عرض مشاركة واحدة

قديم 13-08-10, 10:48 AM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الطائرات الأربعة (سي 130) تجثم على أرض "صحراء واحد" (320 كم) شرقي طهران ومحركاتها تدورببطء وصوتها يعكر صفو هدوء الصحراء. ابتعد قائد قوات (دلتا) مع أحد ضباطه مسافة نحو الجنوب ليبتعد عن ضجيج المحركات وليصغي لعله يسمع أصوات الحوامات التي تأخر وصولها عشر دقائق ودقّق السمع فلم يسمع لها صوتا. موعد وصولها كان الساعة 2330 (تصل بعد طائرات الوقود بنصف ساعة)، ومضت عشر دقائق أخرى والكل يترقب، وتذمّر الجنود من التأخير وكانوا يجلسون على الأرض وقد اشتد برد صحراء في منتصف ليل نيسان، وتخوّف الضباط بأنهم مع هذا التأخير لن يصلوا المخبأ سيرا على الأقدام قبل الضوء الأول الساعة 0530 بتوقيت طهران، وبقي عليهم بعد الإقلاع في الحوامات ثلاث ساعات ونصف طيران إضافة لوقت إعادة التزود بالوقود . بحث الضباط في بدائل لتوفير بعض الوقت، وهناك مشكلة أخري هي العملاء الذين ينتظروا (اثنان في نقطة الترجل من الحوامات واثنان في مرآب السيارات في مشارف طهران). فكيف سيتصرف هؤلاء العملاء؟ هل سيواصل العملاء الانتظار؟ أم يغادروا بحجة عدم وصول القوات في الوقت المقرر وأن النهار أدركهم ، ومن يدري فقد يقرروا مغادرة المنطقة خوفا من انكشاف أمرهم! ما زال الصهريج مشتعلا ويضع ضغطا نفسيا على القادة والرجال.

اتصل العقيد الجوي باحثا عن الطائرات، بدون جدوى، فاتصل مع اللواء (فوجت) في وادي قِنا، فاتصل (فوجت) مع حاملة الطائرات، فأبلغه أنها ستبدأ الوصول للموقع بعد 10 دقائق. وأخيرا بدأت الحوامات تصل تباعا بعد منتصف الليل بنصف ساعة متأخرة عن الوقت المقرر ساعة كاملة. والغريب أن ما وصل منها هو 6 حوامات من أصل 8 ووصلت متأخرة ومن اتجاهات مختلفة. فبعد الحوامة الأولى بعشر دقائق وصلت الحوامة الثانية من اتجاه مختلف ويفترض أنهما متجاورتين أثناء تحليقهما. نزل طيار الحوامة الأولى الرائد (شيفر) وقال إن الرحلة مزعجة وتمتم بكلمات بذيئة تدل على عدم رغبته في إكمال العملية، وأنه نادم على تورطه فيها، وقال موجها كلامه لقائد العملية : (لو أخرجتم جميع الرجال الآن من إيران فهو أفضل من وجودكم هنا!) ثم صعد إلى حوامته وحركها وأوقفها خلف طائرة الوقود الأبعد شمالا وبدأ التزود بالوقود .

توالى وصول بقية الحوامات عدا اثنتان حدث عطل في مروحة إحداها فهبطت على الأرض وهجرها طاقمها وركب في الأخرى المرافقة لها وأحضرت الطاقم معها إلى (صحراء واحد)، وحوامة أخرى أصاب جهاز الملاحة فيها خلل فني، والغريب أنها عادت إلى حاملة الطائرات بعد قطعها 80% من المسافة إلى (صحراء واحد)، وهذا يثير تساؤلا كيف لطيارها المجرب أن يعرف طريقه ليلا إلى حاملة الطائرات لمسافة طويلة ويعجز عن المواصلة للموقع الأقرب وهو 20% من المسافة ! .

هبطت الحوامة الثانية ونزل طيارها واقترب من قائد قوات (دلتا) وتكلم كلاما كثيرا على مسمع من ضباط (دلتا): (بأنه واجه أعنف عاصفة رملية، ولا يدري من المسئول عن رصد الطقس، ويرغب من قائد العملية أن يُلغيها ! إنّها رحلة صعبة وفي اعتقادي لن يتسنى لنا مواصلتها). كان يتكلم بتشاؤم مثل طيار الحوامة الأولى، وكلماتهما تثني العزائم وتهبط المعنويات، فهما أفضل طيارين أثناء التدريب شجاعة وخبرة فنية وسيطرة على الحوامة والأعصاب، لكن الأمر الآن مختلف تماما فهم داخل إيران وقد انهارت أعصابهما، وتشتت أفكارهما. وقفت كل حوامتين خلف طائرة وبدأت التزود بالوقود، وقوات (دلتا) تنتظر صدور أمر الركوب، جاهزين ويحمل كل منهم تجهيزاته وسلاحه.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس