العدائيات التقليدية لرادارات الانذار المبكر
ان رادار البحث والإنذار، مهما كان نوعه، يمكن إسكاته وتدميره، فمنذ حرب فيتنام والتهديد الأكثر خطرا على مواقع الرادار هو الصواريخ المضادة للاشعاع الراداري التى يتم تزويدها برأس ذات باحث سلبي تم تصميمها لاكتشاف الاشارات الرادارية وتوجيه الصاروخ نحو الرادار الباعث لهذه الاشارات لتدميره.
ولهذا فإن هذه الصواريخ تجبر أجهزة الرادار على أن تغلق إشعاعها الكهرومغناطيسي أو أن تستمر في العمل تحت خطر التدمير.
وعلى الرغم من أن باحث الصاروخ المضاد للإشعاع الراداري يعتبر ذا قطر صغير نسبيا، حيث يقلل هذا من حجم هوائي الباحث، إلا أنه يستطيع التقاط الإشارات الرادارية واكتشاف الهوائي الذي قام ببثها، وبالتالي تحديد الرادار الهدف المطلوب تدميره. وعلى الرغم من أن الشعاع الرئيسي لمجسم الإشعاع الراداري لا يتم توجيهه مباشرة الى الصاروخ المهاجم فإن البواحث الخاصة بالصواريخ الحديثة المضادة للإشعاع الراداري (مثل الصاروخ "إس88) أصبحت حساسة جدا لدرجة أنها توجه نفسها على أقل مستوى من الطاقة يتم الحصول عليه من الفصوص الجانبية والفصوص الخلفية للرادار. وسواء تم الإشعاع من رادار ذي مصفوفة إيجابية أو من رادار تقليدي آخر فإن الفصوص الجانبية الصغرى لمجسم الإشعاع الراداري تساعد على جعل هذا الرادار واضحا أمام باحث الصاروخ، وقد أنتجت شركة لوكهيد مارتن هوائي رادار ذا فصوص جانبية صغيرة جدا مثل هوائي الرادار " 75 إن- ت بي إس ". وطبقا لتقرير الشركة المنتجة فإن هذا الهوائي يقلل إشعاع الفصوص الجانبية بنسبة أكبر من 50% وبالتالي تقلل من احتمال تعرض جهاز الرادار لخطر مداهمة الصواريخ راكبة الشعاع الراداري.
لقد كان للضربات الجوية الأمريكية يوم 16 فبراير 2001 ضد رادارات الإنذار المبكر العراقية طراز " تول كينج " الروسية الصنع، والرادارات " فولكس " الفرنسية الصنع -كان لها مدخل جديد لعدائيات مستحدثة حيث استخدمت القنابل الموجهة طراز " جي سو " وعلى الرغم من أن تأثير هذه القنابل كان ضعيفا نتيجة الأخطاء في التصويب الا أنها أظهرت أن هذا النوع من الصواريخ سوف يكون مؤثرا في المستقبل عند الاستخدام ضد الرادارات التى يكون قد تم تحديد مواقعها جغرافياً من قبل بكل دقة، حيث أن نموذج هذه القنابل الموجهة كان عريضا لدرجة أن القنابل التى فقدت نقط التصويب المخططة لها كانت لاتزال قادرة على إحداث بعض التدمير في أجهزة الرادار التى سقطت قريبة منها.