عرض مشاركة واحدة

قديم 20-04-09, 08:39 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مبدأ وحدة المجهود:

أشار (كلاوزفيتز) إلى "أن أول أحكام القائد العام، أو رجل الدولة، وأعظمها شأنًا وحسمًا، تكمن في تقديره الصحيح لنوع الحرب التي يقوم بها، لكي لا تؤخذ على غير ما هي عليه حقًا، ولكي لا يجعل منها ما تحظره طبيعة الظروف. هذه إذن أول المسائل الاستراتيجية وأوسعها".

ويعني مبدأ وحدة المجهود أن حل أي مشكلة عسكرية ينبغي أن ينسجم مع الأهداف السياسية، ولا ينبغي المساس بتلك الأهداف عند صياغة الحلول؛ وبعكس ذلك تمامًا، لن تفضي الحلول العسكرية إلى نجاح لو كان بالسياسة خلل أساسًا، لأن الحلول النهائية التي تُصاغ بموجب سياسة ناقصة ستحمل دائمًا بذور فشلها في رحمها.

وكنتيجة طبيعية مستشهدين بقول (كلاوزفيتز) مرة أخرى يمكننا القول إن الحلول السياسية التي تميل نحو النزاع لا ينبغي اعتبارها عملاً حرًا من أعمال النفس، وإنما أداة من أدوات السياسة،؛ وهكذا، فإن كافة الأعمال التي تسترشد بمجموعة من المبادئ تتوحّد من أعلى الهرم القيادي وحتى أدنى المستويات اعسكرية لتحقيق الأهداف الوطنية.
مبدأ تركيز الاستخدام:

يُعرف هذا المبدأ أيضًا باسم الالتفاف، وهو من أهم مبادئ الحرب، وهو مستمد من الطبيعة لتقليل الطاقة والمجهود لأدنى حدٍ ممكن، بدءًا بالمستويات المحلية وحتى العالمية. ويُعدّ الالتزام بهذا المبدأ هو أقصر الطرق إلى حسم الموقف أو الصراع.

ومن النظريات العسكرية التي تقوم على هذا المبدأ (نظرية الاقتراب غير المباشر)، التي صاغها المفكّر العسكري (ليدل هارت)، أما تطبيقاته في التاريخ العسكري، فمنها: عمليات الإنزال في كوريا عام 1950م، وهجوم (هتلر) عبر (غابات الأردينز) عام 1940م، وغيرها من الحالات التي استهدفت تقليل المجهود والخسائر للحد الأدنى عند إنجاز المهام.

وهناك عديد من المشاهد في حياتنا اليومية على تطبيق مبدأ تركيز الاستخدام، حيث نجد أن كافة الوسائل التقنية الحديثة تساعدنا على تطبيقه، كالهواتف، والمصاعد، والجسور، والطائرات، والمدفعية؛ والنتيجة الحتمية لمبدأ الالتفاف هي المناورة؛ فالمناورة هي حركة لاحتلال موقع أو حرمان العدو من حرية الحركة، أو إتاحتها للقوات الصديقة. ومن الواضح أن الالتفاف يتطلب وجود شيء للالتفاف من حوله وأخذ المبادأة بالحركة، ويدل ذلك على وجود قوة مقاومة.
مبدأ مركز الثقل:

مركز الثقل هو "وسيلة حالية لتحقيق غايات مستقبلية"، وهو مصدر قوتنا للمقاومة والحركة، والتعبير الجسدي والمعنوي لإرادتنا الإبداعية ووسيلتنا للعمل والمقاومة والتعبير. ولكي يزدهر الفن العسكري لابد من وجود هذه القوة المقاومة؛ فالنحّات مثلاً يستخدم مِطرقته وإزميله ليشكِّل عمودًا رخاميًا مقاومًا مقاومة سلبية وينحت تمثالاً يعبّر عن إرادته. وفي المعارك تصبح المقاومة الشرسة هي وسيلتنا للتعبير، إلاّ أننا في الوضع المثالي نرغب في وجود خصم سلبي مثل الجنرال (كارل ماك) الذي لم يتحرّك وظلّ جامدًا في مكانه في مدينة (أولم) على نهر (الدانوب) في ألمانيا الغربية عام 1805م أثناء التفاف (نابليون).
مبدأ الهدف:

تُوجَّه كافة الأعمال نحو هدف مشترك، وغالبًا ما يكون ذلك في إطار حلّ لمشكلة ما. ولمبدأ الهدف ثلاث نتائج طبيعية، هي: الغرض ، والتوجيه، والتحفيز، وهذه النتائج تدفع في مجملها القيادة الجسورة نحو نظام المبادئ، وتقوّي من مركز الثِقَل مع إرادة القائد، فالتوجيه يُعدُّ خطًا للعمليات يدفع مركز ثِقلنا نحو هدفه، والغرض يغرس في نفوس القوات روح العزيمة والإصرار والمثابرة، أما التحفيز فيلهب حماس القوات، ويشجعها، ويدفعها نحو العمل. وهذا المبدأ هو الذي يحرّك مركز الثِقل ويبث فيه روح المقاومة.
خاتمة
تعمل مبادئ الحرب على موازنة القيادة المؤسسية، وعلىتنظيم العمل العسكري، وسيؤدي تغيير تلك المبادئ إلى تغيير المؤسسة العسكرية، لذا، لابد من دراسة مستفيضة ومتأنّية قبل إجراء التغييرات عليها، وبعد مناقشتها وفهمها تأتي مرحلة توسيع المفهوم ليشمل مبادئ الصراع، فملامح العمل العسكري في بداية القرن الحادي والعشرين تشير إلى أنه ينطوي على أكثر من مجرد المفهوم الضيق لخوض الحرب .

المراجع:
Army Magazine, July, 2006.
*د. جيمس جيه اسشيدر، بروفيسور العلوم العسكرية بمدرسة الدراسات العسكرية المتقدمة التابعة لكلية القيادة والأركان العامة الأمريكية ب (فورت ليفنورث) بولاية (كنساس).

 

 


   

رد مع اقتباس