عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 12:14 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الباب الأول: وفيه تناول المؤلف عبر ثلاثة فصول: (مفهوم السلم في الفكر الإسلامي والفكر الغربي):

الفصل الأول: وفيه يستعرض: (تطور مفهوم السلم في الفكر الإسلامي) بدءاً بعصر النبوّة الذي تحقق فيه السلم الداخلي والسلم الخارجي بكل معنى الكلمة، فعلى المستوى الداخلي كانت مرحلة ما قبل الهجرة مرحلة تحمّل من المسلمين لأذى الكفّار وتعذيبهم دونما ردّ من جانب المسلمين، ثم جاءت مرحلة الهجرة إلى المدينة وبدأها الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعقد (وثيقة المدينة) لتنظيم العلاقات بين المسلمين واليهود. وعلى المستوى الخارجي، حرص الرسول (صلى الله عليه وسلم) على إرسال الرسل والكتب إلى ملوك وحكام الدول الكبرى المحيطة به آنذاك (الروم، والفرس، والأقباط، والأحباش) يدعوهم للإسلام والسلام، ولم يستجب منهم أحد، وكان في رد بعضهم إعلان للحرب على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ورسالته.

وعلى هذا النهج من نشر السلم الداخلي والخارجي سار الخلفاء الراشدون (رضي الله عنهم)، فكانت حرب (أبي بكر) (رضي الله عنه) ضد المرتدين دعماً للأمن الداخلي، وكانت وصاياه لقادة الجيوش الإسلامية بالحرص على السلام، وعدم إراقة الدماء البريئة للنساء والأطفال والشيوخ، وعدم إهلاك الحرث والنسل، والحرص على دعوة من يقاتلونهم قبل بدء الحرب، وقبول الصلح مع من وافق منهم على دفع الجزية، دعماً للسلم الخارجي وبناء جسور للعلاقات الحسنة مع الشعوب. وتبرز في هذا السياق (العُهدة العمرية) التي أعطاها الخليفة (عمر بن الخطاب) (رضي الله عنه) لمسيحي مدينة القدس عندما طلبوا منه أن يحضر بنفسه لتسلم المدينة ويتعهد لأهلها بالحرية الدينية والأمان على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم.

ويتابع المؤلف تطور مفهوم السلم في العصور الإسلامية الوسطى (الأموي، والعباسي، والمماليك، والسلاطين)، فيوضّح أن العصر الأموي غلب عليه الطابع العسكري بين المسلمين وغيرهم من الشعوب، نظراً لاستمرار حركة الجهاد والفتوحات العسكرية؛ أما العصر العباسي فكادت العلاقات أن تعود إلى نهجها الإسلامي الأول، حيث توطدت العلاقات السياسية بين المسلمين والبيزنطيين، رغم محاولات بعض الدول الأوروبية استغلال الخلاف العباسي ـــ الأموي (في الأندلس) لإزكاء الصراع وإشعال الحروب.

وقد سار الفاطميون على النهج العباسي، وكذلك المماليك والسلاطين، ففي عصر السلاجقة، قام السلطان السلجوقي (إلب أرسلان) بإطلاق سراح ملك الروم (دومانوس) بعد أسْره، حقناً للدماء ووقف الحرب بين البيزنطيين والمسلمين، وفي عصر الدولة الأيوبية، حرص (صلاح الدين) على المعاملة الطيبة والتسامح الظاهر مع خصومه عندما استسلمت له مدينة (القدس) فدخلها دون إراقة دماء، على العكس تماماً مما فعله الصليبيون عندما استولوا عليها عام (492هـ/1099م)، حيث فتكوا بآلاف المسلمين العزّل.

وشهد هذا العصر توقيع الاتفاقات والمعاهدات بين مصر المملوكية وغيرها من الدول، كجمهورية (البندقية) في عهد (صلاح الدين)، وجمهورية (فلورنسا) في عهد (قايتباي)، وإن كان أشهرها هو الاتفاقية التي وقعت بين مصر المملوكية ومملكة (اراعون) الأسبانية في القرن الثالث عشر الميلادي.

وتنتهي هذه المرحلة التاريخية بالعصر العثماني الذي غلب فيه الطابع السلمي للعلاقات الدولية بين العثمانيين وغيرهم؛ وشهد معاهدات سياسية وعسكرية مع بعض الدول الأوروبية، مثل (معاهدة لافوريه)، التي عقدت بين السلطان (سليمان القانوني) و (فرانسوا الأول) ملك فرنسا عام (1835م) التي منحت للفرنسيين امتيازات عديدة عرفت بــ (الامتيازات الأجنبية).

ويصل المؤلف بمتابعته إلى: (مفهوم السلم في العلاقات الدولية للعالم الإسلامي في العصر الحاضر)، فيشير إلى محاولات السعي إلى إقامة رابطة إسلامية جامعة أو وحدة إسلامية يتم من خلالها التعامل مع العالم الغربي وفق مبادئ الإسلام التي كانت مطبقة من قبل، ولكن هذه المحاولات لم تحظ بالنجاح بسبب نفوذ الموالين للفكر الغربي وتمكنهم من مقاليد السلطة من جهة، وبسبب عدم نضج المشاريع التي طرحها المفكرون المسلمون في هذا الشأن من جهة أخرى. إلاّ أن ذلك لم يمنع من قيام علاقات بين الدول الإسلامية وغيرها منذ أوائل القرن العشرين، حيث تسهم الدول الإسلامية ــ وعددها (56) دولة تمثل (30?) من أعضاء المنظمة الدولية ـــ في إرساء قواعد القانون الدولي؛ وهو ما أكدته (منظمة المؤتمر الإسلامي) في كثير من مؤتمراتها، وبخاصة (مؤتمر جاكرتا عام 1424هـ/2003م).

الفصل الثاني: خصص المؤلف هذا الفصل لتناول: (السلم في الفكر الإسلامي) من زاويتين هامتين، إحداهما تتعلق بمفهوم السلم، والثانية تتعلق بضمانات السلم، ففيما يتعلق بالزاوية الأولى استقصى المؤلف (التراث الفقهي الإسلامي) فوجد أن آراء الفقهاء القدماء، أمثال: (الشافعي، والشيباني، والشيرازي ... وغيرهم) كانت تؤيد فكرة الحرب الدينية علي غير المسلمين، حتى ولو لم يبادروا بحرب المسلمين، ليدخلوا في الإسلام ــــ باعتباره الدين الذين ينقذ العالم من ضلالاته ـــ أو يعطوا الجزية مقابل بقائهم على دينهم. ويذهب المؤلف إلى أنهم قد كوّنوا رأيهم هذا نتيجة تأثرهم بظروف المرحلة الزمنية التي عاشوها والتي شهدت استمرار الحروب بين الدولة الإسلامية وغيرها من الدول، وأن هذه الآراء قد تم توارثها، وبمرور الزمن حظيت بقدسية لدى الناس حتي اعتبرت جزءاً من موروث الشريعة؛ ولكن بالنظر إلى أن الفقه الإسلامي يتمتع بالمرونة ويتقبل التطورات الحديثة وأن الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان، فقد صدرت آراء فقهية حديثة تخالف الآراء السابقة وتتواءم مع المتغيرات الدولية الحالية حسب رأي المؤلف.

كما استقصى (مفهوم السلم في الفلسفة السياسية عند المسلمين) فوجد أن هناك عدة نظريات متداولة تعكس هذه الفلسفة، وهذه النظريات هي:
النظرية الأولى: أن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هي (علاقة الحرب)، وقد ظلت هذه النظرية سائدة لعدة قرون بين كثير من فقهاء المسلمين، وتبعهم في ذلك بعض العلماء المعاصرين، ومنهم: الدكتور عبدالكريم زيدان، وسيد قطب، وأبو الأعلي المودودي، وتقي الدين النبهاني، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالعزيز السليمان، والشيخ صالح اللحيدان. وقد عرض المؤلف آراء هؤلاء العلماء والأدلة التي استندوا إليها من الكتاب والسنّة والإجماع وقام بتفنيدها من وجهة نظره.

النظرية الثانية: ويرى أتباعها أن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هو (السلم)، ويذهب المؤلف إلى أن أنصار هذه النظرية هم (أغلب) الفقهاء والباحثين المسلمين، وينقل عن أحدهم أن ذلك هو (رأي الجمهور)، بل إن ذلك (واجباً) على المسلمين، وفي هذا ينقل عن شيخ الأزهر الـسابق (الشيخ جاد الحق) قوله: «أصبح واجباً على المسلمين أن يقيموا علاقات المودة والمحبة مع غيرهم من أتباع الديانات الأخري، والشعوب غير المسلمة نزولاً عند الأخوة الإنسانية» منطلقاً من الآية الكريمة: «يَاأَيُّها النَّاسٌ إِنَّا خلَقْنَاكُمْ منْ ذَكَرٍ وَأَُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبيرٌ»، وقد أورد المؤلف الآيات والأحاديث النبوية التي اعتمد عليها أصحاب هذا الرأي، وعقّب عليها بالاتفاق معها والتأييد لها.


 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس