الموضوع: الغواصات
عرض مشاركة واحدة

قديم 19-02-09, 11:55 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

معدات مواجهة الغواصات

العيوب التي ظهرت في الغواصات

1. إن أهم العيوب التي ظهرت في الغواصات كانت ضرورة صعود الغواصة إلى سطح البحر لإعادة شحن البطاريات إذ أن الغواصات مصممة لتسير بواسطة محركات كهربائية عند وجودها تحت سطح البحر ثم تصعد إلى السطح وتسير بمحركات دفع احتراق داخلي (ديزل) حيث يتم إعادة شحن البطاريات ، وكان هذا الإجراء يهدد سلامة الغواصات بشكل ملحوظ إذ أن الغواصة على سطح البحر تكون سهلة الاكتشاف وفي نفس الوقت عرضة للتدمير بواسطة نيران المدفعية كأي هدف سطحي آخر ، وكذلك القصف الجوي .

2. يضاف إلى ذلك عدم توافر قدرات دفاعية ذاتية للغواصة خلاف الاحتماء بالاختفاء تحت سطح البحر ، وقد تميزت الغواصات ببطء الحركة وعدم القدرة على السير بسرعات عالية أثناء التواجد تحت السطح ، كما أن سير الغواصة بسرعة عالية كان يحدث ضوضاء يسهل على جهاز السونار التقاطها وبالتالي تكشف موقع وجود الغواصة .

3. "أهم الصعوبات التي تواجه استخدام الغواصات في الحروب البحرية صعوبـة تنسيق التعاون بين الغواصة بالنسبة للاتصالات سواء لتلقي التعليمـات أو إرسـال البلاغات إذ أن ذلك كان متعذراً تقريباً عند الوجود تحت سطح البحر وكذلك كان إرسال المعلومـات لاسلكياًً عند الوجود على السطح يكشف موقـع الغواصة نظراً لاستخـدام العدو لوسائل تحديد الاتجـاه اللاسلكي"

4. أصبحت مهمة تدمير الغواصة أكثر سهولة مع البدء في استخدام الطوربيدات الموجهة ضد الغواصات من سفن السطح وكذلك من الطائرات العمودية خاصة مع الاعتماد على وسائل الاكتشاف السونارية الحديثة المحمولة جواً والمقطورة خلف سفن السطح ومتغيرة الأعماق ، والمثبتة أسفل بدن السفينة الأمر الذي أصبح يشكل تهديداً رئيساً للغواصات .

قدرة الحرب المضادة للغواصات

5. يعرف منذ زمن بعيد أن قدرة الحرب المضادة للغواصات لأي بحرية تتضمن أكثر من السفن والمعدات ، فمن أجل نشر قدرة فعالة مقاومة للغواصات تحتاج البحريات إلى أن تدمج المعدات على متن سفنها بنجاح إلى جانب نشر بحارة مدربين تدريباً عالياً قادرين على استخدام التكتيكات المجربة .

6. إن تطوير القدرات الحربية الفعالة المضادة للغواصات بالنسبة للبحريات ذات الحجم الصغير والمتوسط تتضمن أيضاً تهيئة معداتها وتكتيكاتها الضرورية للعمليات الساحلية في المياه الساحلية ، ذلك أن المياه الضحلة تبرز مشاكل خاصة بالنسبة لمعظم مستشعرات الكشف في الحرب المضادة للغواصات .

7. "لقد فضلت بحريات عديدة أن تضم عناصر من المستشعرات الثابتة أي المستشعرات المركبة على قاع البحر في شبكتها الكاشفة للحرب المضادة للغواصات وتم تطوير معدات مضادة للغواصات عن طريق إنشاء نظم دفاع ذاتي للسفن التي تنشط التدابير المضادة النشطة عندما تستهدف الطوربيدات لدى السفن .

الأسلحة المضادة للغواصات

8. الصراع ضد لغواصات مهمة قتالية صعبة بالغة التعقيد ، إنه نوع من المهاجمة وسط الغموض ضد عدو مجهول وسريع الحركة ، يستغل القدرة على الإختفاء تحت السطح أبان الإقتراب نحو الهدف أو خلال التملص بعد تنفيذ المهمة ، محققاً في أغلب الحالات قسطاً كبيراً من المباغتة التي عانت منها أساطيل الحلفاء في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، ومع أن الغواصة في الأساس سلاح تكتيكي من أسلحة الحرب البحرية مهمته العمل المنفرد ضد التشكيلات البحرية المعادية أو دعم الطائرات وقطع السطح الصديقة المشتبكة مع تلك التشكيلات فإن الألمان أعطوا غواصاتهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية مهمة إستراتيجية تتمثل في عزل القارة الأوربية عن مصادر إمداداتها الخارجية ، واعتراض قوافل الحلفاء عبر المحيط الأطلسي بشكل يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من إلقاء وزنها الإقتصادي والعسكري في مسرح العمليات الأوربي الأمر الذي أعطى الصراع ضد الغواصات الألمانية بعداً استراتيجياً حمل اسم منع الخنق الاستراتيجي .

9. تعتبر معركة الأطلسي (1940م – 1944م) أكبر صدام خاضته الغواصات وأسلحة الصراع ضدها منذ اختراع الغواصة حتى اليوم ، ولقد حققت الغواصات الألمانية فيها نتائج مذهلة تمثلت في إغراق سفن حربية وتجارية زنتها 13 مليون طن وكانت النجاحات في العامين (1940م – 1941م) كبيرة بسبب ضعف وسائل الحلفاء المضادة للغواصات ، إلا أن ظهور حاملات الطائرات الضخمة وتزايد استخدام الطائرات والرادار والسونار في الصراع ضد الغواصات وبناء سفن مخصصة لهذا النوع من الصراع جعلت نجاح الغواصات الألمانية أقل بريقاً وأشد كلفة ، وعندما تزايدت خسائر الغواصات بشكل جعل مردود العمليات أقل من الثمن المدفوع فيها ، اضطر الأدميرال الألماني (دوينتز) إلى إيقاف المعركة وسحب غواصاته من المحيط الأطلسي في شهر مايو 1944م مما سمح للحلفاء باستكمال خطة غزو القارة الأوربية وحشد الوسائل اللازمة لها دون معوقات وبدء عملية الإنزال الضخمة على شواطئ نورماندي في يونيو 1944م .

10. شهدت الغواصة تطوراً ملحوظاً في الفترة الممتدة من انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلى الآن ، إذ أدخلت عليها تقنيات حديثة وزودت بمعدات إلكترونية للملاحة وللكشف وبأسلحة فعالة ودقيقة وبمحركات قليلة الضوضاء تعمل بالطاقة النووية فضلاً عن محركات الديزل ، وقد أصبحت الغواصة أسرع من ذي قبل وأقدر على المناورة والغوص إلى أعماق كبيرة والبقاء تحت السطح مدة أطول ، وفي المقابل تضمنت الأسلحة المضادة للغواصات الوسائل التالية :
أ. الطوربيد . لا يزال الطوربيد على الرغم من قدمه سلاحاً أساسياً للصراع ضد الغواصات وهو سلاح متعدد الاستخدامات إذ يمكن إطلاقه من سفن السطح والغواصات والطائرات والحوامات .
ب. الصواريخ المضادة للغواصات . يتلخص هذا النوع من الصواريخ في إطلاق سلاحاً مضاداً للغواصات إلى منطقة الهدف وفي لحظة معية من مسار الصاروخ ينفصل الجزء المتفجر ويسقط في الماء ليدمر الغواصة المعادية بيد أن الصواريخ المضادة للغواصات تتباين بتباين وسيلة الإطلاق ونوعية المقذوف الذي يطلقه الصاروخ وكمثال يتم الإطلاق من غواصة هجومية تحت السطح كما هو الحال بالنسبة للصاروخ الأمريكي سبورك والصاروخ الروسي (أس أس ن-15) أو من سفينة سطح كالصاروخ الروسي (أس أس ن -14) والفرنسي (مالغون) والإسترالي (إيجار) .
ﺠ. قنابل الأعماق . بدأ استخدام قنابل الأعماق من قبل البحرية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى ولا يزال هذا السلاح في ترسانة القوات البحرية حتى يومنا هذا وقنبلة الأعماق هي عبارة عن وعاء أسطواني مملوء بالمتفجرات زنته حوالي 150 كجم ويتم إلقاءه فوق موقع الغواصة من الطائرات أو من سفن السطح وتتم العملية يدوياً أو بواسطة قاذف ميكانيكي ولا يتم إنفجار القنبلة إلا بعد ابتعاد السفينة وتزود قنبلة الأعماق قبل إلقائها في الماء بصمامات تأخيرية بحيث تنفجر الصمامات وبالتالي تفجر القنبلة على عمق الغواصة المكتشفة وتؤثر على جسمها بقوة الإنفجار .
د. قنابل الأعماق النووية . هي عبارة عن الرؤوس النووية التي تحملها الصواريخ المضادة للغواصات إلى نقطة تقع فوق موقع الهدف حيث تحرر القنابل من الصواريخ وتسقط حرة في الماء وتغوص حتى عمق الغواصة المكتشفة ويتم إنفجارها تحت تأثير صمامات تأخيرية ، ومع أن قوة قنبلة الأعماق النووية صغيرة نسبياً وتقاس بعدد محدود من الكيلو طن ، فإن قطر تأثيرها يبقى كبيراً ويجعل من الضروري إطلاقها ضد هدف بعيد (40 – 50 كم) وابتعاد السفينة أو الغواصة التي تطلقها عن مكان الإشتباك في أقصى سرعة ، ويعتقد الخبراء العسكريون أنها ستكون من أوائل الأسلحة المشتركة في الحرب النووية نظراً إلى قدرتها على تدمير غواصات العدو النووية المسلحـة بصواريخ بالستية أو كروز وحرمانه بالتالي من أهم أسلحته الاستراتيجية وأكثرها خطورة .
ﻫ. هاونات قنابل الأعماق . مع نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت في تسليح الفرقاطات والسفن الهاونات وكان الغرض منها هو إطلاق قنابل الأعماق على مكان وجود الغواصة المعادية المكتشفة بالسونار دون أن تكون قطعة السطح فوق تلك الغواصة مباشرة وتوجد عدة أنواع لهذه الهاونات وهي :
(1) النوع البريطاني (سكيد وليمبو) ويصل مدى هذا النوع إلى 1000 متر وهذين النوع أحادي السبطانة .
(2) النوع الإيطالي (مينون) وهو ثلاثي وسداسي السبطانات ويصل مداه إلى 15000 متر .
(3) النوع الفرنسي وهو رباعي السبطانات ويصل مداه إلى 2750 متر .
و. الراجمات متعددة السبطانات . استناداً إلى الخبرات المكتسبة من استخدام البريطانيين في الحرب العالمية الثانية لراجمات تطلق قذائف صاروخية خفيفة زنة 25 كجم تبنت معظم البحريات هذا السلاح وطورت نماذج جديدة منه ، وتختلف القذيفة التي تطلقها الراجمة عن قنبلة الأعماق التي يطلقها الهاون حيث أن قذيفة الراجمة هي قذيفة صاروخية مزودة بمحرك نفاث يعمل بعد إنطلاق القذيفة ومن الراجمة ويعطيها سرعة توصلها إلى منطقة الهدف حيث تسقط في الماء ، وتستخدم الراجمات لتسليح الطرادات والمدمرات والفرقاطات وسفن الحراسة الخفيفة وهي تعمل بالارتباط مع سونار الكشف والحاسب الآلي المندمج مع نظام التحكم بإطلاق النيران ضد الغواصات ويتم تلقيم معظم الراجمات الحديثة آلياً بشكل يمنحها القدرة على تنفيذ رمايات كثيفة تغطي مساحة واسعة من منطقة الغواصة المكشوفة ، وتقسم الراجمات الحديثة إلى نوعين هما :
(1) راجمات قصيرة المدى يتراوح مداها بين 200 متر ، 300 متر .
(2) راجمات متوسطة المدى يتراوح مداها بين 300 ، 3600 متر ويصل المدى في الراجمات الروسية إلى 6000 متر .
ز. الألغام البحرية . تدخل الألغام البحرية في إعداد الوسائط السلبية للصراع ضد الغواصات وتستخدم في الممرات المائية الإجبارية ومداخل الموانيء أو لتشكل حواجز الحماية في مناطق العمليات بشكل يحد حرية عمل الغواصات ويقلل قدرتها على التسلل والمناورة ويتم زرع الألغام البحريـة بواسطة زارعات الألغام وسفن السطح والغواصات والطائرات .
ح. العموديات في مواجهة الغواصات . إن أهمية العموديات في مقاومة الغواصات تتزايد مع التطور المستمر لهذه العموديات حيث تتعزز قدرة العموديات الكبيرة على تغيير الموقع وسرعة الإقلاع والاستخدام الفعال للسونار وأجهزة الكشف الأخرى وقابليتها للتزود بالطوربيدات الخفيفة والقنابل المائية ، إضافة إلى السلاح الأشد فعالية وهو الصواريخ ، ولقد صارت العموديات الهجومية أداة فعالة للدفاع الجوي الاستطلاعي وتدمير الأهداف الثابتة والمتحركة وصنفاً هاماً من صنوف الطيران التكتيكي عموماً بعدما خضعت إلى تحسين نوعي كبير ، الأمر الذي كان لابد وأن يشتمل دورها في مكافحة الغواصات ، ولقد ازداد الطيران في مكافحة الغواصات أهمية مع تطور الغواصات نظراً لأهمية ميزات الطائرة مثل سرعة الحركة وقدرتها على قطع مسافات طويلة واستفادتها من التجهيزات الإلكترونية الفعالة والتسليح الفتاك وتستخدم الطائرات العمودية في بحثها عن الغواصات أجهزة متطورة لكشف أثر الممر الحراري الناجم عن تسخين محركات الرفع في الغواصات للمياه المجاورة لها أثناء إبحارها في الأعماق ، تستخدم الطائرات العمودية في تسليحها ضد الغواصات صواريخ هاربون وأكسوسيت وهيل فابر الليزري وتاو ولونج بوهيل ، إلى جانب أن الطائرات العمودية لها دور في بث الألغام البحرية المختلفة التي يمثل بعضها خطراً كبيراً على الغواصات حيث أنه يستقر على أعماق متفاوتة .

مفهوم العمل ضد الغواصات المعادية

11. كما ذكرنا سلفاً أن الغواصة هدف صعب المنال وتتسم بالمرونة والسرعة والقدرة على التملص والإختفاء تحت السطح وإذا كانت الغواصة مضطرة إلى الطفو فوق السطح للتزود بالوقود فإن الغواصة النووية غير ملزمة بهذا القيد ويمكنها البقاء تحت السطح طالما كانت ذخائرها ومخزوناتها من المياه والمواد الغذائية كافية لمتابعة مهماتها القتالية ولهذا كله يحتل كشف الغواصة مكانة خاصة في مجمل تطوير الصراع ضدها وهو عمل يتطلب المثابرة والصرامة والخبرة العالية والقدرة على تفسير أبسط المؤشرات واستثمارها لكشف وجود الغواصة المختفية وتحديد موقعها وهويتها وخط سيرها بدقة وتقدير نواياها في بعض الحالات .

12. تقوم طائرات الدورية البحرية بالبحث عن الغواصة اعتماداً على وسائطها الذاتية وعلى المعلومات التي تردها من السفن والطائرات والغواصات الصديقة ويتمحور تكتيكها خلال المرحلة الأولى من البحث حول تدابير الكشف السلبي الرامية إلى التقاط المؤشرات الدالة على وجود الغواصة مع بقاء الطائرة في وضعية الاختفاء أطول مدة ممكنة ، ولا تعتمد الطائرة إلى استخدام تدابير الكشف الإيجابي لتدقيق المعلومات وإكمالها إلا في مرحلة لاحقة ويكون نجاح الكشف في المرحلتين مرهوناً إلى حد بعيد بما ترتكبه الغواصة من أخطاء ناجمة عن قلة الحذر وإذا كانت أصوات محركاتهـا واهتزازات جسمها قابلة للكشف بنظام الكشف الصوتي السلبي فإن قيامهـا بالاتصالات اللاسلكية كافية لكشف وجودها عبر إلتقاط الموجات اللاسلكية الصادرة عنها .

13. تعتبر الغواصات أكثر فاعلية في استخدام محطة البحث الصوتي من سفن السطح حيث يمكنها تغير عمق الغطس وفقاً لدرجات الحرارة ولا يؤثر عليها الطقس العاصف كما أن الضجيج الصادر عنها أقل كثيراً من سفن السطح بالإضافة إلى أنها تعتبر هدفاً بعيد المنال بالنسبة للغواصة التي تهاجمها الطوربيدات ، ويوجد لدى بعض دول حلف الأطلسي غواصات مجهزة بمحطات بحث كبيرة وذات كفاءة عالية أكبر بكثير من محطات سفن السطح ومدى عمل مناسب ولقد أثبتت الغواصات كفاءة عالية في الصراع ضد الغواصات المعادية مما أدى إلى بناء غواصات متخصصة في تنفيذ هذه المهمة .

طرق ووسائل اكتشاف الغواصات

14. ليس من السهل اكتشاف الغواصات التي تستهدف مهاجمة إحدى القوافل ولو أن ذلك ليس مستحيلاً ومن ناحية أخرى فإن اكتشاف غواصة نووية صاروخية مختبئة على مسافة بعيدة من الهدف هو أمر في غاية الصعوبة ولحل هذه المشكلة يتجه تفكير المختصين في اتجاه واحد حتى الآن وهو متابعة كل غواصة نووية صاروخية معادية منذ مغادرتها القاعدة بواسطة سفينة مكافحة الغواصات وعند بداية الحرب يتم تدميرها بالطوربيدات على الفور ولكن من الواضح عدم إمكان تحقيق ذلك ، إن الوسائل الخاصة بالكشف الصوتي الموضوعة في قاع البحر أو المحيط تواجه هذه المشكلة بطريقة ما ولكنها في أفضل الحالات تدل فقط على مرور الغواصة فوقها إلى تلك المناطق حيث يمكن اكتشافها بباقي الوسائل ذات القدرة المحدودة .

15. تستطيع السفن والطائرات العمودية أن تبحث في مناطق صغيرة فقط إلا أن قدرتها على اكتشاف الغواصة الغاطسة على عمق كبير ليست مؤكدة بصورة كاملة ومن هنا يتضح أن اكتشاف الغواصة الصاروخية في الوقت الراهن يعتمد على الصدفة وحدها ومن المحتمل ابتكار طريقة جديدة تماماً خلال السنوات القادمة لاكتشاف الأهداف الغاطسة تحت السطح بشكل يسمح للمحافظة على مناطق شاسعة في الوسط المائي تحت المراقبة ، ولا شك أن العلماء يدرسون حالياً هذه المشكلة ولكن لم يظهر حتى الآن أي دليل يشير إلى إنجاح محاولاتهم ويتم في الوقت الحاضر دراسة طرق عديدة لاكتشاف الغواصات ولكنها تسمح بصورة أساسية باكتشاف الغواصات الموجودة فقط على السطح أو على عمق غير كبير ، إن استطلاع البحار والمحيطات بواسطة الأقمار الصناعية أمر ممكن تماماً ولكن لم يتم حتى الآن التوصل إلى طريقة لاكتشاف الغواصة الغاطسة بهذه الأقمار .

16. يعتقد المختصون أنه يمكن التغلب على هذه المشكلة باستخدام أشعة الليزر من الأقمار الصناعية والطائرات فإذا كان لهذه الأشعة القدرة الكافية لاستطاعت اختراق الوسط المائي ، وتجري الولايات المتحدة الأمريكية استخدام هذه الأشعة القادرة على اكتشاف الغواصة حتى 150 متراً ، وهناك محاولـة ابتكار طريقة لاستخدام الأشعة تحت الحمراء فمن المعلوم أن الغواصة أشد حرارة بكثير في الوسـط المائي المحيط بها والغواصـة النووية تلقي خلفها عادماً ساخناً .

17. إن الوسائل الحديثة التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء تستطيع اكتشاف حزم الحرارة كما أن درجة حساسية هذه الوسائل تتزايد باستمرار ولقد أصبح كاشف الأشعة تحت الحمراء المستخدم من الطائرات حيز الاستخدام الآن ولكن مدى عمله لا يزيد عن ميل واحد وللبحث في الأوساط البحرية الهائلة يلزم بالضرورة مدى عمل كبير أو الاستغناء عن ذلك باستخدام عدد كبير من الطائرات .

المستشعرات المستخدمة ضد الغواصات

18. إن الطريقة الرئيسية للسفن الحربية من كل الأحجام التي تكشف الغواصات تعتمد على الصوت أو على نظم السونار التي تنشر الأصوات تحت السطح ومن ثم تسجل الأصداء المرتجعة لتحدد إن كانت أهدافاً معدنية كبيرة كالغواصات تعكس الصوت ويمكن للحاسب الآلي الذي يؤازر الوسائل السونارية في تحديد طبيعة الصوت وتحديد اتجاهه وسرعته أيضاً .

19. كان السونار هو مستشعر فعال لدرجة عالية في كشف الغواصات إلا أنه يعتمد على انتشار الأمواج الصوتية النشطة التي يمكن أن يسمعها الهدف ، وهذه الأمواج الصوتية تحذر الغواصات المستهدفة بوضوح كما تدلها إلى مكان القوات الحربية المضادة للغواصات التي تطاردها ، أما البديل لذلك فهو أجهزة كشف الأصوات بصورة سلبية كالهيدروفون (جهاز سمع هوائي) الذي يتيح للمشغلين مراقبة الأصوات تحت السطح مثل مراوح الدفع والمحركات وحتى أصوات طاقم الغواصة وتتيح هذه الأجهزة لقوات الحرب المضادة للغواصات مطاردة الغواصات والبقاء غير مكشوفة مما يمنحها درجة من التخفية وهي تقترب من أهدافها .

20. يجري تركيب السونارات والهيدرروفونات بازدياد ضمن مجموعات تقطرها السفن الحربية وراءها من بعيد وهذا يزيد في دقة نظم السونار لأنها تبعد كاشفات الصوت بعيداً عن ضجيج السفن الحربية مما يخفض خلفية الصوت التي تولدها المحركات ومراوح الدفع والمعدات الأخرى في السفينة القاطرة لدرجة كبيرة ، وإن نشر سونار ثاني يتيح فرصة أفضل للأصداء المرتدة لتحديد موقع الغواصة وحركتها على المسافة البعيدة ، وإن استعمال مجموعات مقطورة يحسن من حماية السفينة .

21. "نتج شركة أطلس أكثر من 70 نظام سونار للحرب المضادة للغواصات وهي قيد الخدمة في جميع أنحاء العالم وتشمل هذه الأنظمة سونار منخفض التردد وهو سونار مقطور يمكن تنشيطه ، وصمم لمهام الكشف عن الغواصات على مسافات بعيدة جداً ، وقد صمم هذا السونار للعمل كجزء من نظام سونار مدمج للحرب المضادة للغواصات وله قدرات كشف متوسطة وبعيدة المدى لتستعمل ضد الغواصات الصامتة .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس