عرض مشاركة واحدة

قديم 27-10-09, 06:03 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

اسم الدولة عدد الرؤوس النووية سنة اختبار القنبلة الأولى
الولايات المتحدة الأمريكية 10,500 1945
الاتحاد الروسي 18,000 1949
المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا 200 1952
فرنسا 350 1960
الصين 400 1964
الهند 60-90 1974
باكستان 28-48 1998
جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية 0-18 لايتوفر معلومات
فما الذى يمكن استنتاجه من ذلك ..


أولا : عودة حالة الردع النووى إلى صدارة الاستراتيجيات الأمنية .
ثانيا : أن عضوية النادى النووى تتسع ولو فى إطار غير رسمى .
ثالثا : أن الدول النووية الكبرى تعود إلى حالة الحرب الباردة والرعب النووى ، بعد أن كانت الجهود تسير باتجاه نزع أسلحة الدمار الشامل والحد مبدئيا من انتشارها .
رابعا : أن الفوضى النووية مرشحة للزيادة ، وأن الدول التى ما تزال تقف خارج إطار السعى للتسلح النووى ستجد نفسها مضطرة لامتلاك رادع نووى .


خامسا : أنه يمكننا بدرجة عالية من الاطمئنان إعلان وفاة معاهدة الحد من الانتشار النووى ، خاصة بعد أن أعلن المسؤلون الأمريكيون وفاتها .
سادسا : أن ما أسمناه بالجيوب النووية ، هى ظاهرة مرشحة للزيادة ، خاصة مع اعتماد سياسة استخدام السلاح النووى التكتيكى فى الحروب التقليدية من قبل الفكر العسكرى الأمريكى .
سابعا : إصرار الدول النووية على استمرار احتكار السلاح النووى رغم توجهاتها الواضحة لاستخدامه ضد الدول غير النووية .

أوروبا والناتو فى الجغرافية النووية الجديدة ..

لعل أبرز الأسئلة المطروحة على أوربا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى هى .. فى وجه من سوف تشرع أسلحة الناتو المتمركزة فى أوروبا ؟ وثانيها .. ما مدى حاجة أوروبا الموحدة إلى السلاح النووى الأمريكى على أراضيها ؟ وهل هى فى حاجة إلى سلاحها النووى المستقل ؟ وهل مازالت أمريكا هى الحليف المطلوب فى المرحلة القادمة !! خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتى ونهاية الحرب الباردة ؟ وهل تمثل ظروف الصراع العالمى الحالية حالة مشابهة لحالة الصراع بعد الحرب الاستعمارية الثانية وانفراد أمريكا بالسلاح النووى ، فى ظل التفوق التقنى الشاسع للسلاح الأمريكى ؟ بل وقد يكون السؤال مشروعا عن مدى أهمية هذا التفوق بعد أن وصلت تقنيات أسلحة الدمار الشامل ووسائطها إلى الحد الذى يعطى القدرة على الردع لأغلب ملاكه ؟!


ماذا يمكن أن يقال في شأن الأسئلة الكثيفة والخطيرة التي باتت تقلق العالم إزاء الانفلات الحاصل للحروب أو لإنشاء أسلحة الدمار الشامل على تنويعاتها ومصادرها وطرائق استخدامها المختلفة .
هذه الأسئلة يطرحها الغربيون على أنفسهم قبل غيرهم ، ولئن أخذ هاجس "السلاح المطلق" أو ما سمي حديثا بأسلحة الدمار الشامل ، محلا استثنائيا في الاستراتيجية الأميركية العليا ، لأسباب تعود الى الموقع الجيو ـ استراتيجي الفريد الذي آلت إليه بعد نهاية الحرب الباردة . غير أن هذا المآل بقدر ما منح أميركا قدرات هائلة للسيطرة والاحتواء وتوجيه ديناميات الصراع الدولي على النحو الذي يستجيب لمصالحها القومية ، كانت له مؤثرات سالبة ، حيث انتقل العالم معها من طور الانضباطات الصارمة في دوائر الاستقطاب الى طور الفوضى المفتوحة .


حلف شمال الأطلسي ـ الذي تأسس عام ١٩٤٩ من اثنتى عشرة دولة من أوربا وأمريكا الشمالية ـ ١٩ دولة الآن ، وهي : بلجيكا ، الدنمارك ، ألمانيا ، فرنسا ، اليونان ، أيسلندا ، إيطاليا ، كندا ، لكسمبورغ ، هولندا ، النرويج ، بولندا ، البرتغال ، أسبانيا ، جمهورية التشيك ، تركيا ، هنغاريا ، المملكة المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية . وقد انضمت سبع دول أخرى وهي بلغاريا ، استونيا ، لتوانيا ، لاتفيا ، رومانيا ، سلوفاكيا وسلوفينيا في عام ٢٠٠٤ .

وقد أدخل فى مؤتمر قمة الناتو بمناسبة العيد الخمسين لقيام الحلف والذي انعقد في واشنطن في إبريل ١٩٩٩ ، تحديداً جديداً أساسياً لدور ومهام الحلف ومفهومه ، ورسخ المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو تقوية الأمن والاستقرار في كافة أنحاء منطقة أوربا ـ الأطلسي من خلال الشراكة ، والتعاون ، وتجنب الصراعات ، والتغلب على الأزمات ، فهل يحل هذا التغيير التناقض القائم بين ضفتيه ؟!

في عقد التسعينات من القرن العشرين أشرك حلف الناتو ، من خلال شتى أشكال الشراكة والتعاون ، دول وسط وشرق أوربا وكذلك روسيا في البنى الأمنية الأوربية – الأطلسية . وقد تبعت الشراكة من أجل السلام والمبرمة في عام ١٩٩٤ فكرة "ملف ناتو - روسيا الأساسي " عام ١٩٩٧ ، ثم مجلس ناتو ـ روسيا الدائم المشترك منذ ٢٨ مايو ٢٠٠٢ ، يأتى هذا التطور فى ظل نهاية الصراع الأيديولوجى بين الشرق والغرب وانخراط جميع دول المنظومة الاشتراكية السابقة فى السوق الرأسمالية العالمية .. الأمر الذى يطرح أشكالا جديدة من الصراعات والتحالفات بين فرقاء وحلفاء الأمس القريب ، وهو ما اصطلح على تسميته بحالة السيولة السياسية العالمية .

أعضاء جدد ..

في أبريل ١٩٩٩ رحب الحلف بكل من بولندا والتشيك ، وهنغاريا كأعضاء جدد ، وقد أصبحت الدول السبعة الأخرى المرشحة للانضمام والتي ذكرت أعلاه أعضاء في الحلف في عام ٢٠٠٤ . وتم التركيز على مبدأ الباب المفتوح فيما يخص ألبانيا ، ومقدونيا ، وكرواتيا . وأوضحت الدول الأعضاء في حلف الناتو ، في قمة الحلف التي انعقدت في براغ في نوفمبر ٢٠٠٢ أن توسيع حلف الناتو لا يتعارض مع مصالح أمن روسيا ، أو أية دول أخرى شريكة . وتمثل الانضمامات الجديدة تأكيد للسيطرة الأمريكية على مقدرات الحلف ـ ولو فى المدى المنظور ـ فى مواجهة محاولة دول أوروبا الغربية " فرنسا وألمانيا " بشكل خاص ، تعديل موازين القوى داخل الحلف وفقا لرؤية أوروبية شبه مستقلة ، تعكس الخلافات ـ ليس فى المبادئ ـ ولكن فى المصالح التى تزداد تعارضا مع ضيق مساحة المساحة المتنازع عليها بعد سيادة توجه الدول والتكتلات الكبرى لإقرار صيغة " عالم متعدد الأقطاب " وليس أحادى القطب .. ولعل مشكلة البلقان قد مثلت أهم تجليات هذا الصراع ، بالإضافة إلى الصراع الأمريكى الفرنسى فى غرب ووسط وشمال إفريقيا وهو ما دفع أوروبا رغم تأكيدها على التمسك بالناتو إلى السعى الحثيث لإنشاء قواتها الضاربة المستقلة عن الناتو .. بل وإدخالها الخدمة فورا فى إفريقيا .


فقد أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في 28-11-2003 اتفاقها على تشكيل قيادة عسكرية مستقلة عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، وفي اجتماع قادة الاتحاد بمدينة بروكسل في 12-12-2003 ، تم إقرار إعلان حول الدفاع الأوروبي بعنوان : " الدفاع الأوروبي : تشاور أوروبي أطلسي وتخطيط وعمليات " .

مستقبل الناتو ..
إن العلاقات بين ضفتى الأطلنطي تتسم بالجدل . فالأوروبيون ينفصلون عن السياسة الأمريكية خارج منطقة حلف شمال الأطلنطى ، وبعضهم يهاجم قرارات استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية .. نظام الدفاع المضاد للصواريخ مثلا .. والبعض الآخر يطرح مسألة تحول الاتحاد الأوروبى كقوة معادلة لنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية . بل أن هناك أوروبيون يتصورون علاقة مؤسسية بين روسيا والاتحاد الأوروبي ، أقرب من العلاقة بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية . ومن جانب آخر ، تكثر الخلافات التجارية بين كلا جانبى الأطلنطى ، تحت تأثير جماعات المصالح .
كيسينجر وبريجينسكى وكلاهما عمل مستشارا للأمن القومى الأمريكى .. يقولان " أن أوروبا الآن لم تعد كما كانت . فلا يوجد اتحاد سوفيتي ، وهذا يقضى على الميول التوسعية لروسيا . وألمانيا موحدة الآن ، وهذا يعيد طرح محاولة تنمية علاقة خاصة مع روسيا . والاتحاد الأوروبى مازال يقوم ببناء هوية أوروبية ، دون توضيح المجال الذى سيتركه للتعاون عبر الأطلنطى ، وعندما تتفاوض الولايات المتحدة الأمريكية اليوم مع الأوروبيين تجد نفسها إزاء مواقف تفتقر إلى المرونة، تم اتخاذها في الاتحاد الأوروبى.. المفاوضات الاقتصادية مثلا .. وبدأ يمتد إلى المفاوضات السياسية . والنتيجة أن هامش المناورة أمام أمريكا يضيق كلما أرست أوروبا علاقاتها مع أمريكا على مواقف متفق عليها سلفا بين بلدان الاتحاد . والنتيجة الحتمية لتوسع هذا الاتجاه وامتداده إلى الموضوعات السياسية هى تقلص الفرق فى ميزان القوى بين ضفتى الأطلنطى ، الأمر الذى قد يحسم تردد بلدان كثيرة فى الاتحاد لتنضم لهذه السياسة .


وقد يساعد هذا التوجه ، أن أوروبا ليست وحيدة فيه ، بل ينضم إليها فى هذا الهدف .. روسيا والصين .. وتكتلات أخرى فى طريقها إلى التبلور فى أمريكا الجنوبية .

وتشير المهام الجديدة التى اعتمدها الناتو ، أن أمريكا باتت أقرب إلى قبول حالة التقاسم مع الشركاء ، بديلا للإنفراد الذى سعت إلى تحقيقه مع بداية الاعتداء على أفغانستان .. ثم العراق ، حيث أثبتت الوقائع على الأرض فشل الاستراتيجية الأمريكية فى الانفراد بقدرات الطاقة العالمية . حيث أعلن الناتو أخيرا موقفه من هجمات 11 سبتمبر بالتضامن مع أمريكا ، وأنه على الحلف " أن يستعد للتصرف تجاه ما يستجد من مخاطر، والتي كثيراً ما تنبع من أقاليم بها بنى حكومية غير مستقرة . يجب على الناتو في هذا الصدد أن يهيئ نفسه أيضا لدرء الأخطار الناجمة عن فاعلين لا يمثلون حكومة ما ، بما في ذلك أعمال الإرهاب والتخريب والجريمة المنظمة ، وكذلك حالات قطع إمدادات الموارد الحيوية الهامة . ويجب أن تتم مقاومة انتشار أسلحة الدمار الشامل ( النووية والبيولوجية والكيماوية ) وتقنيات إنتاج الصواريخ بإجراءات حاسمة لمنع الانتشار ولمراقبة التسلح " .

وقد تم التخطيط لاستحداث قوات للردع تابعة لحلف الناتو ، تتألف من وحدات متنقلة حديثة التجهيز ، وقادرة على تنفيذ المهام بالمشاركة مع قوات أخرى وعن طريق تقسيم الواجبات . وتتضمن تلك القوات فرقاً برية وبحرية وجوية ، تكون على أهبة الاستعداد للانتقال السريع إلى أية منطقة معنية ، بموجب قرار من مجلس الحلف .

