عرض مشاركة واحدة

قديم 08-12-09, 07:26 PM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الموقف الأمريكي من الثورة الإيرانية:
وبينما كانت وجهات النظر المختلفة يعبر عنها بعلانية أكثر فأكثر في عهد الرئيس كارتر. إلا أنها (وجهات النظر) لم تسيطر على العلاقات الإيرانية الأمريكية. لأن الرئيس الأمريكي كارتر لم يتخل عن سياسة "دعم الركيزتين". ولو أنه أعطى دوراً أكبر للمملكة العربية السعودية. وفي الواقع استفادت الركيزتان من كثير من العقود المتعلقة بالسلاح.
ويبدو لنا أن الاعتقاد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تمنت تغيير الشاه بل أيدت سقوطه والاستدلال على ذلك ببعض تصرفات المسؤولين الأمريكيين تجاه النظام هو اعتقاد لا يقوم على أساس. وقد ذكر الرئيس كارتر في مذكراته، بأنه ومساعديه والسفير الأمريكي في طهران ويليام سليفان William Sullivan، آمنوا بقناعة مفادها أن الشاه هو أفضل ضامن للأمن في إيران(1).
وفي حديث عن الفترة التي فقد فيها الشاه السيطرة على الوضع في إيران يضيف الرئيس الأمريكي كارتر "أرسلت له (الشاه) مذكرة ذكرت له فيها تأكيدنا على مساندته، مهما يكن القرار الذي يتخذه، حتى ولو كان هذا القرار هو تكوين حكومة عسكرية"(2).
وقد كان الرئيس كارتر يسير على نهج مثل كل الرؤساء الأمريكان الذين أداروا دفة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى اندلاع الثورة الإيرانية، يعد الشاه الحليف الأكثر إخلاصاً للولايات المتحدة الأمريكية(3). ولئن لم يتدخل عسكرياً لإنقاذه، فإن ذلك يمكن تفسيره ـ بحسب وجهة نظر بعض المراقبين بأن الإدارة الأمريكية كانت مقتنعة تماماً من أن مصالحها محمية من قبل المؤسسة العسكرية الإيرانية، ربيبة الإنشاء والتسليح الأمريكي.
وفي الواقع لم تبتعد المؤسسة العسكرية الإيرانية في تلك الفترة عن الشاه بالمعنى السياسي للكلمة. وكانت إدارة كارتر ومستشاروه تعتقد أن الدواء الناجع يكمن في هذه المؤسسة العسكرية التي سوف تمكنهم من توجيه تطور الحياة السياسية الإيرانية في المستقبل، بطريقة تخدم المصالح الأمريكية. وهذا يفسر إرسال الجنرال روبرت هايسر Robert Huyser(4) القائد الثاني في القوات الأمريكية في أوروبا، في مهمة مفادها إخبار المؤسسة العسكرية الإيرانية عن توجهات المسؤوين العسكريين وإقناعهم بالتحرك في إيران من أجل تأمين استقرار النظام بعد رحيل الشاه(5).
وقد أكد كبار المسؤولين، في الفترة التي بدت النذر وشيكة ومرهصة بمواجهة مسلحة عارمة، أن التمزق الداخلي والذي تجلى في صفوف قوات الجيش، لا يسمح أبداً للجيش بلعب أي دور لحماية نظام فاقد لكل رموزه(6).
أما بالنسبة للقرار الأمريكي بعدم التدخل عسكرياً، فنحن نجد تفسير هذا القرار في كلام نائب الرئيس الأمريكي والتر مونديل في رده على نقد الدكتور كيسنجر حول موقف إدارة كارتر بالنسبة للشاه: "إنه من المضحك التفكير بالقدرة على المحافظة على حكومة استبدادية مكروهة من الشعب الإيراني عن طريق استعمال القمع والقوة العسكرية. كان هناك ثورة داخلية، ما الذي يستطيع عمله كيسنجر؟ أهو إرسال الأسطول السادس حتى يهدد الخليج؟".
وبهذا نستطيع القول أن عدم التدخل العسكري الأمريكي في إيران. لم يكن تعبيراً عن موقف أيديولوجي يمنع كل تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الأخرى، ولكنه ترجمة لموقف براجماتي يرتكز على فهم واقعي لهذه الثورة، وخوف من أي تدخل يجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى حالة شبيهة بالورطة الفيتنامية.
الهوامش:
1 ـ Carter Jimmy, "Memoires d'un President". Op. Cit, P. 338.
2 ـ نفس المصدر السابق.
3 ـ نفس المصدر السابق، ص 339.
4 ـ كتب الشاه في مذكراته بأنه لم يكن على علم بزيارة الجنرال الأمريكي هايزر "Huyser"، وبأنه لم يقابله إلا مرة واحدة بحضور السفير الأمريكي.
Pahlavi Mohammad Reza, “Reponse a I’Histoir”, Op. Cit, PP. 245- 246.
5 ـ Carter Jimmy, “Memoires d’un President”, Op. Cit, P. 34.
6 ـ حاولت الثورة الإيرانية تبيان فساد نظام الشاه بالتركيز على تبعيته العسكرية وسياسته إزاء الولايات المتحدة الأمريكية.
لمزيد من التفصيل حول هذه النقطة انظر:
“The Security of the Persian Gulf”, Op. Cit, Article Titled “The Iranian Military Usfulness”, written by Canby Steven L., PP. 100- 129.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس