عرض مشاركة واحدة

قديم 27-07-09, 10:16 AM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

قصة الجهد الاستراتيجي المستمر لتضليل نظام صدام.. وحكاية العميل المزدوج «كذبة أبريل»


الكولونيل العراقي دفع عدة آلاف من الدولارات لقاء كل وثيقة من الوثائق التي زوده بها عميلنا «كذبة ابريل» * اقتصر العلم بتفاصيل خطة الخدعة نسبة لطبيعتها المعقدة والحساسة على بضعة اشخاص فقط داخل الحكومة الاميركية

توصلنا اخيرا الى اسم للعملية التي اطلق عليها رسميا «عملية حرية العراق». كان القرار قرار الرئيس ووجد من جانبي قبولا. هدف هذه الحملة لم يكن الغزو او النفط وإنما الحرية لـ26 مليون عراقي وحرية للعالم من خطر وقوع اسلحة الدمار الشامل في ايدي ارهابيين. وصل عدد افراد الائتلاف الذي جرى تكوينه لكسب هذه الحرب الى 290000 من الجنود وأفراد القوات الجوية والبحرية وحرس السواحل والقوات الخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وأوروبا. وقد اشتملت هذه القوات على نساء ورجال من 23 دولة، فيما وفر حلفاؤنا في منطقة الخليج العربي قواعد الانطلاق من قواعد جوية وموانئ وأمن بحري، وحماية لخطوط الإمداد والتموين الخلفية الطويلة. ومع سير الاستعدادات بصورة عامة نحو الاستقرار، انضم عدة آلاف من أفراد القوات الخاصة، الذين شارك معظمهم في العمليات القتالية في افغانستان، الى قوات خاصة بريطانية واسترالية في قواعد بالمنطقة استعدادا لشن هجوم على غرب العراق. ويمكن القول ان «حرية العراق» تعتبر اكبر عملية حشد ونشر للقوات الخاصة في التاريخ. المهمة الاولى التي كان من المقرر ان تبدأ بعد اقل من اربع ساعات، كانت مخصصة لتدمير نقاط مراقبة العدو على طول حدود العراق الغربية. كان على القوات الخاصة ان تحدد عن طريق استخدام اشعة الليزر مواقع الأبنية الحجرية الضخمة وأبراج الصلب الصغيرة. تقرر استخدام طائرات «AH-6 Little Birds» و«MH-60» لاختراق الدفاعات، بالإضافة الى قاذفات قنابل وصواريخ «هيل فاير» وقنابل من زنة 500 رطل لتدمير مواقع المراقبة. وذهب تقديرنا الى أن هذه الضربات ستلعب دورا حاسما في الايام المقبلة، اذ من المفترض ان تصيب العدو بالعمى. فبتدمير امكانيات المراقبة العراقية، سيتمكن المئات من أفراد القوات الخاصة من دخول العراق ليلا عبر الحدود الغربية عن طريق المروحيات والمركبات العسكرية، بغرض السيطرة على مواقع محتملة لإطلاق الصواريخ، خصوصا صواريخ «سكود المعروفة»، فضلا عن السيطرة على سلسلة من مهابط الطائرات في الصحراء الغربية بالعراق. كنت اريد ان تطلق اول رصاصات في هذه الحرب في غرب العراق. ورغم ان الاستخبارات العراقية متوسطة الكفاءة على افضل تقدير، فإن بغداد ستعلم خلال بضع ساعات فقط ان قواتنا بدأت فعلا في اجتياز حدودها مع الاردن. ابلغت غاري هاريل وديل ديلي خلال آخر اجتماع لنا قبل بضعة ايام انني اريد ان يكون هناك تأثير واضح. وقلت لهما بنيتي في الاستيلاء أولا على تسعة ابراج مواجهة للاردن، ثم ندمر بعد ذلك 24 برج مراقبة عراقيا على الحدود السعودية الغربية بعد عدة ساعات. لم يكن نشاط القوات الخاصة في الغرب بداية فقط للمرحلة الاولى الحركية لـ«عملية حرية العراق» وإنما كانت جزءا من خطة معقدة لخداع العدو. فقد كان هناك جهد استراتيجي مستمر على مدى شهور لتضليل نظام صدام حسين، ونسبة للطبيعة المعقدة والحساسة للخدعة فقد اقتصر العلم بتفاصيلها على بضعة اشخاص فقط داخل الحكومة الاميركية. العنصر المهم في كل هذه العملية كان شخصا اطلقنا عليه «كذبة ابريل»، وهو ضابط عسكري اميركي تلقى اتصالا من ضابط بإدارة المخابرات الخارجية العراقية كان يعمل دبلوماسيا بغرض التمويه. تمكن الضابط العراقي، والذي كنا نشير اليه باسم «الكولونيل»، من تجنيد «كذبة ابريل» كعميل مزدوج، واتصل الضابط دون علم المخابرات في قيادته خلال ساعات فقط من الخطوة العراقية الاولية. قابلني مدير الاستخبارات جيف كيمونز بعد يومين، وقال لي خلال اللقاء انه بوسعنا التأثير على السلوك العراقي، وأضاف قائلا إنهم لا يعرفون حتى تلك اللحظة المدى الذي يمكن ان يصل اليه ضابط الاستخبارات العراقي، لكنه اشار الى اننا سنبقي على «كذبة ابريل» للعمل معه لنرى ما يمكن ان يحدث بعد ذلك. قلت لجيف اننا ربما نحقق نتائج كبيرة من خلال هذه الخطوة، وطلبت منه ان يكونوا على اتصال مستمر مع الذين يتعاملون مع «كذبة ابريل» وإبلاغي بالتطورات. بدأ «كذبة ابريل» بعد وقت قصير في عقد سلسلة من اللقاءات السرية مع «الكولونيل»، وزوده بنسخ من خرائط قديمة وملاحق من الخطة 1003، وكانت كل الوثائق تحمل عبارة «سري للغاية». دفع «الكولونيل» عدة آلاف من الدولارات لقاء كل وثيقة من الوثائق التي زوده بها «كذبة ابريل»، وعند نهاية كل لقاء سري كان يقول لـ«الكولونيل» ان بوسعه تزويده بالمزيد من الوثائق الحساسة الخاصة بخطة القيادة الوسطى للحرب. على مدى عدة اسابيع خلال عامي 2002 ومطلع عام 2003 تمكن «كذبة ابريل» من بيع معلومات عملياتية مفصلة لـ«الكولونيل» تبدو كلها صحيحة وحقيقية، إلا ان معظمها جرى إعداده بواسطة خلية داخل القيادة الوسطى مسؤولة عن خداع وتضليل النظام العراقي. كانت القصة التي سوقناها للجانب العراقي كالآتي: «يعتزم التحالف حشد جزء فقط من قواته الارضية في الكويت، فيما يجهز لهجوم جوي رئيسي على شمال العراق من اعلى تكريت الى حقول النفط حول مدينة كركوك، مع مشاركة قوات هجومية محمولة على المروحيات في تعزيز قوات المظلات. وبمجرد تأمين عدة مهابط ستنقل طائرات سي-17 دبابات ومركبات برادلي المدرعة للانضمام الى هذه القوات. وستعزز هذه القوة المسلحة الصغيرة، في وقت لاحق، قوات تابعة للفرقة الرابعة مشاة، وهي قوات ستسمح لها الحكومة التركية بالمرور عبر تركيا للاتجاه جنوبا صوب بغداد».
الغرض من عمل «كذبة ابريل» هو ايجاد شكوك لدى القيادة العراقية فيما يتعلق بمكان وزمان وحجم قوات التحالف التي ستشن الهجوم. والى ذلك، واذا نجحت خطة الخدعة والتضليل، فإن صدام حسين سيبقي على جزء كبير من 13 فرقة عسكرية شمال بغداد للدفاع عن الفرقة الرابعة المدرعة الى ان يفوت الأوان لاستخدامها لصد الهجوم الرئيسي للتحالف انطلاقا من الكويت. وصلت علاقة «كذبة ابريل» مع «الكولونيل» الى ذروتها لدى تزويده بمعلومات مفصلة حول منطقة إنزال الفرقة 82 المحمولة جوا بالقرب من تكريت وكركوك قبل اقل من اسبوعين على بداية «عملية حرية العراق». لم اعرف حتى 19 مارس ما اذا كانت الخدعة حققت نجاحا، لكنني كنت على إطلاع كامل على نتائج عمليات استطلاعنا. فعلى الرغم من الحشد الكبير للقوات في الكويت، فإن قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لفرق الجيش النظامي لم تجر تحركا كبيرا من مواقعها في الشمال، اذ كانت فيما يبدو في انتظار هجوم لن يحدث اصلا.

* للتاريخ: أردت الحفاظ على قوات العراق المهزومة في وحدات متماسكة بقيادة ضباطهم ودفع مرتباتهم

* كانت وجهت نظري بسيطة وملخصها في الآتي: في الوقت الذي ننفذ فيه في القيادة الوسطى خطة الحرب، يجب أن تركز واشنطن على القضايا السياسية. وكانت هناك العديد من القضايا التي تستوجب التركيز عليها، والى ذلك ظللت قلقا بخصوص ما يلي:

الآلية العملية لبرنامج الحوافز للمعلومات حول أسلحة الدمار الشامل وقيادات النظام المختفية.

خطة عملية وسياسية بخصوص دفع أموال للوحدات العسكرية العراقية، بحيث يمكنها التعاون الفوري، وأن تعمل مع التحالف في عمليات إعادة البناء. [كنت أريد الحفاظ على قوات العدو المهزومة في وحدات متماسكة، بقيادة ضباطهم، وتدفع مرتباتهم على شكل مساعدات إنسانية من الطعام والنقد.

الانتهاء من إعداد «القائمة السوداء» من أفراد مجرمي الحرب المشتبه فيهم وتحديد وضعهم القانوني.

والى ذلك كانت تلك النقاط وفق تقديري من بين المهام الاستراتيجية التي يجب على واشنطن مواجهتها.

وكان قلقي ينبع، في جزء منه، من تاريخ أميركا الأخير مع الحرب. فخلال حرب فيتنام كان وزير الدفاع روبرت ماكنامارا ورجاله يختارون الأهداف لقصفها ويقرون مناورات الكتائب. لن يحدث ذلك في العراق. أعرف أن الرئيس ودون رامسفيلد سيؤيداني، ولذا شعرت بالحرية بتمرير تلك الرسالة إلى الهيئة البيروقراطية التي تتبعهما بمجمل عبارة مفادها: اهتموا باليوم التالي لانتهاء الحرب وسأهتم بالحرب ذاتها.

لقد انعم الله علي بأفضل قيادات وأفضل طاقم مقاتل يمكن لأي جنرال بأربعة نجوم (اعلى رتبة في القوات المسلحة الاميركية) أن يحصل عليه .وكنت على ثقة ان الحملة التي ستبدأ قريبا ستؤدي الى هزيمة العدو بسرعة تاريخية. لقد كانت واشنطن في حاجة الى الاستعداد للاحتلال وإعادة البناء ، لان العمليات القتالية ربما تنتهي بأسرع مما يتوقع أي شخص. وقد اشرت انا ورامسفيلد في اجتماعات لمجلس الأمن القومي الى امكانية «النجاح المأسوي».

* قصة قطع الطريق على تدمير العراق لحقول النفط

* ألقيت وغرينش نظرة على آخر توقيت للهجوم كما ارسله جين رينوار عبر رسالة فاكس مشفرة. وقد ظهر فيه أعلى الصفحة خط موضح عليه الايام الاربعة الاولى للعملية: يوم الإنزال واليوم الاول واليوم الثاني واليوم الثالث، اذ يبدأ كل يوم منتصف الليل بتوقيت العراق، فيما تبدأ العمليات القتالية الساعة التاسعة ليل 19 مارس 2003 . اطلعت بعناية على هذه النسخة الاخيرة لأنها تشكل تغييرا عن الجدول الزمني الاولي الذي ارسلته مطلع ذلك الاسبوع الى دونالد رامسفيلد. اهداف يوم 19 مارس لا تزال تتضمن تدمير مراكز وابراج المراقبة في غرب العراق وإدخال القوات الخاصة، فيما تبدأ في اليوم التالي، وهو يوم 20 مارس، عمليات الاستطلاع الجوي للطرق وحقول الالغام والاستطلاع الارضي لخطوط الهجوم باتجاه جنوب العراق في الساعة الثامنة من مساء نفس اليوم. وبعد ساعتين ستستولي قوات خاصة، تضم فرق كوماندوز بولندية، على حقول الغاز البحرية والنفط والمحطة الرئيسية لتحميل ناقلات النفط بالفاو على الحدود العراقية الايرانية في رأس الخليج العربي. كل هذه العمليات لم يطرأ عليها تغيير. إلا ان الهجوم الارضي الرئيسي لقوات التحالف تقرر ان يبدأ الساعة السادسة صباح يوم الجمعة 21 مارس. وبدلا عن عبور الحدود عبر بعض النقاط مع طلوع الفجر على ان تتبع ذلك عمليات مناورة، تقرر ان تنفذ الهجوم وحدات من الجيش ومشاة البحرية وقوات الاستطلاع الارضي الليلة السابقة. اجريت تعديلا على التوقيت بسبب معلومات استخبارية تلقيتها قبل حوالي 12 ساعة، وكان من الصعب تجاهلها. فعندما كنت استعد لترك المقر الرئيسي للقيادة صباح ذلك اليوم في طريقي الى السعودية للقاء باز موسلي، دخل جيف كيمونز غرفة متابعة العمليات ومعه عدد من محلليه. ابلغني جيف بأن لديه معلومات مهمة. فقد ظللنا نراقب حقول النفط في جنوب العراق على مدى اسابيع لرصد أي محاولة من جانب النظام العراقي لتدمير مجمع حقول الرميلة. اطلعني جيف على صورة التقطت بواسطة الاقمار الصناعية للاستطلاع تظهر ان النيران قد اضرمت في ست آبار للنفط. وقال جيف ان علو النيران المشتعلة وصل الى 300 قدم، لكنه اكد انهم لم يتلقوا تأكيدا بعد على حدوث مشكلة واسعة. ابلغني جيف ايضا بأنهم تلقوا تقارير من زعماء شيعة محليين بأن عربات سكك حديدية محملة بالمتفجرات في طريقها الى الرميلة. يصل عدد الآبار المستخدمة في الانتاج في حقل الرميلة 454 في ذلك الامتداد الصحراوي بالاضافة الى 609 آبار احتياطية. ويمثل هذا الحقل مستقبل الشعب العراقي، ذلك ان تدميره سيعرقل بالتأكيد عملية خروج البلاد من آثار عقود من انتهاكات النظام البعثي الدكتاتوري. لم انس مطلقا النظر المأساوي لآبار النفط الكويتية وهي تحترق عام 1991 إثر إضرام النار فيها بواسطة القوات العراقية المتراجعة بعد إخراجها من الكويت. وكانت المعلومات الاستخباراتية قد اشارت الى ان العراقيين لن يلجأوا الى عمليات تخريب «كبيرة» إلا عندما يتأكدون من ان الحرب قد بدأت. اما الاشارة المؤكدة التي يتوقعها العراقيون، فهي بداية حملة جوية على نمط عملية «عاصفة الصحراء» عام 1991، وهي الحملة التي كانت وسائل الإعلام قد قالت انها «ستسبق بالتأكيد أي حملة ارضية».

قلت: «جيف اذا كان ذلك اسوأ السيناريوهات. وقاموا بتوصيل الحقول لنسفها فما هو الوقت الذي نحتاجه لإنقاذ الآبار؟».

قال: «ربما 48 ساعة، ايها الجنرال. هذه منطقة كبيرة للغاية، ولكن اذا كان العراقيون جادين، فيمكنهم إلحاق الكثير من الأضرار اذا ما بدأوا».

في اليوم الثاني كان تأمين حقل الرميلة الهدف الاول للجنرال جيم كونواي، فتساءلت: هل يمكن لقوات المارينز تنفيذ المهمة في وقت مبكر؟ وكان انقاذ نفط العراق، والبنية الاساسية للمياه التي تدعم قطاع الزراعة في البلاد، وشل البعثيين المتشددين، هي اهداف اساسية للحملة. واتصلت بجيف عبر خط هاتف المؤتمرات الفوري، ومع محلليه، وديف ماكيرنان. وكنت ادعو منذ شهور للمرونة. والآن سنعرف ما اذا كانت تلك الدعوة قد حققت نتيجة.

قلت «ديفيد، اعلم انك شاهدت لقطات الاستطلاع لحقل الرميلة. افضل التكهنات هي ان الوقت يضيق. هل من الممكن وصول قوات المارينز التابعة لجيم كونواي قبل يوم من موعدها؟».

قال: «سندرس الامر سيدي. واذا كان من الممكن تطبيقه، فستنفذه قوات المارينز». كان ماكيرنان ضابط مدرعات مخضرم. فخلال عملية عاصفة الصحراء كان برتبة ليفتنانت كولونيل، ويشغل منصب قائد تكتيكي للفيلق السابع، الذي نسق عمليات 6 فرق اميركية وبريطانية. وكان رجلا ذكيا لا يمل ولا يخاف، وصديقا، والضابط المثالي لقيادة القوات البرية للتحالف.

قلت له: «شكرا لانك كنت كما اتوقع».

وتبادر الى ذهني ان ذلك سيكون يوما صعبا وانا في طريقي الى طائرة من طراز سبار 6، متجها الى السعودية للتفاوض مع الجنرال باز موسلي قبل عقد مؤتمر اتصال بالفيديو مع الرئيس في ساعة متأخرة من بعد ظهر ذلك اليوم.

قلت لباز عندما استقبلني عندما باب الطائرة: «هذه البقعة الصلعاء على قمة رأسك اكبر مما كانت عليه عندما شاهدتك في الاسبوع الماضي». فابتسم موسلي ودرسنا جدول العمليات لقيادة القوات المشتركة للعمليات الجوية، التي تضم ثلاثة اجنحة استطلاعية تابعة للقوات الجوية وخمسة اجنحة تابعة للبحرية على حاملات طائرات في الخليج والبحر المتوسط. كان من المقرر ان تبدأ عمليات اليوم الاول التابعة في الساعة التاسعة مساء 21 مارس. وكما توقعت، كان هناك الكثير من العوامل المتداخلة في العمليات الجوية للحملة، مثل اسكات دفاعات العدو، وتخصيص طائرات لعمليات البحث والإنقاذ، وحاملات لإعادة التزود بالوقود لتغيير موعد الانطلاق في ذلك الوقت.

وعندما ابلغته انني طلبت من ديف ماكيرنان دراسة امكانية انتقال قوات المارينز الى حقول النفط في موعد مبكر، فكر بار للحظة وقال: «يا ريس، يمكننا الاسراع بتوقيتنا اذا ما رغبنا في ذلك. سيكون مأزقا ولكن سنتمكن من ذلك. واذا طلبت رأيي كعسكري، اعتقد اننا يجب الالتزام بالتوقيت المتفق عليه بالنسبة للعمليات الجوية الرئيسية.

وهو الامر الذي سيمكننا من تقديم دعم قوي لقوات ديفيد وبصورة اكثر مما كانوا يحلمون به عندما يشنون الهجوم، ولكن في مقابل تأخير الاهداف الجوية الاستراتيجية الى بداية العمليات».

ونظرت الى باز. وفكرت، وقلت إن هذا افضل رجل قوات جوية على قيد الحياة. وهو صديقي. أثق به ثقة عمياء. واذا قال اننا يمكننا تنفيذ ذلك قبل اليوم الاول المحدد ونحقق اهدافنا، فسننفذ ذلك.

قلت: «باز، سنحاول تنفيذ العمليات البرية مبكرا».

قال: «يمكننا المساعدة على تحقيق ذلك».

وبذلك تقرر أن تبدأ العمليات الجوية كما كان مرتبا لها في الساعة التاسعة من مساء 21 مارس. واذا كان في إمكان ديف ماكيرنان وجيم كونواي تنفيذ ذلك، فإن القوات البرية ستسبق الخطة وتصل الى حقول الرميلة في الوقت المناسب لإنقاذها. وقد اكمل ذلك قرارات كنا نتوقعها منذ ايام ستنطلق القوات البرية قبل 24 ساعة من انطلاق العمليات الجوية.

وخلال شهور التخطيط كانت الفترة المخصصة للعمليات الجوية للإعداد للهجوم البري تنخفض بصورة مطردة. فقبل شهرين، كان الوقت المخصص 16 طلعة من القصف الجوي ليلا ونهارا «لاعداد فضاء المعركة» قبل عبور قوات مدرعة للحدود، غير اننا رأينا لاحقا أن تكون دباباتنا من طراز ابرامز والمصفحات من طراز برادلي في عمق العراق عندما ينفذ رجال باز موسلي ضربة قاضية الى النظام في بغداد ليلة الجمعة 21 مارس.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس