عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 11:55 AM

  رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

وفي عرض خاص قدمته الاستخبارات يحمل الرمز 104/73 من يوم 2.10.1973 (وثيقة البينات رقم 111 صفحة 6)، تقدر شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي بأن «تطبيق (هذه الخطة) حاليا أو للمدى القريب، ليس واقعيا. وهكذا تلخص رأيها:

«الجيش السوري جاهز الآن في محيط الجبهة السورية في تشكيلات طوارئ كاملة. وعلى الرغم من أن المذهب السوفياتي في القتال يمكن من الانتقال من هذه الحالة [الدفاعية] الى الهجوم، فإن السوريين يدركون أن الشروط للقيام بالهجوم غير متوفرة:

انهم بعيدون عن التقدير بأن في مقدورهم القيام وحدهم بهجوم ناجح في هضبة الجولان، وذلك بسبب ضعفهم العام وضعفهم بشكل خاص في سلاح الجو.

لا توجد اشارات تدل على أن مصر مستعدة للقتال في هذه المرحلة، وهو الأمر الذي تعتبره سورية شرطا أساسيا لنجاحها العسكري.

ج. لا توجد هناك أوضاع سياسية داخلية أو خارجية تحفز على الخروج الى الهجوم (سوى الرد على سقوط 13 طائرة لهم في سبتمبر)».

وقد شهد الجنرال زعيرا حول هذه الأمور فقال (في صفحة 956 - 957):

«سؤال: هل توجد فوارق بين الخطط [السورية لتحرير الجولان] التي تم توزيعها في أبريل وبين [الخطط التي تم توزيعها في أكتوبر]، أم انها الوثيقة نفسها [في الحالتين]؟

جواب: متشابهان كثيرا. الفوارق كانت بسيطة.. أنا أركز على انه منذ أبريل كانت لدينا خطة شاملة في هضبة الجولان، وهي شبيهة بشكل دقيق بما تم تنفيذه في 6 أكتوبر».

عمليا، فقد قامت شعبة الاستخبارات العسكرية بتوزيع هذه الخطة المهمة كـ«فاتورة»، كما لو انها تريد القول بأن الخطة جاهزة «ولكن تنفيذها حاليا أو في المدى القريب هو في تقديرنا غير واقعي» (نشرة 104/73، البند 1).

ان هذا التقدير كان يحوي ما يكفي لزرع الشعور بالحاجة الى السرعة في اتخاذ الاجراءات لدى القوى المتخصصة في التخطيط، حتى تستطيع استباق هجوم العدو، الذي تحدثت الخطة [السورية] عن جاهزية تنفيذها.

لو كانت شعبة الاستخبارات العسكرية نظرت بشكل سليم نحو الحشودات التي لم يسبق لها مثيل لدى قوات العدو، وعلى خلفية خطط العدو التي في حوزتنا، قامت بإيقاظ الوعي لدى القيادة العليا، لكان بالامكان الاستعداد بشكل صحيح للتطورات اللاحقة. ولكن وضعنا من الناحية الموضوعية أفضل من وضع الأميركيين عشية هجوم بيرل هاربر: فقد خشوا من هجوم ياباني متوقع، لكن أحدا لم يتوقع أن تبدأ بهجوم على الأسطول الأميركي بالذات (أنظر أيضا البند 52 آنفا). لكن هذا الامتياز الذي في أيدينا، لم يستغل خلال استعدادات قواتنا أو خلال انتشارها.

توجه عناصر أجنبية بخصوص الخطة السورية.

59. عناصر مخابراتية أجنبية، بدا أنها كانت قلقة جدا من الخطة السورية، التي يبدو انها وصلت اليها في الفترة نفسها، توقعت أن تكون لدينا معلومات عنها وتقديرات بشأنها، فاتصلوا بنا وأعطونا معلومات في يوم 29 سبتمبر وطلبوا بشكل مهرول سماع رد فعلنا (وثيقة البينات رقم 105). رد شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (من يوم الأول من أكتوبر – المصدر نفسه – في وثيقة البينات 105)، جاء مطمئنا لنفس الروح التي تميز بها ذلك العرض الاستخباري المذكور أعلاه ويحمل الرقم 164/73. وقالت فيها ان التشكيلات السورية دفاعية بشكل كامل يتيح حسب المذهب السوفياتي الانتقال الى هجوم، وبأن السوريين بذلوا خلال السنة الماضية جهودا كبيرة لاستيعاب الأسلحة الجديدة التي حصلوا عليها من الاتحاد السوفياتي، وبينها مئات الدبابات من طراز «تي – 62»، طائرات ميج 21، سرب طائرات سوخوي - 20، وصواريخ فروغ. وعلى الرغم من ذلك، جاء في بقية التقديرات:

«حسب رأينا سيتحرك السوريون لكي يحتلوا هضبة الجولان، كاملة أو بشكل جزئي، إذا رأوا أنفسهم قادرين على النجاح في مسار كهذا. اليوم، هم لا يؤمنون بأنهم يستطيعون النجاح، خصوصا من دون المساعدة المصرية. لهذا، فإننا لا نقدر بأنهم ينوون شن هجوم في هضبة الجولان، بالرغم عن انه توجد امكانية لأن يقوموا بعملية ما محلية ومحدودة. ونحن نقدر ان احتمالات ذلك [الهجوم المحدود] ضعيفة». المصريون يجرون حاليا تدريبات على نطاق واسع، تشمل القوات البرية والجوية والبحرية. وهذه من الممكن أن تكون بالطبع، غطاء لاستعدادات هجومية. ولكن تقديراتنا بأن هذه تدريبات فقط» (التوكيد من عندنا).

الجنرال زعيرا الذي جرى التحقيق معه في هذه المسألة، قال:

«مشكلتنا كانت فقط في مجال التوقيت. وقد قلنا في حينه ـ وأنا أعتقد بأن هذا صحيح أيضا في الحساب التراجعي [اليوم] – لا يمكن لسورية أن تخوض الحرب من دون مصر» (صفحة 5711).

وفي صفحة 5712: «القضية معقدة جدا. أناس موثوقون يقولون ان الحرب ستنشب ولكنها لا تنشب. أناس موثوقون جدا يقولون. فماذا علينا أن نفعل في هذه الحالة؟ يقولون لجيش الدفاع الاسرائيلي ويقولون لحكومة اسرائيل: من ناحية القدرات يستطيع السوريون والمصريون أن يهاجموا. ومن ناحية النوايا، يقولون إن السوريين والمصريين يستطيعون الهجوم. ولكن ليس لدي اثباتات».

بكلمات أخرى، يركنون مرة ثانية الى الحقيقة بأن التحذيرات السابقة لم تتحقق وإلى نظرية «الفرضية» القائلة بأن المصريين لا يرون في أنفسهم القدرة على الهجوم (أقرأ تفاصيل أكثر في البنود من 45 فصاعدا). ومع هذا، فإننا نرى أنه حسب جواب الاستخبارات [الاسرائيلية] للعناصر [الاستخبارية] الأجنبية، منذ 2 أكتوبر لم تتجاهل شعبة الاستخبارات العسكرية احتمال أن تكون التدريبات المصرية مجرد غطاء لنوايا هجومية.

(6) الخطة المصرية لعبور القناة 60. حول الخطة المصرية لعبور القناة (وثيقة البينات رقم 1)، اقرأ لاحقا البند 251. الجنرال زعيرا قال في شهادته (صفحة 47 من البروتوكول) ان الجيش المصري نفذها في حرب الغفران بنسبة 97 % من الدقة [في مجالات] تنظيم القوات والوحدات والأعداد وغيرها. الفوارق الوحيدة كانت في زيادة لواء دبابات ووحدة واحدة لم تعبر القناة من الجهة التي كان قد أشير اليها في الخطة.

(7) نقد لشعبة الاستخبارات العسكرية بشأن الخطتين 61. حقيقة خطيرة هي انه في عشية الحرب كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي هاتين الخطتين الأساسيتين [للحرب]، السورية وأيضا المصرية، اللتين تضمنتا معلومات دقيقة عن نوايا العدو والشكل الذي سيتطور فيه هجوم العدو. لكن هاتين الخطتين لم تكونا على مرأى من قيادة الجيش أو من وتفكيرها، لأنهما لم تجدا التعبير عنهما في استعدادات الجيش الاسرائيلي وانتشار قواته عشية الحرب. لم نجد ان قوات نشرت بشكل خاص أمام مناطق العبور والهجوم، كما حددتها خطة العدو، بهدف استباقه والاستعداد لمواجهته في تلك المناطق بالذات. وتجدر الاشارة هنا الى ان هدف القيادة العليا للجيش الاسرائيلي كان عدم اعطاء فرصة للعدو أن يتقدم و«يبلع» قواتنا، بل مجابهته وجها لوجه حالما يحاول اختراق خطوط الجبهة. لهذا، كانت هناك أهمية خاصة لنشر قواتنا بشكل صحيح، في مراحل البدء بإطلاق النار.

قائد اللواء الجنوبي لم ير أبدا خطة العبور المصرية (أنظر لاحقا البندين 252 و253). وأما في اللواء الشمالي فنعطي مثلا من شهادة العقيد أوري سمحوني، الذي شغل خلال الحرب وقبلها منصب ضابط القيادة العامة في اللواء الشمالي. وقد تمت جباية شهادته بوساطة العقيد في الاحتياط، يهوشع نابو، في يوم 25.2.1974 (ملف الشهادات للعقيد نابو). وهو يشهد (المصدر نفسه، صفحة 6) حول الخطة السورية التي وزعت بنشرة شعبة الاستخبارات العسكرية من يوم 2 أكتوبر 1974 [على الغالب وقعت اللجنة في خطأ مطبعي، والمفروض ان يكون الصحيح هو سنة 1973]:

«أنا لا أعتقد بأنني رأيت هذه .. [الخطة]. أنا لست ممن يرسلون اليهم النشرات السرية جدا في شعبة الاستخبارات العسكرية... أنا الآن أراها للمرة الأولى».

وبالنسبة الى الخطة السورية من أبريل 1973، التي وزعت في نشرة شعبة الاستخبارات العسكرية في يوم 27.4.1973 قال (المصدر نفسه، صفحة 6):

«أنا لا أعتقد بأنني رأيت هذه الوثيقة من قبل».

إن الحصول على الخطط العملية للعدو، يعتبر أحد الأهداف المنشودة لكل أجهزة المخابرات. والسؤال اللاذع الذي يسأل هو: شعبة الاستخبارات العسكرية وغيرها من المؤسسات المتخصصة في جمع المعلومات، تبذل جهودا خارقة لكي تجمع هذه المعلومات. فما الفائدة إذا كانت في النهاية ستوضع في الملفات ولا تصل إلى أولئك الذين يجب أن يعرفوها [الخطط] أو لا تدخل إلى وعيهم وادراكهم ولا توجههم في قراراتهم وخططهم العملية؟ من المهم لنا أن نشير الى هذا الفشل البارز من ناحيته الأخلاقية، لكي يتم عمل كل شيء في سبيل تنظيف قنوات الاتصال الموصودة، التي تحتاج الى نقلها من شعبة الاستخبارات العسكرية الى جهاز التخطيط والتنفيذ.

(6) أخبار اضافية من مصادر جيدة 62. مصدر جيدـــــــــ [شطب من الرقابة] أبلغ بإخبارية أولى من يوم 30 سبتمبر بأن المصريين ينوون البدء بإطلاق النار قريبا، بما في ذلك عبور القناة بالقوة وشن حرب شاملة (وثيقة البينات رقم 17). وفي أعقاب هذه الإخبارية علم ــــــــــــــ [جملة أخرى شطبت من الرقابة] في يوم 1 أكتوبر أن المصريين قرروا عبور القناة والسيطرة على المعابر وهناك يتوقعون بأن تسفر هذه العمليات عن تدخل سياسي، وأن يتم فتح القناة والبدء بمفاوضات [سلمية].

وعلم أيضا بأن يوم موعد نشوب الحرب لم يعرف، ولكن على الوحدات المدرعة أن تتم تدريباتها العسكرية في نهاية سبتمبر وان كل الوحدات نقلت من محيط القاهرة وحتى منطقة القناة. كذلك أبلغ المصدر بأن ثغرات فتحت في الضفة الغربية من القناة، من أجل انزال الجسور الى الماء، وتم نقل وحدات التواصل الى القناة.

حتى هذه الأخبار لم تحرك شعبة الاستخبارات العسكرية عن تمسكها بنظريته المعروفة بـ«الفرضية». الوقائع التفصيلية المهمة، وبينها تحريك القوات من القاهرة [الى الجبهة] وفتح الثغرات ودفع وحدات الجسر [الكباري، كما تسمى في مصر]، لقيت تأكيدا من عمليات الرصد الميداني وفي الصور الجوية التي التقطت في يوم 4 أكتوبر. صحيح انه كان ينقص الموعد الدقيق [للهجوم]، ولكن الاخبارية قالت إن تدريبات وحدات المدفعية يجب أن تنتهي حتى نهاية سبتمبر.

في يوم 2 أكتوبر وصلت اخبارية أخرى، واضحة جدا، ــــــــــــ [جملة مشطوبة من الرقابة]، تقول إن لدى مصر في هذا الصباح، الأول من أكتوبر، حالة تأهب كامل، وان جميع وحدات المدفعية المشاركة في الاستعدادات [الحربية]، بما في ذلك الوحدة المؤللة في لواء المدرعات 15، موجودة حاليا في حالة استعداد للقتال في مقدمة الجبهة، وكتيبة المشاة في وحدة الانزال تحركت نحو السويس. وجنود الاحتياط الذين تم تسريحهم في يوليو [تموز] 1972، سيستدعون للانضمام إلى وحداتهم باستثناء اثنتين.

 

 


   

رد مع اقتباس