عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 10:47 AM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

النظم والوسائل الذكية المحمولة جواً

في إطار فكرة الجيش الذكي الصغير، تتجه الأسلحة الجوية إلى استخدام الطائرات الحديثة، وخاصة الأجيال الجديدة من المقاتلات، متعددة المهام، والمحملة في نفس الوقت بأجهزة حماية ذاتية، بالإضافة إلى الرادارات، والاتصالات، ووسائل الحرب الإلكترونية، والتسليح المرتبط بأنظمة إدارة النيران الآلية المتقدمة.

والمقاتلة الحديثة لا يجوز أن تتقدم في محيط عملياتي دون أن تحدد لنفسها مسارا يحتوى من كل جوانبه على عناصر الأمان، ولذلك فإن الإعداد المكثف للحرب الإلكترونية في إطار مهمة قتالية، يعتبر ذا أهمية قصوى بالنسبة لقائد الطائرة. والمعرفة الدقيقة لخصائص منظومات الأسلحة في ساحة المعركة، إضافة إلى تحديد مواقع الصواريخ والمدفعية المعادية، تسمح برسم مخطط طيران يغلب عليه طابع الأمان.

كما أن التزود بمستشعر متعدد الأشكال والمهام للإنذار المبكر، يسمح بالتأكد من وجود التهديدات المتوقعة، إضافة إلى الكشف عن التهديدات المجهولة والتعرف عليها، مع توفير معلومات دقيقة حول موقعها وبعدها عن الطائرة. وبذلك تتم السيطرة، في الوقت الحقيقي، على الوضع التكتيكي، لإنجاح المهمة المطلوبة من جهة، ولتجنب الخطر من جهة ثانية.

أولاً: المقاتلة الضاربة المشتركة

ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطوير طائرة مقاتلة للعمل مع كل من: سلاح الجو الأمريكي، وسلاحي البحرية ومشاة البحرية الأمريكية، في نفس الوقت. فهي مصممة لتحل محل الطائرة F-16 في القوات الجوية، والطائرة F/A-18C في البحرية، والطائرة "هارير" AV-8B في مشاة البحرية والقوات الجوية البريطانية. وهذه الطائرة أطلق عليها اسم "المقاتلة الضاربة المشتركة" Joint Strike Fighter JSF
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

والطائرة متعددة المهام JSF. وحجمها مماثل لحجم الطائرة "هورنت" F/A-18، وستضم أحدث تقنيات التخفي، وإلكترونيات الطيران "أفيونكس" Avionics، ويفترض أنها ستدخل الخدمة عام 2008م.

وستحل المقاتلة الجديدة محل سلسلة واسعة من الطائرات التي لها أحجام وأدوار مختلفة. وهذا يقلص تكلفة تطويرها، مقارنة بتطوير ثلاث طائرات مختلفة تماما. وهو الأمر الذي يجعلها جذابة لمتخذي القرار. والأمر يتطلب تطوير نموذج يرتفع بالدفع النفاث ليقدم إقلاعا قصيرا، وقدرة على الهبوط العمودي، وهذا يمثل تكلفة إضافية جوهرية.

ثانياً: نظام تخطيط الهجوم المتكامل

أكدت الحروب التي وقعت في العقد الأخير من القرن العشرين أهمية وجود نظام مبرمج بواسطة الحاسبات الآلية للتنسيق بين هجمات الصواريخ الطوافة، وهجمات طائرات البحرية، وهو ما يعرف باسم "نظام تخطيط الهجوم المتكامل"، ويمثل هذا النظام الأولوية في برنامج الجيل القادم للطائرات الهجومية للبحرية AX.

ثالثاً: عناصر الاستطلاع والإنذار المبكر المحمولة جواً
تتكون عناصر الاستطلاع والإنذار المبكر من طائرات الاستطلاع والإنذار المبكر، والطائرات من دون طيار. وتستخدم هذه العناصر مستشعرات رادارية، ذات مدى كشف بعيد، لتحديد الأهداف المعادية وتتبعها، أو مستشعرات حرارية، تجهز بكواشف Detectors الأشعة تحت الحمراء.

ومن أهم وأبرز البرامج الجاري تطويرها بالولايات المتحدة بهدف إقامة درع مضاد للصواريخ الباليستية، والتي تحوي أجهزة رصد واستشعار متعددة، بجانب الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة الأحدث تكنولوجيا، ما يعرف بـ "مركز القيادة المتكامل المتعدد الاستشعار المحمول جوا"، والمحمل في طائرة "بوينج ـ 777".

ويدرس حلف شمال الأطلسي "NATO" إقامة آلية الإنذار المبكر على المستوى التكتيكي لمواجهة تهديد الصواريخ التكتيكية الباليستية. وهناك اقتراح أمريكي، يقضي بتعزيز قدرات الإنذار للحلف وفقا لخطط موضوعة أصلا للخدمة في الولايات المتحدة.

رابعاً: برنامج الوسائل المشتركة لتحليل التضاريس

تطور القوات الجوية الأمريكية، بالاشتراك مع الجيش، برنامج حاسب Software يمكنه التنبؤ بمواقع الأهداف الأرضية الحساسة، مثل منصات إطلاق الصواريخ المتحركة، وأطلق عليه اسم "الوسائل المشتركة لتحليل التضاريس" Joint Terrain Analysis Tools: JTAT.

ويعتمد على دمج عدد من برامج قواعد المعلومات، التي يستخدمها الجيش الأمريكي في الحصول على معلومات استخبارات، للتنبؤ بالمواقع، التي يحتمل أن يخفي فيها العدو مركبات، مثل منصات إطلاق الصواريخ المتحركة.

وعلى الرغم من أن منصات الاستطلاع يمكنها كشف الصواريخ بمجرد إطلاقها، فإن القوات المسلحة الأمريكية تواجه صعوبة في اكتشاف منصات الإطلاق، وخاصة إذا تم إخفاؤها أو تمويهها. وهذا البرنامج يمثل محاولة لتدمير الأهداف، التي تتطلب رد فعل مباشر، لأنها تمثل خطرا واضحا وفوريا، ويمثل اصطيادها فرصة ثمينة.

خامساً: الطائرات من دون طيار

الطائرات من دون طيار، الموجهة عن بعد، والتي يطلق عليها أحيانا "الطائرات غير المأهولة"، أو " المركبات الجوية الآلية"، عبارة عن طائرات، توجه بواسطة موجه في محطة أرضية، أو في سفينة، أو بواسطة حاسب آلي مبرمج موجود على متن الطائرة نفسها. وتزود الطائرة بمعدات إلكترونية لجمع البيانات عما تشاهده حولها، ومعدات استقبال. ويستخدم في توجيه هذه الطائرة موجات الميكروويف.

ففي عملية القوة المتحالفة في كوسوفو دفعت الطائرات من دون طيار، بأسلوب التوجيه عن بعد، من محطات أرضية، ودخلت في مناطق كانت تشكل خطرا كبيرا على الطائرات المقاتلة، التي يقودها طيارون، على ارتفاعات منخفضة، وبالتالي جعلت هؤلاء الطيارين يعملون بأمان على الارتفاعات العالية، لتنفيذ مهامهم.

وقد نشر حلف شمال الأطلسي العديد من هذه الطائرات، التي شملت طائرة الجيش الأمريكي "هنتر" Hunter من صنع شركة TRW، وطائرة سلاح الجو الأمريكي "بريديتور" Predator RQ-1A وطائرة الجيش الألماني CL-289، وكان دور طائرات التجسس هذه هو البحث عن الأهداف العسكرية المعادية، وقد أدت الطائرات مهامها ليلا ونهار، من خلال طيرانها فوق رقعة عريضة من المسرح لكشف مناطق الأهداف المحددة، وإرسال الصور التي تلتقطها إلى القادة في المحطات الأرضية.

وبالإضافة إلى دورها في تحديد الأهداف، كانت هذه الطائرات تقوم بمراقبة نجاح الضربات الجوية، كما أنها كانت تقدم تقييماً فورياً للضرر الذي يصيب الأهداف، بدون تعريض أرواح الطيارين للخطر.

ومن خلال العديد من المهام أثبتت هذه الطائرات جدواها وهى ترافق أكثر من 400 من طائرات الهجوم والإسناد الأمريكية و200 طائرة أخرى من طائرات القوات المتحالفة، ضمن قوات حلف شمال الأطلسي في يوغسلافيا.

وقد أجرت وزارة الدفاع الأمريكية استعراضا لوقائع عملية القوة المتحالفة، وكان في مقدمة المواضيع التي تناولها هذا الاستعراض استخدام الأنظمة والتقنيات الجديدة، وجاء بالدراسة أن الطائرات من دون طيار كانت عنصرا مهماً في عملية القوة المتحالفة، وأن تأثيرها سيخضع بالتأكيد للدراسة، وكان الهدف من هذا الاستعراض هو تجهيز القوات المسلحة الأمريكية لخوض الحروب المستقبلية، وذلك من خلال تحديد ما كان مفيدا وما لم يكن كذلك خلال هذه العملية.

وتعمل وزارة الدفاع الأمريكية بجد في تطوير نوعين من الطائرات من دون طيار لدعم التصور المشترك لعام 2010م الخاص بالسعي نحو التفوق المعلوماتي. وهذان النوعان هما الطائرات من دون طيار التكتيكية، والطائرات من دون طيار التي لها قدرة على التحمل على الارتفاعات العالية High Altitude Endurance: HAE.

· الطائرات HAE

الطائرات HAE ستكون موجودة على مستوى مسرح العمليات، تحت السيطرة الكاملة لقائد قوات المهام المشتركة، ومن شأنها أن تؤمن المراقبة، على مساحة واسعة فوق ميدان القتال. أما الطائرات من دون طيار التكتيكية، فستكون تحت سيطرة قادة أدنى من ذلك، مثلا القادة على مستوى الكتيبة، ومن شأنها أن تؤمن تغطية ذات تركيز اكبر.

والطائرات HAE، عبارة عن نظام استطلاع متطور، محمول جوا، تمثله الطائرة "جلوبال هوك" Plus Global Hawk،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وينصب هدف هذا النظام نحو العديد من متطلبات الخدمات العسكرية، والتي تختص بقدرة المراقبة، بعيدة المدى، وقدرة تصوير مساحات واسعة، دعما لقائد مسرح العمليات.

والطائرة عبارة عن تصميم تقليدي لطائرة ذات بدن وجناح وذيل، تعمل بمحرك نفاث، ومهيأة لحمولة صافية، ومدى، وقدرة تحمل معينة، وهى من فئة 24 ألف رطل، وتعمل على ارتفاع 65 ألف قدم، بقدرة تحمّل تصل إلى 12 ساعة.

أما من ناحية الحجم، فيبلغ طولها 44 قدما، وباع جناحها 116 قدما، وهى في حجمها مشابهة لطائرة التجسس U-2، وتبلغ حمولتها الصافية 2000 رطل، وتحمل الرادار، وأجهزة استشعار كهروبصرية/ حرارية، وهى تستطيع بالرادار أن تقوم بمسح منطقة تصل إلى 40 ألف ميل بحري في اليوم، بدرجة دقة أفضل من 3 أقدام.

والطائرات تحلق على الارتفاعات العالية، وتستطيع، عند بدء أي نزاع، أن تعمل من على بعد، مؤمنة استطلاعا مبدئيا لمنطقة العمليات، بدون أن تتسبب في إثارة العدو، وعندما تتصاعد حدة النزاع تستطيع هذه الطائرات أن تحافظ على المراقبة المستمرة، مقتفية أثر جميع حركات العدو، مما يمكّن من تهيئة خطط القتال على أفضل وجه، مع اختيار الأهداف بدقة.

أما إذا تطور النزاع إلى حرب فيمكن لهذه الطائرات أن تؤمن المعلومات الخاصة بجودة التسديد، سواء بالنسبة للطائرات الهجومية، أو الصواريخ الطوافة، كما يمكنها متابعة الهجمات، حتى مرحلة تقويم الأضرار، التي أصابت الأهداف بعد الهجمات.

والمعلومات الدقيقة أثناء الحرب يمكنها أن تؤمن الفوز، فالمعلومات الدقيقة والسريعة يمكنها أن تقرر مصير الحملات، أي أن المعلومات الدقيقة يمكنها أن تحقق الانتصار الحاسم، والطائرات ذات التحمل على الارتفاعات العالية تساعد في التأمين بالمعلومات.

سادساً: أسلحة الطاقة الإشعاعية المحمولة جوا

تعتمد أسلحة الطاقة الإشعاعية على أنظمة أشعة موجهة، عالية الطاقة، مثل أشعة الليزر، وذلك بعد نجاح الأبحاث الخاصة بإنتاج ليزر الإلكترون الحر، حيث أصبح بالإمكان تطوير نظام تسليح شعاعي، محمول جوا، يمكنه اعتراض الصواريخ المعادية في الجو. وقد كانت الولايات المتحدة رائدة في هذا المجال عندما تمكنت من تطوير مولد الشعاع عالي القدرة، تقترب قدراته من الشعاع المطلوب، بوصفه سلاحاً مضاداً للصواريخ.

ويعتبر الليزر وسيلة فعالة للدفاع ضد الصواريخ الموجهة العابرة للقارات. فأشعة الليزر تقطع المسافة من قاعدة الإطلاق إلى الصاروخ المعادى في أجزاء من الثانية، بدلا من الدقائق التي تلزم أي صاروخ مضاد للصواريخ لقطع نفس المسافة.

وتستطيع أشعة الليزر عالية القدرة أن تخترق ألواح الصلب التي يتراوح سمكها ما بين 1.5ـ 2 مم، وفي حالة اصطدام هذه الأشعة بمخزن الوقود في الصاروخ، فإن ذلك يؤدى إلى رفع درجة حرارة الوقود وتفجيره مع الصاروخ كله.

ويتم توليد شعاع "ليزر اليود والأكسجين الكيماوي" Chemical Oxygen Iodine Laser وهذا النوع من أشعة الليزر يتميز بإمكانية إنتاجه في طبقات الجو العليا، كما يتميز باستمراره لفترات طويلة، وهو ما يساعد على توليد شعاع جيد، لمسافة طويلة، تخدم أغراض استخدامه من منصات محلقة جوا.

سابعاً: تجارب الليزر المحمول جوا

كانت تجارب استخدام سلاح الليزر في الولايات المتحدة الأمريكية قد نجحت في تدمير خمس طائرات موجهة من دون طيار من طراز PMQ-34، وكذلك صاروخ من طراز Vandal. وفي إطار مبادرة الدفاع الإستراتيجي Strategic Defense Initiative : SDI الأمريكية، والتي عرفت باسم "حرب النجوم"، أجريت عدة تجارب منها:

1. في عام 1982م، نجح شعاع من الليزر في تدمير صاروخ أرض/ أرض من طراز "ثور" على قاعدة الإطلاق.
2. تمكنت طائرة أمريكية في عام 1983م من تدمير طائرة من دون طيار، بواسطة جهاز يعمل بأشعة الليزر.
3. في عام 1983م، استخدمت أشعة الليزر، ذات الطاقة العالية، في إصابة صاروخ جو/ جو من طراز "سايدويندر" Sidewinder
4. في 19 سبتمبر 1985م، تمكنت أشعة الليزر من تدمير صاروخ من طراز "تيتان" Titan، وهو على قاعدة الإطلاق على الأرض.

ثامناً: النظام الأمريكي لليزر المحمول جوا

تطور القوات الجوية الأمريكية نظام الليزر المحمول جوا،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

، الذي يحلق فوق مسرح العمليات، على ارتفاع 40000 قدم لاصطياد الصواريخ، أو الأهداف الجوية الأخرى. ويعمل النظام وفقا للخطوات التالية:

1. يحتوى النظام على 6 مستشعرات، تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وتسمى "مستشعرات البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء" Infrared Search and Track Sensors IRSTS لاكتشاف وتتبع الأهداف في مرحلة الإطلاق الأولى.
2. تقوم هذه المستشعرات بنقل البيانات لمحدد المدى الليزري منخفض الطاقة.
3. ينقل محدد المدى الليزري هذه البيانات إلى جهاز الليزر، الذي يقوم بإضاءة الهدف في أحد نقاطه الضعيفة، مثل منطقة خزان الوقود، كما يقوم بقياس نقاط الخلل في المسار الجوي، الذي سيتبعه الشعاع القاتل.
4. يستخدم النظام كل هذه البيانات في توجيه المرآة العاكسة، التي تتولى توجيه الشعاع القاتل، ثم يتم بعد ذلك إطلاق خليط من الكلورين والأيودين وماء الأكسجين، وهذا الخليط هو الذي يولد الشعاع القاتل عالي القدرة.
5. يعبر الشعاع القاتل ماسورة التوليد.
6. في خلال عبور الشعاع في الجو، يتم تركيزه، وهذا الشعاع غير مرئي للعين الآدمية.

وينتظر أن تتوفر قدرة عملياتية مبدئية للبرنامج بحلول عام 2013م. ويذكر أن التكلفة الإجمالية للبرنامج تصل إلى 11 مليار دولار، متضمنة تشغيل وصيانة النظام لمدة 20 عاما.

وسيحمل النظام على الطائرة "بوينج "، وسيمكن للطائرة توجيه نظم اعتراض أخرى لمهاجمة الهدف، مثل الصاروخ "باتريوت" Patriot، أو الطائرة المقاتلة التكتيكية F-22،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حيث يقوم النظام الليزري، المحمول جوا، باكتشاف الصواريخ المحمولة على وسائل نقل متحركة، في أماكن تمركزها في عمق العدو.

تاسعاً: الذخائر "الذكية" التي تطلق من الجو

إن الدور الرئيسي للقوات الجوية هو تدمير أهداف على الأرض، ذات قيمة كبيرة. وحيث إن الدفاعات الجوية أصبحت تتصف بمزيد من الفعالية، فإن أسلحة الجو تسعى إلى الحفاظ على فعالية غارات طائراتها، وذلك بتطوير مقذوفات "ذكية"، تطلق من بعد، ومن خارج غطاء الدفاعات الجوية المعادية.

وحيث إنه من الضروري للطائرات التي تقوم بعملية الاعتراض أن تطلق صواريخها قبل الاشتباك، فإن الطيار يحتاج إلى صواريخ لها القدرة على الاستجابة بسرعة متناهية، وتتميز بالسرعات والمناورات العالية، لضمان إصابتها للأهداف المعادية.

1. ذخيرة الهجوم المباشر المشتركة

من أحدث الذخائر "الذكية"، التي تطلق من الجو، والتي يكمن ذكاؤها في دقة التوجيه، يمكن ذكر "ذخيرة الهجوم المباشر المشتركة" Joint Direct Attack Munition: JDAM ، التي استخدمت في المعركة، لأول مرة، خلال عمليات القوات المتحالفة في يوغسلافيا، وهى العمليات التي شنها حلف شمال الأطلسي ضد الصرب في البلقان. وقد ألقت هذه القنابل طائرات سلاحي الجو والبحرية الأمريكية، بما فيها القاذفة الخفية الحديثة، طراز B-2، التي يمكنها إطلاق حتى 16 قنبلة.

وقد شرع مسؤولون رسميون عن البرنامج بإجراء تحليل للبدائل المقترحة لإجراء تحسينات مختلفة لمجموعة التوجيه المتعلقة بالذخيرة JDAM، والمثبتة حاليا على قنابل طراز MK84، التي تزن أكثر من 900 كجم. وتتضمن التحسينات، زيادة الدقة والمدى، وإضافة أجنحة سهلة النشر للذخيرة، بحيث يزداد مداها من 16 ـ 24 كم حاليا، ليصبح 96كم.

2. الصاروخ AIM-9X

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير جيل جديد من الصواريخ جو/جو الذكية، القصيرة المدى، تحت اسم AIM-9X، والتي يتمثل ذكاؤها في قدرتها على تدمير الصواريخ الطوافة، وسيتضمن هذا الجيل نفس المحرك الصاروخي للصاروخ AIM-9M، وطابة تفوق المستخدمة في الصاروخ AA-11 الروسي، والصاروخ "ميكا" MICA الفرنسي. ومن المتوقع أن يحل الصاروخ الجديد محل الصاروخ الحالي من نوع AIM-9M "سيد ويندر" Sidewinder، .

عاشراً: تقنية صواريخ السيادة الجوية

في طليعة صواريخ جو/ جو التي تصل لما وراء مرمى البصر Beyond Vision Range Air- to-Air Missile: BVRAAM يبرز الصاروخ جو/ جو، متوسط المدى، المتقدم "أمرام" AMRAAM طراز AIM-120، وقد خلف هذا الصاروخ سلفه Sparrow AIM-7 بوصفه صاروخاً قياسياً، في فئة الصواريخ التي تصل لما وراء مرمى البصر في القوات الجوية الأمريكية.

وتقوم شركة "بوينج" بتنفيذ برنامج "تقنية صواريخ السيادة الجوية" Air Superiority Missile Technology: ASMT الذي يتضمن تطوير فتحات النفث، والطيار الآلي الجديد، وأساليب توجيه متقدمة لتحسين كل من مستوى المناورة والحجم والمدى للصاروخ، مما سيزيد من مستوى ذكاء الصاروخ.

وكل هذه التقنيات ستحقق للصاروخ العمل بزاوية هجوم 90 درجة، بعد ثانية واحدة من الإطلاق، ثم يدور 360 درجة في أقل من ثلاث ثواني، وبعد ذلك يمكنه الاشتباك مع الأهداف على مديات أكبر من 40 كم في الاتجاه الأمامي، و25 كم في اتجاه الخلف. أما الباحث الذي يستخدم تقنية المصفوفات التطابقية، فسيمكن الرادار من العمل في مجال تزيد زاويته على 155 درجة من المحور.

1. الصاروخ "ميكا" MICA

يعد الصاروخ "ميكا"، الذي تنتجه شركة "ماترا" Matra الفرنسية،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من الصواريخ التي دخلت الخدمة حديثا على مقاتلات سلاح الجو الفرنسي، على الطرازات المختلفة من عائلة "ميراج-2000"، كما ستزود به المقاتلات الحديثة "رافال".

ويتم استخدام هذا الصاروخ في عمليات القتال المتلاحم، ذات المدى القصير، وعمليات الاعتراض ذات المدى البعيد. وهو صاروخ متعدد المهام، ويتم التحكم في مساره آليا. ولقد أنتج من هذا الصاروخ طرازان يختلفان في نظام التوجيه المستخدم في تتبع الهدف: فالطراز الأول يستخدم الرادار النبضي، بينما يستخدم الطراز الثاني باحثا حراريا عن الصور بالأشعة تحت الحمراء، على موجتين طويلتين، لتمييز الأجسام المتوهجة المزيفة.

ويتميز الصاروخ "ميكا" أيضا بقدرة عالية على المناورة وبمرونة فائقة، مما يسمح باستخدامه في جميع الظروف الجوية، وفي إصابة الأهداف المرتفعة والمنخفضة، والأهداف ذات المدى البعيد، وبحد أقصى 60 كم، وذلك نتيجة لتصميمه الايروديناميكى، الذي يتضمن أجنحة خلفية طويلة، وأسطح تحكم خلفية فاعلة.

2. الصاروخ "ماجيك-2"

تنتج شركة "ماترا ـ بريتش ايروسبيس ديناميكس" الصاروخ "ماجيك ـ 2"MAGIC- 2 MK2 الذي يعتبر من أنجح الصواريخ القصيرة المدى، والتي تستخدم خلال عمليات الالتحام بين المقاتلات. ولقد زود الصاروخ بنظام للبحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وسجل نسبة إصابة بلغت 90 في المائة في تجارب الطيران التي أجرتها القوات الجوية الفرنسية.

ويراوح مدى هذا الصاروخ ما بين 500 م و20 كم، وسرعته ضعف سرعة الصوت، ويزن 89 كجم، ويستخدم الوقود الصلب. ويتم التحكم في مسار الصاروخ على ثلاثة محاور، لضمان دقة المناورة وسرعة الاستجابة للإرشادات، مما يسهم في أداء نظام الطيران الآلي، وإحكام توجيه الصاروخ إلى منطقة التفجير المحيطة بالهدف.

3. الصاروخ "ميتيور"

قررت المملكة المتحدة تبنى الصاروخ "ميتيور" Meteor لتغطي احتياجاتها من الصواريخ التي تطلق من خارج مدى الرؤية،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهو صاروخ أسرع من الصوت، بفضل نظام الدفع الحديث المجهز به، والذي يزيد من سرعة ومدى اشتباك الصواريخ جو/ جو، مما يقلل منطقة الهروب للهدف.

ويفترض أن يدخل الصاروخ الخدمة في القوات الجوية الملكية البريطانية عام 2008م بوصفه سلاحاً للسيطرة الجوية الأساسي، على متن طائرات "يوروفايتر". كما أن ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا قد أعلنوا عن رغبتهم في الحصول على هذا الصاروخ لتزويد مقاتلاتهم "يوروفايتر" به،

في نفس، الوقت أعلنت فرنسا عن رغبتها في أن تزود بها طائراتها "ميراج ـ 2000 " و"رافاييل"، كما تنظر السويد في إمكانيات استخدامه لتسليح مقاتلاتها من طراز "جريبين" Gripen، الأمر الذي قد يدفع جميع مستوردي تلك الطائرات للاهتمام بهذا الصاروخ.

4. الصاروخ "أسرام"

استطاعت شركة "ماترا" تطوير الصاروخ جو/ جو قصير المدى المتطور "أسرام" Advanced Short Range Air to Air Missile: ASRAAM ،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لسلاح الجو الملكي البريطاني، ليستخدم مع المقاتلة "يوروفايترـ 2000" المتعددة المهام.

ويستجيب هذا الصاروخ للمعلومات التي تنتقل إليه من الطائرة، هذا بالإضافة إلى قدرته الذاتية على الانطلاق بعد اكتشاف الأهداف من خلال الباحث في داخل الصاروخ، والذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، كما أن الصاروخ يتمتع بسرعة عالية، وهو مزود بنظام توجيه حراري. ويمكن للمقاتلات التي تستخدم صواريخ من طراز "سايدويندر" Sidwinder أو "امرام" AMRAAM أن تزود بهذا الصاروخ، من دون أية تعديلات، مما يخفض تكلفة تشغيل الصاروخ.

 

 


   

رد مع اقتباس