وهنا يبدو واضحا أن الشركاء فى الناتو قد أحلوا الحلف محل الأمم المتحدة ، بدلا من الرغبة الأمريكية السابقة فى فرض إرادتها على المنظومة الدولية ، ويعد هذا إعلانا أمريكيا بقبول المشاركة الأوروبية .. عبر الناتو .. فى مجمل القرارات الدولية .

يأتى هذا التغيير فى الموقف الأمريكى بعد صراع طويل اتخذ عدة مراحل بين أوروبا وأمريكا فقد انعكست العلاقة بين الكتلتين على تشكيلة الناتو ، وتدرجت العلاقة بين أطرافه الأساسية حسب مراحل وتطورات الصراع .. فسارت من التسليم العسكرى والسياسى الأوروبى للسيطرة الأمريكية على الحلف .. إلى الشك فى مصداقية وقدرة المظلة النووية الأمريكية لأوروبا .. وإن ظلت أمريكا خلال تلك المرحلة تحتفظ لنفسها بسلطة مطلقة فى تحديد مضمون المصالح الأطلسية " المشتركة " . وقد أدى الانفراج الدولى بين الشرق والغرب إلى مزيد من التعارض فى سياسات طرفى الأطلسى ، إلا أن تفكك الاتحاد السوفييتى وسقوط الصراع الأيديولوجى ، وسيادة منطق المصلحة فى سياسات الدول قد ترتب عليه انفراد أمريكا بدور القوة العظمى ، وتخفيض مكانة أوروبا الدولية ، وانعكس ذلك على مواقف أمريكا فى الخليج العربى ، حيث تجاهلت المصالح الأوروبية فى حرب الكويت ، ثم فى العراق ، وتقول إحدى وثائق البنتاجون السرية المنشورة فى صحيفة " لوموند دبلوماتيك " إبريل 92 " إن الولايات المتحدة الأمريكية لها الحق فى التحرك لمنع تكوين نظام أمنى أوروبى ، يمكن أن يهدد حلف شمال الأطلنطى ، وعليها أن تبذل كافة الجهود لإذابة ألمانيا واليابان فى النظام الأمنى الجماعى الذى تقوده ، وهذا يستلزم إقناع أوروبا والآخرين بعدم محاولة لعب دور أكبر من الذى يلعبونه الآن ، وهو ما يتطلب بالضرورة الحفاظ على وتطوير قوة أمريكا لردع أية محاولة تقوم بها دولة أو مجموعة دول لتحدى الإرادة الأمريكية " .
ولم تكن الظروف الدولية لتساعد الأوروبيين على الاقتناع بالرؤية الأمريكية خاصة بعد انتهاء التهديد الشيوعى ، ولذا تلخصت أهداف أوروبا فى ذلك الوقت فى هدفين : الاستقلال الحقيقى عن أمريكا .. وبناء الوحدة الاقتصادية والسياسية الأوروبية .. وقد صيغت هذه الأهداف فى معاهدة " ماسترخت " فى ديسمبر 1991 .


حيث حملت الاتفاقية (ماسترخت) بصمات واضحة للصيغة الفيدرالية للاندماج بين أطراف الجماعة لتتحول الجماعة إلى الاتحاد الأوروبي . مشددة على السياسة الخارجية الموحدة للاتحاد ، وهو ما يفتح الباب أمام استقلال أوروبا ككتلة سياسية دولية طالما توفر لها قدر كبير من التراضي بين أعضائها . وجعلت الاتفاقية من اتحاد غرب أوروبا جزءاً من مؤسسات الاتحاد له سلطة وضع سياسة موحدة لأوروبا ، مما يجعله ذراعاً دفاعياً لمؤسسات الاتحاد ، وأن تكون الفرقة الألمانية الفرنسية نواة لإيجاد جيش أوروبي مشترك .
وفي عقد التسعينيات، عاد التفكير مرة أخرى في تشكيل وحدات عسكرية متعددة الجنسيات خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحت اسم ( Euro corps ) ، وقد ضمت قوات من فرنسا وألمانيا ، ثم بلجيكا وأسبانيا ولوكسمبرج ، وبعدها تم إنشاء قوة التدخل السريع ( Euro fore ) ، ثم قوات جوية بحرية ( Euronav ) ، ضمت كلا من أسبانيا ، وإيطاليا ، والبرتغال ، وأخيراً عام 1994 أقيمت وحدة أوروبية للتخطيط ، وكان هذا هو مجموع القوى المتعددة الجنسيات الأوروبية ، وتميزت بالبطء الشديد في قدراتها على التحرك وإن بقيت القوة الوحيدة التي تمثل البناء الدفاعي لأوروبا ، التي تولد لدى اتحادها شعور بالضعف والقصور لافتقار القارة القدرة العسكرية المؤهلة بالقدر الكافي لكي تدخل بفعالية لحل أزمات وصراعات دموية تركزت في منطقة البلقان القلقة ، تاركا المهمة الأوروبية إلى قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يأتمر من خارج القارة ، في الوقت الذي وضح فيه أن الولايات المتحدة لا تبدي رغبة بالتدخل في كل أزمة إقليمية تقع بالقارة ، فكان على أعضاء الاتحاد الأوروبي تجهيز أنفسهم بالآليات التي تكفل ترويج مجموعة قيمهم المشتركة ، بالإضافة إلى الدفاع عن أنفسهم ، فأطلقوا مؤسسات متخصصة بسياستي الخارجية والأمن كمؤسسة الاتحاد الأوروبي الغربي CFSP والتي تم إقرارها في معاهدة ماسترخت عام 1991 ، كما خرجت معاهدة امستردام إلى حيز التنفيذ في مايو 1999 حاملة في طياتها خمسة أهداف للاتحاد الأوروبي هي: حماية المصالح الأساسية للاتحاد وضمان استقلاله ، وتقوية أمن الاتحاد ، والمحافظة على السلم وتقوية أواصر الأمن الدولي ، والترويج للتعاون الدولي ، وأخيرا دعم الديمقراطية واستقلال القضاء واحترام حقوق الإنسان . وعززت هذه الاتفاقية من قدرة اتحاد غرب أوروبا على اتخاذ القرارات ، وتزويده باستراتيجيات مشتركة للعمل في المناطق التي تشترك فيها الدول الأعضاء بمصالح حيوية هامة ، كما تم تعزيزها بإضافة لجنة انتقائية للسياسة والأمن ، بالإضافة للجنة عسكرية موازية تعمل على تقديم النصح للحكومات فيما يتعلق بشأن إدارة الأزمات . وفي أكتوبر من عام 1999 جاء تعيين ( خافيير سولانا ) أميناً عاماً للاتحاد الأوروبي ، وهو أمين عام سابق لمنظمة حلف شمال الأطلسي ، فكان تعيينه ضماناً لاستمرارية وكفاءة السياسة الخارجية للاتحاد ، وخاصة فى علاقته بالناتو .


كان مفهوم التعاون الدفاعي الأوروبي حتى عام 1998م يستند إلى ثلاثة جوانب رئيسة غير خلافية من جانب الأوروبيين ، يتمثل الجانب الأول في فكرة أن الهوية الأمنية والدفاعية سيتم تطويرها في إطار الناتو ، لضمان موافقة أمريكية . ويتمثل الجانب الثاني في اعتبار اتحاد أوروبا بمثابة الأداة النظامية للتعاون الدفاعي الأوروبي ، أما الجانب الثالث فيتمثل في أنه ليس من المتوقع للاتحاد الأوروبي أن يلعب دورا في الدفاع الأوروبي ، بحيث تتمايز السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية المشتركة تنظيميا عن الدفاع . إلا أن هذا المفهوم ووجه بسياسة أمريكية تقوم على ثلاثة عناصرأيضا ، هي: ألا يشيد الأوروبيون قوة إضافية إلى قواتهم الوطنية أو قوات الناتو الموجودة بالفعل حتى لا تضعف قوة الحلف أوتضعف من التزام الدول الأعضاء تجاهه ، ومن ثم لا يحدث الفصل بينهما وهو العنصر الثاني ، فيما يقوم العنصر الثالث على الاتفاق على ضرورة الاحتفاظ بالدفاع الأوروبي في إطار الناتو ، على أن تتمتع أوروبا بالقدرة على استخدام الحلف دون اعتراض أمريكي صريح .

واعتبرت الخطوات التي صاحبت تعيين ( سولانا ) منعطفاً حاسماً في الجهود المبذولة من أجل إنشاء دفاع أوروبي مستقل ، وكان أبرز هذه الخطوات :
ـ قرار الاتحاد الأوروبي في هلسنكي تشكيل فيلق عسكري مشترك يكون جاهزا عام 2003م ، ومزودا بأحدث الأسلحة التي تمكنه من أداء مهام عسكرية سريعة .
ـ الاتفاق الفرنسي الألماني على إطلاق قمر صناعي استطلاعي للتخلص من الاحتكار الأمريكي للمهام الاستطلاعية في حلف شمال الأطلسي .
ـ التفاهم الفرنسي البريطاني على تطوير الصناعة العسكرية المشتركة .


ـ اتخاذ خطوات جديدة لتنشيط منظمة الاتحاد الأوروبي الغربي واعتبارها المنظمة العسكرية للاتحاد الأوروبي .
ويبدو إن الفرصة سانحة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لأن يطرحوا على أنفسهم المسألة بشكل متعمق . فهل من مصلحة الأوروبيين الحفاظ على الخلل الكبير في توازن القوى القائم على الصعيد العالمي ؟ أم إن من مصلحتهم تستلزم تقليص هذا الخلل ؟
والسؤال الأهم هو .. هل إذا ما حدث توافق أوروبى أمريكى على المشاركة فى تسيير مقدرات العالم ، هل يدفع هذا بالتكتلات والدول الكبرى الأخرى ـ الصين وروسيا ـ الآن على الأقل إلى الدخول فى سباق جديد للتسلح والردع والردع المضاد .. ما يعود بالعالم إلى حالة الحرب الباردة والتى ستكون هذه المرة متعددة الأطراف والاتجاهات ، برغم انتهاء الصراع الأيديولوجى وانخراط دول المنظومة الاشتراكية السابقة فى السوق الراسمالية العالمية ؟! ولما لا وقد كانت الحربان الاستعماريتان الأولى والثانية بين أبناء المنظومة الأيديولوجية والاقتصادية الواحدة .


وحتى الآن فإن جميع المؤشرات تدل على تمسك أمريكا بالاستمرار على قمة القوة العسكرية فى العالم ودون منافس ، ففي خلال العام المالي 2002 خصصت الولايات المتحدة خمسين مليار دولار إضافية للدفاع، حيث بلغت نفقاته 379 مليار دولار، أى أكثر من 3% من إجمالي الناتج القومي. وأثناء حرب الخليج عام 1991 ارتفعت النفقات الأمريكية في هذا المجال إلى 8.4 % من إجمالي الناتج القومى. وكانت أكثر من ذلك بكثير في الخمسينيات والستينيات .

أما التزام أوروبا في مجال الدفاع فهو مختلف تماما . فالنفقات العسكرية تصل إلى1.6 من إجمالي الناتج القومى في ألمانيا و2% في إيطاليا و 1.5 في إسبانيا، بينما تبلغ 3% في فرنسا وإنجلترا فقط. فالولايات المتحدة وحدها تنفق اليوم أكثر من كل ماينفقه حلفاؤها في حلف شمال الأطلنطى مجتمعين. ومن المحتمل أن تزيد الميزانية العسكرية للولايات المتحدة في الأعوام القادمة.
إن الأمن والنفوذ العالمى ليسا هما الميزتان الوحيدتان اللتان يمكن أن تنتجا من هذه الاستثمارات ، فحوالي 10 إلى 15% من النفقات العسكرية الأمريكية تمول الأبحاث الأساسية . وتسمح بذلك بنهضة كبيرة في مجال البحث والتنمية المتطورة في البلاد . فالإنترنت الذي بدأ في الأربعينيات ، والتطور الذي حدث في الكمبيوتر في السبعينات ، كانا من نتاج أبحاث مولها البنتاجون .


أوروبا إذن لم تمتلك إرادة سياسية موحدة ومستقلة بعد ، وإن كانت الطريق المؤدية إلى هذه الغاية تكاد تكون طريقا وحيدة أمام قوة إقصغدية بحجم أوروبا لاستمرار الحفاظ على مصالحها .
العالم إذن مقبل بقيادة أمريكية على تحكيم الرعب والردع النوويين فى مصير الصراع البشرى وحوارات المصالح المتعارضة بين بنى الإنسان ، وهو ما يرشح المرحلة القادمة لسباقات تسلح لم يسبق لها مثيل .. ودرجات عالية من تسرييب السلاح النووى لتحقيق الردع بطرق غير مباشرة بين الأطراف الرئيسة فى الصراع ، كما يطرح المسقبل ضرورة قيام الدول غير النووية وخاصة فى أوروبا التى تمتلك معظم دولها كل المدخلات اللازمة لإنتاج السلاح النووى والنيترونى المتطور ربما خلال عدة أشهر من صدور قرار سياسى ـ ألمانيا ، بلجيكا ، هولندا ، إيطاليا ، أسبانيا ، النرويج .. إالخ ـ بالتسلح النووى والدخول كل على حدى أو كجماعة أوروبية فى حسابات الردع النووى ، وكذلك فى آسيا وإفريقيا بالتفكير فى أشكال وبنى تنظيمية دفاعية تؤمن لها مجتمعة رادعا نوويا فى مواجهة الفوضى النووية المتوقعة .. ويبدو أن تعميم امتلاك الرادع النووى سيمثل الحل الوحيد فى المستقبل لتحييد التهديد النووى للبشرية ، ويفصلنا عن هذا حقبة شديدة الخطورة قد تؤدى إلى تدمير الحياة على الأرض ، خاصة وأن جيل أسلحة الدمارالشامل الجديدة سواء التكتيكية منها أو الاستراتيجية وعلى وجه الخصوص النووية منها يمكن أن يخرج عن سيطرة الدول ، بل وقد تعمل بعض الدول على إخراجه من السيطرة .


وهنا لابد من طرح السؤال على المفكرين الاستراتيجيين العرب والمسلمين .. ألم يحن الوقت بعد للتفكير الجدى فى الرادع النووى العربى والإسلامى ؟! وألا يمثل هذا الرادع فى حال وجوده أحد الضمانات الهامة لتحييد السلاح النووى فى عالم الغد .. بل والضمانة الوحيدة لتحييده ؟! وإلى متى ستظل هذه الأسئلة بدون إجابات مع وجود الترسانة النووية الصهيونية على بعد خطوات والتى تصل فى أقل التقديرات إلى 200 رأس نووى مابين تكتيكى " صغير " ومتوسط واستراتيجى كبير ؟!!! ثم أليس من المتوقع فى هذا العالم الملتهب أن تعود الدول التى تخلت عن أسلحتها النووية كجنوب أفريقيا ودول الاتحاد السوفيتى السابق إلى إعادة انتاج أسلحتها النووية ؟؟ وهل لن يبقى معزولا عن امتلاك رادع نووى هم العرب والمسلمون وحسب ؟!

المصدر : خالد يوسف / موقع المسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجــــع
ــــــــ
• د . سمير أمين .. الصراع الصهيونى العربى على ضوء المشروع الأمريكى للسيادة العالمية .
• وثائق المؤتمر السابع لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية .
• معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية .
• دراسة اللواء د / على محمد رجب .. التحول فى استراتيجيات حلف الناتو .. مجلة الحرس الوطنى السعودية .
• الدفاع الوقائى .. استراتيجية جديدة للأمن تأليف آشتون كارتر و وليام بيرى ..ترجمة أسعد حليم طبعة 2001 الناشر مركز الأهرام للترجمة والنشر ـ القاهرة .
• استراتيجيات الردع النووى .. د . هانى خليل ـ مجلة معلومات دولية العدد 47 دمشق 1997 .
• حوار رد جاى روبرتس .. رئيس قسم السياسة النووية فى إدارة السياسة وتخطيط الدفاع لحلف الناتو لوكالة نوفوستى الروسية .
• بريجينيسكى .. مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق ـ الحياة مع أوروبا بحث منشور فى سلسلة استراتيجيات .. أعداد سابقة .
• لوموند ديبلوماتيك .. ملف الصراع النووى .. أعداد مختلفة .
• أشرف محمد كشك ـ الدور الجديد لحلف الناتو فى منطقة الخليج .. تحد جديد للأمن القومى الإيرانى ـ مختارات إيرانية العدد 64 نوفمبر 2005 .



 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس