عرض مشاركة واحدة

قديم 21-08-10, 12:14 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأدميرال
مشرف منتدى القوات البحرية

الصورة الرمزية الأدميرال

إحصائية العضو





الأدميرال غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي القيادة الاستراتيجية الامريكية في افريقيا الافريكوم... لماذا الان؟



 

عقيد ركن/خليفة أحمد
مجلة المسلح

عانت القارة الأفريقية من صراعات ما بعد الاستقلال حيث أسفرت التبعية الإقتصادية لدول الاستعمار والإنقسامات الآثنية والقبلية والمشاكل الحدودية وانقسام الولاءات بين القوتين العظميين إبان فترة الحرب الباردة , وفي بداية ما يسمي بالنظام العالمي الجديد تعرضت للتهميش وتقلصت المساعدات مما زاد من مشاكل القارة .

طبيعية التي تزخر بها سعت القوي العظمي إلى العودة إلى القارة تحت أطر أخري وإن كان مضمونها واحداً يتمثل في الهيمنة السياسية والإقتصادية والعسكرية .

بدأت الولايات المتحدة في أواخر تسعينيات القرن العشرين بالعمل على تنشيط وتطوير علاقتها الأفريقية في إطار إستراتجيتها الكونية الجديدة تمثلت في تعدد الزيارات عالية المستوي ( وزراء خارجية - الرئيس كلينتون - الرئيس بوش الابن وإن قد تراجعت نسبياً بعد أحداث 11 سبتمبر إلا أنها عادت بشدة مرة أخري في إطار الحرب الدولية ضد الإرهاب رغبة منها في إبعاد القارة عن حلبة الصراع واستقطابها كقواعد للإنطلاق .

وإذا كانت الولايات المتحدة قد وضعت القارة في بؤرة اهتماماتها فإن قوي الاستعمار التقليدي القديم ( إنجلترا - فرنسا - ألمانيا - إيطاليا ) إلي جانب القوي الأسيوية الصاعدة ( الصين اليابان - إيران ) فضلاً عن التغلغل الصهيوني كل هذه القوي تتحرك من منظور مصالحها في القارة والرغبة في المشاركة في ثروات القارة بعد الإنتاج المبشر للبترول فضلاً عن كونها سوقاً استهلاكية كبيرة . ووفقاً للأهمية الإستراتيجية للقارة الأفريقية من المنظور الأمريكي فقد جرت السياسة الأمريكية تجاه القارة بثلاث مراحل رئيسية كالآتي :
فترة عدم القيام بدور فاعل بين أعوام 90 , 96 م : أحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن القيام بدور رئيسي لحين انتهائها من إعادة ترتيب المناطق الأكثر أهمية في العالم من وجهة نظرها ( أوروبا الشرقية - آسيا الوسطي - بحر قزوين - الشرق الأوسط ) .
حيث سيطرت حاله من عدم إهتمام السياسة الأمريكية بالقارة الأفريقية خاصة جنوب الصحراء مما انعكس على حجم المعونات الإقتصادية للقارة بداية عودة الأهتمام الأمريكي من عام 1997 م وحتى قبل أحداث 11 سبتمبر شهدت هذه الفترة بداية التحول في السياسة الأمريكية تجاه القارة.
كان ذروتها زيارة الرئيس " كلينتون " لأفريقيا في مارس 1998 مما يعكس إعادة ترتيب معظم المناطق في العالم وحتى لا يتأخر دورها أكثر من ذلك في أفريقيا وكسر الهيمنة الفرنسية التقليدية في غرب وشرق أفريقيا (جيبوتي) .

الحملة الدولية ضد ( الإرهاب ) منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 م :
( 1 ) سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع أفريقيا في بؤرة اهتماماتها حتى لا تقع فريسة للإرهاب وأعلنت الخارجية الأمريكية أن لن تسقط من على شاشة الرادار الخاصة بالمسئولين في واشنطن , ثم جاءت جولة الرئيس الأمريكي " جورج دبليو بوش " يوليو 2003 م للتأكيد على أن الولايات المتحدة لن تترك ( الإرهابيين ) يهددون الشعوب الأفريقية أو يستخدمون أراضيها قاعدة لتهديد العالم .
( 2 ) في فبراير 2007 م , أعلن وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " أن الرئيس جورج بوش وافق على خطة اقترحها البنتاجون وزارة الدفاع لإنشاء قيادة قتالية جديدة للعمليات في إفريقيا باسم " قيادة إفريقيا " , تتولي تنسيق العمليات ومجابهة ما سمي " احتمال تحول دول إفريقيا كملاذات لمنظمات إرهابية " .
( 3 ) قبل صدور هذا القرار كانت شؤون إفريقيا تتوزع عسكرياً في البنتاجون على ثلاث قيادات إقليمية هي : " القيادة الوسطي " التي تشرف على الشرق الأوسط وتتولي مسؤولية القرن الإفريقي , و" قيادة المحيط الهادي " التي تشرف على شؤون مدغشقر فيما تتولي " قيادة أوروبا " مراقبة بقية أنحاء إفريقيا أي القسم الأكبر من القارة .
( 4 ) بعبارة أخري كانت القيادات الأمريكية العسكرية المختصة بالدول الإفريقية هي : القيادة المركزية " كينتكوم " التي تتضمن مهامها مصر والسودان وإريتريا وأثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا وسيشل , وثم القيادة الباسيفيكية " باكوم " ويقع ضمن اختصاصاها مدغشقر والمحيط الهندي , ثم القيادة الأوروبية " إيوكوم " وهي مسؤولة عن باقي الدول الإفريقية وعددها 41 دولة .
( 5 ) ومع أن هذا القرار الغامض بتشكيل قيادة إفريقية عامة للقوات الأمريكية ظل في طي السرية ولم تتسرب عنه معلومات كثيرة , فقد أكد " معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الجديد " في تقرير صدر في 10 ـ 7 ـ 2007 م أن وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " قام بتعيين قائد خاص ل " أفريكوم " خلال يوليو 2007 م , وأنها ستصبح جاهزة للعمل بمشاركة ألف جندي أمريكي بحلول سبتمبر 2008 م , وستكون مسؤولة عن كل الدول الإفريقية باستثناء مصر .
( 6 ) ويأتي تشكيل " أفريكوم " في وقت تخشى فيه واشنطن إنتشار نشاط تنظيم القاعدة في إفريقيا , بالتزامن مع إهتمام أمريكي متزايد بالقارة السمراء على خلفية أنباء عن مخزون كبير من النفط والغاز في إفريقيا فضلا عن إستعدادات أمريكية للتدخل في السودان ( ودار فور) , بأستخدام القوة العسكرية لتنفيذ خططها لقرب القوي الإسلامية المحتملة ذات الطابع العدائي للمصالح الأمريكية في المنطقة , والتي قد تعرقل السيطرة العسكرية الأمريكية على القارة الإفريقية والتي تمهد لسيطرة إقتصادية ونفطية على مقدرات القارة .
( 7 ) بعد الزيارة التي قامت بها كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية " كوندوليزا رايس " لدول المغرب العربي ودول الساحل الصحراوي والتي إعتبرها ملاحظون حاله " عسكرية مستعجلة فالبنتاجون الذي كان قد صادق على مذكرة " بوش" لإنشاء قيادة عسكرية لمحاربة " القاعدة " بالشمال الإفريقي والساحل جعل من نهاية سنة 2008 أجلاً لانشاء قاعدة عسكرية لتمركز " أفريكوم غير أن الممانعة إلى أبدتها دول المنطقة حالت دون التوصل إلي إنجاز هذا الهدف .
( 8 ) إلا أن اللقاء المرتقب بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والمغرب العربي والساحل الإفريقي سوف يكون حاسما في تحديد قاعدة لتمركز " الأفريكوم " .

وفي سياق آخر تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً متنوعة تحت عناوين مختلفة كحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية , فقد وسم التقرير الأمريكي السنوي حول الحريات الدينية الصادر حديثاً , صورة سوداء من الناحيتين الواقعية والقانونية في إشارة إلي صدور قانون جزائري منظم للشعائر الدينية لغير المسلمين وجاء في سياق محاربة التنصير في الجزائر

الأهمية الجيويوليتكية لأفريقيا :-
أ ـ موقع متوسط مسيطر على الممرات الملاحية :
( 1 ) تطل القارة الأفريقية على مواقع حاكمة تتمثل في مضيق جبل طارق / قناة السويس مضيق باب المندب رأس الرجاء الصالح بالإضافة إلى الجزر المحيطة بالقارة والمطلة على المحيط الأطلنطي والهندي .
( 2 ) جذب هذا الموقع أنظار القوي الاستعمارية للسيطرة على الطرق الملاحية الحاكمة .

ب ـ أفريقيا والاتصالات الدولية :
( 1 ) تعتبر إفريقيا همزة الوصول بين قارات العالم المختلفة .
( 2 ) اكتسب الجزء الشمالي والشمالي الشرقي للقارة أهمية في سيطرته على حركة المواصلات العالمية المدنية والعسكرية بين قارات أسيا وأوروبا وإفريقيا .
( 3 ) كما اكتسب في المقابل الجزء الغربي والجنوب الغربي أهمية في اتصاله بحركة الملاحة القادمة من الأمريكتين والشرق الاقصي .
( 4 ) إفريقيا تعتبر قلب العالم القديم وعمقا هاما لغرب قارة أسيا وجنوب قارة أوروبا .

ج ـ إفريقيا والمواصلات الجوية :
وجود القارة في وسط حركة المواصلات الجوية المدنية والعسكرية أدي إلي اكتساب القارة أهمية كبيرة في مجال تأمين التحركات الجوية .

د ـ الأهمية الاقتصادية للقارة :
( 1 ) الثروة المعدنية القارة غنية بالمعادن المختلفة حيث تحتوي على 10% من أنتاج العالم من البترول والفوسفات في الشمال والنحاس والذهب في الوسط بالإضافة إلى الكوبلت واليورانيوم , والحديد والقصدير والزنك والرصاص والماس .
( 2 ) الموارد الزراعية تتنوع المحاصيل في القارة وتكاد تسيطر على أنتاج الكاكاو بالإضافة إلى البن والشاي وزيت النخيل والمطاط بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزارعة .
( 3 ) الأخشاب تتمتع القارة بثروة هائلة من الأخشاب الصلبة واللينة .
( 4 ) الثروة الحيوانية تتوفر مساحات شاسعة من المراعي تضم اعداد ضخمة من المواشي والأغنام والإبل .
( 5 ) الثروة السمكية تطل القارة سواحل طويلة على البحرين ( الأبيض ـ الأحمر ) و المحيطين ( الأطلنطي ـ الهادي ) وتحتوي على العديد من الأنهار والبحيرات التي تحتوي ثروة هائلة .
( 6 ) مصادر الطاقة بالإضافة إلى البترول الذي يمثل 15 % من احتياطي العالم يتوفر بالقارة 50 % من الطاقة الكهرومائية والمستغل منها 2 % فقط بالإضافة إلى الطاقة الشمسية في الصحاري .
( 7 ) السياحة تزخرالقارة بآثار الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية مما يوفر فرصة للاستثمار السياحي بالإضافة إلي الأماكن الخلابة بالقارة .
هـ ـ الأهمية السياسية رغم مرور أكثر من أربعين عاما على استقلال معظم الدول الأفريقية ألا أن الهوية الأيديولوجية والسياسية في الدول الأفريقية لم تتبلور بعد .

 

 


 

   

رد مع اقتباس