عرض مشاركة واحدة

قديم 23-01-10, 12:15 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كتاب المحرقة الأمريكية لإفناء البشرية



 

كتاب المحرقة الأمريكية لإفناء البشرية



دانيال ايلسبيرغ / ترجمة: كمال حسين البيطار ومحمد إبراهيم فقيري


رؤى كابوسية مروعة ومشاهد مرعبة. هل هي نبوءة اختلست من سفر النبي ارميا أو سفر النبي دانيال أو من رؤيا يوحنا المنفي هذه التي يعرضها اليوم علينا، وتنشرها جريدة “الخليج”، دانيال ايلسبيرج وهو صحافي عتيق مخضرم ومحلل عسكري وكاتب يغوص في أعماق البعد العسكري للأحداث وأغوارها السياسية ليوافيك بصورة تقرب لك مفهوم الجبروت العسكري البشري القادر حين ينفلت شيطانه من عقاله على التدمير والإفناء الساحق الماحق الذي لا يأتي على شيء إلا جعله كالرميم. والغرب، مذ كان أوروبياً صرفاً قبل أن تنبغ له نابغة في القارة الأمريكية الشمالية وقبل أن يعتلي يهود صهوته ويقبضوا على أزمة أمره ويوجهوا سياساته ويمسكوا بتلابيب اقتصاده، ويرسموا سياساته بعد أن اتضحت قسمات وجهه الامبريالية الأنجلو أمريكية الجديدة في العصر النووي، كان هذا الغرب المتغطرس المتنرجس ينظر إلى الشرق بتوجس شديد وقلق بالغ وريبة أخذت عليه مجامع قلبه واستبدت بفكره وعقليته، فحين توهم الغرب، ممثلاً في العم سام، الذي تزعم، أن الخطر يتربص به وتهب رياحه العاتية من جهة الاتحاد السوفييتي والصين أعد ترسانته الرهيبة وتهيأ لحرب اجتثاث قد تستأصل الجنس البشري برمته.
600 مليون قتيل في الصين والاتحاد السوفييتي في الهجوم الأمريكي النووي الأول

ها هي رؤيا دانيال يسردها علينا:

في أحد أيام ربيع ،1961 وبعد احتفالي بعيد ميلادي الثلاثين مباشرة، كيف سينتهي عالمنا. ولم يكن المقصود بعالمنا، الكرة الارضية، أو كل الجنس البشري أو الحياة كما كنت أدركها حينذاك، لكن “عالمنا” كان يقصد به نصف الكرة الأرضية الشمالي.

وما تسلمته في مكتب البيت الأبيض، كان ورقة بيضاء عليها بعض الأرقام والخطوط. وكان عنوانها “أسرار عليا - بالغة الأهمية وحساسة” وتحت هذا العنوان كان مكتوباً “يقرأها الرئيس فقط”.

وما يفهم ظاهرياً من هذه العناوين، هو أن الشخص الوحيد الذي يمكنه الاطلاع على محتويات الصفحة هو الرئيس. ولكن عملياً هذه العناوين أو “الترويسات” يكون المقصود بها في الغالب أن يطلع عليها أحد أو عدد من أعوان ومستشاري الرئيس إلى جانب الرئيس نفسه بالطبع.

قتلى بالملايين

وعندما عملت لاحقاً “في البنتاغون” معاوناً خاصاً لنائب وزير الدفاع، كنت اطلع دائماً على نسخ وبرقيات معنونة لمسؤول ما ب”يطلع عليها فقط....”، وعلى الرغم من أن تلك الرسالة لم تكن معنونة لي أو لرئيسي لكنني قرأتها حينذاك لأنني كنت مستشاراً لوزارة الدفاع، ومع أنني كنت أطلع بصفة روتينية على مذكرات معنونة ب”أسرار عليا” إلا أنني لم يسبق لي مطلقاً رؤية رسالة معنونة ب”يطلع عليها الرئيس فقط”.

وقد أطلعني عليها معاون مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، صديقي وزميلي بوب كومر، وكان مغلف الرسالة يعرّفها بأنها: إجابة عن سؤال كان الرئيس جون كينيدي قد طرحه على هيئة الأركان المشتركة قبل ذلك بأسبوع واطلعني كومر على الرسالة لأنني كنت قد كتبت السؤال الذي أرسله كومر نيابة عن الرئيس. وكان السؤال الموجه لهيئة الأركان المشتركة: “لو أن خططكم المعدة لحرب نووية عامة نفذت كما هو مخطط لها، فكم من الناس سيقتلون في الاتحاد السوفييتي والصين؟”.

وجاءت إجابة هيئة الأركان في شكل رسم “أو جدول بياني” وكان المحور الرأسي في الجدول يمثل أعداد القتلى، بالملايين، وكان المحور الأفقي يمثل الوقت، مشاراً إليه بالأشهر وكان الجدول خطاً مستقيماً، يبدأ بالوقت صفر في نقطة التقاء المحورين الرأسي والأفقي، وعدد القتلى المتوقع وفاتهم خلال ساعات من بدء هجومنا ويتصاعد هذا الخط بميلان إلى أن يبلغ أقصاه في ستة أشهر، ويتقطع الخط بطريقة اعتباطية ليظهر عدد القتلى الذين سيتراكمون بمرور الوقت جراء الإصابات الأولية والإشعاعات الذرية التي ستتخلف بعد الهجوم النووي الأول.

عدد القتلى الأقل كان على الجانب الأيسر من الجدول، وكان الرقم على الجانب الأيمن “بعد ستة أشهر” 325 مليون قتيل.

وفي صبيحة اليوم نفسه، وبموافقة كومر، كتبت سؤالاً آخر لكي يرسل إلى هيئة الأركان بتوقيع الرئيس، وطلبت تفصيلاً كاملاً لعدد القتلى في العالم كله الذين سيلقون مصرعهم نتيجة هجماتنا، وطلبت تضمين ليس فقط الكتلة السوفييتية- الصينية بل كل الدول الأخرى التي يمكن أن تتأثر بالركام والغبار والإشعاعات النووية. ومرة أخرى كان رد هيئة الأركان سريعاً، فقد اطلعني عليه كومر بعد اسبوع من إرسالنا للسؤال، وهذه المرة كان الرد في شكل قائمة بشروحات على الهامش وإجمالاً توقعت هيئة الأركان مائة مليون وفاة إضافية تقريباً، في شرق أوروبا مع احتمال وفاة مائة مليون جراء الاشعاعات والغبار النووي في غرب أوروبا، وهذا الرقم يعتمد على سرعة واتجاه الرياح، وتوقعت هيئة الأركان مائة مليون وفاة على الأقل جراء الغبار النووي والإشعاع في دول أغلبيتها محايدة، مجاورة للكتلة السوفييتية أو الصين: فنلندا، النمسا، أفغانستان، الهند، اليابان، ودول أخرى، فنلندا على سبيل المثال ستمحى من الخريطة نتيجة الهجوم والتفجير الأمريكي الأرضي على الغواصة السوفييتية “بنس” في لينينغراد. “العدد الكلي للضحايا القتلى والمصابين لم يطلب ولم ترد تقديرات له، ولم ترد كذلك تقديرات لأية هجمات سوفييتية مضادة”.

العدد الكلي للقتلى بحسابات وتقديرات هيئة الأركان- الذي سينجم من الهجوم الأمريكي الأول الموجه أساساً للاتحاد السوفييتي والصين، سيكون ستمائة مليون قتيل تقريباً.

حالياً، تعود بي الذاكرة إلى ما كنت أفكر فيه عندما اطلعت على الورقة والرسم البياني عليها، وقلت لنفسي، هذه الورقة ما كان يجب أن تخرج للوجود، ويجب على الإطلاق ألا تكون ورقة كهذه موجودة لا في أمريكا ولا في أي مكان آخر، لأنها تجسيد لمشروع شيطاني لم يسبق له مثيل.

في قاعدة “كادينا”

ولا يمكن تصور أن أمراً مروعاً مثل هذا يمكن أن يحدث على أرض الواقع، لكنني كنت أدرك أن هذا المشروع ليس مجرد فكرة شيطانية خيالية، وإنما هو واقع حقيقي، فلقد شاهدت بعيني بعض القنابل الصغيرة، وهي عبارة عن قنابل هيدروجينية تنتج قوة تفجيرية تصل إلى 1،1 ميغاطن وال 1،1 ميغاطن تساوي 1،1 مليون طن من المتفجرات الشديدة، وأي قنبلة من هذه القنابل الهيدروجينية الصغيرة تعادل نصف القوة التفجيرية لكل القنابل والمتفجرات التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية. وقد سبق لي رؤية هذه القنبلة معلقة تحت مقاتلة “إف-100” “f100” وكانت تبدو متحفزة وجاهزة للإطلاق في قاعدة كادينا الجوية في أوكيناوا. وفي إحدى المناسبات وضعت يدي على واحدة من تلك القنابل، ومع أن الطقس كان بارداً في ذلك اليوم، إلا أن ملمس السطح المعدني الناعم للقنبلة كان دافئاً بسبب التفاعلات الإشعاعية بداخلها، وكان جسم القنبلة كذلك دافئاً للغاية.

وفي خريف 1959 كنت في أوكيناوا (اليابان) في بعثة عمل نظمها مكتب أبحاث البحرية الأمريكية، وكانت مهمة البعثة دراسة وتطوير الإشراف والرقابة على الأسلحة النووية في القيادة الباسيفيكية التي كانت برئاسة الادميرال هاري. د. فيلت وقد انضممت للبعثة معاراً من مؤسسة راند التي التحقت بالعمل فيها موظفاً بدوام كامل في يونيو/ حزيران 1959 بعد أن قضيت فيها فصلاً قصيراً كمستشار، وقد أخذتنا تلكم الدراسة أو البعثة الخاصة لأي موقع قيادي في الباسيفيك في تلك السنة وفي السنة التالية أيضاً، وقد بدأنا طوافنا من أواهو ثم غوام وطوكيو، وتايوان وكذلك في قيادة الاسطول السابع بإذن خاص من الأدميرال هاري فيلت يسمح لنا بالتحدث مع أي شخص ورؤية أي شيء في مجال الإشراف والقيادة النووية.

وفي قاعدة كادينا الأمريكية - في اليابان، لم يكن الطيارون في حالة استعداد في مقاتلاتهم ولم يكونوا كذلك في حالة تأهب في كبائنهم المجاورة لمهبط انطلاق المقاتلات، فقد كان يسمح لهم بالتواجد في أي مكان يرغبون في الذهاب إليه أو التواجد فيه، في مواقع تسلم واستلام المهام، أو في السكن المخصص لهم، وذلك لأن أي طيار كانت تخصص له عربة جيب - بسائق خاص - ترافقه في كل الأوقات، وتعود به إلى مهبط الطائرات في دقائق عندما تدوي صافرات الإنذار، وكانت تلك الصافرات تدوي مرة واحدة على الأقل يومياً لاختبار وتدريب الطيارين، وقال الضابط المناوب لفريقنا البحثي إن بإمكاننا اختيار الوقت لإجراء التدريب الخاص بذلك اليوم، وعندما قال قائدنا “نعم، الآن” دوت الصافرات وملأ صوتها المنطقة كلها، وظهرت فوراً سيارات الجيب في كل الطرق المؤدية الى مهبط الطائرات، وكان الطيارون يقفزون بسرعة من مركبات الجيب عندما يصلون للمهبط ويندفعون نحو قمرات المقاتلات في الوقت نفسه يحكمون وضع خوذاتهم ويتأهبون للانطلاق، ثم تبدأ المحركات في الدوران في عشر طائرات في وقت متزامن تقريباً، وتأخذ التجربة كلها - منذ دوي الصافرات حتى دوران المحركات - عشر دقائق فقط.

وقد كانت تلك الطائرات، قاذفات قنابل تكتيكية ذات مدى محدود، وكانت توجد أكثر من ألف مقاتلة منها مدججة بالقنابل الهيدروجينية، يصل مداها إلى روسيا والصين في مهابط طائرات مثل هذه أو في حاملات طائرات محيطة بالكتلة السوفييتية- الصينية.

كان ذلك في عام 1961 وكنا لانزال نسميها بالكتلة الشرقية على الرغم من أن الصين والسوفييت كانا قد انفصلا في الواقع قبل ذلك بعامين وكان باستطاعة كل مقاتلة من تلك المقاتلات تدمير مدينة كبيرة بقنبلة واحدة.

وإذا كانت المدينة أكبر أو كانت “مدينة ميترو بوليتانية” ستحتاج لقنبلتين هيدروجينيتين. وعلى الرغم من هذه القوة التدميرية الكبيرة كانت القيادة الجوية الاستراتيجية تعتبر هذه القوات التكتيكية هشة للغاية، ولا يمكن الاعتماد عليها وثانوية كعنصر في حرب نووية خارجية شاملة لدرجة أن واضعي الخطط في القيادة الجوية الاستراتيجية لم يدرجوها في حساباتهم الخاصة بمآلات وحصيلة الحرب “النووية” العامة حتى ذلك العام.

قبل 1961 كان واضعو الخطط في القيادة الجوية الاستراتيجية، يضعون في حساباتهم غارات القاذفات الثقيلة فقط، مثل قاذفات الصواريخ الباليستية والعابرة للقارات التي كانت تحت قيادة القوات الجوية الاستراتيجية نفسها، إلى جانب الغواصات الحاملة للصواريخ في القطبين الشمالي والجنوبي، وكانت المقاتلات التابعة للقيادة الاستراتيجية تحمل قنابل نووية حرارية أكبر بكثير من تلك التي رأيتها في أوكيناوا.

وكثير منها كانت قوتها التفجيرية تتراوح بين خمسة إلى عشرين ميغاطن، وأي قنبلة قوتها 20 ميغاطن تعادل 1000 مرة قوة تفجير القنبلة النووية الانشطارية التي دمرت ناجازاكي وتعادل 20 مليون طن من مادة ال”تي.ان.تي” شديدة الانفجار أو عشرة أضعاف كل أطنان المتفجرات التي أسقطتها الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية. وكانت ترسانة القوات الاستراتيجية الجوية مليئة بخمسمائة قنبلة من الفئة التي تصل قوتها التفجيرية ل 25 ميغاطن. أي أن واحدة من هذه القنابل أو الرؤوس النووية تحتوي على قوة أكبر من كل القنابل والمتفجرات التي استخدمت في تاريخ كل الحروب التي خاضها الإنسان منذ بدء الخليقة.

وهذه القاذفات والصواريخ عابرة القارات موجودة كلها تقريباً في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن هذه المقاتلات قد يجري نشرها في قواعد خارج الولايات المتحدة عندما تحدث أزمة.

إن قوة صغيرة من مقاتلات “ب-52” ظلت دائماً متواجدة في القاعدة، وكثيراً من باقي المقاتلات والقاذفات بقيت في حالة تأهب، ولقد سبق لي مشاهدة فيلم مناورات مذهل يعرض سرباً من مقاتلات “ب-58” أصغر من “ب-52” ولكنها تعتبر قاذفات ثقيلة عابرة للقارات - تهبط على المدرج وتحلق منه بصورة متزامنة، بدلاً من تحليق أو هبوط واحدة بمفردها في كل مرة، والغرض من ذلك إبقاء المقاتلات في الجو وبعيدة عن ساحة المعركة بأسرع ما يمكن، في حال وجود إنذار بهجوم وشيك، وقبل أن يصل صاروخ من العدو. كما أن سرباً من المقاتلات سيشكل طلعة جوية في طريقها لأهداف محتملة أو مرصودة.

ويعرض الفيلم هذه القاذفات الثقيلة، والتي تبدو الواحدة منها كطائرة ضخمة، تسرع في الهبوط على المدرج مترادفة، الواحدة تلو الأخرى بتقارب شديد لدرجة أن الطائرة إذا ابطأت لحظة ستدكها القادمة من خلفها بكل حمولتها من البترول والأسلحة النووية الحرارية، وبعد أن تهبط المقاتلات بتلك الطريقة المتزامنة الدقيقة للغاية، تحلق سوية كسرب طيور روعته رصاصة فجفل فجأة، وبالنسبة لي كان ذلك المشهد مذهلاً، لقد كان رائعاً.

وكانت الأهداف وفقاً للخطط الموضوعة للقوة كلها تتضمن - إلى جانب المواقع العسكرية - أي مدينة في الصين والاتحاد السوفييتي.

وفي حاملات الطائرات، تقلع القاذفات، الأصغر، التكتيكية، بمساعدة جهاز ضخم أشبه بالمقلاع، بيد أن خطة الحرب النووية العامة، كما أعرفها، تتطلب انطلاق معظم الطائرات والصواريخ - الجاهزة ساعة التنفيذ - بأقصى تزامن ممكن لمهاجمة أهداف محددة سلفاً بخطة مسبقة، وكانت التحضيرات تتوقع أو تأخذ في حساباتها هجوماً عالمياً قاسياً جداً كما لو كانت كل المركبات برؤوسها النووية ال ،3000 ستقذف بمقلاع واحد.

ومع حلول العام 1961 فإن القاذفات التكتيكية - التي اصطلح على تسميتها “خطة العمليات الموحدة المدمجة” أو “siop”، كان المقصود بها أن استراتيجيتها المضمنة تعتبر مجرد عملية ضخمة لنقل الرؤوس النووية الحرارية للمدن والمواقع العسكرية السوفييتية والصينية.

والأخيرة كانت تشكل معظم الأهداف، لأن كل المدن يمكن تدميرها بجزء صغير من مركبة هجومية.

إن أحد التأثيرات الأساسية المتوقعة، التي يمكن أن تنجم جراء الدمار المصاحب، كانت ملخصة في تلك الورقة التي أمسكت بها في ذلك اليوم من خريف 1961 وهي باختصار: إبادة أكثر من نصف مليار نسمة.

في الواقع هذه تقديرات متواضعة للغاية لعدد الضحايا. فقد كشف د. لين إدين وهو باحث في مركز ستانفورد للأمن والتعاون الدولي في كتابه “العالم بأكمله فوق النار” “صدر في 2004 من دار كورنيل”، كشف الحقيقة الغريبة التي مفادها أن مخططي الحرب في القيادة الاستراتيجية الجوية وهيئة الأركان المشتركة - تعمدوا طوال العصر النووي حتى اليوم - حذف وطمس أجزاء أو عوامل من الآثار التدميرية للهجمات النووية الأمريكية أو الروسية. وهذا الجزء يتعلق بآثار النيران في الحرب النووية.

وقد تعمد واضعو خطط الحرب إغفال هذا الجانب بحجة أن هذه الآثار من الصعب توقعها أو تقدير محصلتها بعكس التفجيرات والإشعاعات النووية التي يقول مخططو الحرب النووية، إن حصر آثارها ممكن. ومع كل ذلك تعتبر العواصف النارية الناجمة عن الأسلحة النووية الحرارية أكبر سبب للكوارث والضحايا في أي حرب نووية! إذا علمنا أن الدمار الإشعاعي الناجم من العواصف النارية النووية سيكون أكبر بمرتين إلى خمس مرات من الإشعاع التدميري الناتج عن الانفجار النووي، وهكذا فإن التقديرات الأكثر واقعية لعدد الضحايا الناجم مباشرة من خطط غارات أمريكية، سيصبح بالتأكيد ضعف الرقم الذي كان مسجلاً في الورقة الملخصة التي اطلعت عليها، فعدد الضحايا - واقعياً - يفترض أن يقدر بمليار نسمة أو أكثر.

النية المعلنة لنشر الأسلحة النووية بحسب الخطط الأمريكية، هي منع الغزو السوفييتي.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس