عرض مشاركة واحدة

قديم 12-12-10, 01:13 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عابر الأجواء
مشرف جناح القوات الجوية

الصورة الرمزية عابر الأجواء

إحصائية العضو





عابر الأجواء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الإستراتيجية المتبعة في الفتوحات العربية الإسلامية



 

الإستراتيجية المتبعة في الفتوحات العربية الإسلامية

تجاهلت معظم الموسوعات العالمية بشكل غريب، الأمة العربية بصورة عامة، ولا سيما عطاءهم وإبداعهم في علم وفن الحرب، وعلى رأس تيار الإجحاف، كانت قصة الحضارة لمؤلفها «ويل تيورانت» وموسوعة تاريخ الحضارات العام تأليف مجموعة من أساتذة السوربون بإشراف «موريس كروزيه»، والجنرال «ستروكوف» ومجموعته في تاريخ فن الحرب، وكذلك الماريشال «ف.د. سوكولوفسكي» في الإستراتيجية العسكرية. و«ليدل هات» في الإستراتيجية وتاريخها في العالم، و «أرثركريمتنسن» عندما كتب عن إيران في عهد الساسانيين، و «يوليوس فلهوزن» في تاريخ الدولة العربية، وغيرهم من الكتاب والباحثين.

ومن أبرز أعلام الإنصاف، المؤرخ «ف. بارتولد» في تاريخ الحضارة الإسلامية، وكذلك الجنرال السوفيتي «رازين» في تاريخ فن الحرب، فقد بحث التنظيمات المسلحة عند القبائل العربية ثم خصائص فن الحرب لدى القوات العربية، إضافةً إلى شرحه طرق العرب وأساليبهم في المسير، وفي القتال، وكيفية التنظيم الحربي وغير ذلك من الإنصاف والعلمية. وكذلك اللورد البريطاني «مونستر» في مؤلفة الشهير (رسالة في فن الحرب عند العرب) حيث يقول في المقدمة: (إن العرب قد ألفوا أكثر من 397 كتاباً في العلوم العسكرية والعلوم الأخرى المرتبطة بها«وهذا الرقم وهذه المخطوطات القيمة محفوظة في المكتبات في شتى عواصم العالم. شرقه وغربه. وكذلك الدكتور «غوستاف لوبون» في حضارة العرب، والدكتورة «زيفريد هونكة» في شمس العرب تسطع على الغرب».

وكما هو معروف أن الإستراتيجية وخاصة العسكرية منها لم تعرف بمفهومها المعاصر ومبادئها وأصولها وأسسها وقواعدها العامة إلا منذ القرن الثامن عشر الميلادي (منذ عهد نابليون) ولو أن جذورها تمتد منذ عهد اليونان، فمن الصعب أن نقيس الحروب العربية والفتوحات الإسلامية التي جرت منذ النصف الثاني للقرن السابع الميلادي، على المعايير الراهنة للإستراتيجية العسكرية الحاضرة، نظراً لتغيّر وسائط القتال والصراع المسلح، فعهد الفتوحات الإسلامية، كان سائداً فيه «الأسلحة البيضاء» الرمح والسيف والدروع واستخدام الخيول والجمال في الأعمال القتالية، سوى المرحلة الأخيرة منه حين أدرك استخدام البارود في الأسلحة الفردية، وبداية استخدام المدفعية أيضاً.

كما أن القادة العرب والمسلمين الأوائل لم يدرسوا فن الحرب وأساليبها في مدارس أو أكاديميات عسكرية عليا، بل علمتهم البئية وشظف العيش وقساوة الصحراء في بعض الأحيان فن التفكير السليم وصفاء الذهن والخبرة المنطقية- العقلانية، ويكفيهم فخراً وشرفاً أن معلهم الأول، الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم، القائد الفذ، والشجاع المقدام والعبقري الملهم، الذي يتلقى الوحي والحكمة من الله الجبار العظيم جل جلاله وعظم شأنه، وبين يديه الشريفتين، القرآن الكريم هدى ورحمة للعالمين.
أولاً: القضاء على الردة: قرار صائب وخطير، في موقف إستراتيجي معقد.

تعرف بهذا الإسم الحروب التي سْنها الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه على القبائل التي إرتدت عن الإسلام بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في خلال العام الحادي عشر للهجرة (632م)، فقد توفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك العام، فاستكبر الناس أو عامة المسلمين موته، واتخذ منه بعض القبائل في الجزيرة العربية ذريعة للارتداد عن الدين الجديد والتمنع عن دفع الزكاة الشرعية، ولما إختار المسلمون أبا بكر الصديق خليفة لهم، عزم الخليفة المنتخب أن يضع حداً لحركة الإرتداد هذه وذلك لما تنظوي عليه هذه الحركة الانقلابية - والدين الجديد لا يزال في بدء انتشاره- من خطر جسيم على الدعوة الإسلامية سواءً في الجزيرة العربية أو خارجها، فقرر الخليفة الأول أن يعيد بالسيف من خرج من المسلمين على الدين وارتد عنه.

وخرج أبو بكر بجيوش المسلمين إلى مكان قرب المدينة يدعى «ذو القصة» ليوجه الزحوف إلى المرتدين، فهاجمته قبائل عبس وذبيان وغطفان المرتدة، فهزمها، وفي ذا القصة وزع مهام القتال على إحدى عشر قائداً من قادة جيوشه توجه كلا من هؤلاء القادة إلى قبيلة وهؤلاء القادة هم:

1- عكرمة بن أبي جهل: وقد وجهه في البدء إلى بني حنيفة لقتال «مسيلمة الكذاب» فهزمه مسيلمة، فوجهه إلى عُمان (شرقي البحرين) وفيها قبيلة الأزد، ثم إلى حضرموت واليمن (جنوب الجزيرة) وفيها قبائل طي وخولان وكنده ومراد وحمير وهمدان.

2- عمرو بن العاص: وقد وجهة إلى شمالي الحجاز حيث قبائل جذام وكلب وقضاعة وطيّ وعذرة وبلي.

3- شرحبيل بن حسنة: وقد وجهه في البدء إلى اليمامة في إثر عكرمة ليلتقي معه على قتال مسيلمة، ثم وجهه الخليفة ثانيهً إلى شمالي الحجاز ليقاتل مع عمرو بن العاص.

4- المهاجر بن أبي أمية: ووجهه إلى كنده بحضر موت.

5- خالد بن سعيد: ووجهه إلى مشارف الشام في منطقة حوران.

6- حذيفة بن محض: ووجهه إلى أهل دبا، قصبة عُمان وهم من الأزد.

7- عرفجة بن هرثمة: ووجهه إلى قبيلة مهرة من قضاعة وقيل: مهرة أرض قرب حضر موت.

8- طريفة بن حاجز: ووجهه إلى بني سليم ومن معهم من هوازن.

9- سويد بن مقرن: ووجهه إلى تهامة باليمن.

10- العلاء بن الحضرمي: ووجهه إلى البحرين.

11- خالد بن الوليد: ووجهه إلى «عين بزاخة» وفيها قبائل
غطفان وعبس وذبيان، ثم وجهه ثانيهً إلى بلاد بني عامر (الممتدةفي شرقي المدينة إلى الخليج العربي) ثم إلى اليمامة وفيها بني حنيفة، فهزم فيها مسيلمة الكذاب وقضى عليه في معركة «حديقة الموت» وما أن إنصرم عام 11هــ حتى كانت جميع قبائل العرب المرتدة قد عادت إلى حظيرة الدين الحنيف. وتفرغ الخليفة «الصديق» بعدها لنشر رسالة الإسلام خارج أرجاء الجزيرة العربية.

 

 


 

   

رد مع اقتباس