الموضوع: الحرب
عرض مشاركة واحدة

قديم 25-04-10, 06:07 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

القواعد :
بالنسبة للعدو :يبدأ العدو بالانسحاب من القواعد الموجودة في الأرياف والجبال والمناطق التي يقوى فيها المجاهدون وتكثر فيها عملياتهم ويضطر العدو إلى التحصن في المدن الرئيسية وجعلها قواعد محصنه وحاميات ضخمة .
بالنسبة للمجاهدين :فستكون قواعدهم في المناطق المحررة في المدن الصغرى والأرياف مع الإبقاء على قواعدهم الخلفية وحمايتها ووضعهم فيها المعسكرات والمستشفيات والإدارات المختلفة .

المفاوضات :
تتوقف كل المفاوضات مع العدو ، ويُهدّد أفراده بضرورة تسليم أنفسهم ، وتقام المحاكم الشرعية لمحاكمة كل المارقين الخارجين عن الدين محاكمةً شرعية عادلة .

بعد أن عرفنا معنى حرب العصابات وغايات وأهداف حرب العصابات ومراحل حرب العصابات يبقى لدينا أمور مهمة وشروط أساسية لشن حرب عصابات ناجحة وموفقة .


الشروط الأساسية لقيام حرب عصابات ناجحة

أولاً : نخبة قيادية متجانسة عقلاً وروحاً وفكراً ومنهجاً وبالطبع عقيدةً ، وتكون القيادة هي الجامع والصائغ والمنفذ ، الجامع : أي أن القيادة تكون هي الجامع لكل الكوادر والجهود والقدرات والخبرات التي تمتلكها الحركة تحت مظلة واحدة ، والصائغ : أي الذي يصوغ استراتيجية العمل والحركة وينظم هذه الكوادر والمكتسبات ويضعها في أماكنها الصحيحة ، والمنفّذ بحيث تكون عندها القدرة على اتخاذ خطوات عملية جريئة لتنفيذ مخططاتها وأفكارها ، والقادة يكونون من أهل الخبرة والمعرفة والدراية والعلم وخشية الله جل وعلا ) المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ( ، لذلك تجد أن هذه الجماعة ستسير بإذن الله على خطوات النجاح إذا أحسنت اختيار القادة ، والعقيدة الواحدةُ شرطٌ رئيسي لمجموعة القيادة والحركة ككل ، فكم من مجموعات متحدة سرعان ما تختلف وتفترق ، ومن الأمثلة على القيادة الناجحة : محمدٌ صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، وفي زماننا هذا الشيخ أبو عبد الله والدكتور أيمن حفظهما الله من كيد الأعداء .

ثانياً : ظروف مواتية : وهي تلك الأوضاع والأحداث والتيارات القائمة في منطقة الصراع أو منطقة نشوء الحركة الجهادية ، أو ما حدث فيها قبلاً ، فمثلاً لديك داخل هذه المنطقة أوضاع وأحداث مستجدة يوماً بعد يوم فيجب عليك أن تنظر في هذه الظروف والأوضاع وتستغل أفضل فترة فيها لقيام حركتك الجهادية ، ونذكر كمثال على هذه النقطة ما حدث في الجزائر بعدما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات وأُلغيت نتائجها بعد ذلك وتدخل الجيش وفرض سيطرته على البلاد ، فحدث من جراء ذلك حالة من الهيجان الشعبي ، وتعاطف الشعب بكافة قطاعاته مع الجبهة حيث أنها في نظر العامة مسلوبٌ حقها ولها الحق في الحكم ، فاستغل المجاهدون من الجماعة الإسلامية والجبهة هذه الظروف في استقطاب المتعاونين والقيام بالعمل المسلح ( مع العلم أن ما قامت به الجبهة لا يصح شرعاً وأن البرلمانات والمجالس الانتخابية كلها أحكام لم ينزل الله بها من سلطان ولا يجوز الدخول فيها كما قال الله جل وعلا ) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ( ، وكذلك الحال في الجزيرة العربية ، فإنها لم تكن مهيئةً قبل عشر سنوات للعمل العسكري ، ولكن استجدت مستجدات في المنطقة وتوالت الأحداث ابتداءً من تفجير العليا المبارك في عام 1416 هـ ومروراً بإسقاط أبراج أمريكا وتدميرها ، وانتهاءً باغتصاب ونهب الثروات واستغلالها من قبل الأمريكان وانطلاقهم من أرض الجزيرة لضرب إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في ظل تسهيلات خَدَمِهِم من آل سلول ، وقبل ذلك تبديل الشرائع والحكم بغير ما أنزل الله وتوالي الأحداث والمتغيرات حتى أصبح المناخ جاهزاً تماماً لقيام الحركة الجهادية في أرض محمد صلى الله عليه وسلم .

لذلك على أي حركة ناشئة أو أي جماعة تريد القيام بحرب عصابات ناجحة الانتباه إلى أمر العامة والشعب والقيام بحقوقهم ومتطلباتهم والعيش معهم ومقاسمتهم أحزانهم وأفراحهم فإذا وصلت الحركة إلى هذا المستوى فسيتحقق لها القبول لدى الناس وهو ما نسميه بالاستجابة الشعبية .
ويجب أن يتنبّه المجاهدون إلى أن أغلب الناس منشغلون بالحياة الدنيا ويلهثون خلف لقمة العيش ، وإذا عُلِمَ هذا فليتيقّن المجاهدون من أنهم لن يحصلوا على ظروف تأييدٍ كبيرة إلا أن يشاء الله ، والعمدةُ عندنا في هذا الباب ) لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ( ، ويجب على المجاهدين أن يخلقوا هذه الظروف ، وذلك بقيامهم بالعمليات النوعية ( مثل الحادي عشر من سبتمبر ) واجتهادهم في العمل الإعلامي المنظّم .
ويجب قبل ذلك كله أن تقوم القيادة بدراسة الأوضاع والظروف والمتغيرات والتيارات الموجودة في المنطقة دراسةً وافية ، والتحديد بعد ذلك : هل حان وقت العمل وبدء حرب عصابات ناجحة أم لا؟
ولابد من النظر إلى جميع المسائل بعين الاعتبار ، فالمجاهدون يقاتلون للأمة جميعها حفاظاً على دينها ومقدساتها ودماء أبناءها وأعراضهم وأموالهم وأرضهم ودفعاً للظلم والعدوان عليها ، فيجب – والحالة هذه – أن يهتم المجاهدون بجميع الجزئيات التي يمكن أن تؤثر في مسيرة العمل سلبياً ، ولا بأس من تأخير العمل إن كان هناك مصلحة حقيقية في تأخيره حتى اكتمال الشروط والتجهيزات والظروف المواتية ، ولكن بشرط الاجتهاد والمثابرة في الإعداد وتهيئة وخلق المناخ المناسب واستكمال باقي الشروط والمتطلبات لقيام حرب عصابات ناجحة .

الاستجابة الشعبية :
ويقصد بالاستجابة الشعبية : قيام حالةٍ نفسية وتَكَوّنُ قناعة لدى غالبية المواطنين وقبول لمبدأ العمل الجهادي والعمليات العسكرية وطرد الغزاة ، والمساهمة بالأموال والأنفس ومد يد الدعم والعون وسد العجز والثغرات ، وفي الغالب أن هذه الاستجابة لا تتولد إلا لدى شعب مقهورٍ مغلوبٍ على أمره ، ولذلك لا بد أن يقوم المجاهدون برفع الظلم عن المظلومين ، واسترداد حقوقهم .

أقسام الاستجابة الشعبية :
1-سلبية : وتكون عندما يمتنع الأفراد والجماعات أو بعضهم عن المشاركة في تحمل الأخطار والأعباء والابتلاءات بصورةٍ كافية ، فتجد أن لديه خوفاً وتردداً في العمل والإقدام ، ولكنه مع ذلك يقدم دعماً مادياً ولوجستياً ، فتجد أفراد هذا النوع يقدمون الأموال والطعام والمعلومات للمجاهدين ، ومثل هذا النوع كثيرٌ في مجتمعاتنا الإسلامية بحمد الله ، ويكون هؤلاء قريبين جداً من الدخول في التنظيم ، فما على التنظيم الناجح إلا تحريضهم فقط لنقلهم إلى الاستجابة الإيجابية ، ولن تستطيع الجماعة فعل ذلك إلا إذا أثبتت لهم قدرتها على حسن إدارة الأمور وضبطها .
2- إيجابية : وهي التي يقوم فيها المتعاونون بتقديم المتطوعين للقتال وتقديم النصرة للمجاهدين بالنفس والمال والمعلومات الاستخبارية الحساسة والمأوى والطعام والشراب ، ولسان حالهم : ( نحن معكم قلباً وقالباً ) ، وهذه الاستجابة غالباً ما تتكوّن بعد كل عملية ناجحة للمجاهدين ، وتجد هؤلاء المستجيبين يخضعون للقيادة الجهادية ويسمعون ويطيعون ، وهم يتحملون جزءاً كبيراً من المخاطر والأعباء والابتلاءات .
ثالثاً : وسائط العمل بالقوة ( العدة والعتاد )
لا جهاد دون قوة ، ولا حرب دون مصادر تضمن تدفق واستمرار هذه القوة ، ولا جهاد دون تعاظمٍ لهذه القوة وزيادةٍ لها ، فلا بد من قوة بشرية وقوة عسكرية ، فإذا كان لدينا شباب بدون سلاح فلا فائدة إلا أن يشاء الله ، وكذلك لا بد للسلاح إذا وُجِدَ من حَمَلَة ، فلا فائدة للسلاح دون من يستعمله بقوة ومهارةٍ وفن ، هذا بالإضافة إلى مكارم الأخلاق وسمو النفس والعلم الشرعي ، فهي السلاح الفعال أولاً وآخراً ، والمجاهد بدون علم شرعي سيتحول إلى قاطع طريق .
وأمر الإعداد وأخذ العدة والعتاد يكون على قدر الاستطاعة والجهد ) وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ( ، وفي هذا ردٌ على المخذّلين والمرجفين ، فنحن نعد ما استطعنا ونبدأ باسم الله وعلى بركة الله .
ويجب على القيادة توفير القوة العسكرية وتوزيعها على القوة البشرية ومن ثم توزيع القوة البشرية توزيعاً صحيحاً والبدء على بركة الله .

ولابد أن تسعى القيادة إلى توزيع المجموعات والخلايا بأعداد قليلة وصغيرة ، فلا يزيد عدد أفراد الخلية الواحدة غالباً عن أربعة إلى ستة أفراد ، والأمر حسب المستطاع وهو لتقليل حجم الخسائر وزيادة مرونة التنظيم .
لذلك على القيادة توزيع مخازن ومستودعات الذخيرة والسلاح في أماكن متفرقة على حسب توزيع الخلايا والمجموعات ، بحيث إذا أمكن أن تكون كل خلية مسؤولة عن مستودعها وذخيرتها ، حتى إذا حصل ضرر أو ضربة لا سمح الله تكون مقتصرةً على هذه الخلية أو المجموعة ، أو أن تقوم القيادة بزيادة مجموعات الدعم والتجهيز ، بحيث تكون في المنطقة عدة خلايا تجهيز ، ويشترط في هذه الحالة عدم معرفة وارتباط الخلايا ببعضها البعض ، حتى تضمن الجماعة والتنظيم الاستمرارية في العمل .
ويجب على القيادة الناجحة أن تقوم بتأصيل الفكر الجهادي بين المجموعات الجهادية ، وتوضيح المنهج والمعتقد لدى أفراد الخلايا ، وذلك لأسباب منها :
1- سلامة الفكر والمعتقد .
2- قوة الوحدة .
3- لو قُتلت القيادة أو أُسِرَت فسيحمل المشعل مَنْ بعدها بدون مشاكل بإذن الله .

وعلى القيادة أن تقوم بجعل هذه القوات والمجموعات العسكرية قواتٍ معجونةً بالدماء والأشلاء والعرق ، فالمقاتل منهم لا يخاف إلا الله ولا يخشى سواه ، ويضحي بكل ما لديه في سبيل إعلاء كلمة الله ، حريصٌ على إغاظةِ أعداء الله ، مؤمنٌ بنصر الله متحققٌ من وعده ، معروف بنبله وأخلاقه العالية وولائه للمؤمنين ) أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين ( وكل هذه الأمور والصفات الحميدة تتولد مع الوقت والمعارك ، والشدائد تُظهر الرجال ، ولا بد أن تكون هذه القوات متحليةً بالأخلاق العالية والسلوكيات الحسنة ، فالمجاهد لابد أن يكون نبراساً ينير الطريق للناس ، وقدوةً لمن يأتي بعده من إخوانه ، وعليه أن يحذر من أن ينطبق عليه قول الله تعالى : ) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ( .
وبغير هذه الأمور لن يستقيم أمر الجماعات الإسلامية ، وهذه الأمور الأخيرة هي العدة والعتاد على الحقيقة .
رابعاً :المعرفة بفنون الحرب النظامية وغير النظامية
بالنسبة للقيادة والقواعد الأساسية الخاصة بالعمل :


الأمر الأول : القيادة والقواعد الأساسية : من المتطلبات الأساسية لدى القيادة القدرة على الاختراع والابتكار والاستعداد النفسي لما هو أسوأ ، ولابد أن تهيئ نفسها دائماً لتحمل الأخطار والتصدي لها ، ولا بد لها أن يكون لديها قدرة على تنويع فنون القتال وأساليبه ووسائطه حسب الظروف والتضاريس الجغرافية الموجودة في المنطقة أقصد منطقة الصراع .
مثال ذلك ( قيام حركة جهادية في أرض يغلب عليها الطابع الصحراوي ، فيجب على هذه الحركة استغلال المدن بشكل جيد وتفعيل العمل بداخلها فيكون العمل العسكري في المدن من دون اللجوء إلى نشر قوات غابات وأحراش بسبب عدم وجودها في أرض الصراع ) .


ولابد للحركة أن تؤقلم نفسها على الظروف الجغرافية الممكنة فتضرب في الجبال كما تضرب في السهول والمدن والسواحل ، كلٌ له أسلوبه وطريقته وتكتيكه ، وتجد أن التاريخ مملوء بأمثلة على ثورات شعبية على حكامٍ ظلمةٍ طغاة ، إلا أنه وللأسف الشديد لتكرار محاولات الفشل وتأزم الأوضاع تجد أن هناك حالة من التخبط واليأس لدى أفراد الأمة ، وسبب ذلك عدم وجود قيادة عارفة بفنون الحرب النظامية وغير النظامية ، وغير قادرة على الضبط والربط ، ولقد تحسنت القيادات على مدى التاريخ ، ونلخص تحسنها في مظاهر محددة :
1-التقييم الصحيح للموقف .
2-التقدير السليم للمواقف العامة والخاصة ( القراءة الصحيحة للوضع الداخلي والخارجي ) .
3-إنشاء أجهزة وإدارات منتجة وفعّالة ، فتجد أن القيادة خلية عمل بذاتها .
4-وضع عقيدة سياسية عامة جامعة للتنظيم (( وضع خطوط عريضة يسير عليها التنظيم )) .
5-دراسة الأعمال وتنظيمها وتقسيم الأدوار والوظائف .

 

 


   

رد مع اقتباس