عرض مشاركة واحدة

قديم 11-04-09, 09:50 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 


صواريخ بالستية ورؤوس نووية:
هل بقي مجال للحياة أمام القوات البحرية تجاه هذه الأخطار؟.. نعتقد أن الجواب: نعم، إذ إن هذا الخطر ليس شاملا كما يعتقد البعض ويجب تحليله بدقة قبل الوصول إلى النتائج النهائية، ومن جهة أخرى فإن القوات البحرية المعاصرة تراعي الظروف الجديدة التي أوجدتها الأسلحة النووية مستفيدة من التمويه والتوزيع، كما أن الأسلحة المضادة قد تطورت بالتوازي مع أسلحة الهجوم، مستخدمة مثلها رؤوسا نووية وصواريخ.
إن الصواريخ البالستية حتى الآن لم تشكل خطرا حقيقيا ضد الأساطيل في البحر، بالرغم من أن ميزاتها الخيالية تجعلها أبعد من مدى الدفاع الجوي؛ لسبب بسيط جدا وهو سرعتها الهائلة وعدم إفساح المجال أمام الدفاع الجوي لحساب النقطة المستقبلة، وبذلك لا يستطيع تعديل عناصر الرمي، كما أن القوات البحرية تستفيد من ميزة الحركة المتنقلة خلال أيام وأسابيع وأشهر بسرعات متوسطة أعلى من السرعات الحديثة للقوات البرية مستخدمة مسرح البحار الواسع الممتد على ثلثي سطح الكرة الأرضية متحررة من المرور في عقد المواصلات التي تتعرض لها القوات البرية كالمضائق بين الجبال والسكك الحديدية والجسور... الخ، وبذلك تمر بسهولة من الرمي المعلم أو المحضر، وهي -في الحد الأدنى- أقل تعرضا من الكتل البشرية أو تجمع الآليات أو الطيران المحشود على الحدود الأرضية.
وفيما يتعلق بالخطر النووي (خطر الانفجار النووي) فإن السفن الحربية مجهزة ضد ذلك، إذ إنها في الأصل مبنية لمقاومة الأعاصير الطبيعية (التايفون)، وهي بذلك تقاوم بشكل طبيعي الصدمة الناتجة عن الانفجار النووي، وكذلك بناءها المعدني الخارجي الذي لا يحتوي مواد قابلة للاشتعال يعطيها المناعة ضد الإشعاعات الحرارية التي تنتج عن الانفجار النووي، وبذلك تكون مقاومته أعظم بكثير من مقاومة المنشآت الأرضية، كما أن البحر يقدم لها الحامل المرن الذي يسمح لها بالانحناء دون الانكسار تحت تأثير أمواج الصدمة والرياح الذرية التي تدمر أقوى المباني الأرضية، وبالإضافة إلى ذلك فإن سرعتها وحرية المناورة لديها تسمح لها بالخروج بسرعة من المناطق الملوثة بالإشعاعات.


تطوير القوات البحرية وفقا لتطور الخطر:
على عكس الصواريخ البالستية فإن الصواريخ الموجهة تستطيع تغيير مسارها النهائي حسب الوضعية الحقيقية للهدف، وهي بذلك تشكل خطرا قاتلا بالنسبة للسفن، ولكن يمكن مقارنتها بالطائرات، أي إنها تخضع للقوانين «الايرويانيمكية»، أو تستطيع السفن بالوسائل الحديثة المتبعة في المعارك البحرية أن تتفادى بعض أخطارها. وفي المكان الأول نجد أن السفن البحرية موزعة وتكون المسافات الفاصلة بين السفن ذات الأهمية (التي يمكن اختيارها كأهداف للصواريخ) بضعة كيلو مترات بدلاً من بضع مئات الأمتار التي كانت تفصل السفن في السابق. وبذلك لايستطيع العدو المهاجم تدمير أكثر من سفينة واحدة بالصاروخ الواحد.
وتستفيد السفن من عامل التوزع وهي بذلك تموه حقيقتها على العدو، فلا يستطيع أن يعرف ترتيبها الواضح وحركتها النسبية إذا اكتشفت بعض السفن فقط، وبذلك يصعب عليه البحث عن الأهداف وتحديدها. وأخيراً فإننا نرى أن السفن مزودة بوسائل الدفاع الجوي المتطورة مع تطور السلاح المهاجم، وكذلك نجد أن تنظيم القيادة والاتصال والتكتيك المتبع ضروري لهذا التطور.

 

 


   

رد مع اقتباس