عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:20 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

المشروع الأمريكي القومي للدفاع الصاروخي

(1) بعد تولي الرئيس الأمريكي (جورج بوش) الرئاسة في 20 يناير 2001م، أكّد أنه سيمضي قدماً في تنفيذ مشروع درع الصواريخ الدفاعية، وأكّد في خطابه أمام الكونجرس مساء 27 فبراير 2001م اعتزامه المضي في خططه الرامية إلى إقامة درع الصواريخ الدفاعية الأمريكي الجديد، مشيراً إلى أنه ينبغي على واشنطن حماية مواطنيها وحلفائها وأصدقائها في جميع أنحاء العالم. وقال في خطابه: إن الولايات المتحدة في حاجة إلى وجود استراتيجية واضحة للرد على ما أسماه تهديدات القرن الحادي والعشرين، معرباً عن رغبته في أن يتوافق تحوّل الدفاع الأمريكي إلى هذا النظام الجديد مع التخلِّي عن مخلفات الحرب الباردة وخفض الأسلحة النووية لكي تعكس الاتجاهات الراهنة.

(2) حشد التأييد للمشروع: بدأت إدارة الرئيس (بوش) تتحدث عن برنامج درع الصواريخ المضادة للصواريخ باعتباره حقيقة واقعة وليس مجرد اقتراح قابل للأخذ والرد، وذلك رغم المعارضة الداخلية والخارجية، فالمشروع يلقى معارضة شديدة من جانب كل من: روسيا، والصين، وكثيراً من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا يعارضون أي تعديل على معاهدة 1972م بين موسكو وواشنطن، ويؤكّدون أن مضي واشنطن في خططها لبناء درع الصواريخ المضادة للصواريخ سوف يفجّر سباقاً جديداً في مجال التسلّح.

(3) في إطار برنامج الدفاع الصاروخي، أوضح الخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية في سبتمبر 2004م، أن الولايات المتحدة تدرس إشراك العراق، وأفغانستان، وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في برنامجها القومي للدفاع الصاروخي، وذلك من خلال قواعد عسكرية دائمة في هذه البلاد القريبة جغرافياً من إيران، واتفق الخبراء أنه في حالة قيام إيران بإنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات كما هو متوقع خلال العقد المقبل فلن تستطيع الولايات المتحدة التصدِّي لهذه الصواريخ عن طريق سفنها الموجودة في الخليج.

(4) الانسحاب من المعاهدة: بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م: أبلغ الرئيس (بوش) زعماء الكونجرس باعتزامه الانسحاب من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ (إيه بي إم)، رغم معارضة (موسكو) و (بكين)، ودول غربية، وأعلن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة يوم 13 ديسمبر 2001م، باعتبارها عائقاً أمام تنفيذ مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي، وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية في إقامة قاعدة دفاعية مضادة للصواريخ تضم ست منصات إطلاق في قاعدة (فورت جريلي) ب (ألاسكا)، تنتهي إقامتها بحلول سبتمبر 2004م، وخططت لنشر عشرة صواريخ اعتراضية في (ألاسكا) و (كاليفورنيا)، وتم رصد عشرة مليارات دولار من ميزانية الوزارة عام 2005م لهذا المشروع.
مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا :
(1) إن الهدف الاستراتيجي للمشروع كما أعلنه الرئيس الأمريكي (جورج بوش)، هو إقامة درع صاروخي لحماية كل من: الولايات المتحدة، والقارة الأوروبية من أية هجمات صاروخية محتملة من مواقع شرق أوسطية، وذلك بإقامة نظام دفاعي مضاد للصواريخ المعادية في بولندا، وجمهورية التشيك، وهي دول كانت من الأعضاء في حلف وارسو السابق.
(2) اعتراضات روسيا على المشروع :
قوبل مشروع الدفاع الصاروخي الأمريكي بردود فعل قوية من جانب روسيا التي اتهمت الولايات المتحدة بتهديد أمنها، والتعدّي على مناطق نفوذها، ومحاولة إشعال سباق تسلح جديد.
ترى القيادة الروسية أن إقامة هذا الدرع الصاروخي في (بولندا) و (جمهورية التشيك) التي تمتد حدودها حتى روسيا تمثّل تهديداً استراتيجياً لها، وفيه تهديد لأمن الشعب الروسي، مؤكدة الاحتفاظ لنفسها بحق اتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة للدفاع عن أمنها.

كما أكّد وزير الخارجية الروسي (سيرجي لافروف) أن خطة الولايات المتحدة لبناء درع الدفاع الصاروخي في شرق أوروبا جزء من مخطط أمريكي لتطويق روسيا، وقال: إنه لا توجد دولة مارقة تمثّل تهديداً حقيقياً لأوروبا، كما أنَّ تطوير صواريخ في الشرق الأوسط قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية صعبة للغاية، وتعهّد بوقف التهديدات المحتملة من جراء خطط بناء الدرع الصاروخي الأمريكي مطالباً باستئناف العمل لبناء نظام دفاعي صاروخي مشترك بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأكَّد الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) أن نظام الدرع الصاروخي الأمريكي يهدف في الأساس إلى رصد أنشطة روسيا العسكرية، ومراقبة أراضيها، وأنه سوف يستخدم في مراقبة عمق الأراضي الروسية حتى منطقة جبال الأورال، واتهم الولايات المتحدة بأن المشروع يعيد العالم لأجواء الحرب الباردة، ويثير القلق مع سباق التسلّح، ورفض المزاعم الأمريكية بأن هذا الدرع الصاروخي يستهدف الوقاية من الصواريخ الإيرانية، حيث أكّد أنه لا يوجد صاروخ إيراني قادر على أن يصل إلى هذا الحد، ويرى أنه لا يوجد مبرر لإقامة هذا الدرع.

وحذَّر الرئيس (بوتين) من أن روسيا سوف توجّه صواريخها نحو أهداف في أوروبا إذا نفّذت الولايات المتحدة خطتها لنشر درع الصواريخ بالقرب من الحدود الروسية، واعترف (بوتين) أن رد فعل روسيا تجاه التحركات الصاروخية الأمريكية سيكون بهدف تطوير نظم هجومية أكثر فاعلية، وأوضح أن روسيا متمسكة حتى الآن برفضها إقامة مثل هذا النظام الدفاعي الأمريكي على الحدود الروسية.

واقترح الرئيس (بوتين) خلال قمة الدول الثماني مشاركة روسيا مع الولايات المتحدة في استخدام قاعدة الرادار في (كابالا) بجمهورية (أذربيجان) كبديل عن نشر درع الصواريخ في أوروبا، خصوصاً وأن المنطقة التي تغطيها رادارات هذه القاعدة تشمل: المحيط الهندي، وآسيا الصغرى، والشرق الأوسط، وجزءاً كبيراً من شمال أفريقيا. وأعلنت (أذربيجان) ترحيبها بالفكرة واعتبرت أنها تخدم الأمن في المنطقة، بينما يعتبر حلف شمال الأطلسي أن المنطقة المقترحة قريبة أكثر من اللازم من الدول المارقة التي تخشاها واشنطن.
(3) محاولات أمريكا لإقناع روسيا بالتخلِّي عن معارضة المشروع:
فشل وزير الدفاع الأمريكي (روبرت جيتس)، في إقناع روسيا بالتخلّي عن موقفها الذي يعارض منظومة درع الصواريخ الأمريكية التي تقوم واشنطن بنشرها في دول شرق أوروبا، وأعلن أنها لا تستهدفها وإنما تستهدف الأعداء المحتملين في الشرق الأوسط، أو جنوب غرب آسيا، وقال: "إن الأعداء قد يستخدمون عدداً من الصواريخ لابتزاز أوروبا، أو الولايات المتحدة، وإشاعة الفوضى" في إشارة إلى قلق واشنطن من دول ما يسمى بمحور الشر المتمثلة في: كوريا الشمالية، وإيران، وقيامها بهجمات صاروخية على أوروبا أو الولايات المتحدة.

زيارة الجنرال (هنري أورينج) رئيس نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في مارس 2007م، لإجراء مباحثات مهمة مع كبار المسؤولين الألمان في وزارة الدفاع والخارجية الألمانية في إطار الضغوط الأمريكية على ألمانيا، للتخلِّي عن تحفظها على المشروع الأمريكي لنشر درع صاروخي في كل من: بولندا، وجمهورية التشيك، وطلبت المستشارة الألمانية ضرورة دراسة هذا المشروع مع كل الأطراف المعنية، سواء في الاتحاد الأوروبي، أو بالتشاور مع روسيا، في الوقت الذي انتقد فيه الحزب اليساري الألماني الخطط الأمريكية واعتبرها توسّعية، وأنه من حق روسيا أن تشعر بالتهديد عند إقامة هذه الصواريخ على حدودها الغربية، وشنَّ المستشار الألماني الأسبق (جرارد شرودر) هجوماً على الولايات المتحدة، ووصفها بأنها تمارس سياسة حصار تهدف إلى عزل روسيا، وقد حذَّرت مستشارة ألمانيا (أنجيلا مريكل) من أن تؤدي الخلافات إلى انقسام أوروبا.

في إطار مشاركة الرئيس (بوش)، والرئيس (بوتين) في قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني المنعقدة في مدينة (هيلنجرام) الألمانية في السادس من يونيو 2007م، أكّد الرئيس (بوتين) أن هذا الدرع يهدد التوازن الاستراتيجي بل يزيد من مخاطر نشوب نزاع نووي، وفي محاولة لإعادة التوازن العسكري في المنطقة، فقد اقترح على حلف شمال الأطلسي إقامة درع مشترك بين روسيا وحلف الأطلسي وفي اجتماع في موسكو في 18مارس 2008م ، جرت مشاورات بين الجانب الروسي الذي ضم: وزير الخارجية (سيرجي لافروف)، ووزير الدفاع (أناتولي سيرديكون)، وبين الجانب الأمريكي الذي ضم: وزيرة الخارجية (كونداليزا رايس)، ووزير الدفاع (روبرت جيتس)، لبحث مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا، ومستقبل معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، ولكن هذه المحادثات باءت بالفشل.
(4) قمة الوداع الروسية الأمريكية:

في بيان مشترك عقب اجتماع القمة في مدينة (سوتش) الروسية على البحر الأسود يوم 6 أبريل 2008م، بين الرئيس (بوش)، والرئيس (بوتين) بشأن إنشاء نظام دفاعي مشترك مضاد للصواريخ تشترك فيه الولايات المتحدة، وروسيا، وأوروبا على قدم المساواة، أكّد الرئيس (بوش) أن إقامة نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في (بولندا) و (جمهورية التشيك) في شرق أوروبا ليس موجهاً ضد روسيا، وأنه نظام دفاعي وليس هجومياً، وأكَّد أن الحرب الباردة قد انتهت.

وكشف البيان في مؤتمر صحفي أن الرئيسين وقّعا إعلاناً حول الأطر الاستراتيجية للعلاقات المشتركة بين البلدين، وأكدا فيه عزمهما مواصلة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية إلى أدنى مستوى ممكن، بحيث يفي باحتياجات أمنهما القومي والتزاماتهما التحالفية، واتفق الجانبان على تسريع الحوار حول المسائل المتعلقة في مجال الدفاع المضاد للصواريخ على الأساس الثنائي أو متعدد الجوانب. وأضاف الرئيس (بوش) أنه من حيث المبدأ توصّلت المباحثات إلى مواقف جديدة لحل قضية النظام الدفاعي الصاروخي، إلاّ أن الأمر متروك للخبراء لدراسة التفاصيل الفنية للدرع، وأشار إلى أنه تم الاتفاق كذلك على جميع البنود وأكّد (ستفين هادلي) مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي أن خليفتي الرئيسين الأمريكي والروسي سيستكملان المفاوضات بين البلدين حول ملف الدرع المضادة للصواريخ.

(5) القيادة السياسية الجديدة:
بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس (بوتين) الثانية في مارس 2008م، أُجريت الانتخابات لاختيار الرئيس الذي يخلفه، وكان نائب رئيس الحكومة الروسية الحالية (ديمتري ميدفيديف) مرشّحاً عن حزب روسيا الموحدة الحاكم، ونجح في الانتخابات التي أُجريت، وأصبح رئيساً لروسيا.
ويرى المحللون أن السياسة الخارجية الروسية ستظل متشددة كما كانت في عهد الرئيس (بوتين) تجاه قضايا معينة، كقضية الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا، وتوسيع حلف الناتو بضم (جورجيا) و (أوكرانيا). وفعلاً قام الرئيس (ميدفيديف) بتوجيه تحذير قوي للولايات المتحدة من مغبة اتخاذ واشنطن أي قرار أحادي الجانب بشأن الدرع الصاروخية الذي تعتزم إقامته في (بولندا) و (جمهورية التشيك).
وذكرت مصادر أن (بولندا) تطالب بدعم مالي وعسكري مقابل نشر درع الصواريخ الأمريكية في أراضيها.

 

 


   

رد مع اقتباس