عرض مشاركة واحدة

قديم 21-07-09, 07:47 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 



فرانكس : قلت وأنا أشاهد نقلنا المصور لعمليتي المطار وبغداد: هناك خطأ فني لأنه ليست هناك دبابات للعدو في الصورة


قال لي جون أبي زيد مع السهولة التي اقتربنا بها من مطار صدام: لن يكون هناك حصن لبغداد إذن واجهنا مئات المقاتلين من مصر والسودان وسورية وليبيا على أطراف بغداد وقد قاتلونا بضراوة ولكن بلا كفاءة فأبدناهم جميعاكانت قواتنا على بعد أميال قليلة من مطار صدام الدولي الواقع في الضواحي الجنوبية الغربية لبغداد.وكانت الساعة العاشرة وأربع عشرة دقيقة من يوم الجمعة المصادف الرابع من ابريل.وكانت الوحدة الثالثة مدعومة بضربات قوية ناجحة من طائرات الأباتشي قد قاتلت في منطقة كربلاء.

وألحقت قوات المهمات المدرعة في الفرقة هزيمة ببقايا فيلق المدينة واستطاعوا أن يبعدوا مساعديهم من الفدائيين، فيما كانت مجموعة صغيرة من وحدة الفرسان تتقدم نحو الطريق الرئيسي وعلى وشك أن تتجه نحو الطريق السريع الذي يؤدي الى المطار.

أبلغت جين ان «ولئك الأشخاص هم على بعد قريب من المرتفع هناك، وأنني آمل أن يكونوا على معرفة بمكان وجودهم».

والتقطت السماعة الحمراء واتصلت بديفيد ماكيران وقلت:

«ديفيد، هل تراقب تلك المجموعة من قوات الفرسان التي تتحرك مثل الوطواط في ذلك الجحيم؟».

قال: «أيها الجنرال افتح الميدان على شاشتك بدرجة او درجتين أعلى. ان تلك المجموعة من قوات الفرسان الاستطلاعية تتبعها قوات يبلغ تعدادها ستة أو سبعة آلاف من رفاقهم على بعد ثلاثين دقيقة».

نظرت الى الكومبيوتر. كان هناك صف لا نهاية له من الرموز الزرقاء، وهم طليعة قوات الاستخبارات، يتحركون باتجاه الطريق الرئيسي على بعد 20 كيلومترا خلف مجاميع الفرسان الاستطلاعية، كما قال ديفيد.

قلت وأنا اشعر بالارتياح: «هذا عظيم».

قال غرينتش: «انظر الى وولتر روجرز على محطة سي إن إن».

كان الصحافي يتحرك في عربة برادلي وهو يقوم بتغطية حية عبر هاتف الفيديو. وفي الخلفية الغائمة استطعت أن أميز الطرق الرئيسية المتداخلة والجسور في ضواحي بغداد... وبقايا دبابات الحرس الجمهوري تي 72 المحترقة.

وأوضح ديفيد ماكيرنان على مؤتمر الاتصالات قائلا: «أود ان اقدم لك آخر المعلومات والتطورات عن وضعنا حول بغداد».

كنت وقتها أستطيع أن أرى على الخريطة أن الألوية وقوات المهمات في قوات الاستخبارات الثالثة منتشرة في ضواحي بغداد الغربية والجنوبية، مع التركيز الشديد على المطار الدولي. ولكن لواء واحدا كان يتخذ موقعا على امتداد الطريق العام الثامن على بعد أميال عدة نحو الجنوب.

كان الوقت آخر ليلة الجمعة المصادف الرابع من ابريل. وكنا قد قضينا الساعة الأخيرة في مناقشة أفضل طريقة لتفريق مقاومة النظام المنظمة في العاصمة بغداد. والى ذلك كنت أريد الدبابات الاميركية في المدينة اليوم التالي. وذهب تقديري الى أن فعلا كهذا سيكون أكثر من مجرد استعراض للقوة. والحقيقة ان هدفي كان اختراق دفاعات العدو للتعرف على ما إذا كانت أية وحدات من الحرس الجمهوري كانت قد تراجعت إلى المدينة بعد الضربات التي تلقتها جنوب بغداد.

وقلت لنفسي وأنا أتذكر عمليات الاستطلاع التي شهدتها قرب جسر واي في فيتنام عام 1968 إنها تبدو بالنسبة لي مثل مسير العاصفة. وفكرت للحظة ان شيئا من فيتنام أمر يستحق التذكر. وكانت «مسير العاصفة» وحدة مشاة مدرعة وميكانيكية تتحرك بسرعة كبيرة عبر منطقة تشبه مدينة. وكان الغرض من ذلك إما مفاجأة العدو أو إلحاق الهزيمة به عبر استخدام القوة.

قال لي ديفيد: «مفهوم سيدي. انها مسير العاصفة».

وقلت «وافني بالمعلومات».

وكنت ساعتها تحت إغراء الاهتمام بلوحات الخرائط مع ضباط بوف بلونتس من اجل المساعدة على تخطيط تكتيكاتهم، فيما كانت الفرقة الثالثة قد أثبتت قدرتها على القتال في مختلف الظروف من الصحراء الى المدينة. فقد تقدمت دباباتهم وعربات برادلي عبر دفاعات العراقيين في الصحراء وفي مدن عدة على المسير الطويل في الطرق السريعة من واحد إلى ثمانية.

وفي المقابل،غالبا ما كانت وسائل الإعلام خلف وحدات المناورات الطليعية فيما كان الكثير من هذه المعارك يجري في الليل. ولهذا فان الجمهور لم يكن على دراية بكثافة ومدى المعارك التي خاضها هؤلاء الجنود. ولكن ثلاثة من المعارك في كربلاء ومحيطها كانت حامية الوطيس. وهي تذكر المرء بالمعارك البرية في الحرب العالمية الثانية. ومن هنا رأيت أنه وإذا ما كان لأي وحدة في الجيش الأميركي أن تعالج الوضع فإنها لا بد ان تكون الفرقة الثالثة.



في الساعة السادسة والدقيقة التاسعة والعشرين كنت وحيدا في غرفة الحرب. وكانت قوة لواء مهمات على وشك عبور حدودها الهجومية على الطريق الرئيسي رقم 8 لتتحرك الى الشمال باتجاه وسط بغداد. وانضم إلى في تلك اللحظة جون أبي زيد وجين رينوارت. كنا نراقب الرموز وهي تتحرك على الطريق الرئيسي عبر الضواحي باتجاه المدينة.

من جهته كان وزير إعلام بغداد قد ابلغ الصحافيين في المركز الصحافي بفندق فلسطين بأن الأميركيين وقعوا في مستنقع في الجنوب. وادعى قائلا:«إنهم ليسوا قريبين من بغداد، ولكن إذا ما وصلوا فسنذبحهم».

إلى ذلك وخلال تصفحنا في القنوات الفضائية وجدنا بثا تلفزيونيا من الصحافي المرافق لقوة المهمات المدرعة 164 وفيها 29 دبابة من طراز أبرامز و14عربة برادلي. وكانت لدى الفرقة الثالثة ايضا طائرة من طراز (هنتر يو أي ) في ملاحقة للحدث، ولهذا كانت لدينا أحيانا تغطية بالفيديو فوق رؤوسنا.

وفيما كانت الأرتال السريعة من دباباتنا وعرباتنا يسير تحت وابل من نيران الأسلحة الخفيفة والمدافع وقذائف آر بي جي، لاحظنا جميعا شيئا مدهشا: ليست هناك دبابات للعدو.

قلت «هناك خطأ فني».

قالت لي جين: «كان هناك خطأ فني سيدي». فقد اختفت سيارة البيكاب في غيمة دخان عندما مزقها مدفع البرادلي من عيار 25 مليمترا.

والى ذلك استمر القتال في جهة شمال الطريق الرئيسي من مشاة الحرس الجمهوري، الذين يقاتلون بتشكيلات صغيرة مبعثرة، والفدائيين وقد احتشدوا على امتداد الطريق. وبدا كما لو أن كل واحد منهم يحمل «آر بي جي» ويطلق قذائف على دباباتنا وعرباتنا. ولكن قوة المهمات تقدمت الى الأمام وهي تخوض القتال عبر سلسلة من الهجمات الدموية الحادة. وقد أبلوا بلاء حسنا.

وبعد ما يقرب من ساعتين ونصف الساعة وصلت قوة المهمات الى المواقع القريبة من المطار، وكانت قد فقدت في التقدم عددا من المركبات التي أعطبتها قذائف الـ «آر بي جي».

وقال جون أبي زيد وقتها: «لن يكون هناك حصن لبغداد إذن».

قلت: إننا سنعرف ذلك في غضون يوم أو يومين.

وبينما كنا نتكلم كانت أفواج القتال من قوات المارينز تحكم الطوق على الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة. لقد خاض المارينز معارك طاحنة مع بقايا وحدات الحرس الجمهوري التي نجت من الهجمات الجوية المكثفة. وواجهوا ايضا مئات عدة من المقاتلين الأجانب من مصر والسودان وسورية وليبيا ممن تلقوا تدريبا من جانب النظام في معسكر يقع جنوب بغداد. وكان أولئك المتطوعون الأجانب يقاتلون بضراوة انتحارية، ولكنهم لم يقاتلوا بكفاءة. وقد قتلتهم قوات المارينز جميعا.


وجهت المؤشر على خريطة الرادار الى الركن الشمالي الشرقي من العراق، المنطقة الكردية المستقلة ذاتيا. وقبل ساعات كانت هناك أيقونات محدودة تمثل فرق القوات الخاصة وحلفائهم من البيشمركة، لتظهر من بعد رموز تمثل وحدة من اللواء 173 الجوال جوا، بالإضافة الى مزيد من فرق الوحدات الخاصة التابعة للقوات الخاصة. وعندها اتصل بي غاري هارل من مقره ليقول: «سيدي لقد شاركنا في معركة جيدة هنا. كانت هناك ثلاثة فرق من القوات الخاصة بالاضافة الى 80 من مقاتلي البيشمركة، وتم الاستيلاء علي معابر للواء 173 ثم اوقفوا تقدم سرية آلية تابعة للجيش».

وسألته: «دبابات؟» قال: «فصيلة من دبابات تي - 55 وعلى الأقل مدفع من عيار 57 مليمترا. وقد تقدم الأوغاد متظاهرين بالاستسلام، ولكنهم فتحوا نيرانهم بعد اقترابهم منا. وقد دمرهم رجالنا».

وبالنسبة لغاري هارل فإن مثل هذه العملية من الأمور المعتادة. ولكني تعجبت كيف نفذوا العملية. وسألته: «هل كان هناك دعم جوي؟».

قال: «لا.. ولكن كانت لديهم مجموعة من صواريخ جافلين المضادة للدبابات».

والجافلين هو احدث اجيال الأسلحة المضادة للمدرعات التي تطلق من على الكتف وهي معروفة باسم «أطلق وانس». ومن حسن الحظ ان القوات الخاصة كانت لديها هذه الصواريخ.

والشاهد أنه قد سادني شعور يقترب من اليقين بأننا نكسب هذه الحرب بالفعل، وشعرت بأني محظوظ لوجود مثل هذه القوات الواسعة الحيلة والأداء، ويرجع ذلك الي الرجال والنساء الذين يقاتلون فيها.


ضجت قاعة المؤتمرات بالحضور يوم الاربعاء 9 ابريل (نيسان) 2003. كنا نشاهد شبكة «سي إن إن» عندما كانت المركبة العسكرية الاميركية الملطخة تزحف إلى الأمام وسط جموع العراقيين الذي تجمعوا حول تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس. حاول بالعض الإطاحة بالتمثال بجره بواسطة حبال ربطت حول عنق الدكتاتور، إلا أن ذلك لم يطح بالتمثال الى أن تدخل المارينز للمساعدة مستخدمين جنزيرا كان في مركبتهم العسكرية، وبعد ذلك لم تستغرق عملية إطاحة أطنان البرونز وقتا طويلا. تسلق الكثيرون على التمثال بعد إطاحته وانهالوا عليه ضربا بالأحذية مما أثار عاصفة من التصفيق داخل قاعة المؤتمرات حيث تجمع عدد غير قليل لمتابعة الأحداث على شاشات شبكة «سي إن إن». تغطية وسائل الإعلام ربما أشارت الى أن الحرب قد حسمت. صحيح أن المعارك الرئيسية قد انتهت، ولكن الحرب لم تنته بعد. قلت لدونالد رامسفيلد في نهاية الاتصال المصور عن طريق شبكة الفيديو: «سيدي الوزير... كنا نتحدث حول التوقيت الخاص بالمرحلة الرابعة. البريطانيون سينظمون طابورا للاحتفال بالنصر العسكري لدى عودة أولى وحداتهم المقاتلة من الخليج. إلا أن جنودنا لن يعودوا الآن. أود التفكير في وسيلة للاعتراف بالتضحيات التي قدموها. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي لم ينجز بعد هنا، إلا أن العمليات القتالية الرئيسية قد انتهت». كنت في واقع الأمر اريد أن يعترف وزير الدفاع او الرئيس علنا بهذه الحقيقية لقواتنا. ثمة سبب آخر يدعو الى إصدار بيان رسمي حول انتهاء المرحلة الثالثة. هناك أعضاء في التحالف لا يرغبون أن تشارك قواتهم في القتال، لكنهم أكدوا استعدادهم للمشاركة بمجرد الانتهاء من هذه المرحلة. وأبلغت رامسفيلد بأننا نرغب في أن نرى وصول قوات هذه الدول للمساهمة في جانب المساعدات الانسانية، وسألته على وجه التحديد حول ما اذا كان لديه أي مقترح محدد في هذا الجانب، وأضفت قائلا، وأنا ابحث عن كلمات مناسبة لهذا السياق، :«سيكون جيدا لو أكد الرئيس على نجاح العمليات القتالية الرئيسية... فالقوات انجزت كل المهام التي اوكلت لها. اعتقد انه لم تكن هناك عملية قتالية اكثر نجاحا من عملية حرية العراق». أجاب رامسفيلد قائلا: «سأتحدث مع الرئيس».

شعرت بالامتنان إزاء كلمات الرئيس في اليوم الاول من مايو 2003 ولم أكن اعلم الانتقادات التي سيواجهها بسبب توصية صدرت عني.

* للتاريخ: بوش قالها لاذعة: لن يكون لتوقيت الغزو أي صلة بانتخابات الكونغرس أو استطلاعات الرأي العام

* تدخل أندي كارد ليقول: «سيادة الرئيس نحن لدينا انتخابات الكونغرس في نوفمبر المقبل. وهذا أيضا يحتاج إلى تحديد موعد لمناقشة هذه القضية». لكن جورج بوش قال بنبرة لاذعة: «ليس لهذا الأمر أي اعتبار. إذا خضنا الحرب فإن ذلك يكون بسبب متطلبات أمن أميركا. لن يكون للتوقيت أي صلة بموضوع انتخابات الكونغرس أو باستطلاعات الرأي العام». كنت أعلم أن الرئيس يحترم كارد لكنه بعث برسالة لفريق الأمن القومي مفادها أن الأولوية بالنسبة له واضحة.

الى ذلك وحول الرسم البياني الأخير وصفت مواقع «القوة في شكلها الأمثل» على الحدود العراقية. وأنا عنيت بذلك وجود وحدات متنوعة مع طائرات وسفن قادرة على إضافة ثقل لضغوطنا الدبلوماسية لتستخدم كبؤرة للحملة الحاسمة. وشددت على أن يكون نمط نشر قواتنا مساعدا لتحقيق هذا الهدف بدون استفزاز صدام إلى رد فعل مستند إلى نصيحة خاطئة.

وعن طريق تبني وجهة نظر معارضة، شارك رامسفيلد في النقاش بطرح هذا السؤال: هل على القيادة المركزية الانتظار حتى ديسمبر كي تبادر بإطلاق عمليات حاسمة؟

كنت أعرف أن وزير الدفاع يريد مني أن أشدد أمام مجلس الأمن القومي على التوقيت المناسب لأي عملية حربية ممكنة. قلت له «سيادة الوزير نحن بإمكاننا أن ننشر الوحدات وننفذ الخطة في أي وقت يأمرنا الرئيس للقيام بذلك».

سأل الرئيس بوش وفي ذهنه خطر استخدام أسلحة الدمار الشامل «هل يمكننا أن نبدأ في وقت أبكر إذا كان ذلك ضروريا؟». أجبته «نعم نستطيع سيادة الرئيس. لكن ستكون الحرب بشعة وستستغرق وقتا أطول مع وقوع سلسلة عمليات أكثر وبخسائر أكبر للجانبين. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تدمير أكبر للبنية التحتية العراقية في حالة عدم تنفيذ العملية التي وصفتها».

قال رامسفيلد «سيادة الرئيس، الجنرال فرانكس يعمل على عملية متزامنة قادرة على تحطيم المقاومة العراقية في فترة أقصر بكثير من فترة التسعين يوما المخصصة للمعارك البرية الرئيسية».


* الجنرال للقائد البريطاني في البصرة: تحطيم الأهالي لمقار حزب البعث عنف سيجعلنا نبقى هنا لفترة

* جلست على مقعد المقلاع أراقب الصحراء، والطائرة تسير بسرعة 160 عقدة. كنا في طريقنا إلى مقر الفرقة المدرعة البريطانية الأولى بالقرب من البصرة. وكانت الساعة العاشرة صباحا يوم 7 ابريل، وكنت أقوم بأول زيارة للقوات في العراق. وكانت أول زيارة هي للقوات البريطانية، ثم اتجهت الى المارينز ثم إلى الفرقة 101 الجوالة جوا.

واستمع قائد الطائرة إلى رسالة عبر سماعات الأذن، ثم رفع إصبعه وصاح «دقيقة واحدة». كانت هناك شبكة للحماية من الشظايا مفروشة على أرضية الهليكوبتر، وكنا نجلس على سترات واقية. لقد كان الفدائيون ناشطين في تلك المنطقة، وطائرة مثل هذه هدف جيد.

وهبطنا وجلسنا على الرمال.

وتقدم الجنرال روبن بريمز قائد الفرقة البريطانية بزيه الصحراوي المميز إلى الأمام ورفع يده بالتحية قائلا :«أيها الجنرال. امر جيد ان تحضر». كانت درجة الحرارة مرتفعة للغاية في منطقة الهبوط، وكنت أشم رائحة الديزل. وكانت مجموعة من دبابات تشالنجر وسيارات واريور المقاتلة تحيط بمنطقة الهبوط.

وكما هو متوقع، كان الشاي جاهزا في خيمة القائد روبن برمز، مع فناجين وأطباق من الصيني، وأطباق صغيرة عليها ساندويتشات، وبسكويت». وعرض علي بريمز موقفه التكتيكي على خريطة كبيرة. وكانت الفرقة قد فتحت الطريق الى أم القصير. وقال: «الإمدادات الإنسانية في طريقها.» وسألته: «روبين ما هو الوضع الأمني؟» قال: «جيد خلال النهار، أيها الجنرال. صعب بعض الشيء خلال الليل. ولكن السكان يقتربون منا». وأشار الى خريطة تفصيلية لمدينة البصرة الكبرى. وأضاف: «يتجهون الى مكاتب حزب البعث ويحطمونها. يبدو الأمر وكأنه عملية سلب ونهب، ولكنه في الواقع انتقام». وكان مثل هذا العنف غير المنظم ينتشر عبر العراق مع انهيار النظام.

قلت: «يبدو أننا نكسب الحرب يا روبين. ولكن مثل هذا العنف سيجعلنا نبقى هنا لفترة».

ورد: «سيدي، هذا صحيح. وسنكون هنا معا. ولكن وفي الوقت الذي ستبدأ فيه المملكة المتحدة في استبدال قواتها، فإنهم يخططون لتنظيم طابور للاحتفال بالنصر. القوات ترحب بمثل هذه الاشياء».

وقلت بالطبع البريطانيون يستحقونه، كما يقدره الأميركيون.

ومن هناك الى محطتنا التالية، فقد هبطت الطائرة بعد ساعتين في مقر الجنرال جيم كونواي قائد قوات الاستكشافية التابعة للمارينز بالقرب من الناصرية. وبدلا من الشاي والبسكويت، أكلنا طعاما جاهزا. وكان عرض جيم كونواي دقيقا وشاملا، قال: «أمر واحد تعلمناه في هذه المعركة جنرال فرانكس. هو ان العدو سواء كان الجيش النظامي او الفدائيين، يضع مراكز القيادة والأسلحة الثقيلة ومخازن الذخيرة في المدارس والمستشفيات والمساجد». قفزت على الجزء الخلفي من مركبة هامفي عسكرية لدى خروجنا من الخيمة لتهنئة المارينز وقلت موجها حديثي للموجودين منهم: «طيلة حياتي لم أر مثلكم... إنكم تولون عناية خاصة للمهمة الملقاة على عاتقكم وتهتمون ببعضكم بعضا. إنكم تتصرفون كما ينبغي أن يتصرف المارينز تماما. لا أود أن ألقي حديثا مطولا هنا، ولكن ما أود قوله لكم هو انه إذا كان لدى ابن أتمنى أن يكون فردا في قوات المارينز». ترجلت من المركبة العسكرية وبدأت في مصافحة الجنود. فقد كنت احرص دائما على التحدث عن قرب وبصورة شخصية مع أفراد القوات، ولكن كان لي غرض آخر في ذلك اليوم، فقد أردت أن أنظر الى وجوههم عن قرب حتى أتمكن من ملاحظة مستوى الإجهاد الجسدي والنفسي عليهم، لأني أعرف جيدا من واقع تجربة حرب فيتنام وعملية «عاصفة الصحراء» ان القوات، وحتى عندما تكون مجهدة تماما، يمكن ان تواصل القتال وتنجز المهمة المكلفة بها. والى ذلك فأفراد هذه القوات يتحلون بمقدرة فائقة على التحمل، وقد وصلوا، كما هو واضح، الى حالة من الإجهاد، والقوات المجهدة لا يمكن أن تواصل القتال. صافحت افراد هذه القوة والتقطت لي معهم صورة فوتوغرافية وحكيت لهم نكتتين على سبيل المزاح، فأفراد هذه القوة يشعرون بالتعب لكنهم لم يصلوا الى مستوى الإجهاد الكامل.



بعد ذلك اتجهنا الى النجف وعلى متن مركبة هامفي اتجهنا الى زيارة الفرقة 101 الجوالة جوا. ومررنا على طول الطريق بعد خروجنا من المهبط بأعداد من السيارات والدراجات النارية وسيارات الأجرة والحافلات المتهالكة. تعالت أصوات كلاكسات السيارات وظهرت على أوجه الكثيرين ابتسامات واضحة وهم يرفعون أيديهم بعلامة النصر، فيما كان يرفع بعض الأطفال أعلاما عراقية. من الصعب تصديق أن هذه المدينة كانت قبل عشرة أيام فقط مسرحا لقتال شرس. التقينا الجنرال ديفيد بيتراوس، قائد الفرقة، في مدرسة ظهرت على جدرانها ثقوب الرصاص. ألقى الجنرال بيتراوس كلمة مقتضبة تماما مثل كونواي مؤكدا أن المدارس والمستشفيات والمساجد استخدمت كمخابئ للأسلحة ومراكز للقيادة. قال بيراوس إنهم كانوا يجمعون في ذلك الوقت مئات الأطنان من الأسلحة والذخائر التي خلفها الجيش العراقي. وقادنا رقيب يعمل في هذه القوة الى كوم هائل من بنادق الكلاشنيكوف المعطوبة وقاذفات الـ«آر بي جي» وأسلحة رشاشة أتلفتها القوات قبل أن يجمعها السكان لاستخدامها كحديد خردة. وكان الرأي السائد هو أن هناك آلافا من مستودعات الذخيرة في مختلف المواقع وأن عملية التخلص من هذه المستودعات ربما تستغرق سنوات. سألت بتراوس حول ما إذا كان لديهم أسرى حرب، فأجابني قائلا انه لا يوجد عدد كبير من الأسرى لأن غالبية الجنود العراقيين تخلصوا من الزي العسكري وتوجهوا الى بيوتهم. أدركت أن مكتب جاي غارنر لإعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية سيواجه متاعب في هذا الجانب، وذلك لأن ايجاد عمل لهؤلاء الجنود في أسرع وقت ممكن سيكون عاملا رئيسيا في الاستقرار. لذا كان على جاي غارنر التعامل مع هذه الأمر كأولوية قبل أن يجد هؤلاء الجنود وسائل أخرى، غير قانونية، للحصول على دخل.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس