معركة فرنسا حملة شنتها قوات دول المحور ألمانياوإيطاليا على قوات دول الحلفاء فرنساوبريطانياوهولنداوبلجيكاولوكسمبورغ في الحرب العالمية الثانية ما بين 10 مايو إلى 25 يونيو عام 1940، وانتهت بهزيمة الحلفاء واحتلال فرنسا والدول المنخفضة.
بعد انتهاء عملية غزو بولندا في أكتوبر 1939، بدأ الألمان ينقلون قواتهم تدريجياً إلى الجبهة الغربية، وبدؤوا في إعداد الخطط للهجوم، وكانت الخطة الأساسية هي خطة شليفن التي أقرها عسكري ألماني توفي قبل الحرب العالمية الأولى، وطبقت في تلك الحرب ولم تحقق نجاحاً (لأسباب عديدة لا تتعلق بالضرورة بعيب في الخطة)، وكان القائد الألماني إريش فون مانشتاين رئيس أركان مجموعة الجيوش أ، (التي يقودها القائد غيرد فون رونتشتيت) ينتقد هذه الخطة واقترح خطة بديلة تجعل الهجوم الرئيسي (مهمة المجموعة أ) يكون عبر غابة الأردين (لوكسمبورغ وجنوب بلجيكا)بينما يكون الهجوم الثانوي (مهمة مجوعة الجيوش ب التي يقودها القائد فيدور فون بوك) يكون شمال كما هذه المجموعة (هولندا، وبلجيكا)، وقد عارض فون بوك هذه الخطة (التي تجعل من هجومه هجوماً ثانوياً) متسائلاً كيف يمكن للقوات الألمانية التقدم لمسافة 300 كم من دون أن يعترضها طيران الحلفاء، وعموماً لم تتحمس القيادة الألمانية العليا لخطة مانشتاين (التي ساعده في إعدادها القائد هاينز جوديريان) إلاّ بعد أن سقطت طائرة ألمانية في بلجيكا، في 10 يناير 1940، تحمل وصفاً للخطة القديمة، فتم تبني خطة مانشتاين بصفة نهائية.
مع ذلك كانت الخطة مانشتاين شأنها شأن خطة شليفن لها عيب أخلاقي يتمثل في مهاجمة الدول المحايدة خصوصاً بلجيكا، لكن لم يكن ذلك يشكل هاجساً إلا للقائد فيلهلم ريتر فون ليب قائد مجموعة الجيوش جـ، الذي يواجه الحدود الألمانية الفرنسية، لكن المهم هنا أنها لم تشكل هاجساً للزعيم الألماني أدولف هتلر صاحب الأمر والنهي في الدولة.
كانت مجموعة رونتشتيت، المكلفة بالقيام بالهجوم الرئيسي عبرالأردين، تحوي ثلاث فيالق مدرعة (موزعة على سبع فرق) يقودها كل من خبير الدبابات جوديريان، وهانز جورج راينهارت Rheinhardt، وهيرمان هوت Hoth.
في المقابل لم يكن الفرنسيون، وعلى رأسهم قائد قوات الحلفاء الفرنسي موريس غاملان، من السذاجة بحيث يعتقدون أن الألمان سيتركون الدول المحايدة، ويهاجمون فرنسا من الحدود الألمانية الفرنسية حيث يواجههم خط ماجينو، لكن غاملين كان يعتقد أن الألمان سيعيدون تنفيذ خطة شليفن (وهو ما كاد أن يتحقق)، ولذلك وضع الحلفاء خطة اسمها ديل Dyle Plan وهي تسعى إلى صد هجوم الألمان الرئيسي عبر الدول المحايدة، وكان هناك عائق سياسي لهذه الخطة وهو أن تلك الدول لن تسمح لفرنسا، وبريطانيا باستعمال أراضيها ضد ألمانيا، وذلك لأنها دول محايدة. لم يتوقع أحد أن الألمان سيجعلون هجومهم عبر غابة الأردين (والتي هي في نظرهم مانع طبيعي ضد الغزو) هو الهجوم الرئيسي، باستثناء ضابط فرنسي واحد، لم يعره أحد اهتماماً.