عرض مشاركة واحدة

قديم 27-07-09, 10:18 AM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

القصة الكاملة لمحاولة اغتيال صدام وابنيه في مزارع الدورة


معلومات الاجتماع جاءتنا من عميلين محل ثقة يعملان بشبكة جديدة أقامتها الاستخبارات الأميركية داخل بغداد * قلت لمن معي : أعرف بوش جيدا ولن يصدر قرارا بإطلاق رصاصة واحدة قبل انقضاء المهلة التي حددها لمغادرة صدام العراق

سلمني جيف كيمونز وجين رينوار مساء يوم الثلاثاء ونحن جالسون حول نفس الطاولة تقريرا وصورا رقمية التقطت من أعلى. ابلغني كيمونز ورينوار بأن ثمة معلومات استخبارتية مثيرة للاهتمام من داخل بغداد، فقد اكدا ان «مصادر لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قالت انها ربما تتمكن من رصد اجتماع لصدام حسين مع نجليه خلال يوم غد أو بعده». سألت كيمونز ورينوار عن مدى مصداقية ما قيل ، فوصفا المصادر التي نقلت عنها هذه المعلومة بأنها موثوقة، ولكن موقع الاجتماع لم يعرف حتى تلك اللحظة، حسبما أفاد كيمونز ورينوار. جاءت هذه المعلومات من عميلين محل ثقة يعملان في شبكة جديدة اقامتها وكالة الاستخبارات المركزية داخل العاصمة العراقية. الى ذلك قلت إننا، واذا ما استطعنا تحديد موقع الاجتماع المذكور ، سنتمكن بالتأكيد من تعقب هذه «الأهداف المهمة» ، ومن الممكن ان تصبح هذه الخطوة بمثابة ضربة تقطع رأس النظام العراقي، ذلك ان مقتل صدام حسين ونجليه سيصيب النظام العراقي بالشلل. فنجلا صدام حسين بمثابة الوريثين الشرعيين، كما انهما كانا يشغلان مواقع عسكرية مؤثرة. فقصي صدام حسين، الابن الاصغر لصدام، كان قائدا للحرس الجمهوري الخاص وجهاز الأمن الخاص وتشكيلات الحرس الجمهوري المقاتلة. اما الإبن الاكبر، عدي، فكان مهابا وطاغية بطريقته الخاصة وقائدا لقوات فدائيي صدام، وهي قوات غير نظامية يصل عدد أفرادها الى حوالي 40000. معلومة وكالة الاستخبارات المركزية كانت مهمة ، لكننا لم نكن لنستطيع فعل شيء بدون تحديد الموقع الذي كان مقررا ان يجري فيه ذلك الاجتماع. إلا ان رينوار ابلغني بأن مصادر الـ«سي آي إي» تعمل الآن على معرفة الموقع الذي سيجري داخله الاجتماع. وكانت اقوى الاحتمالات تشير الى ان الاجتماع سيجري داخل مجمع يقع جنوب بغداد يسمى «مزارع الدورة» وهي تابعة لزوجة صدام، ساجدة. اطلعت على صور الأقمار الصناعية التي التقطت للمجمع المذكور، وهو عبارة عن فيلا فخمة تضم جراجات ، مع وجود عدة أبنية عادية محيطة بالمجمع. اوضحت لهم ان المشكلة تكمن في ان المهلة التي اعطيت لصدام حسين ونجليه لمغادرة العراق ستنتهي الساعة الرابعة من صباح يوم بعد غد، كما اوضحت ايضا ان الرئيس بوش أمهل صدام 48 ساعة لمغادرة العراق ، وأكدت انني اعرف بوش جيدا ، إنه لن يصدر قرارا بإطلاق رصاصة واحدة قبل انقضاء المهلة التي حددها لمغادرة صدام حسين ونجليه العراق. اصدرت التعليمات بوضع صواريخ توماهوك في منصات الإطلاق ، ورصد الهدف المذكور وأهداف اخرى، كما لفت انتباه زملائي ايضا الى عدم توقع صدور أي تعليمات بالضرب إلا بانقضاء الفترة المحددة للمهلة، ولكني كتبت في جزء مخصص للتعليق على الفرص التي يمكن تحقيقها من الهجوم عبارة: «قطع رأس النظام». حدث ذلك في مساء الثلاثاء. وحتى ليل الاربعاء، يوم الإنزال، كانت المعلومات الاستخباراتية حول مزارع الدورة لا تزال غير محددة على نحو يمكننا من اتخاذ خطوة، لذا عدت الى متابعة العمليات الخاصة المستمرة. ايقظني صوت الزر الاحمر مثل الرصاصة ، وكان على الخط الآخر ديك ماير الذي سألني قائلا: «توم... انا في البيت الابيض مع الرئيس والوزير رامسفيلد وجورج تينيت. هل انت على علم بظهور هدف مزارع الدورة ؟» كنت في ذلك الوقت منهكا لكنني مستيقظ تماما. اردف ماير قائلا: «بدأنا العمل في هذا الشأن ليل امس... هل بوسعكم توجيه ضربة لهذا الهدف الليلة؟ ابلغت ديك مايرز بأن صواريخ توماهوك جاهزة، كما ابلغته بأنني سأتحدث مع جين رينوار وتيم كيتينغ قائد القطع البحرية، حول علمية الإطلاق وتوقيت الطيران ، مؤكدا انني لا ارى مشكلة في ذلك، وسألته عن مدى الثقة في المعلومات الاستخبارية الخاصة باجتماع مزرعة الدورة. جاءت إجابة ديك مايرز بأن جورج تينيت يعتقد ان مصادر المعلومة جيدة. انتهت المكالمة ووعدت ديك مايرز بأنني سأتصل به بأسرع ما يمكن. استكمل كل من جين رينوار وتيم كيتينغ وجيف كيمونز عملية التسليح خلال اقل من ساعة، اذ اشرفوا على إعداد مجموعة من 24 صاروخ توماهوك موجهة الى مجمع مزارع الدورة و16 مركزا قياديا تابعا للنظام العراقي داخل بغداد. تتمثل اهمية هذه الاهداف التقليدية في جانبين، فمن ناحية نعتزم توجيه ضربة الى هذه الاهداف في اليوم الاول، كما ان نشر الضربات في مواقع اخرى في تلك الليلة ربما يوفر غطاء للعملاء الذين ابلغونا بمعلومة مزارع الدورة. عقب إطلاعي على الأهداف اتصل ديك مايرز مرة اخرى من البيت الابيض. قال ديك انهم تلقوا معلومات جديدة حول مزارع الدورة من احد المصادر تفيد بأن الموقع يحتوي على تحصينات عسكرية ومخبأ منيع ومحصن، وأضاف قائلا ان صواريخ توماهوك ربما لن تؤدي المهمة المطلوبة . وسأل عن مدى إمكانية اتخاذ ترتيبات اخرى لتنفيذ الضربة على النحو المطلوب. قلت لديك مايرز ان لا مجال لذلك، فكلانا يدرك جيدا ان مقاتلات ستيلث القاذفة للقنابل هي وحدها القادرة على ضرب اهداف مثل هذه قريبة من بغداد ، قبل تدمير الدفاعات الجوية للمدينة. فطائرات ستيلث «اف ـ 117» لا تظهر على شاشات الرادار كما لا تظهر أمام المراقبين الارضيين عندما تكون محلقة على ارتفاع شاهق. طبقا لحالة الطقس كان متوقعا ان تشرق الشمس في بغداد في تمام السادسة وتسع دقائق صباحا بتوقيت العراق، إلا ان اول ضوء بعد الفجر من المتوقع ان يظهر قبل ذلك بحوالي نصف الساعة، اذ يعني ذلك اننا اذا استخدمنا طائرات «اف ـ 117» فيجب ان تكون بعيدة عن مدى الصواريخ العراقية في وقت اقصاه الساعة الخامسة والنصف صباحا على الاقل. وقلت لديك «سأدرس الموقف مع باز» غير ان موسلي رد بطريقة متوقعة منه :«ندرس الموضوع».
وفي وسط كل ذلك اتصل بي باز مرة اخرى، ايها الجنرال «هذا هو ما حصلنا عليه. لدينا طائرات «اف ـ 117» من طراز نايتهوك وقنابل . والقنابل زنة 200 رطل المعروفة باسم مدمرة المخابئ. والطيارون في قاعدة العديد. والآن كل ما علي ان افعله هو تجميعهم معا، والتخطيط لمهمة، وطيرانهم الى بغداد قبل طلوع الشمس».

وقلت له مبتسما «تمام يا باز»، كانت افكاري متسارعة، كما كانت عليه تقريبا في 11 سبتمبر وأنا اقف على سطح فندق كايدون. وقلت «ما هي احتمالات نجاح العملية بعملية من طائرة واحدة ؟». ولم يتردد باز: «طائرة واحدة تعطينا نصف احتمال للنجاح».

ومرة اخرى فكرت قبل الحديث. انا في العادة شخصية متفائلة، ولكن يوجد اليوم احتمال للفشل. سألت :«ما هو المطلوب لتحقيق نجاح بنسبة مائة في المائة ؟ ـ طائرتان إذن ؟» قال :«جنرال نسبة النجاح ترتفع مائة في المائة».

قلت :«طائرتان ـ نفذ الامر باز».

قال :«طائرتان من طراز نايتهوكس في طريقهما، يارئيس».

وعرض جين التعقيد الثاني. «ان قصف مقر القيادة ربما سيؤدي الى ردود فعل قوية، حتى لو قتلنا الأوغاد». قلت :«جيف لقد ابلغت مدير الاستخبارات في هيئة الاركان المشتركة، دعونا نحسن الاهداف الاضافية التي سيستخدم فيها توماهوك. وإذا ما قصفنا مزارع الدورة، سنريد ايضا إلحاق أضرار كبيرة بقوات الأمن والاستخبارات».

كنت على الهاتف المباشر للبيت الابيض عندما دخل غرينتش وقال:« سيدي، رئيس الاركان يحاول الاتصال بك من البيت الابيض.».. ودار الحوار :

انا هنا يا ديك. نحاول صنع سلطة دواجن من روث الدجاج».

«لا تغضب منا توم».

«انا لا اغضب منك يا ديك. انت أخي».

كنت اتحدث مباشرة مع قائد سلاح الجو التابع لك. حاولت الاتصال بك اولا، ولكني كنت مشغولا على الهاتف ولدينا وقت عصيب هنا..

«لا مشكلة ديك»، لقد حقق فاكسي الى وولفويتس ما كنت اريده ، مطاردة العاملين في الجناح الشرقي وداخل مكتب وزير الدفاع بعيدا عن قدمي. غير ان ديك مايرز لم يكن بالشخصية المتطفلة. كان سندي في المبنى. «كيف يتصرف باز».

«هو يحاول انجاح المهمة توم. تبدو الأمور جيدة حتى الآن».

«نعم. طائرتان من طراز «اف ـ 117» وسنضيف عدة اهداف اخرى الى قائمة توماهوك ايضا».

«توم. ولكني احتاج الى توقيت دقيق. نريد قصف هذه الاهداف ، غير ان الرئيس لا يريد فقد طيارين على لا شيء».

«ديك، ضرب الاهداف لا يجب ان يتعدى الساعة الخامسة والنصف صباحا، على ألا يتأخر انطلاق الطائرات من العديد عن الساعة الثالثة والنصف. الرحلة تستغرق ساعتين مع إعادة تزويد بالوقود في الجو. احتاج الى قرار الرئيس بحلول الساعة الثالثة والربع، بحيث يمكن ان تدير الطائرات محركاتها وتتحرك على مدرج الهبوط والإقلاع». ونظرت الى الساعة على الحائط :02:27. «لدينا اقل من ساعة لمعرفة ما اذا كنا سننطلق ام لا، ديك».

«افهم ذلك. سأعود إليك».

وقد فهم ديك مايرز بالطبع. فقد قام بعشرات من الطلعات الجوية على فيتنام الشمالية وهو طيار شاب. وهو يعرف وقائع الحرب. وكنت سعيدا انه موجود في المكتب البيضاوي مع الرئيس ووزير الدفاع.

وقدم باز تقريرا في الساعة 02:59. «طائرتان مسلحتان بالاسلحة المختارة. تم إبلاغ الطيارين وهما يجلسان في الطائرة. لا احد سعيد بالتوقيت، ولكن تعرف ان طياري الستيلث على استعداد للطيران لأبواب جهنم لضرب هدف جيد».

وقاومت إغراء معرفة اسمي الطيارين. فحتى مع إمكانية النجاح بنسبة مائة في المائة، فإن الطائرتين معرضتان لخطر اكتشافهما خلال العودة بعد طلوع الشمس. هناك امكانية لعدم عودة واحد من هؤلاء الشباب.

وأصبح الوقت في الساعة الرقمية 03:12. وتنفست الصعداء ونظرت الى جين. «الوقت يتأخر».

كنت اتخيل الوضع في المكتب البيضاوي: الرئيس محاط بمستشاريه، يدرسون النقاط الايجابية والسلبية. لقد قاد جورج بوش مقاتلات. ويفهم ميكانيكية التخطيط للمهام وتنفيذها. وهو يفهم كيف يُتخذ القرار.

ودق الهاتف المباشر للبيت الابيض. كان ديك مايرز. «المهمة قائمة، رجاء التنفيذ».

وقلت لباز موسلي «حصلت على القرار. نفذ المهمة يا باز. حظا سعيدا للجميع».

وانطلقت الطائرتان في الساعة 03:38 .

والآن يمكننا تنسيق ترتيب اطلاق صواريخ توما هوك. ومر الوقت في غرفة الحرب. ان واحدة من جوانب مهام الطائرات ستيلث هي ان الطائرة لا تبث معلومات الملاحقة للفرقة الزرقاء. ان الوضع الوحيد للمهمة الذي نتلقاه بخصوص رحلة الطائرة هو اكتمال عملية إعادة التمويل في الجو.

* كيف ابتلع صدام الطعم .. وكيف جاءت فكرة إمهاله 48 ساعة ؟

* وصول هذه القوات المقاتلة سيرفع حجم القوة الموجودة هناك الى 15000 جندي وضابط. إلا انني والرئيس ودونالد رامسفيلد تناقشنا حول وظيفة لا تقل اهمية للفرقة الرابعة مشاة، وهي عملها كحجر اساس في خطة خداع العدو. ففي الوقت الذي كانت فيه الفرقة متمركزة في البحر المتوسط لشغل ورصد قوات العدو في الشمال، كنا نسرب معلومات الى النظام العراقي، على سبيل التمويه، عبر قنوات سرية، مفادها ان لدينا ترتيبات سرية مع الاتراك، الذين من المحتمل ان يفتحوا موانئهم في آخر لحظة لقواتنا، فيما اشارت عمليات الاستطلاع والمراقبة الى ان 13 فرقة عسكرية عراقية لا تزال متمركزة شمال العاصمة بغداد، مما يشير الى احتمال ان يكون صدام قد ابتلع الطُعم. اوضحت بعد ذلك المراحل الزمنية للعمليات القتالية، وظهرت على صور التقطتها الاقمار الصناعية قوات تابعة للجيش العراقي في المنطقة الواقعة بين حدود الكويت ومدن الجنوب العراقي، حيث تعتمد دفاعات صدام حسين على قوات الحرس الجمهوري. وكان تمركز قوات العدو في ذات المواقع التي توقعها مخططو الاستخبارات. ويمكن القول حتى هذه المرحلة ان خطتنا لخدعة العدو، واذا ما نجحت، فسنكون على استعداد لبدء عمليات شبه متزامنة بواسطة القوات الجوية والبرية والقوات الخاصة اعتمادا على تعليمات الرئيس بوش. قلت للرئيس بوش انني في حاجة الى إخطار قبل 48 ساعة لتنفيذ هذه العملية، اذ ان هذه الفترة الزمنية كافية لنقل القوات الخاصة الى غرب العراق، لتعطيل منصات إطلاق صواريخ «سكود» العراقية. ناقش كل من الرئيس ورامسفيلد وتشيني وباول إعطاء صدام مهلة اخرى نهائية، فاما ان يترك العراق طوعا مع نجليه قصي وعدي، واما ان تدخل قوات التحالف وتزيحهم من السلطة. اكد الرئيس من جانبه على مقترح الإخطار قبل 48 ساعة.

كنت جالسا في مكتبي بمقر القيادة في قاعدة السيلية، اشاهد الرئيس جورج بوش وهو يخاطب الشعب الاميركي والعالم. كان ذلك يوم الثلاثاء 18 مارس (آذار) 2003 فجرا في قطر، يوم الاثنين ليلا في الولايات المتحدة طبقا لفارق الوقت، فتناول الرئيس بوش في حديثه سجل النظام العراقي في العدوان على الآخرين، ثم اعلن عن المهلة التي ناقشناها قبل اسبوعين في البيت الابيض.

* قلتها صريحة لوولفويتز: اجعلوا واشنطن تركز على السياسة والاستراتيجية واتركوني وحدي أدير الحرب

* كنت أعلم أن «استراتيجيي المقاعد» ومن أطلق عليهم العاملون «جنرالات التلفزيون» وهم مجموعات من الضابط المتقاعدين الذين يعملون مع شبكات اللتفزيون، سيحاولون إيجاد الكثير من الأخطاء في قراري. ولكني كنت اعلم أيضا انه القرار الصحيح. لقد كشف التنصت على الاتصالات أن العراقيين لن يدمروا حقول النفط في وقت مبكر عما هو ضروري، لأنهم يكسبون 50 مليون دولار يوميا من تلك الحقول عبر برنامج النفط مقابل الغذاء. ولكني كنت متأكدا أيضا أن صدام سيصدر أوامره بتخريبها عندما تتوضح العمليات الجوية ضد أهداف النظام أن الحرب قد بدأت.

ولذا كان من الضروري السيطرة على تلك الحقول إذا أمكن ذلك. ولكن إنقاذ حقول الرميلة سيكون واحد من المميزات لتنفيذ الهجوم البري قبل الهجوم الجوي. فالعمل بهذه الطريقة لن يتوقعها العراقيون على الإطلاق، يمكننا تحقيق مفاجأة، بالرغم من حقيقة أننا جمعنا 290 ألف عسكري من القوات الجوية والبحرية والبرية في المنطقة.

وعندما أبلغت رامسفيلد باننا نفكر في تغير بداية العمليات البرية، قبل التحدي على الفور. وقال: «أنت القائد توم. عليك اتخاذ القرار».

كنت اعلم أن الوزير يثق بي. ولكني اتخذت بعض الإجراءات الأخرى لتهدئة البنتاغون. ففي يوم 17 مارس، قبل يومين من بدأ العمليات، بعثت «بخطاب نوايا» عن طريق الفاكس الى نائب رامسفيلد بول وولفويتز. وبالرغم من أنني أعددت الرسالة بطريقة مهذبة، فإن محتوياتها كانت واضحة ومباشرة ومفادها: اجعلوا واشنطن تركز على السياسة والاستراتيجية. اتركوني وحدي ادير الحرب.

وفي نهاية مذكرتي، ذكرت وولفويتز بالنطاق الأخلاقي الذي سأعمل من خلاله في الأيام المقبلة: «أحمل علما أميركيا وإنجيلا في جيبي، وأضع رباط الزواج في يدي اليسرى. أفهم المهمة والمحتوي الاستراتيجي الذي ستنفذ من خلاله. ولن أحيد عن طريقي إلا إذا تلقيت تعليمات بذلك».

لقد تعرضت عملية الحرية الدائمة في أفغانستان إلى انتقادات من قبل قادة الأسلحة وهيئة الأركان المشتركة، وأنا لا انوي تكرار مثل هذا الانقسام في العراق. كان بول وولفويتز صديقا، وأعلم انه سيبلغ الجميع أن تومي فرانكس ليس علي استعداد لمعاملته وكأنه كلب أليف من فصيلة شيهوهوا، وهو يحاول تنظيم ما أصبح أكثر العمليات المشتركة للأسلحة تعقيدا واندماجا في التاريخ. وقد لفتت مذكرتي الى وولفويتز الأنظار في البنتاغون. قلت في المذكرة:«ان وجود قادة الأسلحة في مؤتمر الاتصالات عبر الفيديو مع الوزير لا يساعدني. ليست لديهم خبرة كافية في العمليات المشتركة لكي يعملوا بطريقة نافعة».

وإمعانا في الإيضاح قلت في رسالتي تلك :«أنا أفهم قدرات القوات. وسأستخدمها بأفضل طريقة». ثم ضمنتها تحذيرا بخصوص تسريب الخطة للإعلام وقلت: «إن تسريب معلومات سرية وآراء الخبراء لدفعي للقيام بالمزيد، أو بطريقة أسرع أو أفضل لن تؤثر علي».

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس