عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 05:56 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي الكوبرا السوفياتية



 

بسم الله الرحمن الرحيم



سوخوي SU-27 طائرة المناورات والسرعة القصوى

الكوبرا السوفياتية " سابقا "

عندما تعرف عليها الغرب للمرة الأولى في معرض لوبورجيه 1989 تقريبا , كانت المقاتلة سوخوي " SU-27 " بالنسبة لأسلحة الجو الغربية والأمريكية بشكل خاص , مجرد مقاتلة صرفة طورها السوفيات في ذلك الوقت لتحل محل الميج 29 .
لكن العروض البهلوانية التي قدمتها جعلت الخبراء الغربيين يقتنعون بالاسم الذي أطلقه عليها السوفيات .. الكوبرا .
والسوخوي " SU-27 " لا تشبه ثعبان الكوبرا في طريقة الانقضاض فقط وإنما أيضا في السلاح الذي لا يقاوم تماما كسم الكوبرا القاتل على الفور . إنها النموذج الأول لجيل من المقاتلات السوفياتية.


كوبرا بوغاتشيف :

الطيار الذي قدم عروض السوخوي " SU-27 " البهلوانية في معرض لوبورجيه الباريسي كان الروسي فيكتور بوغاتشيف الذي ارتبط أسمه بهذه المقاتلة حتى اصبح مرادفا لها وبحيث راح الغربيون يتحدثون عن كوبرا بوغاتشيف .
وقد أذهل بوغاتشيف مئات الخبراء المتخصصين في صناعة الطيران الحربي عندما أقلع بطائرته السوخوي" SU-27 " وحلق بسرعة 450 كم/س ثم انطلق بها عموديا وبشكل متسارع بعد خمس ثوان فقط محققا زاوية 90 درجة ما لبث ان انحرف بها ولبضع ثوان الى درجة 120 درجة .
وإذا كانت القواعد الأولى التي يتلقنها المقاتلون بشكل عام والطيارون الحربيون بشكل خاص هي خداع العدو ومباغثته . فإن طائرة السوخوي " SU-27 " صممت على ما يبدو لهذه الغاية على وجه التحديد . وهي الميزة التي تسمى فنيا " المرونة " أي القدرة على المناورة , كتحقيق أقصى سرعة أو ادناها والارتفاع أو الهبوط خلال ثوان مما يجعل الطائرة المعادية تتحول الى هدف بعد أن كانت في موقع الهجوم وتتعرض لنيران الصواريخ تأتيها من الخلف أو من تحت بينما تختفي السوخوي صعودا أو هبوطا بشكل مفاجيء .
ولا شك ان مفتاح " المرونة " هي الزاوية المرتفعة التي يمكن للطائرة أن تهاجم في إطارها والتي تتجاوز 25 الى 30 درجة , وهي زاوية يتعذر تجاوزها دون خلل ربما أدى الى سقوط الطائرة . ولا بأس من التذكير هنا بان زاوية الهجوم هي الزاوية التي تشكلها الطائرة مع خط سيرها الأفقي . أي أن الطائرة التي تتمتع بزاوية هجوم تبلغ 90 درجة , إنما تحلق بشكل عمودي وانفها يشق السماء بحيث تكون مقاومة الهواء في حدها الأقصى .
وإذا كان ذلك يبدو نوعا من الجنون في ظل التقنيات التقليدية فإن التجهيزات الجديدة في عالم الطيران الحربي من التحكم الالكتروني والكمبيوتر جعلت الأمر ممكننا – بحيث تنعدم الى حين وظيفة الجنحة أو دفة التحكم في الاتجاه التي تعتمد على ضغط الهواء .
وتعمل أجهزة التحكم الالكترونية , مع الكمبيوتر بشكل فوري وبسرعة الالكترونات نفسها على الطائرة فتعمد في كل لحظة الى تصحيح الطيران والأوضاع غير المستقرة , في حين أن الاجهزة الهيدروليكية التقليدية لا يوفر التكيف المطلوب نظرا لبطئها وما يتطلبه تنظيمها المعقد من وقت وإتقان من قبل قائد الطائرة .


السرعة والتسارع والزاوية :


لذلك وابتداء من عام 1970 مع طائرتي افF-16 وافF-18 الأمريكيتين أصبحت كل الطائرات المقاتلة كطائرة رافال وميراج 2000 مزودة بجهاز تحكم الكتروني مرتبط مباشرة بكمبيوتر يتولى تنظيم الخيارات والمعطيات التي يقدمها قائد الطائرة ويحولها الى اعمال في الحال تأخذ كل شيء في الحسبان في جسم الطائرة وأقصى قدراتها على التكيف مع أي وضع جديد تقتضيه لحظة المواجهة أو المناورة .
وبمعنى آخر فإن استقرار الطائرة يتوفر قياسا الى السرعة والتسارع والزاوية واندفاع المحرك وإلخ .. ولما كان كل شيء مبرمجا سلفا فإن عمليات كالانقضاض السريع أو الصعود والهبوط بشكل مفاجيء تصبح أمرا سهلا بانتظار التوصل الى أشكال من المناورة أكثر تعقيدا.

وأنكبت وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية " NASA " على دراسة برنامج أبحاث أطلق عليه أسم " HARP " أو ( High Angle of Attack Research Program ) أنفقت عليه في عام 1989 ستة ملايين دولار ورصدت له مبلغا كبيرا في العام التالي 1990 .
ويهدف البرنامج كما يدل أسمه الى تجميع المعطيات حول ظروف الطيران مع زوايا هجوم أكبر لإنجاز ثلاثة أهداف هي تصميم طائرة أكس " X29 " اختبارية ثم تصميم معترضة " Rockwell/MB3- X31 " لتطوير المرونة وأخيرا إجراء تجارب على طائرة اف ايه " FA-18 " لاستكشاف المزيد حول زوايا الهجوم الكبيرة .
وقد أدت التجارب العلمية والمعالجة الرقمية الى وضع تصميم لأجزاء من مقدمة الطائرة وخاصة ما يسمى بأنف الطائرة بحيث يخفض الاحتكاك بالهواء الى أقصى حد . وتتحمل الطائرة زاوية تصل الى 55 درجة بدلا من الزاوية التي تعذر تجاوزها وهي 23.5 درجة .


عرض بهلواني وزاوية 120 درجة :


لذلك ذهل الخبراء الغربيون وهم يشاهدون العرض البهلواني الذي قدمه بوغاتشيف على السوخوي " SU-27 " إذ تبين لهم أن المرونة التي يسعون اليها بكل الطاقات الفنية الممكنة وبتكاليف باهظة , أصبحت في متناول السوفيات " سابقا " مع طائراتهم المقاتلة سوخوي " SU-27 " التي حققت هذا الانجاز العظيم لأول مرة في تاريخ الطيران الحربي .
وصورة ثعبان الكوبرا الذي ينتصب مهددا فريسته قبل أن ينفث السم القاتل هي الصورة الأدبية الشاعرية للطائرة . لكنها بلغة الطيران تعني القدرة على كبح جماح الطائرة المندفعة كالقذيفة خلال ثوان معدودة ثم المناورة وهي التجربة التي قام بها بوغاتشيف أكثر من ألف مرة , معتمدا التحليق العمودي ثم الانحراف بزاوية 120 درجة .
ويعزو المهندسون السوفيات هذه المرونة الفائقة الى نجاح التصاميم التي وضعوها للهيكل والتجهيزات في الوقت نفسه .
ولكي يتمكن بوغاتشيف من تقديم وضعية الكوبرا فإن عليه أن يخفف من سرعة الطائرة التي تبلغ 2.35 ماخ حتى تصل الى 400 أو 450 كلم/س , من دون التأثير على قوة المحرك التي يجب أن تكون في ذروتها .
بمعنى آخر فإن الأمر يشبه الى حد ما مد الذراع خارج نافذة سيارة منطلقة بأقصى سرعتها , فأنت تلاحظ عندما تتحرك الذراع حتى تصبح عمودية ( زاوية 90 درجة ) بالنسبة لاتجاه الحركة فإنها تميل الى الارتفاع وعندما تتجاوز هذه الزاوية فإنها تعود الى الهبوط .
وكلما اخذت الطائرة وضع الزاوية القائمة وأصبحت المساحات المعرضة لضغط الهواء أكبر , باتت الفرملة اقوى بحث تبلغ أقصى مدى لها عند زاوية 90 درجة وتخف سرعة الطائرة الى الحد الأدنى . في هذا الوقت تكون فتحات المحركين موجهات الى الأمام , وتواصل الطائرة تحليقها لمدة ثوان بزاوية تصل الى 120 درجة , بعد ذلك وبفعل انعدام السرعة يعود أنف الطائرة الى الأمام ويستطيع الطيار أن يستأنف التحليق الأفقي على ارتفاع يزيد قليلا عما كان عليه , وهو ارتفاع يفسره دفع المحركين خلال وضعية الكوبرا .

 

 


 

   

رد مع اقتباس