عرض مشاركة واحدة

قديم 17-07-09, 08:07 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي دور الجيوش في الصراع ضد الارهاب



 

دور الجيوش في الصراع ضد الارهاب

د. صلاح نيوف

عندما نتحدث عن دور الجيوش في الصراع ضد الإرهاب، فهذا يشير إلى أدوار أخرى يمكن أن تقوم بها جهات عسكرية متعددة ، ولكنها لا تخضع لأسلوب عمل ووظيفة الجيش النظامي، إذن فالحديث عن الجيوش يهدف من جهة تحليل الأعمال التي تؤديها ضمن سياق خاص بها، وتكون مضطرة لاحترام دورها في عملية الصراع ضد الإرهاب؛ ومن جهة أخرى، فإن هذه الطريقة في التحليل تمكننا من وضع معايير نوعية أخرى غير معروفة تتعلق بعمل الجيوش في الحالات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، بالتعرف على وظيفة الجيش أثناء الصراع ضد الإرهاب، نحن نتعرف على علاقته بالأجسام العسكرية الأخرى داخل الدولة، مثل: الشرطة بكل أنواعها، وأجهزة الأمن، والمخابرات.

يسمح لنا المدخل السابق بفهم أفضل لدور الجيوش ضمن بيئة استراتيجية متغيرة، ثم وضع هذا الدور وتقويمه بالعلاقة مع باقي الأجهزة الأمنية. وسنستند في هذه الدراسة التحليلية إلى قراءة منعكسات أو مضاعفات خطابات ولغة الحرب على الإرهاب، وأثرها على تحولات وظائف وعمل الجيوش، ومن أجل هذا لابد من محاولة مراقبة الانشقاق أو الانقسام بين مجموعة الفاعلين في هذا المضمار، والذين يحاولون الارتقاء بفكرة الدور الأكبر للجيش في الصراع ضد الإرهاب، وأولئك الذين يرفضون أو يقاومون لعب الجيش لهذا الدور ويصفونه ب (الخطر) بالنسبة له.
عملياً، هناك انقسام واضح يمكن ملاحظته بين المواقف التي

يتخذها محترفو السياسة والذين يبررون وضع جميع القوات في الصراع ضد الإرهاب، وبين العسكر أنفسهم الذين يبدون انزعاجهم من هذه المهمات التي يرون أنها خارج اختصاصهم، ويمكن أن نرى هذا الانقسام على سبيل المثال في بريطانيا وفرنسا رغم أن الأسباب تختلف من بلد لآخر، وبشكل أقل في الولايات المتحدة، حيث هناك حلف مضمر أو ضمني بين السياسيين في البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومي من جهة، وجزء من الجيش لاسيما أولئك الذين يضعون في قلب مذهبهم التهديدات غير المتماثلة أو غير المتناسقة (أي الحرب غير النظامية) في معارضة للقراءات الأكثر تقليدية للتهديد الذي تقدمه كل من روسيا والصين على سبيل المثال، أو قوى إقليمية مثل إيران من جهة أخرى(1).
أيضاً في تحليل دور الجيوش في الصراع ضد الإرهاب، يمكننا الاستناد إلى الأطر المؤسساتية والقانونية التي تتفاعل مع عملية الصراع هذه، وإذا اقتضت الحاجة فبالإمكان اللجوء للدور العسكري من أجل وضعه في علاقة حبكة حول الطابع المتغير والاستثنائي للتهدد الإرهابي، هذه الحبكة تحاول إعطاء دليل وحجج لحضور نوعي للتهدد الإرهابي، من أجل الاستشهاد بضرورة تبني خطوات، أو أنظمة قانونية تمكّن من الإجابة بشكل فعّال على الإرهاب. وفي رأي المتخصصين في قضايا الإرهاب العالمي، فإن هذه العملية في الربط أو الحبك هي أكثر سهولة من الحديث عن (الإرهاب العابر للقارات) الذي يخلط في الفصل بين الأمن الداخلي والأمن الخارجي، بين عدو وبين مجرم، بين عمليات يقوم بها البوليس المتخصص بالجرائم والأعمال التي تقوم بها أجهزة الأمن والمخابرات. إذن الحديث عن "الاستثناء"، أو الحالة الخاصة يسمح بفتح ثغرة في الحدود التي تضعها الأطر القانونية والمؤسساتية.

هذه الطريقة في التحليل تؤكد ضرورة فهم الممارسات المعاصرة، ليست فقط المتعلقة بالأنظمة القانونية التي تسمح بالفعل واتخاذ القرارات، ولكن أيضاً من وجهة نظر سيسيولوجية؛ فخطاب الحرب على الإرهاب من جهة، واستحضار التهديد العالمي والإقليمي من جهة أخرى، يثبتان بشكل قاطع قِدَم القراءات التقليدية المبنية على أساس التمييز داخلي-خارجي، ويقودان إلى إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية، لاسيما العسكرية من أجل الإجابة على متطلبات الصراع ضد الإرهاب.

بالاستناد على ما سبق، يمكن القول مع بعض المجازفة، إن مسألة دور الجيوش في الصراع ضد الإرهاب لا يمكن أن تكون، وأنها لم تعالج بشكل مستقل؛ وهذا بدوره يطرح أسئلة أخرى، مثل: ما هو دور الأجهزة الأمنية الأخرى؟ وما هي التصرفات المتوقعة من العدو ضد وظيفة الجيوش أو الأجهزة الأمنية؟

هنا لابد من القول إن أية دراسة تتعلق بدور الجيوش في الصراع ضد الإرهاب يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وبرؤية استشرافية التغيرات والتحوّلات في الأجهزة الأمنية التي حصلت في آخر عقدين من الزمن، والتي لا يمكن فهمها لوحدها، بل في وضعها بعلاقة أو ارتباط بتطورات أحدثتها التهديدات الإرهابية أو يمكن أن تحدثها. وفي الحقيقة فإن هذه التغيرات لا تعود جنينياً إلى ما بعد اعتداءات 11 سبتمير في نيويورك كما يتوهم البعض، فالاعتداءات وما تلاها في المناخات السياسية الديمقراطية الغربية جاءت لتثبت التغيرات، ثم تسرّعها، وفيما بعد تعمّقها ضمن منطقها الأساسي القائم على نزعات متشددة وقديمة. إن التغيرات في الأجهزة الأمنية وفي الأدوار والوظائف المسندة إلى الجيوش بشكل متدرج، يبدو أنها لن تتوقف عن الاستمرار.
أولاً: في تحديد دور الأجهزة الأمنية

تُعتبر مفردة الإرهاب من أكثر المفردات إحداثاً للجدل والاختلاف عبر العالم، لذلك لابد من الحديث عنها ولو بشكل مختصر قبل محاولة قراءة دور الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب؛ فعندما نتحدث عن (الإرهاب) سيكون من المفيد أن نحدد ماذا نعني بهذه الكلمة؟ إن عملية التحديد لا تتم بشكل سطحي أو بسيط، بل من خلال رؤية ترابطية للمفاهيم. بمعنى آخر، يتوجب علينا فهم معنى (الإرهاب)، وفهم خطاب الآخرين عندما يتحدثون عن الإرهاب، أي فهم الإرهاب كما يصلنا أو ينقل إلينا العاملون أو الناشطون ضد الإرهاب. وهذا الإدراك لخطاب الآخرين هو في غاية الأهمية، لأنه يبين لنا كيف بدأت المجتمعات الغربية بالحديث عن الإرهاب، وكيف عمدت إلى تطبيق خطابها المضاد له من خلال الدور النوعي للجيوش في مهمة الدفاع والحماية؟

1. خطاب الإرهاب كعنف سياسي عالمي

ينطلق بعض علماء الاجتماع الغربيين من القول إن (الإرهاب) بداية وقبل كل شيء هو "عملية خاصة في تصنيف أو ترميز العنف السياسي العابر للقوميات، وهذه العملية تم وضعها من خلال سلسلة من الخطابات"(2). ويمكن أن نضيف على هذه الخطابات السياسية والإعلامية مصادر أخرى، مثل: "الكتاب الأبيض الذي وضعته الحكومة الفرنسية حول الأمن الداخلي في مواجهة الإرهاب"(3)، وملف "الدفاع في مواجهة الإرهاب"(4)، أو (Patterns of Global Terrorism) الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، وفي التقرير السنوي الذي تضعه FBI Terrorism in the US، وهي جميعها تشكّل أمثلة حول الخطابات الرسمية عن الإرهاب. وتقوم هذه المصادر بتوصيف (الفضاءات) التي يوجد فيها إرهاب: أشكاله وأهدافه، وتهدف من ذلك إلى تحديد الأشكال ورسم الظروف الخاصة التي تسمح بإقامة نموذجها في رد الفعل وتنظيم عمليات "ضد التهديد" قبل وقوعه.
وتعتبر حالة الولايات المتحدة حالة له أعراضها الخاصة إذا انطلقنا من التعريف السابق، ومن مصادر الخطاب حول الإرهاب، فمنذ سنوات السبعينيات كان هناك رؤية للعنف السياسي العابر للقوميات تقوم على النظرة إليه كعنف استثنائي، متفرّد ومميز عن أكبر شكلين من أشكال ممارسة العنف الذي عرفه العالم الغربي حتى ذلك الوقت، وهما: الجريمة المنظّمة، والحرب، ولم يقارن العنف السياسي لا مع الجريمة المنظمة ولا مع الحرب، وهذا ما يسمح اليوم بفهم الأسئلة الكبيرة التي رأت النور فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تكون عليه الإجابة عن أحداث 11 سبتمبر 2001م: هل الإرهاب فعل حرب، علينا أن نرد عليه بالحرب، وبالتالي استخدام قوى الجيش النظامية، أو أن الإرهاب هو جريمة نكتفي بالرد عليها من خلال عمل ووظيفة البوليس والقضاء؟(5). إنها أسئلة كبيرة كما يقول (فيليب بونديتي) من مركز الأبحاث السياسية في باريس: "تبلورت بشكل خاص في معسكر الاعتقالات الشهير (جوانتانامو)، ومن حالة المعتقلين أنفسهم في هذا المعسكر، والذين اعتبروا (محاربين غير شرعيين)"(6).


إن الحديث عن الإرهاب كحالة من العنف السياسي العابر للقوميات لا يعني أن ممارسة العنف غير موجودة، فهناك أمثلة كثيرة على ذلك، ليس آخرها أعمال الاعتداء على السفارات، أو المصانع، أو الأفراد الأبرياء، ولكن عندما يُقال عن الإرهاب إنه خطاب، فهذا يشير إلى محاولة لرؤية كيف أن أفعال العنف المبعثرة عبر الزمان والمكان من غير رابط حقيقي يجمعها، توجد اليوم تحت شكل أو في مجموعة واحدة جنباً إلى جنب، وبمسمى واحد هو: (الإرهاب)، فهل من تعريف لهذا الإرهاب؟

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس