عرض مشاركة واحدة

قديم 03-09-09, 10:35 AM

  رقم المشاركة : 175
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي باكو وعشق آباد تنتقلان الى تهديدات حربية



 



تركمانيا ستنشئ قاعدة بحرية ردا على تعزيز القوات البحرية الاذربيجانية.

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية يوم 2 سبتمبر/ايلول مقالا تحت هذا العنوان قالت فيه ان مواقف روسيا بصفتها جهة رئيسية تنقل الغاز من آسيا الوسطى الى اوروبا تتعزز بقدرما يزداد التوتر بين اللاعبين المحورييْن في مجال تصدير الغاز من هذه المنطقة.

وادانت وزارة الخارجية الاذربيجانية يوم 1 سبتمبر/ايلول خطط عشق آباد الرسمية فيما يتعلق بانشاء قاعدة بحرية في بحر قزوين. وتتصاعد الحرب الاعلامية بين تركمانستان وأذربيجان بدءً من اواخر يوليو/تموز الماضي، مما يخفض من فرص انجاز مشروع "نابوكو" الذي من شأنه منافسة المشاريع الروسية البديلة الخاصة بنقل الغاز . لكن الخبراء لا يستبعدون ان تصعيد النزاع قد يلحق ضررا بالمصالح الروسية ايضاً في حال اشراك المنظمات الدولية في حل مشكلة تقاسم بحر قزوين.

اعلن يوم 1 سبتمبر/ايلول إلهان بولوخوف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الاذربيجانية معلقا على خطط عشق آباد لانشاء قاعدة بحرية في بحر قزوين اعلن قائلا: " اننا نود ان يكون بحر قزوين منطقة خالية م ن الاسلحة وليست منطقة عسكرية. وتدعو اذربيجان الى نزع السلاح وليس التسليح في منطقة بحر قزوين".

ردت باكو الرسمية بشكل سريع على بيان صدر يوم 31 اغسطس/آب الماضي عن رئيس تركمانستان قربان قلي بردي محمدوف أعلن فيه خططا ً لأنشاء قاعدة بحرية للقوات البحرية التركمانية في بحر قزوين بغية حماية الحدود البحرية للجمهورية. واعلن رئيس تركمانستان في كلمة القاها خلال اجتماع عقده مجلس الامن للدولة التركمانية اعلن قائلا: " اوعزنا للحكومة بان تعمل على تعزيز حدودنا البحرية وحماية ساحل بحر قزوين من اعتداءات خارجية". وبحسب قول رئيس تركمانستان فان المنظومة الفعالة الخاصة بالمراقبة الرادارية والبصرية على المياه البحرية سيتم انشاؤها في تركمانستان. واشار قربان قلي بردي محمدوف قائلا "ان هيئة الحدود التركمانية باشرت بشراء زوارق الحراسة السريعة الحديثة . كما سيتم شراء سفينتين حربيتين حديثتين مزودتين بالصواريخ للقوات البحرية التركمانية. ومن اجل الاستخدام الفعال لهذه الوسائل الحربية في ظروف القتال يتم انشاء القاعدة البحرية".

والجدير بالذكر ان باكو وعشق آباد لا تستطيعان منذ تفكك الاتحاد السوفيتي تقاسم الثروة الهيدروكربونية في الجرف القاري لبحر قزوين. وبدأت التناقضات تتفاقم مجددا وصارت تتحول الى سباق للتسلح.

واعلن رئيس تركمانستان يوم 24 يوليو/تموز ان "البحث عن حلول ترضي الجميع في هذا المجال يوقفه الموقف الخاص الذي تتخذه اذربيجان التي بدأت من جانب واحد في استغلال مكمني النفط والغاز المتنازع عليهما "عمر" و"عثمان" وسعيها الى الاستحواذ على مكمن " سردار". وترى تركمانستان انه لا يمكن ان ترضيها اعمال كهذه في بحر قزوين وبالدرجة الاولى استصلاح تلك المكامن التي لا توجد اتفاقات بين الدول المعنية بخصوصها". واضاف رئيس تركمانستان قائلا: " منذ زمان الاتحاد السوفيتي فان كافة الوثائق المعتمدة تدل بدقة على ان المكامن المذكورة تقع داخل حدود اراضي تركمانستان. وخول قربان قلي بردي محمدوف الجهات المختصة بابلاغ الشركات الدولية التي تعمل في المكامن المتنازع عليها انه في حال وقوف المحكمة الاقتصادية الدولية الى جانب عشق آباد فان تركمانستان ستطالب هذه الشركات بتعويض الخسائر التي تكبدتها.

وتثير خطط عشق آباد الخاصة بتعزيز قواتها البحرية وانشاء البنية التحتية الخاصة بصيانتها تثير رد فعل عصبي في أذربيجان على المستوى الرسمي ومستوى الخبراء على حد سواء.

وقد صرح رستم ماميدوف بروفسور القانون الدولي في جامعة باكو لوكالة "انترفاكس" الروسية ان نية تركمانستان في انشاء القوات البحرية في بحر قزوين قد تتسبب في تشكيل جيب جديد للنزاعات في المنطقة. واعلن ماميدوف قائلا: " اذا لم نتمكن من الحيلولة دون اتخاذ هذه الخطوة التي لا تستند الى المنطق ولا الى العقل السليم فيمكن ان يتم تصعيد الوضع في المنطقة وانشاء جيوب جديدة للتوتر". وأضاف ماميدوف قائلا: " اظن ان تطورات كهذه لا تحتاج اليها تركمانستان، علما انها لا تستطيع التوصل الى مستوى تسلح اذربيجان في بحر قزوين مهما كانت اسلحتها".

والجدير بالذكر انه على الرغم من الدعوات الى نزع السلاح فان اذربيجان نفسها قامت بجهود ترمي الى زيادة قدرتها الحربية. وبصورة خاصة طالب الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف يوم 22 يوليو/تموز الماضي بان يبدأ عام 2010 انشاء مصنع سفن ليس بوسعه صنع ناقلات البترول المخصصة لنقل النفط من ساحل قزوين الشرقي الى اذربيجان فحسب ، بل والسفن الحربية ايضا.

ويرى خبراء ان ازدياد التوتر في العلاقات بين باكو وعشق آباد يخدم مصلحة روسيا بالدرجة الاولى، اذ ان هذا الامر يعرقل انجاز مشروع خط انابيب الغاز "نابوكو" الذي سيمر عبره الغاز من آسيا الوسطى الى اوروبا التفافا على الخط التقليدي . وفي هذا الحال تزداد الفرص لانجاز مشروع خط انابيب الغاز الروسي الضخم والغالي الثمن " السيل الجنوبي" بصفته مشروعا منافسا رئيسيا لـ "نابوكو".

ويعتبر ايغور ايفاخنينكو الخبير في منطقة بحر قزوين بشركة " روس اينيرغو" انه اذا تفاقمت المواجهة بين اذربيجان وتركمانستان لا يتحول هذا الامر الى مشكلة كبيرة لمشروع "نابوكو" فحسب، بل وعقبة لا يمكن تجاوزها على طريق انجازه. واضاف ايفاخنينكو قائلا: " انني غير واثق بان التناقضات ستصل الى حدها الدرامي، علما ان ازدياد التوتر غير مدعوم بقدرات كامنة، اذ ان كلا الجانبين غير مستعدين لاندلاع حرب بحرية ، زد على ذلك فان قسما من صادرات الهيدروكربونات التركمانية يمر عبر الموانئ الاذربيجانية. و من المستبعد ان تتخلى عشق آباد عن هذا المسار".

ومن جهة اخرى يرى دميتري ألكساندروف المحلل في شركة "فاينيشنل بريج" للدعاية التجارية والاعلام ان تصعيد النزاع الاذربيجاني التركماني قد يؤدى الى عواقب سلبية لموسكو. وفي حال تدخل قوة ثالثة سواء الاتحاد الاوروبي او هيئة الامم المتحدة وما الى ذلك في هذا النقاش فان روسيا يمكن ان تخسر كثيراً . وما دام موضوع بحر قزوين مطروحاً في اطار الدول المطلة على البحر فان روسيا تتمتع بوزن كبير ، ولكن في حالة اشراك منظمات دولية في هذا الموضوع فان وضع روسيا الخاص هنا يمكن ان يكون تحت علامة استفهام كبيرة .

 

 


   

رد مع اقتباس