عرض مشاركة واحدة

قديم 13-08-10, 10:50 AM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أحداث وتوترات أعصاب

أ - صعد قائد قوات (دلتا) "بيكويث" للحوامة الأخيرة وصولا وسأل قائدها الرائد (سيفرت) مسئول الحوامات الأقدم: (تأخرنا علينا إركاب الرجال بسرعة لنقلع إلى منطقة الترجل، وبعدها علينا المسير على الأقدام 8 كم لنصل المخبأ قبل الفجر.
* كان الرائد "سيفرت" مشغولا في الاتصال مع الطيارين ولم يصغي لكلامه.
انتظر "بيكويث" قليلا حتى أنهى الرائد مكالمته ثم صرخ في أذنه ليتأكد أنه يسمعه هذه المرة وقال: (انتبه لكلامي! تأخرنا! نريد أن نصل قبل الفجر! متى أستطيع إصدار أمر الركوب في الحوامات؟
* تجاهله الطيار مرة أخرى وبقي العقيد (بيكويث) صامتا لدقائق ثم أزاح العقيد خوذته بعنف وصرخ طالبا منه الإجابة.
* نزع الرائد سيفرت خوذته وأسند ظهره إلى كرسي الحوامة وصاح بأعلى صوته: (لا أضمن وصولكم المخبأ قبل الضوء الأول)!
* أجابه العقيد: أعرف ذلك تماما. (كأنه ضرب على وتر حساس يرغبه).
* أجابه الرائد سيفرت: بإمكانك اصدار أمر الركوب الآن.
ب - جمع العقيد (بيكويث) ضباطه وأمرهم بالركوب،
* تحرك كلٌّ لمجموعته وبدأ ركوب الرجال بأسلحتهم وتجهيزاتهم في الحوامات
* كانوا صفين خلف كل حوامة وهدير المحركات وعددها (28) تغطي المنطقة.

ج - نزل طيار واقترب من العقيد (بيكويث) ليبلغه رسالة من الرائد سيفرت فحواها (إحدى الحوامات لديها مشكلة في نظام (الهيدروليك) وصبحت الحوامات الصالحة للعملية خمسة فقط.
* غضب قائد قوات (دلتا) وبدأ يشك بأن الطيارين لا يرغبوا مواصلة العملية.
* ذهب "بيكويث" إلى العقيد المسئول عن القوات الجوية "كايل" وكان منهمكا في إنجاز عملية إعادة التزود في الوقود، فركضا معا لحوامة الرائد سيفرت للتباحث.

د - شعر العقيد (بيكويث) أن الرائد (سيفرت) يتجاهله ولا يرغب التحدث معه!
* تباحث "كايل" مع "سيفرت" ثم التفت "كايل" إلى "بيكويث" وقال له ليس لدينا إلا خمس حوامات الآن، وعليك تخفيف الوزن وإنقاص 18 - 20 رجل.
* صرخ "بيكويث" متهما الطيارين بإفساد العملية، وانقاص الرجال غير ممكن لأن كل منهم مكلف بأكثر من واجب.
* اتصل العقيد "كايل" مع اللواء "فوجت" في قاعدة قِنا بمصر وأبلغه الموقف. فطلب منه إبلاغ العقيد "بيكويث" بمواصلة العملية في (5) حوامات.

هـ - ازداد العقيد "بيكويث" غضبا. وقال لاحقا إنه لم يعد يحترم اللواء "فوجت" عندما طلب منه ذلك، (ولسان حال بيكويث يتمنى أن يصدر "فوجت" قرار إلغاء العملية. برر "بيكويث" تشاؤمه بأن الحوامات الخمسة ستوقف محركاتها في المخبأ وهي تحمل اسطوانات هواء مضغوط لتشغيل المحركات ويتناقص ضغط الهواء عند بدء التشغيل وقد تتعطل حوامتان أخريان فيبقى ثلاث حوامات لا تكفي للعملية.

و - جمَع قائد قوات دلتا جميع الطيارين وسألهم رأيهم وتوصياتهم! فكانوا جميعا ميالين لعدم مواصلة العملية!
* قررالعقيد "بيكويث" إلغاء العملية!
* أمر أفراد قوة دلتا بالركوب في الطائرات (سي130)
* تعود الحوامات الصالحة إلى حاملة الطائرات.
* قال طيار الحوامة الأولى بأنه أول من تزود بالوقود واستهلكت حوامته جزءا منه، ويحتاج لإعادة تزود ليضمن العودة لحاملة الطائرات، فسمح له بذلك.
* طُلِب من الطيارين عدم الإقلاع إلا بأمر العقيد الجوي فانصرف كل لطائرته.
* بدأ الرجال النزول من الحوامات وركوب طائرات (سي130).
* بدأت الحوامة الأولى تتزود بالوقود.
* انهمك الطيارون في فحص المحركات بسرعتها القصوى مثيرين الغبار.

ز - الساعة الآن الثانية وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل من صباح الجمعة 25نيسان * يستمر ركوب الطائرات للخروج من إيران.
* اقتربت حوامة للتزود بالوقود فارتطمت مروحتها بجناح طائرة الركاب سي 130 فحدث انفجار وكرة نارية وارتفع اللهب واقترب قائد قوات (دلتا) من الطائرتين وشاهد أشباح قواته تتراكض خارج اللهب، والنار تأكل الحوامة وطائرة سي 130. وبقربهما حوامة أخرى بدأت تنصهر وقد تنفجر ذخيرة رشاشها في أية لحظة.
* ارتفعت ألسنة اللهب 400 متر في السماء وانطلقت صواريخ "لو" من داخل الطائرة كأنها ألعاب نارية.

ح - ما زالت بقايا الصهريج الإيراني تشتعل وركاب الحافلة الإيرانية المحتجزين يرقبون الأحداث المتتالية ولا يستوعبون ما يجري حولهم.

ط - حضر مسئول الاقتحام وبلّغ أن كامل مجموعته قفزت من الطائرة سي 130 ونجت من النار باستثناء رجل واحد حاول إنقاذ أحد الطيارين فاحترقا داخلها.

ي - اتصل العقيد "كايل" باللواء "فوجت" وأبلغه كامل صورة الموقف وأنهم سيقلعوا مغادرين إيران في دقائق.

ك - ركب جميع الرجال في الطائرات الثلاثة بسرعة.

ل – إحدى الحوامات ستنفجر في أية لحظة، وتقرر ترك الثلاث خوامت الأخرى وتدميرها لاحقا بإغارة جوية. وطلب من اللواء "فوجت" إرسال قاذفات من حاملة الطائرات (نيميتز) لتدمر الحوامات الثلاثة الصالحة على الأرض .

م - ركبب قائد قوات (دلتا) في آخر طائرة ومعه طيارو الحوامات ورجال الحماية، وأغلقت الأبواب وأقلعت الطائرات الثلاثة في تمام الساعة الثالثة من فجر يوم الجمعة 25/4/1980.

ن - غادرت الطائرات الثلاثة سي 130 المياه الاقليمية الإيرانية وحلقت فوق خليج عُمان وهبطت في مطار جزيرة مصيرة. وبدأت عملية التفقد وتبين أن ثمانية رجال قتلوا حرقا في الحادث، أما طيار الحوامة التي ارتطمت فكان محظوظا فقد نجا وحروقه شديدة، فحمل على النقالة هو وبقية المصابين وتم إخلاؤهم فورا إلى مصر ومنها تم إخلاءهم في طائرة قدمت من ألمانيا الغربية وعليها فريق معالجة حروق.
س - شـعرت القوات المشاركة في العملية بالإحباط الشديد بسبب الفشل. ووقف طيارو الحوامات في جانب منزوي. وطار الجميع إلى قاعدة وادي قِنا في مصر واستقبلهم اللواء "فوجت". فعلموا منه بعدم إرسال قاذفات لتدمير الحوامات، خوفا من إصابة أي جريح بقي في الظلام قرب الطائرات، ومنعا لإصابة أي مدني إيراني إذا تواجد قرب الطائرات.

س - ركبت القوات من مصر في طائرة سي 141 إلى أميركا وأثناء الرحلة كان الرجال غاضبون للغاية من قائدهم بسبب توجيه اللوم لهم في مصر فطلب أحد ضباط الصف على انفراد في مؤخرة الطائرة واعتذر له عن كلامه ضد الذين لم يحضروا أسلحتهم، وطلب منه أن يتجول فورا ويبلغ اعتذاره سرا إلى كل فرد على انفراد لكي يهدأوا قبل وصولهم إلى أميركا ولا يثيروا للعقيد متاعب بعد الوصول.
ص - أثناء رحلة العودة في الجو تدارس العقيد (بيكويث) واللواء (فوجت) أسباب فشل عملية تخليص الرهائن، ووجدا ضالتهم في سبب لا يمسهم، واعتبروه السبب الأوحد لفشل العملية، وهو عدم مرافقة أطقم صيانة للحوامات على ظهر حاملة الطائرات مما سبب الأعطال في الحوامات، وأن الصيانة التي كان يعملها فريق صيانة من حاملة الطائرات (نيميتز) غير كافية لأنهم لا يعرفوا سبب وجود الحوامات ولا مهمتها وبالتالي يعتقدوا أن حجم ونوعية الصيانة التي أنجزت تعتبر غير كافية مما سبب في حدوث أعطال في ثلاث حوامات.

ع - وصلت قوات دلتا إلى قاعدتهم في أمريكا صباح الأحد وخلدوا إلى الراحة والنوم فورا، وبعد ظهر يوم الأحد 27/4 وصل الرئيس كارتر ومعه مستشاره للأمن القومي "بريزنسكي" واجتمع مع جميع المشاركين في العملية ولم يتخلف سوى المصابين. وصافح مستقبليه من كبار الضباط قرب الحوامة، وشـد على يد العقيد (بيكويث) وقال له: (أعتذر لك بسبب فشل هذه المهمة!)
ودخل قاعة اجتمع فيها جميع الذين شاركوا في العملية وكانوا بلباس مدني، وصعد اللواء (فوجت) وتحدث باختصار عن العملية ثم قدم الرئيس "كارتر"، فتحدث بهدوء مقدرا الجهود المبذولة بغض النظر عن النتائج، وطلب منهم مواصلة التفكير في طريقة لإنقاذ الرهائن من طهران، وقال بأنه سيصافح ويكلم كل رجل من المشاركين وسار خلفه في المصافحة "بريزنسكي، وانتهت الجلسة بخروج الرئيس إلى طائرته. وأسـدل السـتار على عملية (مخالب النسـر) التي فشلت قبل وصولها منتصف الطريق لأن النظرية تختلف تماما عن التطبيق.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس