عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:25 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

خامساً: الاسترخاء

يحدث هذا عادة عندما تعرف أن العدو ربما يفعل شيئاً لكنك لا تعلم كيف ولا متي، ثم لا تفعل شيئاً. وعانى البريطانيون من هذا في جزر (فوكلاند) في عام 1982م، فقد قال العسكر الأرجنتينيون بوضوح أنهم يسعون إلى الحصول على الاستقلال، لكن حتى عندما انهارت المفاوضات في أوائل عام 1982م، لم تفعل بريطانيا شيئاً لمنع الغزو.
وأطلق السفير البريطاني في (بيونس ايريس) على هذه الخطوة سياسة (ميكاوبر) على غرار الشخصية التي صوّرها الروائي الإنجليزي (تشارلز ديكنز). . وقد أصدر الكونجرس الأمريكي تقريراً لاذعاً بسبب افتقار ميناء (بيرل هاربور) نفسه إلى المعدات اللازمة للوقاية من احتمال التعرُّض لأي هجوم، فقد سجّلت محطة الرادار اقتراب طائرة يابانية، ولم يتمكن أحد من إعاقة الإشارات ولم تكن هناك طائرة مستعدة للرد عليهم.

سادساً: عدم القدرة على وصل النقاط ببعضها

هذا هو الفشل في إقامة رابط بين معلومات استخباراتية متناثرة من أجل تكوين صورة متماسكة متكاملة، ومثل تلك الصور المتكاملة صعبة التكوين أثناء وقوع الأحداث، وإن كانت تبدو بعد وقوعها وكأنها كانت واضحة ومفهومة وسهلة الاكتشاف؛ فقد تمثَّل أحد الاتهامات الرئيسة ضد وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي بعد 11 سبتمبر في أنهما فشلا في ربط المعلومات ببعضها، مثل وجود عدة مشتبه بهم في الولايات المتحدة في الوقت نفسه، وإقبال عدد غير طبيعي من الرجال من الشرق الأوسط على تلقي دروس في الطيران، بالإضافة إلى ما ُعرف عن تفكير القاعدة في تكتيك استخدام الطائرات.
وفي النهاية ، لنا كلمة مع ذلك الحصان الخشبي الذي أشرنا إليه، في البداية حصان طروادة ربما يكون حصان طروادة هذا أسطورة، لكن هناك درساً يجب أن نتعلمه منها، المشكلة هنا أننا لا نتعلم من الدروس وهذا هو سبب زيادة الفشل في جمع المعلومات الاستخبارية .

حرب المعلومات ومستقبل التجسس

حرب المعلومات جانباً من جوانب ما قد أصبح يُعرف الآن بالثورة في الشؤون العسكرية، وهي نوع من الرؤية المستقبلية لما سوف يطرأ من تغيَّر في طبيعة الحرب خلال القرن القادم، الأمر الذي بدأت إرهاصاته مع نهاية الحرب الباردة، ثم بعد ذلك خلال حرب الخليج الثانية. هذه الرؤية الجديدة تجد قبولاً أكثر في أمريكا الشمالية مقارنة بالمملكة المتحدة، وتطرح مساحات من التهديدات والفرص من خلال التكنولوجيا الحديثة للمعلومات بكل أدواتها بدءاً من الحاسبات إلى الأقمار الاصطناعية، وإذا كان من الضروري أن تلاحق الشؤون العسكرية هذا التغيير، فإن ذلك سوف ينعكس بالتالي على باقي عناصر البنية التحتية للأمن القومي وفي المقدمة المخابرات، لكونها أكثر مؤسسات الدولة احتكاكاً بالمجال المعلوماتي المتنامي. وبعيداً عن الآراء المتحيزة التي مازالت تعتقد أن الجواسيس هم الأصل في حرب المعلومات، لم يلقَ نشاط التجسس السري الانتباه والتقويم الكافيين في إطار المناخ الاستراتيجي الجديد.

وتعكس الكتابات المختلفة التي ظهرت حتى الآن المتصلة بالموضوع رؤيتين متعارضتين عن نشاط المخابرات، الرؤية الأولى: تؤكد على الفرص التي تطرحها التكنولوجيا المتقدمة لامتلاك القدرة على اختراق المجال المعلوماتي (أو السيبري) والإضرار به، وتركز على التجسس والتخريب عن طريق القرصنة داخل شبكات المعلومات العالمية. والرؤية الثانية: تركّز على النزاعات الصغيرة في عالم الإرهاب والجريمة المنظمة، ويتوقعون لذلك عصراً جديداً من التجسس البشري، ومن أجل إعادة هيكلة جماعات المخابرات على مستوى العالم، ومحاولة التكيّف مع انخفاض الموارد، يواجه المسؤولون عن وضع السياسات الخاصة بالمخابرات للمستقبل القريب خلال العقدين القادمين بوجهتي نظر متعارضتين، أولاهما: ترى أن المستقبل سوف يعكس تطوراً أوسع في مجال التجسس الفني، أما الثانية: فترى أنه بدلاً من ذلك سوف يعتمد المستقبل على التجسس البشري وأجوائه الميكيافيلية الغامضة. وأي من الرؤيتين في الحقيقة لا تعبّر بصورة كافية عن الموقف، لذلك يبدو بدهياً التزام واضعي سياسات المخابرات بتحقيق التوازن بين التجسس البشري والتجسس الفني، ويبقى السؤال عن كيفية تقويم هذا التوازن في المستقبل، فذلك ليس بالشيء الهيِّن، ولا يمكن تحقيقه بحسابات بسيطة، ومن الواضح أن وجهتي النظر لا تأخذان في الاعتبار طبيعة الاعتماد المتبادل بين الطريقتين: البشرية، والفنية.


 

 


   

رد مع اقتباس