عرض مشاركة واحدة

قديم 20-04-09, 11:08 AM

  رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الأبعاد السياسية والعسكرية
مع أن التوجه الخليجي لامتلاك الطاقة النووية يستند إلى مبررات استراتيجية واقتصادية قوية تتعلق بالأمن القومي في مفهومه الشامل ، إلا أن هناك العديد من الأسباب التى أعطت أبعاده السياسية والعسكرية أهمية خاصة أدت إلى تسليط الضوء عليها بشكل كبير من قبل الخبراء والمعنيين خلال الفترة الماضية وتقديمها على ما عداها إلى الحد الذي أدى إلى اعتبار الحديث عن أي نوع من التكنولوجيا النووية في الخليج يثير نوعًا من سباق التسليح النووي .
ولعل أهم الأسباب التي أعطت التوجه الخليجى أبعاداً سياسية وعسكرية تتمثل في أن الإعلان عن هذا التوجه جاء في الوقت الذي يحتدم فيه التوتر حول البرنامج النووي الإيراني ، ويشتد القلق الخليجي تجاهه، فضلاً عن تصاعد الاحتقان الطائفي في المنطقة وما يكشفه من توتر ظاهر في العلاقات الخليجية الإيرانية على هذه الخلفية ، والسبب الثانى هو التصريحات التي صدرت قبل القمة الخليجية عن أن انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة سوف يدفع بالدول المتقدمة فيها الى المبادرة إلى برامج نووية سرية كانت أم علنية بهدف خلق الاتزان العسكري في المنطقة دفاعاً عن مصالحها(30).
من هذا المنطلق يمكن القول إن التوجه الخليجي ينطوي على رسالتين أساسيتين، أولاهما: موجهة لطهران مفادها أن دول مجلس التعاون لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة امتلاك إيران القدرة النووية ، والرسالة الأخرى موجهه للولايات المتحدة الأمريكية، ودفعها إلى مزيد من الحسم في التعامل مع إيران وسياسة التغلغل في المنطقة(31).
كما أن القمة العربية التي عُقدت في الرياض في مارس الماضي قد حذرت من سعي إيران لامتلاك تكنولوجيا الذرة ، إذ إن ذلك سيؤدي إلى سباق تسلح نووي تدميري وخطير في المنطقة ، على الرغم من أنَّ طهران كانت أول المرحبين بالإعلان الخليجي، حيث أبدت استعداداها بعد ساعات قليلة من هذا الإعلان على تقديم أي نوع من أنواع المساعدة التي يحتاجها الخليجيون في هذا الشأن، وإن رأى المحللون أن هذا العرض لا يوجد به شيء علمي، وأنه لا يعدو كونه رسالة سياسية أكثر منها رسالة جدية مفادها : أن طهران لا تعترض على أن تقوم الدول الخليجية باستخدام الطاقة النووية السلمية . فلماذا تكون هناك اعتراضات حينما يكون الحديث عن برنامج إيران النووي(32). وكان هذا الموقف الإيراني أحد أسباب الارتباك الذي اتسم به رد الفعل الأمريكي ، فقد دعمت الولايات المتحدة في البداية هذا التوجه النووى الخليجي، وقالت إنه يتفق مع توجيهاتها المشجعة للبحث عن مصادر بديلة للطاقة الهيدروكربونية، إلا أنها عادت وتراجعت في موقفها على لسان وزيرة خارجيتها التي قالت: " إنها تريد أن تعرف المزيد عن خطط دول الخليج لدراسة برنامج الطاقة النووية"، وهذا ما دفع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى القول بأن الطموح النووي الخليجي مشروع، وأنه إذا أرادت أي جهة أن تطلع على الدراسة الخليجية في هذا الخصوص فإنه من الأفضل أن يكون ذلك بعد إتمام الدراسة(33).

تقوم الدول الخليجية باستخدام الطاقة النووية السلمية . فلماذا تكون هناك اعتراضات حينما يكون الحديث عن برنامج إيران النووي(32). وكان هذا الموقف الإيراني أحد أسباب الارتباك الذي اتسم به رد الفعل الأمريكي ، فقد دعمت الولايات المتحدة في البداية هذا التوجه النووى الخليجي، وقالت إنه يتفق مع توجيهاتها المشجعة للبحث عن مصادر بديلة للطاقة الهيدروكربونية، إلا أنها عادت وتراجعت في موقفها على لسان وزيرة خارجيتها التي قالت: " إنها تريد أن تعرف المزيد عن خطط دول الخليج لدراسة برنامج الطاقة النووية"، وهذا ما دفع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى القول بأن الطموح النووي الخليجي مشروع، وأنه إذا أرادت أي جهة أن تطلع على الدراسة الخليجية في هذا الخصوص فإنه من الأفضل أن يكون ذلك بعد إتمام الدراسة(33).

الخلاصة
للمشروع النووي الخليجي انعكاساته على البنية الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، لكونه يعكس إرادة حقيقية للنهضة في هذه المنطقة؛ لأن المنطقة تدخل عصراً جديداً من العلم والتقنية يمكن أن يكون الجسر الذي تعبر عليه إلى التقدم المنشود؛ ولأنه أيضا يؤكد أن هناك نية حقيقية لاستثمار كافة مصادر القوة التي تحتويها دول المجلس، فهذه الدول تمتلك قدرات مالية واقتصادية هائلة تسعى لتوظيفها في إحداث نقلة نوعية في مجال الكفاءة العلمية والتقنية للقوة البشرية الخليجية، كما يمكن أن يكون قاطرة لغيره من المشروعات، فضلاً عن كونه مشروعاً مشتركاً له مردودٌ اندماجي وتكاملي يفوق مردود أي مشروع آخر، علاوة على أن امتلاك الطاقة النووية حقٌ مشروع لكافة الدول بحسب المعاهدات والاتفاقات الدولية، خصوصاً وأن المشروع النووي الخليجي قد رافقه مستوى عالٍ من الشفافية بإشراك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاستعانة بالخبرات الدولية المتميزة

المراجع
1. مها النحاس، الوجه الآخر، إسرائيل ومصر والمسألة النووية، صحيفلة الأهرام، العدد (43770)، 2006/10/8م.
2. المحرض نجاد، صحيفة الحياة 2007/2/5م www.DAR Al.hayat.htm.
3. لمزيد من التفاصيل حول تطورات البرامج النووية العربية السلمية، راجع: عادل محمد أحمد، العرب والتكنولوجيا النووية: التطورات الحديثة وآفاق المشترك، كراسان استراتيجية، العدد (177) يوليو 2007م، ص ص 11 -- 23.
4. القمة تدعو لوضع تصور إزاء الغموض النووي الإسرائيلي، صحيفة الشرق الأوسط، العدد (10349)، 2007/3/30م).
5. www. daralhyat. com.
6. محمد عبدالسلام، الموجة القادمة: انتشار البرامج النووية السلمية في الشرق الأوسط، ملف الأهرام الاستراتيجي www.ahram.org.eg/acpss/.
7. لمزيد من التفاصيل حول هذه المساعي، راجع: ستيف وثمان، بربيرن كروستي، القنبلة النووية الإسلامية، ترجمة محمد التميمي، دار الكتاب العربي، دمشق، 1994، ص 29، أحمد بهاء الدين شعبان، الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية عام 2000م، سينا للنشر، القاهرة ط 1، 1973م، ص 368، وحول اغتيال العلماء العرب راجع: www.alazmina.inflollssue.
8. لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، راجع للكاتب: البرنامج النووي المصري، تطوره وتراجعه وعسكرته على صفحات هذه المجلة، العدد (80)، مارس 2005م، ص ص 61 - 69.
9. عادل محمد أحمد، مرجع سابق، ص 15.
10. دول الخليج تسعى لامتلاك الطاقة النووية www.xinhuanet.com.
11. العطية يلتقي فريق متابعة إعداد دراسة جدوى استخدام الأسلحة النووية، صحيفة الرياض، العدد (14212)، 2007/5/22م.
12. الطاقة مفاهيمها، أنواعها، مصادرها www.aitrs.orgltraining/stavaining.
13. إبراهيم عاصم، السياسات النووية للدول النامية، مجلة الحرس الوطني ، العدد (243) سبتمبر 2002م، ص 30.
14. المرجع السابق، ص 32.
15. مها النحاس، العالم والعصر النووي، صحيفة الأهرام، العدد (43770)، 2006/10/18م.
16. محمد فؤاد، الخط الفاصل بين الاستخدام العسكري والسلمي للطاقة النووية، صحيفة الأهرام، العدد (43770)، 2006/10/18م.
17. حنان رجائي عبداللطيف، توجه دول مجلس التعاون الخليجي نحو الطاقة النووية (الأبعاد الاقتصادية والعسكرية)، مجلة الدفاع السعودية، العدد (141)، ص 100.
18. زكريا حسين، الترسانة النووية الإسرائيلية، التهديد والمواجهة، دراسات استراتيجية، العدد (28) أبريل، 1995م، ص 2.
19. مصر وخيار الاستخدام السلمي للطاقة النووية www.ecss.ac.ae/CDA.
20. أمين ساعاتي، قمة الرياض تفتح الطريق أمام الوكالة النووية الخليجية، صحيفة الاقتصادية الإلكترونية، العدد (4993)، 2007/7/13م.
21. الطاقة في الوطن العربي، مرجع سابق، ص 165، 166.
22. محمد السيد سعيد، طاقة ذرية أم منظومة تقدم علمي، صحيفة الأهرام، العدد (43764)، 2006/10/2م.
23. محمد عبدالسلام، الأسئلة المعلقة حول البرنامج النووي المصري، تعليقات مصرية، العدد (64) سبتمبر 2006م.
24. عادل البهنساوي وتركي الصهيل، عوامل سياسية واقتصادية وقفت أمام سعي بعض ا لدول العربية للاستفادة من الدول النووية، صحيفة الشرق الأوسط، العدد (10300)، 2007/2/9م.
25. شحاته ناصر، الملف النووي الخليجي، قراءة في الأبعاد المختلفة، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية www.ecssr.com.
26. العطية يلتقي فريق متابعة إعداد دراسة الجدوي، مرجع سابق.
27. يسري أبو شادي، حتمية خيار الطاقة النووية، مجلة السياسة الدولية، www.sigassa.org.eg.
28. الوكالة الدولية للطاقة تحذر من نقص إمدادات البترول في أسواق العالم، صحيفة الأهرام، العدد (44046)، 2007/7/11.
29. خالص جلبي، حقائق بترولية، صحيفة الوطن السعودية، العدد (1383)،
2007/6/13م.
30. سليمان بن صالح الخطاف، الطاقة النووية السلمية خيار أم مصير (1 -4)، السعودية أمام خريطة طريق المستقبل خالٍ من النفط www.acegtisadiah.n et.
31. شحاتة ناصر، مرجع سابق.
32. زيباري يؤكد عقد جولة ثانية من محادثات أمريكا وإ يران، صحيفة الأهرام، العدد (44059(، 2007/7/24م).
33. وليام برود وديفيد سانغر، خبراء يربطون الاهتمام المتزايد بالطاقة النووية في الشرق الأوسط بالبرنامج النووي الإيراني، صحيفة الشرق الأوسط، العدد (10366)، 2007/4/16م.

 

 


   

رد مع اقتباس