عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:15 PM

  رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (18) ـ تعيين وصفي التل لرئاسة الوزارة جاء أصلا لإنجاز مهمة استئصال الفدائيين
* الأسد شجع الحوار مع العراق وعارض تحالفا معه ضد مصر* القاهرة لم تغفر أبدا للتل سياساته المعادية لها * موته جاء في الوقت المناسب رغم انه صديق مخلص لبريطانيا * الملك حسين جاء بالتل بعد المواجهة مع الفدائيين
حسن ساتي
وضح بالفعل والقول ان رئيس وزراء الاردن وصفي التل شخصية خلافية، فالسفير البريطاني وفي مذكرة تعدت 1200 كلمة يرى فيه رجل مبادئ ولا يوافق خصومه الذين اطلقوا عليه جزار الفدائيين رغم اعترافه بأن موته جاء في الوقت المناسب.

المستشار المصري رياض سامي بسفارة عمان قالها قاطعة بان بلاده اعتبرت مجرد تعيينه رئيسا للوزراء اشارة الى ان الاردن قرر ان يكمل الطريق بمفرده بصرف النظر عن المصالح المصرية، ولاتخاذ سياسة اكثر تشددا تجاه الفدائيين. وتحمل وثيقة حفل عشاء المستشار المصري لنظيره البريطاني اسرارا كثيرة تراوحت بين الكشف بأن وصفي التل قد اجتمع سرا خمس مرات بقادة منظمة التحرير الفلسطينية وبين قوله انه لا يأبه بأي نظام يحكم سورية طالما ظل ذلك النظام ضد مصر. وهناك الاعتراف البريطاني من ستراشان بان نقاطا سوداء كثيرة ظلت تثقل كاهل وصفي التل بدءا من تأييده لحلف بغداد ونهاية بدعمه من موقعه كرئيس للوزراء للامام في اليمن. وفي الوثائق السرية البريطانية عن عام 1971 التي افرج عنها اخيرا هناك تقييم الخارجية البريطانية المنفصل والذي يجده القارئ في مذكرة جورج ووث القصيرة والتي اعتبرت ان اغتياله قد ازاح عقبة عن كاهل الاردن فيما اعتبرت وثيقة اخرى ان الاغتيال قطع الطريق على اي مشاركة اردنية للقاهرة في هجوم على اسرائيل.
* رجل قاوم ناصر والفدائيين
* وثيقة رقم: 1/1 التاريخ: 3 ديسمبر 1971 الى: دوغلاس هيوم. وزير الخارجية الموضوع: رئيس الوزراء الراحل وصفي التل حاشية: الفقرات من 1 إلى 4 عبارة عن سيرة ذاتية 5 ـ منذ اول تعيين له، جعلته افكاره القوية وارادته في ملاحقتها شخصية خلافية، راهن اكثر من مرة على الجواد الخاسر وفقد منصبه نتيجة لذلك. وهكذا، فنفيه الى بون في 1955 جاء تاليا لمساندته لحلف بغداد. ساند بقوة في اول مرة يتقلد فيها رئاسة الوزارة امام اليمن. نقله الى بغداد في 1960 ربما يعكس ندما خاصا من الملكة الام تجاه تأثيره على الملك حسين. ظل طوال وجوده في مواقع السلطة يهاجم الفساد وعدم الكفاءة بلا هوادة. لم يكن يوما شخصية محبوبة، رغم انه يحظى باحترام عريض وفي الغالب يخافونه.
6 ـ ولكن وصفي لم يوقفه عدم شعبيته، فطاقته، وقدراته، وعدم فساده، صفات جعلت منه واحدا من رؤساء وزارة قليلين في السنوات الاخيرة ممن امتلكوا تأثيرا حقيقيا على السياسة الاردنية المستقلة عن الملك. وظل يقاوم باستمرار محاولات ناصر (رئيس مصر الاسبق) ومنظمة التحرير الفلسطينية التدخل في شؤون الاردن الداخلية وسياستها الخارجية تجاه التحالف مع الغرب. وكنتيجة لذلك، اصبح مرتبطا بسياسة الاردن المناهضة لمصر بين 1965 ـ 1967، فيما ظل عرضة وموضوعا لهجمات اعلامية من القاهرة ودمشق. المصريون لم يغفروا له ابدا. واصلاح ذات البين بين مصر والاردن بعد حرب 1967 جعل من المستحيل، ولبعض الوقت، ان يستمر في موقع ذي اهمية كبيرة. ولكنه، وخلال صيف 1970، قاد اولئك الذين جادلوا الملك حول الحاجة لضرب الفدائيين قبل ان يفوت الاوان. ولذلك، لم يكن من المستغرب، وبمجرد ان وجه الجيش ضربته التي شتت شمل الفدائيين، ان يتم استدعاؤه ليصبح رئيسا للوزراء من اجل اكمال المهمة. ولم يكن اعداؤه عادلين في اعتباره جزار الفدائيين.
7 ـ 8: لا يحب الطقوس الاجتماعية الرسمية، وهو يحب، متى ما توفر له الوقت ان يذهب بعيدا لمزرعته ويقضي الوقت مع حيواناته الكثيرة وكلابه. هناك في الحقيقة مؤشرات في الشهور السابقة لموته، وفي الفترة التالية للانتصار على الفدائيين بالاردن، بانه قد اصبح مفرط الثقة في نفسه، ولم يكن الغرور بعيدا، ربما مات في الوقت المناسب، وهو، وكما اشرت ظل دائما صديقا جيدا لبلادنا.
جون فيلبس السفير وثيقة رقم: 9 التاريخ: 6 يناير 1971 إلى: الخارجية 1 ـ حضرت حفلا صغيرا اقامه رياض سامي المستشار المصري الليلة الماضية. الضيوف الاخرون كانوا د. جمال الشاعر وعارف نجار وهو مقاول ومهندس مدني وصلاح زكي القنصل المصري.
2 ـ رياض سامي ابدى ملاحظة طريفه قال فيها كم هي العاصمة عمان مكان غير عادي للدبلوماسي وعمله فيها، حيث ان الشخصين الاكثر الماما بالسياسة لا هما سياسيان ولا هما مسؤولان ولكنهما دكتور والاشارة هنا للشاعر ومهندس والاشارة للنجار. واخبرني رياض ان وصفي التل عقد خمسة اجتماعات مطولة مع قادة منظمة التحرير الفلسطينية نتج عنها هذه التسوية المؤقتة.
(النجار صديق مقرب من وصفي التل ومتعاطف مع الفدائيين).
* العلاقات الأردنية ـ المصرية
* اكد رياض سامي ان القاهرة فسرت تعيين وصفي التل لرئاسة الوزارة كدليل من الملك حسين بانه ينوي ان يكمل الطريق بمفرده بصرف النظر عن المصالح المصرية (الجمهورية العربية المتحدة في الاصل) ولمساندة سياسة متشددة تجاه الفدائيين. وقد كانوا مخطئين. فوصفي قالها بوضوح، كما فعل الملك، حول الاهمية الملحقة بالعلاقات الطيبة مع الجمهورية العربية المتحدة، ليجيء توجه وصفي نحو الفدائيين معتدلا ومنضبطا. وعليه فقد تأسست علاقة طيبة بين الجانبين كنتيجة للمحادثات الخاصة المشار اليها فيما حصل المصريون على تقارير ساخنة من العميد حلمي الرئيس المصري للجنة العسكرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا حول تعاون وصفي التل مع مهمتهم. وتجيء عودة السفير نوري كاشارة مصرية على رضا القاهرة على اداء وصفي التل.
* صورة وصفي الداخلية
* 4 ـ جمال الشاعر قال انه يعتقد ان الحكومة الحالية هي الافضل في الظروف الحالية، وان وصفي يعمل جيدا ولمجلس وزرائه كل الجدارة في احتواء الاوضاع. جمال يرى مهمة الحكومة الرئيسية في حشد التأييد والحصول على اجماع تجاه القبول بالقرار 242. وهناك بالطبع عدد من الوقائع في ماضي وصفي التل وهي تعمل ضده. على سبيل المثال، دعمه المفرط والمضحك للامامية اليمنية. مثال آخر، اجتماع بين وصفي يوم ان كان اول رئيس للوزراء ولجنة البعث التنفيذية، والتي كان جمال وقتها عضوا فيها، اخبرهم وصفي يومها انه لا يأبه بأي نظام تأخذه سورية طالما ظل ضد الجمهورية العربية المتحدة (مصر). وهذا طرحه كمعارض للوحدة العربية و(عربي سيئ). النقطة السوداء الثالثة في صحيفة وصفي والتي عليه ان يدفع ثمنها تتعلق بالفساد المروع الذي لازم حكومته الثانية، ومع ذلك، فجمال يرى ان معظم الاردنيين مستعدون لاعطاء وصفي ميزة الشك، ولا تزال هناك شائعات تحوم حول وصفي، ولكن جمال يستبعد صحتها ويرجعها الى علي ابو نوار.
* تسوية مع إسرائيل
* 5 ـ جمال يلاحظ ايضا انه من السخرية بمكان ارتباط الحكومة والفدائيين بمفهوم دولة في الضفة الغربية والمطالبة بوحدة الضفتين الشرقية والغربية، ولسبب، واذا كان هناك امر واحد مؤكد، فهو ان تلك العودة للضفة الغربية الى الاردن، اي للوضع القائم قبل 1967، وتحت تسوية 242، ستعني نهاية للطموحات الفلسطينية. الخط الذي يعتقد جمال في دفعه يكون في ثلاث مراحل هي:
(1) استعادة الضفة الغربية بموجب القرار 242.
(2) استفتاء فلسطيني وتأسيس حكومة ضفة غربية.
(3) تنمية حوار بين دولة فلسطينية واسرائيل ينشئ عملية تفاوض بطيئة، وتعاون وربما، وعلى مدى مستقبلي بعيد تكاملاً بينهما، وبكلمات اخرى، على العالم العربي ان يحاول منح الفلسطينيين قبضة اصبع او موضعه في فلسطين ثم يترك الامر لهم ليصلوا الى خلاصهم الخاص مع الاسرائيليين.
* سورية
* 6 ـ جمال قال انه التقى حافظ الاسد في مارس (اذار) الماضي ثم مرة اخرى في يوليو (تموز) وقد وضع الاخير في المناسبتين خطا ثابتا يقوم على:
(أ) دعم الفدائيين ورفض القرار 242، ولكن ليس الى حد استغلال ناصر او محاولة عزل الجمهورية العربية المتحدة.
(ب) صيانة الحوار مع العراق ولكن مع مقاومة حازمة لمحاولات العراق انشاء محور عراقي ـ سوري لمعارضة الجمهورية العربية المتحدة.
(ج) منهج اكثر تحرر تجاه الشؤون السورية الداخلية، وعلى وجه التحديد، تأسيس برلمان قومي وتوسيع قواعد تأييد الحكومة بدعوة جماعات اجنحة اليسار الاخرى للمشاركة. جمال يرى ان ذلك، وعلى اية حال، يشير الى ان الاسد يدفع تلك السياسات بثبات. وحين سألته عما اذا كان الاسد سيبقى داخل ادارة البعث، قال جمال، ان الاسد قد قال، بعد ابعاد مؤتمر البعث له من المكتب، انه سيتولى امر الحكومة ولكنه سيعود لهم في بحر عام، واذا ظل تصويتهم ضده مرة اخرى فسيستقيل، ومنذ ذلك الوقت، ووفق معلومات جمال، فان 80 في المائة من اعضاء المؤتمر كانوا قد ذهبوا للاسد سلفا واخبروه بانهم قد غيروا رأيهم وتعهدوا بتقديم دعمهم. ويخمن جمال انه وبحلول الوقت الذي نوى فيه الاسد الوفاء بوعوده، فان الـ20 في المائة المتبقين قفزوا ليلحقوا بعربة سلطة الاسد.
حاشية: (الفقرة (7) تتعلق بوقف اطلاق النار بين مصر واسرائيل ولا ترى «الشرق الأوسط» فائدة من ايرادها لعدم صلتها بالموضوع). بي. ال. ستراشان السفارة البريطانية ـ عمان

 

 


   

رد مع اقتباس