عرض مشاركة واحدة

قديم 21-07-09, 07:01 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 



رامستاين، ألمانيا: مارس (آذار) 2002



* غرفة العمليات بالبيت الأبيض كانت ذات جو بارد لطيف، خاصة بعد حرارة واشنطن الحارقة في شهر أغسطس. كان كولن باول وجورج تينيت قد وصلا لتوهما، فقد عطلتهما الحركة المزدحمة في المدينة. وكانت ياقات قمصاننا جميعا مبللة بالعرق. وقال شخص ما مازحا بينما كان باول يجلس بجانب الرئيس:

«ما زال البريطانيون يصنفون واشنطن كمدينة مدارية (في إشارة لحرارة طقسها)، ويعتبرونها منطقة شدة (في إشارة لمشقة الحياة فيها)».

وكنت أنا وجين رينوارت قد جئنا إلى البيت الأبيض في ذلك اليوم، وكان الاثنين الأول في شهر أغسطس لتنوير الرئيس ومجلس الأمن القومي حول النسخة الأخيرة لخطتنا للعراق التي صارت تعرف بـ«أوبلان»، والتي لم تعد مجرد مفهوم نظري، بل صارت خطة متكاملة من لحم ودم. سنقوم بالطبع بطرح كل التطورات التي طرأت منذ اجتماعنا في مايو الماضي، عندما شرحت عددا من الخيارات العسكرية لإزاحة صدام حسين من السلطة.

وفي واحدة من أبلغ الخطب التي سمعتها في حياتي، طرحُ كولن باول إن العالم أصبح مختلفا جدا عما كان عليه الحال في 1990 ـ 1991، عندما تكون التحالف العالمي لطرد صدام حسين من الكويت. وقال باول إنه لم يعد ممكنا بناء تحالف واسع يسمح بتكوين وفاق حول العمل العسكري داخل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة. لم تكن مساهمة باول سلبية، كما لم تكن إيجابية، كانت ترمي إلى كشف الواقع كما يراه. وعندما كنت أستمع إليه أعجبني هذا التوازن العجيب الذي يتحدث به. كان وزير الخارجية يفصح عن تحذير واضح: وهو أن الأمر لن يكون سهلا. ولكن لم يكن هناك ميل للحجاج أو لوي الأيادي. وفي مواقع مختلفة من ذلك الطرح، كان الرئيس ونائب الرئيس يومئان برأسيهما علامة الموافقة. وقال باول:

«لا أعرف إن كنا سنضمن كل الدعم الدولي الذي نحتاج إليه، أم لا، ولكننا سنبذل قصارى جهدنا».

كنت أعرف أن الوضع في الأمم المتحدة سيكون صعبا، ولكنني كنت أفكر أيضا، وبتركيز شديد، في احتياجاتنا من التحالف، وكان رأيي أن الدول الواقعة في منطقة القيادة الوسطى ستمدنا بكل المساعدات التي نحتاجها، حتى وإن لم تقدم كل المساعدات التي نتمناها.

وفي الفترة بين منتصف مايو وأواخر يوليو (تموز) قمت بثلاث رحلات إلى كل منطقة المسؤولية، مركزا على تحسين البنى التحتية وتعزيز قواتنا. وقد التقيت بالقادة في قطر وعمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن. وكما أفعل دائما زرت قواتنا في افغانستان.

كان اللفيتنانت جنرال دان ماكنيل، قائد الفرقة 18 الجوالة جوا، قد تولى قيادة القوة 180، وهي قوة خاصة بالتحالف، وأقام قيادته في قاعدة باغرام الجوية. وقد عملت مع دان في كوريا خلال التسعينات. كان جنديا مخضرما، ممتازا وحكيما، وكنت سعيدا بأن يكون واحدا من فريقنا.

وكان الرئيس بوش قد ركز على أن نحافظ على قوة اندفاعنا في أفغانستان، حتى في حالة تنفيذ الخطة «1003 في»، المتعلقة بالعراق. وكنت موافقا على ذلك. وقد قلت للرئيس:

«سيدي الرئيس: سنكون على نفس درجة التركيز في أفغانستان، لأن عملياتنا هناك ستكون جناحا لعملياتنا في العراق».

وكنت قد ناقشت الأمر مع رامسفيلد واتفقنا على أن يكون عدد قواتنا في أفغانستان 9500 جندي، ما لم يطرأ سبب يجبرنا على التغيير، وعندها سيكون الأمر خاضعا أيضا للنقاش. وكان دان ماكنيل هو بالضبط الرجل الذي كنا نحتاج إليه في الميدان، حتى يواصل ضغطه على أسامة بن لادن وبقايا القاعدة. وفي الوقت الذي اقتربنا فيه من شن حرب العراق، انضم دان إلى فريق القيادة، وأصبح عضوا في القيادة الوسطى، فصار حاضرا في كل جلسة للتخطيط والتنوير. وبعد أن قدمته إلى الرئيس مشرف والرئيس حميد كرزاي، أقام علاقات لا يمكن الاستغناء عنها مع الرئيسين ومع غيرهما من قادة المنطقة. ونتيجة لقيادته فإن قواتنا في أفغانستان لم تعان مطلقا.

وبينما كان أعضاء مجلس الأمن القومي يستمعون، كنت أرسم معالم التقدم الذي أحرزناه. وقلت:

«سيدي الرئيس، إذا اتخذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية في العراق، فإننا لسنا مضطرين لتنفيذها وحدنا. فلدينا اتفاقات مبدئية ناجحة تشمل استخدام الأراضي والعبور الجوي وإقامة القواعد ومناطق الانطلاق في كل منطقة الخليج».

كانت الغرفة هادئة، وكنت قد ناقشت مع قادة دول محليين ووزراء دفاعهم، قضايا تطوير القواعد العسكرية التي كنا نستخدمها للتدريب وإرسال القوات إلى أفغانستان، كما أنني أخبرتهم بمبادرة خاصة مني أننا نقوم بتحسين البنية التحتية وإعداد القوات في حالة الاضطرار لنزع سلاح العراق بالقوة. وقد كانت الكويت مستعدة دائما وكنا نعتمد عليها كثيرا، فقد كانت قاعدتنا. والآن ضمنا التزام الملك عبد الله الثاني بالأردن، وقادة دول الخليج بالسماح للقوات بالاستعداد وإقامة القواعد وعبور المجالات الجوية، وذلك بالنسبة للقوات البحرية وطائرات الاستطلاع والطائرات المقاتلة وإعادة التزود بالوقود والتحليق الآمن، وذلك في عدد من الدول المجاورة للعراق.

وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد سمح بإقامة الطائرات بقاعدة العديد، «وأن ننقل قيادتنا المتنقلة إلى معسكر السيلية، بمجرد انتهاء العمل فيها من قبل مقاولينا من فلوريدا. وقد ذكرت الأمير، عندما أصبحت قائدا للقيادة الوسطى، وفي أول اجتماع عقدته معه، بأنني طلبت منه قبل ذلك أن يخبرني بما يمكنني أن أفعله من أجله. وقال لي الأمير وهو يبتسم:

«أرسل لي عشرة آلاف جندي أميركي».

وقد لبيت طلبه عند عودتي الأخيرة إلى قطر. وقلت له:

«ربما أكون قد تأخرت عامين، ولكن ستحصل على جنودك الأميركيين».

كان كولن باول يستمع باهتمام شديد عندما كنت أثني على السفراء الأميركيين في المنطقة لمساعدتهم لي في تحقيق النجاحات التي حققتها. وابتسم وأثنى بدوره على دبلوماسييه على كل ما أنجزوه. وقال:

«هؤلاء قوم من طينة جيدة».

وواصلت لأقول:

«سيدي الرئيس: كما أخبرت وزير الدفاع رامسفيلد، فإن كل قائد في المنطقة يتفهم أننا نضع خططا للطوارئ، وأنك قررت إعلان الحرب».

أومأ رامسفيلد بالموافقة. وقلت للرئيس:

«مع الرحلات المتداخلة لحاملات الطائرات، ومع زيادة موجات نشر القوات بغرض «التدريب»، وخاصة كتائب الفرقة الثالثة مشاة، بالكويت، ومع تزايد عدد الطائرات التي بحوزتنا في عملية «سازورن ووتش»، فإننا نقترب من تجميع قوة تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المتعددة، الحمراء والبيضاء والزرقاء، إذا أصبح ذلك ضروريا».

وكان مجلس الأمن القومي قد استوعب منذ 11 سبتمبر (أيلول) كثيرا من المعلومات العسكرية، ولكنه مطالب بمزيد من الاستيعاب هذه المرة. وواصلت حديثي قائلا:

«الفرقة الثالثة مشاة، هي فرقة مشاة ميكانيكية تملك أسلحة نوعية ومدافع ووراءها سنوات من الخبرة الصحراوية وهي تنقل ألويتها عبر الكويت، بصورة دورية. ويبدو أنه لا يزعج العراقيين كثيرا وصول ألوية الفرقة الثالثة إلى الكويت في دورات تدريبية مع وجود منصات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى التابعة لقوات المارينز والطائرات المقاتلة. فاستخباراتهم ليست بالتقدم الذي يجعلها قادرة على التقاط هذه الزيادات الكمية».

وقال الرئيس:

«أفهم ذلك جيدا».

قلت وأنا أنظر في أوراقي وملاحظاتي:

«حلقنا بأكثر من أربعة آلاف طلعة فوق الأراضي العراقية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. أما الدفاعات الجوية العراقية فقد صوبت نيرانها نحو قواتنا أو خرقت منطقة الحظر الجوي 52 مرة فقط. وهذه ضعف نسبة العام الماضي».

وهنا تساءلت كوندوليزا رايس:

«هل يمكن تخفيض خسائرنا بتخفيض عدد الطلعات الجوية؟».

وأجبتها قائلا:

«كوندي: نعم في مرحلة لاحقة يمكن أن يكون ذلك إجراء ذا معنى، ولكن ليس بعد. فنحن نريد استخدام خيارات الرد حتى نقلل من مقدرة نظام الدفاع الجوي العراقي المتكامل. وإذا اتخذ قرار الحرب فإننا نريد لدفاعهم الجوي أن يكون في أضعف حالاته».

* لم نهزم الحرس الجمهوري بالتكنولوجيا..

* تحول تفكيري ، خلال استعراضي للخرائط التوضيحية ، الى نقاش خاص كنت اعتزم إجراءه مع دونالد رامسفيلد خلال الساعة التالية. فمنذ نجاح عملية فرقة المدرعات الاولى خلال عملية «عاصفة الصحراء» عام 1991 تكون لدي اعتقاد في ان عمليات الخداع الجيدة الإعداد والتنفيذ ستنجح مع العسكريين العراقيين وقادة النظام. فمعلوماتهم الاستخبارية تركز بصورة كاملة تقريبا على الأمن الداخلي، قمع الاكراد والشيعة واستباق الانقلابات العسكرية، وليس على القتال في الحرب. وكانت لدي كذلك قضية حساسة أخرى كان لا بد من مناقشتها مع رامسفيلد وجها لوجه. فقد قدم عدد من الرؤساء العرب، الذين تجمعني بهم علاقات وثيقة، معلومات قيمة من واقع علاقاتهم الشخصية مع صدام حسين. كنت ادرك ايضا ان هؤلاء القادة كانوا بمثابة قنوات مهمة للغاية يمكن عبرها توصيل المعلومات ـ والتضليل ـ( الى النظام العراقي). انتقلت في ختام التنوير الى الخارطة التوضيحية الاخيرة حول «البداية السريعة». اوضحت ان ما نحن بصدده هو توقيت بديل قيد النظر، كما ذكرت ايضا اننا اذا قطعنا شوطا كبيرا في تجهيزاتنا في المنطقة فمن المحتمل ان نختصر الحملة الجوية ونجعل العمليات البرية والجوية متزامنة على ان يسبقها عمل مكثف للقوات الخاصة. كان ذلك مفهوما ثوريا خارج دائرة الأعراف التقليدية. لكنني كنت خارجا على العرف طيلة حياتي. فعندما لا يصبح بالإمكان تنفيذ المهمة وفقا للاعراف التقليدية احاول فورا العثور على طريقة اخرى. ويمكن القول هنا ان اسلوب التفكير الذي اتبعه بصورة عامة يضعني باستمرار خارج دائرة التيار المحافظ داخل الجيش. عززت «عاصفة الصحراء» قناعتي بأن سرعة المناورة والمفاجأة التكتيكية تضاعفان القوة الأعظم للحرب. وفي جنوب العراق وجهت القوات الأميركية والبريطانية ضربات عنيفة الى الفيالق الضعيفة للحرس الجمهوري في مناورة تخيرنا أن تكون مع عاصفة صحراوية تحجب الرؤية لمفاجأة العدو. وكانت الأفواج السريعة الحركة قد ألحقت هزيمة بالألوية العراقية المتخندقة. ولم تكن التكنولوجيا فقط هي التي حققت الانتصار على الحرس الجمهوري في ميادين القتال مثل فيلق المدينة وانما تأثير السرعة. وفي الكثير من نقاط اتصالنا الأولية كان العراقيون يفوقون قواتنا المهاجمة عدديا. وكما هو الحال في الفيزياء فان تأثير الكتلة زاد من السرعة.

* رامسفيلد اقترح الأول من فبراير موعدا للغزو فوضعنا خطة البداية السريعة ـ 4 أشخاص فقط كانت لديهم الصورة الكلية لخطة الغزو

* اعتدنا، منذ بداية عملية الحرية الدائمة مع افغانستان،على مطالب الوزير رامسفيلد. ولكن الان وجد المخططون، الذين يعملون بدأب، مع الحالة العراقية ان سيل المهام اليومية والاسئلة تصل الى حد التحرش. وكان هؤلاء الضباط الذين تصفهم جين انهم «ادمغة 50 رطلا» اهم الاشخاص في القيادة. وكان الكولونيل مايك فيتسجيرالد والكولونيل ديف هالفرسون المخططان الرئيسيان، وهم من اكثر الناس الذين عرفتهم تضحية وعملا. ولذا اذا ما أبدوا شعورهم لي بالضيق فمن الافضل لي مواجهة مشاكلهم فورا.

وكان جزء اساسي من شعورهم بالضيق بسبب الضغط العصبي الناجم عن الجهد الاضافي المتعلق بالحفظ على السرية لمنع التسريبات. وكانت هناك مجموعة صغيرة من كبار ضباط القيادة المركزية يعرفون اجزاء مهمة من المفهوم، واربعة فقط كانت لديهم الصورة الكاملة. وكان افرادنا معزولين عن بعضهم البعض. وهو ليس بالامر الجيد لفريق محكم الاتصالات.

وقلت وانا اقف امام الحجرة «اوكى. هذا هو الاتفاق. اعلم ان مكتب وزير الدفاع ورامسفلد وولفويتس وفيث - يطالبون بالكثير. ولكنهم ليسوا الاعداء. لا تأخذوا في التفكير بطريقة الرجال الجيدين والرجال السيئين. نحن جميعا في نفس الجانب».

ولاحظوا جديتي.

واستطردت قائلا «سأتولى موضوع مكتب وزير الدفاع بنفسي، كلهم جميعا، بما فيهم دو فيث، الذي تزداد سمعته هنا بإنه اغبى رجل في الكون. مهمتكم هو ان اشعر بالدفء. نحن من المحترفين. فلنعمل من اجل مرتباتنا».

ربما نتذمر فيما بيننا بخصوص عبء العمل، ولكن هذا لا يعني اننا سنتخلى عن ولائنا للرئيس.

واستمر التكرار. وكانت الايام والليالي مثل مرحلة ما بعد 11 سبتمبر (أيلول) مرة اخرى. وبالرغم من الالم فقد حققت العملية بعض التقدم.

اراد الوزير رامسفيلد معرفة خطط الطوارئ في حالة ما اذا استفزنا صدام حسين عن طريق عمل عسكري، مثل مهاجمة الاكراد، او الاكثر ترجيحا اسقاط طائرة لقوات الحلفاء في منطقة حظر الطيران.

وجعلنا هذا نعيد التفكير في كل بدائل الرد، بما في ذلك خطة «الغرير» وهي ترمز لرد فعلنا المحدد اذا ما اسقطت الدفاعات الجوية للعدو واحدة من خططنا. وادى اعادة التفكير الى ثلاثة مستويات من الرد: الاحمر والابيض والازرق. والاحمر هو اقلها حركة وسيؤدي الى ضربة فورية بإستخدام صواريخ توماهوك الهجومية على اهداف دفاعات جوية عراقية مهمة. بينما يشمل الابيض توسيع نطاق استخدام صواريخ توما هوك وغارات جوية لمدة 48 ساعة. ويدعو التحذير الازرق الى عمليات جوية تعقبها عمليات برية، لتأسيس جيب داخل العراق يتم توسيعه عن طريق نشر قوات بسرعة.

وبدأ عدد من المخططين في اطلاق اسم عملية «البداية السريعة»، واستخدمت التعبير بعد ذلك في مناقشاتي مع الوزير.

وخلال واحدة من مؤتمرات الاتصالات قلت لرامسفيلد :«سيادة الوزير، توجد طريقتان فقط لدخول الحرب. اما ان يبدأ العدو الحرب طبقا لبرنامجه ، او نبدأها نحن طبقا لبرنامجنا. وبما انه لا يوجد قرار بدخول الحرب طبقا لجدولنا الزمني، فنحن في حاجة الى بدائل في حالة ما اذا بدأ صدام الحرب طبقا لبرنامجه الزمني. ان افضل فكرة هي«البداية السريعة» كبديل. وسنستمر في اعداد القوات والبنية الاساسية في المنطقة لدعم الدبلوماسية. واذا ما اتخذ الرئيس قرارا بالهجوم فسنبدأ بما لدينا ونتبع ذلك ، طبقا لاحتياجات الامر، بقوة اكبر».

وقال رامسفيلد «افهم. ولكن نحتاج الى اعتبارات واقعية للوقت. ما هي الجداول الزمنية المختلفة؟ ما هو تقديركم لكل فترة؟» واجبته «نعمل علي ذلك» وقال «حسنا. فلنجعله اول فبراير».

وفكرت ونحن ننهي المكالمة يا آلهي. يعني ذلك الاسبوع القادم.

وعدت الى جين ورايفل ديلونغ وقلت لهما : «اتمنى وجود قهوة كافية في مكتبكم، لانه امامنا بعض الليالي الطويلة، ولن اسمح لكم بمشاركتي في قهوتي».

* بوش سأل عن بن لادن في خضم اجتماع للتنوير

* قلت: الجنرال مشرف لا يعتقد أنه موجود في باكستان وأنا لست متأكدا من الأمر لأنه ليس على موجات البث قدمت ايجازا الى الرئيس ومجلس الأمن القومي فيما بعد ظهر يوم الخميس السابع من فبراير (شباط) في غرفة المتابعة في البيت الأبيض. وكما كان الحال خلال مؤتمر الاتصالات في ديسمبر (كانون الاول) من تكساس قدمت تقريرا عن الوضع في أفغانستان ملخصا خططنا في العمليات الهجومية الهادفة الى تدمير حصون «القاعدة» في الجبال الواقعة جنوب كابل.

وقلت ان ثلج الجبال سيذوب وسنتحرك من اتجاهات عدة على الأرض بينما ندخل قوات هجومية جوية في الوقت ذاته باتجاه الهدف.

وحددت النواحي الرئيسية لخطة المناورة على خريطة تكتيكية. وقلت: سنستخدم عناصر من فرقة الجبل العاشر والفرقة الجوالة جوا، والقوات الهجومية الاستراتيجية للتحالف، بما في ذلك القوات الألمانية والأسترالية، وقوات حلفائنا الأفغان. وسأواصل تقديم المعلومات والتقارير الى الوزير رامسفيلد عند بدء العملية.

وسأل الرئيس بوش «هل هو موجود هناك يا تومي؟» وكان الجميع يعرفون ان المقصود بالسؤال هو بن لادن.

قلت: ان رجال الاستخبارات يعتقدون ان هناك مثل هذا الاحتمال. ولا يعتقد الجنرال مشرف انه موجود في باكستان. والحقيقة سيدي الرئيس هي انني لست متأكدا من الأمر. انه ليس على موجات البث، كما أنني لم أتلق تقارير موثوقة عن أماكن اختفاء بن لادن. وواصلت حديثي قائلا «هذا بلد شاق لا يسهل الوصول اليه. فقد اختفى المجاهدون عن أنظار السوفييت في هذه الجبال لفترة سنوات. وهذه هو السبب الذي يجعل حلفاءنا الأفغان اساسيين. فهم يعرفون كل كهف ونفق».

سأل الرئيس «هل هناك سؤال حول أفغانستان تومي؟» فكان جوابي بالنفي

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس