عرض مشاركة واحدة

قديم 28-05-09, 09:22 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

3 - الإستراتيجية التوافقية الممكنة



3. في ضوء ما تقدم من مواقف الفرقاء وخلفياتها نطرح السؤال: هل يمكن للدولة اللبنانية أن تعتمد إستراتيجية دفاعية توافقية؟

- بداية نقول إن الشرط للتوحد حول إستراتيجية ما هو التوحد على الهدف وحول العدو، وهنا نرى أن الهدف، أي حماية لبنان ليس محل اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين، فمنهم من يرى إسرائيل العدو الذي يهدد لبنان، ومنهم من يرى أن سلاح المقاومة وامتداداته الإقليمية هو مصدر الخطر الفعلي، لذلك يجب على الأطراف جميعا أن يجيبوا أولا على السؤالين التاليين الأهم: من هو العدو؟ وهل يريدون مواجهته أم لا ؟

يبدو أن كشف النوايا وتحديد العدو صراحة بات أمرا غير ممكن اليوم لدى البعض. وإذا سلمنا تجاوزا بأن هناك اتفاقا بين ثلاثة أو أربعة على الأكثر من الفرقاء حول تحديد العدو، فإن المعضلة الثانية تأتي من السؤال كيف نواجه هذا العدو: لأن من يتخذون إسرائيل عدوا (ولو لفظيا) ينقسمون حول سبل المواجهة:
- فمنهم من يرى أن المواجهة بالبندقية أمر لا جدوى منه، لأن فيه مخاطر تدمير البلاد واقتصادها، ويرى أن المواجهة الأجدى تكون بالعلم والاقتصاد والعلاقات والقرارات الدولية.

- في المقابل يرى الفريق الآخر أن الدفاع عن لبنان لا يكون إلا بالقوة التي يحشدها ذاتيا، لأن التجربة دلت على أن الهدنة مع إسرائيل لم تحم لبنان (ألغتها إسرائيل في العام 1967 بقرار منفرد)، وأن القرارات الدولية لم تحرر الأرض المحتلة (لم تنفذ إسرائيل القرار 425 ولم تنسحب إلا بعد أن أرغمتها المقاومة) وأن القوى الأجنبية لا تستطيع أن تؤمن حماية لبنان (قوة الردع العربية والحلف الأطلسي وقوات اليونيفل) ولا يدافع عن لبنان إلا اللبنانيون؟




4. بعد كل ذلك ما الحل؟



إن الحل الذي نراه نحن في الواقع اللبناني، هو الذي يستند إلى مبادئ طمأنة الخائف، وتعطيل الهواجس المحقة، والمحافظة على أحادية سلطة الدولة على أرضها مع تحديد عدوها والخطر الذي يشكله، وفي التطبيق العملي نرى أن تلتزم الدولة اللبنانية ما يلي:
  • التأكيد على أن إسرائيل هي العدو المهدد للبنان في وجوده وحقوقه، واعتبار الإرهاب أنه المصدر المهدد للبنان في أمنه واستقراره، واتخاذ قرار المواجهة بالقدرات الذاتية مع ربط الموقف بقواعد القانون الدولي للاستفادة منها في حدود ما تتيحه لمصلحة لبنان.
  • اعتماد قانون يعتبر الجيش أساس العمل الدفاعي، وقوى الأمن أداة الدولة الأمنية، ويدعو الشعب لمؤازرة الجيش في إطار مقاومة متعددة التنظيمات ومتوحدة على هدف الدفاع عن لبنان في وجه إسرائيل.
  • ربط المقاومة بالدولة سياسياً، عبر مكتب اتصال وضبط وتنسيق يكون جزءاً من المجلس الأعلى للدفاع الوطني، ويتلقى هذا المكتب العلم بقيام التنظيمات المقاومة، ويطلعها رسمياً على مواقف الدولة المركزية في هذا النطاق.
  • تكريس حرية العمل المقاوم ميدانياً ضمن السقف السياسي، مع التزام المقاومة بالامتناع عن ممارسة إي نوع من أنواع السلطة مهما كان قدرها وطبيعتها، والامتناع عن اللجوء إلى استعمال سلاحها لتحقيق مكاسب داخلية ذاتية من إي طبيعة كانت.
  • السعي الحثيث لتعزيز قدرات الجيش اللبناني ليكون القوة المسلحة الأقوى في لبنان وتسليحه خاصة في مجال منظومات الدفاع الجوي والدفاع البحري، وتأمين صمود المواطنين في قراهم.
هذا ما نقترحه كحل، ولكن هل يعتمد؟


نرجو ذلك ونستصعبه في الآن ذاته لان اللبنانيين اليوم مشتتون في نظرتهم للعدو ومدى خطره، كذا في وفي ولائهم وحيادهم أو ارتباطهم بهذا المحور الدولي أو ذاك، مع وهن في الشعور الوطني تغيب معه الوحدة الوطنية الحقيقية، لذلك نرى البعض منهم يبدي سخرية واستهزاء من طرح أي إستراتيجية فعلية أو أي عملية مقاومة في وجه إسرائيل، لأنه مطمئن إلى وضعه خارج الخطر والتهديد.

وعليه فان البحث الحالي في الإستراتيجية الدفاعية في لبنان هو بحث عقيم، خاصة وأن الأمر يظهر كصورة لصراع مشروعين دوليين على أرض لبنان، ينتصر أحدهما إن بقيت المقاومة واعتمدت إستراتيجية دفاعية في وجه إسرائيل، وينتصر الآخر بزوالها. ولأن المقاومة تملك من القدرة ما يمنع إزالتها، والآخر يتمسك بالموقف الذي يحول دون القبول بها، فإننا لا نتصور اتفاقاً على صيغة خطية لمثل هذه الإستراتيجية أو تلك، وستعتمد عوضاً عن ذلك الإستراتيجية الواقعية التي يفرضها الفريق الأقوى في الميدان، إستراتيجية تبقى عرضة للتقلب والتجاذب، تقلب قوة الأطراف وعلاقاتها الخارجية. وبذلك نرجح أن تستمر المقاومة كما هي، ويستمر الجيش على حاله معها، وسيكون الطرفان محكومين بالتكامل والتنسيق الذي اعتمداه تنفيذاً للإستراتيجية الدفاعية الواقعية نفسها والتي اعتمدت ولازالت معتمدة إلى يومنا هذا منذ العام منذ العام 1991.
_______________

أستاذ جامعي لبناني وعميد ركن متقاعد


المصدر: مركز الجزيرة للدراسات

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس