عرض مشاركة واحدة

قديم 02-04-09, 07:44 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي الصاروخ الطواف .. الضربات الدقيقة من مسافة آمنة



 

أثبت الأمريكيون، خلال حرب الخليج عام 1991م، أن امتلاك أسلحة الدقة، التي يمكن أن تطلق من مسافة أمان، تشكل ميزة استراتيجية رئيسية. ومع الصاروخ الطوافScalp- EG ، أصبحت فرنسا تمتلك، منذ وقت قصير، هذا النوع من القدرات. ويكتمل هذا التطور بالقنابل المسيَّرة بالدفع والمشاركة في البرنامج الأوربي meteor.
لتلبية الحاجة التي فرضتها الأسلحة متعددة الأغراض القابلة للتكيف مع مختلف أنواع الأهداف، حل مؤخراً الصاروخ الطواف
Scalp- EG، وزن 1250 كغ ومدى 400 كم تقريباً، الذي تم تطويره بالمشاركة مع البريطانيين، محل الصاروخ Apache، الذي اشتق منه مباشرة. مهمته: توجيه ضربات بغاية الدقة إلى أهداف البنى التحتية.
كان سلاح الجو الفرنسي قد بدأ مع ال
Apache، عام 2002م، بالتزود بأسلحة جو - أرض "اضرب وانس" الدقيقة، التي يمكن إطلاقها من مسافة 140كم من الهدف. وبفضل منظومة ملاحته العاملة بالقصور الذاتي مع المتابعة الميدانية، يستطيع ال Apache، ذو الأشكال والمواد المدروسة بهدف تحسين خفْيته الكهرومغنطيسية وبالأشعة تحت الحمراء، أن يحلق على ارتفاع منخفض جداً وأن يصبح صعب الاكتشاف من جانب الدفاعات المعادية. وتؤمن المنظومة التحديد النهائي للهدف. لكن نقطة ضعف الصاروخ الوحيدة هي أنه مكرس حصراً لتحييد مدرجات المطارات مؤقتاًً.
يستطيع ال
Scalp-EG ضرب أهداف عسكرية ثابتة (مرائب طائرات قتالية، ورادارات البنية التحتية، ومراكز قيادة الدفاع الجوي المعادي، والجسور....). الصاروخ مخصص أيضاً لضربات الإنذار الأخير (رماية إثبات للإخطار الخصم بتدرج تصعيد القوة في التدابير الانتقامية)، إن لم يكن لضربات قطع الرأس، المكرسة للتخلص جسدياً من المسؤولين السياسيين أو العسكريين في بلد ما.
إلا أن ميزات ال
Scalp-EG تجعل منه بشكل خاص سلاح استخدام استراتيجيً. وبعد وضعه بالنتيجة تحت إمرة السلطات الأعلى في الدولة، فإن استخدام مثل هذا السلاح يأتي عقب استعراض مجموعة أهداف محددة حديثاً لدى رئيس الجمهورية؛ بهدف تعيين إجراء يتم اتخاذه بقرارات معقدة، مثلما هو الحال بالنسبة لاستخدام السلاح النووي.
وحالما يتخذ القرار السياسي، يتعين على المركز الوطني للاستهداف، في منطقة
Creil، تحضير "ملفات الأهداف" لصالح الوحدات الجوية: مجموعة صور للأهداف المختارة التقطتها حديثاً الأقمار الصناعية، ومركبات القتال غير المأهولة، وطائرات الاستطلاع، أو الطواقم الأرضية... تُحمَّل ذاكرة الصاروخ بهذه الصور. ولا يبقى أمام الحاسب المحمول عندئذ سوى مقارنتها بالصور التي يزوده بها موجهه الذاتي العامل بالأشعة تحت الحمراء للتحقق من صحة الهدف، ونقطة الصدم الدقيقة والمسار النهائي.
يظهر الخط الكامل للمسارات أكثر تعقيداً وحساسية عند رمي صوارريخ
Scalp-EG في رشقات من عدة طائرات بارتفاعات وسموت مختلفة ويلزم عندئذ توقع مسار خاص لكل صاروخ لإتاحة وصول شبه متزامن إلى الهدف.
يتأمن نظام التوجيه، كما هو في
Apache، بوساطة محطة قصور ذاتي centrale inertielle ومنظومة تحديد مواقع على الأرض GPS ومقياس ارتفاع لاسلكي. يقارن حاسب المتن بيانات التحليق مع المسارات المختزنة في الذكرة ويصحح المَعْلَمات الملاحية إيان التحليق. الدقة قبل الصدم مباشرة هي مِتْرية، شرط الاستعانة بمنظومة تحديد المواقع على الأرض الأمريكية: هذا الخيار تتمنى السلطات الفرنسية تحاشيه لأسباب واضحة.
وهكذا، سيكون من المتصور مستقبلاً اللجوء إلى منظومة الملاحة الأوربية غاليليو
Galileo الخاصة بالأقمار الصناعية.
لدى سلاح الجو، منذ يونيو 2004م، الوسائل اللازمة الكافية لهذا الغرض -منظومة تخطيط وبضع طائرات
Mirage D مكيفة - وتوفير قدرة عملياتية Scalp-EG بالحد الأدنى ومن المقرر أن يتم تسليم الدفعات الأولى من صواريخ Scalp- EG ال 500 المخصصة لفرنسا - 450 لسلاح الجو و50 لقوات الأسطول الجوي البحرية - بالتدريج حتى العام 2008م. وقد جرى تسلم أكثر من 100 وحدة بالفعل منذ وقت سابق. طلبت لندن، من جانبها، 900 Storm Shadow، التسمية الإنكليزية التي بطلقونها على ال Scalp-EG فيما وراء المحيط. بدأ التسليم بشكل كاف مبكراً لتتمكن طائرات Tornado من سلاح الجو الملكي من استخدام هذه الصواريخ منذ مارس 2003م (في العراق). ستحصل روما على 200 من Scalp-EG وأثينا على 100 منها، وهكذا أتاح البرنامج الأوربي Storm Shadow - Scalp-EG، مع 2000 صاروخ متماثل الإنتاج تقريباً، منذ وقت مضى، وعلى نحو متسلسل، إيصال كلفة الوحدة إلى نحو 0.9 مليون يورو، مقابل 1.66 مليون يورو للصاروخ Apache.

 

 


 

   

رد مع اقتباس