عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 12:11 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

عرض الكتاب

الكتاب الذي نعرضه في هذا العدد هو رسالة علمية تقدم بها معدّها (الدكتور: محمد سيد نوري البازياني)، إلى (الجامعة العالمية للعلوم الإنسانية) بلندن، قسم (فلسفة القانون) عام 2006م، ونال بها درجة الدكتوراة، ومن ثم فهو مؤلَّف علمي أكاديمي معتمد، وقد صدر في طبعته الأولى عن (دار المعرفة) للدراسات والنشـر، بيروت ـــ لبنان، عام 1428هـ/2007م، في (317) صفحة من القطع المتوسط.

ويتألف كتاب: (مفهوم السلم في الفكر الإسلامي) من: مقدمة، وباب تمهيدي، وبابين رئيسين، اشتملا على خمسة فصول، تضمن كل فصل منها العديد من المباحث التي تناولت ــ في تسلسل تاريخي، موضوعي، تحليلي، مقارن ـــ الأفكار والآراء والنظريات المتعلقة بمفهوم السلم عند المسلمين وغيرهم من الأمم. وقد أوضح المؤلف في مقدمة الكتاب أهمية الموضوع الذي يتناوله، والمناهج العلمية التي اتبعها لإعداده، والمنهج التأليفي لعرض موضوعه.

الباب التمهيدي: وقد استعرض فيه المؤلف مفهوم السلم لدى الحضارات والأمم القديمة من (سومريين، وآشوريين، وبابليين، وقدماء مصريين، وصينيين قدماء، وفرس، وهنود، ويابانيين قدماء، ويونانيين قدماء، ورومان، وعرب ما قبل الإسلام)؛ ثم تتبع مفهوم السلم في العصور الوسطى ــ ما بين سقوط الامبراطورية الرومانية عام 476م إلى فتح المسلمين للقسطنطينية عام 1453م ــ وأوضح مدى تأثره بالكنيسة الكاثوليكية التي هيمنت على الدول الأوروبية خلال هذه المرحلة، وكوّنت ما يسمى بالأسرة الدولية المسيحية)، و جعلت السلم مقصوراً عليها دون سواها من الشعوب غيرالمسيحية، وخصوصاً الشعوب الإسلامية التي كانت خصماً لدوداً لتلك الدول وعدوّاً أولاً تجب مقاتلته، كما حدث في الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر الميلادي.

من طرف آخر، تدخلت الكنيسة في كافة الشؤون الداخلية لتحقيق السلم الداخلي وفق رؤيتها، وأدي هذا التدخل إلى صراعها أولاً مع أمراء الإقطاع لتأكيد سيادتها على الشعوب، ثم صراع الدول المسيحية ضد الكنيسة لتستقل من سلطة البابا (الدينية) وتضعها في يد الامبراطور الذي يمثّل السلطة الزمنية (المدنية)، الأمر الذي أوجد حالة من الفوضى والصراع والحروب الطويلة، ومنها حرب الثلاثين سنة (1618 ـــ 1648م) التي اشتعلت بين الكاثوليك والبروتستانت، والتي انتهت بمعاهدة (وستيفاليا).

وقد برزت خلال هذه المرحلة بعض المحاولات القانونية لتنظيم العلاقات الدولية السلمية والعلاقات الداخلية بين الشعوب وقادتها، غير أنها اصطدمت بأفكار (ميكافيلي) الذي أباح ــ في كتابه الشهير (الأمير) ـــ للأمراء أن يُظهروا لرعاياهم أو أعدائهم الرحمة والسلام والود، ويفعلوا عكس ذلك تماماً متي دعت المصلحة؛ وكان لشيوع أفكاره بين الساسة والقادة العسكريين دوره في انتشار الفوضى الأخلاقية، وغلبة القسوة والوحشية على الحروب .

وإزاء هذا الوضع المتردي، ظهرت فئة من القانونيين المعارضين لأفكار (ميكافيلي) وأتباعه، وأسفرت جهودهم عن وضع (مبادئ) للقانون الدولي العام على يد القانوني الهولندي (جرسيوس)، الذي يُعرف لدى كتّاب الغرب بــ (أبي القانون الدولي العام)، حيث بحث في مفهوم الحرب العادلة وحصر أسبابها في: الدفاع المشروع، والمطالبة بالحقوق المكتسبة؛ وطالب بمعاقبة الجرم الدولي، وإقرار العقوبة الدولية بوساطة الدول المحايدة ... وغيرها من الأفكار التي تبلورت بصورة أوضح على أيدي من جاء بعده من قانونيين، أمثال الإنجليزي (سيلدن) الذي أخرج القانون الدولي من سياقه الديني المسيحي وأضفى عليه صبغة (العلمانية) وجعل منه علماً مستقلاً .

وكانت أبرز القواعد السلمية التي انبثقت عن القرون الوسطى فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والقانون الدولي العام: إلغاء الحروب الداخلية، وتعزيز حرمة السفراء، وإقامة السفارات الدائمة بين الدول؛ وبروز الأشكال القانونية الدولية ممثلة في الاتفاقيات التي عقدت بين بعض الدول بخصوص الملاحة البحرية ـــ كاتفاقية جنوة والبندقية ــ؛ واتباع أساليب جديدة لحلّ النزاعات تتمثل في الوساطة والتحكيم بواسطة الأمراء والقانونيين والبابا؛ والإعلان عن الحروب قبل البدء بها بمدة زمنية ليستعد الخصم لها.

ورغم أن أغلب العلاقات بين الدول الإسلامية والدولة الأوروبية في ذلك العصر كانت علاقات حرب، إلاّ أنها قد شهدت ــ في أحيان قليلة ــ علاقات سلمية تمت خلالها صلات ثقافية وعلمية وفنية، أبرزها تلك التي نشأت بين الملك (شارلمان) والخليفة العباسي (هارون الرشيد).

أما مفهوم السلم في العصر الحديث، فقد مرت ــ في رأي المؤلف ــ بأربع مراحل:
المرحلة الأولي: وتبدأ بظهور الثورة الفرنسية التي دعت إلى مبادئ المساواة، والعدالة، والحرية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومحاربة الرق، فتمكنت من القضاء على النظام الإقطاعي الأوروبي وهددت ملوك أوروبا، ما جعلهم يتّحدون في وجه فرنسا وقائدها (نابليون بونابرت)، ويتمكنوا من هزيمته وإعادة فرنسا إلى حدودها الأصلية والتوقيع علي معاهدة (فيينا) عام (1815م)، وتكوين (الحلف لمقدس) من: (النمسا وبروسيا وروسيا وانجلترا) ــــ ثم (فرنسا) فيما بعد ــــ لصيانة السلم وتنفيذ مقررات معاهدة (فيينا)، ولكن هذا الحلف ما لبث أن تدخل في الشؤون الداخلية للدول باسم صيانة السلم وحفظ الأمن، ما أدى إلى اشتعال الحروب العدوانية من جديد بدافع التحرر أو التوسع أو الاستعمار.

وقد شهدت هذه المرحلة عدة اتفاقات دولية، أبرزها: تحسين معاملة الجرحى والأسرى (اتفاقية جنيف 1864م)، وتطبيق تحريم استخدام الرصاص المتفجّر (بيان بترسبورج عام 1868م)، كما شهدت العديد من المؤتمرات الدولية التي تهدف إلى نشر السلم وإقراره مثل: (مؤتمر لندن 1830م) و (مؤتمر باريس 1856م) و (مؤتمر برلين 1874م) و (مؤتمر بروكسل 1885) و (مؤتمري لاهاي 1899م و 1907م).

المرحلة الثانية: وتبدأ بنهاية الحرب العالمية الأولى بدعوة الرئيس الأمريكي (ولسون) إلى السلم العالمي (عام 1918م)، وتكوُّن (عصبة الأمم عام 1919م)، كأول مؤسسة دولية لحل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية، واستُحدِثت (محكمة العدل الدولية) للفصل في المنازعات ذات الطابع القانوني، ووقعت بعض الاتفاقات الدولية لضمان الأمن الجماعي مثل: (بروتوكول جنيف 1924م لفض المنازعات بالطرق السلمية) و (اتفاقية لوكارنو 1925م)، وانعقد بعض المؤتمرات الخاصة بتحديد ونزع الأسلحة. غير أن تلك الجهود لم تحل دون اشتعال الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام 1939م واستمرارها حتى مايو عام 1945م.

المرحلة الثالثة: وتبدأ بنهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تكونت (الأمم المتحدة)، وتلاشت الزعامة الأوروبية من المسرح الدولي، وظهر كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقطبين دوليين متناقضين يتقاسمان زعامة العالم في كافة الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية ويسعيان للسيطرة على دول العالم الثالث؛ كما شهدت ظهور السلاح النووي الذي أزال بقدرته التدميرية الحدود الفاصلة بين الأهداف المدنية والعسكرية، فكان له أكبر الأثر في عدم المواجهة المباشرة بين القطبين الدوليين، ولجوئهما إلى الحروب بـ (الوكالة) في بعض المناطق التي كانت تعاني من الاضطرابات الداخلية أو الإقليمية؛ كما شهدت هذه الحقبة حالة غير مسبوقة من (سباق التسلح)، سواء بين القطبين الدوليين أو غيرهما من دول العالم، كما شهدت تسارعاً دولياً لامتلاك الأسلحة النووية لتحقيق الردع ضد الخصوم؛ وظهرت التحالفات العسكرية ممثلة في (حلف شمال الأطلسي) بزعامة الولايات المتحدة، و(حلف وارسو) بزعامة الاتحاد السوفييتي؛ مما أدى إلى ظهور جبهة ثالثة تمثلت في (حركة عدم الانحياز)، التي ضمت (56) دولة من سكان العالم، أعلنت رفضها الانضمام إلي أحد المعسكرين.

المرحلة الرابعة: تبدأ هذه المرحلة منذ العام 1991م الذي شهد ميلاد النظام الدولي الجديد الأحادي القطبية ـــ بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم بتأييد من دول أوروبا واليابان والصين ــــ واتضحت ملامحها بعد حرب تحرير الكويت وما أعقبها من القرارات المتتابعة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والخاصة بانتهاك حقوق الإنسان وتهديد الأمن والسلم الدوليين من قِبل النظام العراقي الذي يعتدي على شعبه؛ وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها المنظمة الدولية في الشؤون الداخلية لدولة عضو فيها. وقد توالت بعد ذلك المؤتمرات الدولية التي تطالب بشرعنة حقوق الإنسان وعولمتها (مؤتمر فيينا عام 1993م) وما أعقبه من إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الأشخاص المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان في يوغوسلافيا ورواندا، الأمر الذي استغلته الولايات المتحدة للتدخل في شؤون الدول الصغرى بزعم حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن والسلم، مثلما حدث في أفغانستان ثم في العراق، ودون موافقة المنظمة الدولية على هذا التدخل الأخير، مما كان له أثره السلبي على الأمن والسلم العالميين.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس