عرض مشاركة واحدة

قديم 18-07-09, 07:37 PM

  رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الأسلحة السرية للمخابرات الأمريكية

بتاريخ 4 يناير 2006م، وفي يوم من أيام الشتاء في واشنطن، استدعى الرئيس الأمريكي (جورج بوش) الملحقين الصحفيين في البيت الأبيض، وكّلفهم آنذاك أن ينقلوا إلى العالم كله رسالة تقول: "إن الولايات المتحدة لم تسمح ولن تسمح أبداً بأعمال التعذيب المزعومة التي قامت بها القوات المسلحة والأجهزة السرية للبلاد، وبخاصة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، للحصول على معلومات مفيدة ضد الإرهاب، والتي قد بدأت قبل خمس سنوات بعد التفجيرات التي استهدفت برجي التجارة العالمية في نيويورك، ووزارة الدفاع في واشنطن".

إن وكالة الاستخبارات المركزية قد طوّرت - منذ بداية فترة الحرب الباردة، التي سادت في العلاقات بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي منذ مطلع سنوات الخمسينيات في القرن الماضي - عدداً من (برامج البحث)، على أساس استخدام التعذيب الجسدي والعقلي، وصولاًًً إلى الأسلحة الكيماوية.

وكانت الوكالة قد موّلت في الخمسينيات مستوصفات أمريكية، قامت باستخدام كميات كبيرة من المخدرات لأشخاص أبرياء، يعانون من حالة إحباط نفسي، أو لمرضى عقليين، أو عرّضتهم لصدمات كهربائية، ومعاملات لا إنسانية أخرى، وكان الهدف من ذلك هو الحصول على معلومات حول (آلية تصرّف) أعداء الولايات المتحدة من الشيوعين آنذاك.

ويؤكد بعض المحللين على أنه جرى تجريب مواد قاتلة، مثل(الانثراكس)، على مستوى واسع على العدو، وأثناء الحرب الكورية في مطلع خمسينيات القرن الماضي، وعلى المساجين وأصحاب الآراء المناهضة، وكان وجود مثل هذه الأسلحة بالتحديد وراء تبرير الحرب ضد العراق في ربيع 2003م.
إن أشكال التعذيب والإذلال التي شهدها سجن (أبو غريب) وغيره في العراق، أو في عدد من بلدان أوروبا الشرقية نفسها، أو في معتقل (جوانتانامو)، ليست انحرافاً مرتبطاً بظروف استثنائية ولدتها الحرب ضد الإرهاب، وإنما هي بالأحرى سلوكيات لها جذورها، بل لها تعليماتها المحددة في كتاب دليل أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وقد لجأت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية إلى آلية متمثلة في (التحويل الاستثنائي) لمعتقليها إلى مراكز استجواب موجودة خارج إطار حماية العدالة الأمريكية. وقد جاء في تقرير يحمل عنوان: "التقنيات المحسنة للاستجواب"، أنه من المسموح اللجوء إلى الضرب على البطن في مستوى المعدة، وكذلك ترك الخاضع للاستجواب واقفًا لفترة طويلة، ولمدة قد تصل إلى (40) ساعة، وقدماه متسمرتان على الأرض.

ويؤكد بعض المراقبين على أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لجأت خلال عام 2006م إلى إبرام عقود مع العديد من الأطباء في بلدان مختلفة لحضور جلسات الاستجواب، التي حدد أشكالها دليلان صادران عن الوكالة، ويتم التذكير فيهما على أنه عندما يتم تحضير صالة الاستجواب ينبغي أولاً القيام بدراسة جيدة للإنشاءات الكهربائية كي تكون المحولات أو أجهزة تغيير قوة التيار الأخرى جاهزة في لحظة الشروع بالصدمات الكهربائية.
ويتم التحذير من إمكانية أن يؤدي الألم الجسدي الحاد إلى القيام باعترافات كاذبة، ولذلك، ينبغي حساب حدة الألم المثار بدقة، وبالتالي، فإنه من الأفضل حضور طبيب، ويمكن للمخدرات أن تكون فعالة من أجل التغلب على المقاومة التي لم تنجح التقنيات الأخرى في قهرها. ويجب أن تؤخذ بالحسبان شخصية الخاضع للاستجواب، وكمية الجرعة، ومدتها، والأشخاص الذين يسحقهم الإحساس بالعار، والإحساس بالذنب، قد يستجيبون بسهولة لإراحة ضمائرهم بواسطة المخدرات.

إن سجن (جوانتانامو) يعج بالسجناء الأفغان أو الباكستانيين، الذين جرى اعتقالهم من دون أسباب جدية، وهم في أغلب الأحيان رجال وشى بهم أشخاص يولون اهتماماً أكبر بالمكافأة المالية. ويؤكد المحامون المختصون بحقوق الإنسان أن 8% فقط من المعتقلين جرى تصنيفهم كأعضاء في تنظيم القاعدة، وأن أقل من نصفهم قاموا بأعمال معادية ضد الولايات المتحدة الأمريكية. لكن البيت الأبيض رفض القيام بأي تعليق حول ما يجري في معتقل جوانتانامو، أو في "المواقع السوداء" الأخرى، التي لا تتماشى مع إتفاقية الأمم المتحدة الموقعة عام 1984م، والتي تمنع اللجوء إلى التعذيب، والموقعة من قبل الولايات المتحدة، والتي تعرّف التعذيب بأنه: "القيام بأي عمل بدني أو معنوي يستهدف قصداً شخصاً ما من أجل الحصول منه أو من شخص آخر على معلومات أو اعترافات، ومعاقبته أو معاقبة شخص آخر لأعمال يظن باقترافها، أو ابتزازه والضغط عليه". كذلك، تمنع الاتفاقية إرسال المشبوهين إلى بلدان هناك أسبابٌ وجيهةٌ تدعو للاعتقاد بأنه سيتم تعذيبهم فيها.

وفي تقرير - أعدّه في نهاية يناير 2006م، المحامي المكلف من قبل المجلس الأوروبي للتحقيق في مسألة تحويل السجناء إلى المواقع السوداء - ذكر أن مائة شخص، على الأقل، طالتهم تلك العملية منذ عام 2004م، وقد جرى منع هذا المحامي من زيارة مواقع الاستجواب، ولذلك اكتفى في تقريره بالمعلومات التي أدلى بها شهود مستقلون.

تحويل الأسرى إلى حقول تجارب مرعبة

تكشف الوثائق التي نشرت في كتاب: "الأسلحة السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية" أن أطراف الحرب الباردة قد قطعوا الشوط كاملاً في تجهيز ترسانات هائلة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، على الرغم من إدراكهم للتأثير الوحشي لهذه الأسلحة، التي استخدمتها اليابان ضد المدنيين في الصين، واستخدمتها الولايات المتحدة في محاولة تقصير أمد الحرب الكورية، لكن المسلسل لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما تكشف الوثائق كيف يتم تحول أسرى الحرب إلى حقل تجارب واختبارات مخيفة، بلا حدود.

ففي 17 سبتمبر 1996م، تقدم رجل متوسط العمر للمثول أمام لجنة من ممثلي الأمن القومي الأمريكي كي يدلي أمامهم بأغرب شهادة عن التجارب القاتلة التي أجريت على أسرى الحرب الأمريكيين أثناء الحرب الكورية، اسم ذلك الرجل هو (جان سينجا)، وكان الأمين العام السابق للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، والذي كان أيضاً مديراً للموظفين في وزارة الدفاع ببلاده، وكان قد ترك السلطات الأمريكية تنتظره ثلاث عشرة سنة كي تستمع إليه، أي إلى أن قرر الهرب إلى الغرب بعد أن أحس بأن اعتقاله قد اقترب بتهمة ارتكابه جرائم سياسية ضد الدولة. وبعد يومين فقط من هروبه، وصل إلى الولايات المتحدة ليحصل فوراً على الجنسية الأمريكية، وعلى وظيفة في أجهزة الاستخبارات.

لقد تحدث (جان سينجا) لمدة نصف ساعة أمام اللجنة الأمنية، وكان ما قاله يشكل أحد أكثر الوثائق إثارة للذهول حول الحرب الباردة. وكان مما قاله: "كنت تحت إمرة الروس عندما سمعت للمرة الأولى عن أسرى الحرب الأمريكيين والكوريين الجنوبيين الذين كان الأطباء السوفييت يستخدمونهم، ولن أزعم أنني أعرف مصير جميع سجناء الحرب المفقودين، لكنني أعرف ما حصل لعدد كبير منهم. اختصاراً أقول: إن المئات منهم جرى استخدامهم لإجراء تجارب عليهم في كوريا وفيتنام، وفي بداية الحرب الكورية تلقينا من موسكو تعليمات ببناء مستشفى عسكري في كوريا الشمالية، كان هدفه الرسمي هو معالجة جرحى الحرب، لكن ذلك لم يكن في الواقع سوى غطاء أو واجهة، حيث إن الهدف السري للغاية من بناء ذلك المستشفى كان إجراء تجارب على أسرى الحرب الأمريكيين والكوريين الجنوبيين، وكان الأطباء العسكريون يتدربون عليهم في ميدان معالجة الجروح الخطيرة، أو بتر الأعضاء، كما كان يتم استخدامهم من أجل تجريب آثار العناصر الكيميائية أو البيولوجية، أو تقدير آثار الإشعاعات الذرية".

وكان السوفييت يستخدمون الأسرى الأمريكيين أيضاً من أجل معرفة مدى قدرتهم على التحمل جسدياً ونفسياً، وكذلك لتجريب عدة أنواع من المخدرات التي تساعد على السيطرة الذهنية على الآخر، وكان على تشيكوسلوفاكيا أن تبنى أيضاً محرقة في كوريا الشمالية من أجل التخلص من الجثث بعد إجراء التجارب على أصحابها في حياتهم.

ولم يُستخدم الأمريكيون الكوريون الجنوبيون وحدهم كحقل تجارب بشرية، بل جرى أيضاً استخدام الآلاف من الأسرى السوفييت والتشيكوسلوفاكيين للغرض نفسه.

وكان الأمريكيون والكوريون الجنوبيون مهمين للمشروع السوفيتي، ذلك أنه كان من المهم فهم تأثير مختلف أنواع المخدرات والعناصر الكيميائية والبيولوجية والإشعاعات الذرية على عروق أخرى، وعلى بشر جرت تربيتهم بصورة مختلفة، وكان السوفييت يريدون أيضاً معرفة ما إذا كان هناك فرق - حسب البلد الأصلي - في قدرة الجنود على تحمّل وطأة حرب نووية ومتابعة القتال.

وكان السوفييت يفكرون جدياً بضرورة التحضير للحرب النووية، ولتطوير المخدرات والمنتجات الكيميائية، وكان ذلك يتطلب القيام بتجارب على بشر من جنسيات معادية مختلفة، وبما أن الولايات المتحدة كانت العدو الرئيس في ذلك الوقت، فإن أسرى الحرب الأمريكيين كانوا أكثر المطلوبين لإجراء التجارب عليهم.
وعند نهاية الحرب الكورية، كان هناك مئة فقط من سجناء الحرب لا يزالون بمثابة عناصر قابلة للاستخدام من جل إجراء اختبارات، ويعتقد أن الآخرين ماتوا أثناء التجارب، إذ لم توجد تقارير تدل على أنه لا يزال هناك أسرى مرضى على قيد الحياة بالمستشفى، وهذا باستثناء المئة الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة عند نهاية الحرب، وهؤلاء الباقون جرى تحويلهم على أربع دفعات إلى تشيكوسلوفاكيا أولاً لإجراء فحوصات طبية لهم، ثم تم إرسالهم إلى الاتحاد السوفيتي.

وأكد "جان سينجا" - الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي - وقوع الأمر نفسه في (فيتنام) و (لاوس) أثناء الحرب الفيتنامية، والفرق الوحيد هو أن تلك العمليات كانت أفضل تنظيماً، وبالتالي، أجريت التجارب على عدد أكبر من الأسرى الأمريكيين في (فيتنام) أو (لاوس) أو (الاتحاد السوفيتي) السابق، وكان يتم تنظيم عملية استلام أسرى الحرب عند استقدامهم، وتأمين أماكن لهم قبل تحويلهم إلى الاتحاد السوفيتي، حيث جرى نقلهم فيما بعد في حافلات طُليت نوافذها الزجاجية باللون الأسود، واقتيدوا إلى براغ، حيث حلوا في ثكنات عسكرية، أو مراكز أمنية أخرى، بانتظار ترحيلهم إلى الاتحاد السوفيتي السابق، وما بين عام 1961م وعام 1968م جرى نقل ما لا يقل عن (200) أسير حرب أمريكي عبر براغ إلى موسكو، وتلك العملية جرت في إطار السرية التامة، وكانت المعلومات الخاصة بها مصنفة على أنها أسرار دولة، أي أكثر من "سري للغاية"، ويعتقد أنه لم يكن في تشيكوسلوفاكيا كلها أكثر من (15) شخصاً يعرفون بنقل أسرى حرب أمريكيين إلى الاتحاد السوفيتي.


 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس