقي

   

رد مع اقتباس