عرض مشاركة واحدة

قديم 15-09-09, 01:04 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

7 0 المعنويات 0
عرّف الروح المعنوية في علم النفس بأنها هي ((الحالة العقلية للفرد في وقت معين ، وتحت تأثير ظروف معينة)) ويحتمل العمل مكاناً مهماً في التخطيط الاستراتيجي في كل الجيوش ، وقد يصبح هو العامل الذي يحكم إصدار القرار ببدء العمليات العسكرية أو تأجيلها أو التخلي عنها .

والتاريخ العسكري حافل بالمواقف التي اضطرت فيها القيادات الاستراتيجية نتيجة الحالة المعنوية المنخفضة السائدة في الجيش إلى التخلي عن العمليات الهجومية التي كانت قد وضعت خطتها . كذلك فقد أصبح (( تدمير الروح المعنوية للعدو)) من أهم الأهداف الاستراتيجية التي تسعى الجيوش المتصارعة إلى تحقيقها ، فتضع الخطط التي تستهدف في الحرب أكثر من المعنويات وان فقدانها يعني فقدان ركيزة النصر الأساس ، وهي التي تميز الجيش المدرب عن العصابات ، وبها تضمن الطاعة القائمة على الاحترام ، وتبرز الشجاعة في القتال والصبر على تحمل المشاق ، وتبرز كل المزايا التي تجعل الجندي مطيعاً باسلاً صبوراً ومن أهم العوامل المؤدية لرفع المعنويات العامل العقائدي ، وثقة المقاتل بقيادته ، والتدريب والثقة بالسلاح .

أن الإسلام العظيم سجل على مر التاريخ أعظم العبر والدروس للأجيال وللعلم .. ومعاني المعنويات وأقصاها ، بل واسماها ، وهي الشهادة في سبيل أعلاه كلمة (( لا إله إلآ الله)) كما أن العوامل المذكورة قد طبقت في الإسلام ، ولنأخذ صفة القيادة الناجحة ، فإذا كانت الأمة محظوظة تهيأ لها قائد عظيم حكيم شجاع يبعث الثقة الحقيقية في الأمة ، وليس هناك قائد لأمة ، قديماً أو حديثاً ، امتلك صفات القيادة الحقة كما امتلكها الرسول (ص) ، إذ كان في صفاته ومزاياه رجلاً يعادل امة أو هو اُمة في رجل – كما يقولون -0 إما في الجانب العقائدي ، فالمجاهد جندي من جنود الله ، يحارب أعداء الله ، وليس هناك أعظم من هذا الإحساس ، ولا قوي في توفير الحوافز المعنوية والدوافع النفسية نحو الاستقبال في القتال في سبيل الله . انه أحساس لا يقتصر أثره على المقاتل وحده بل يجعل روح المقاتل ونفسه وقلبه مصادر أشعاع لكل عمل بطولي وجمال نفسي وجلال خلقي . إما الأمثلة في هذا الجانب فهي أكثر من أن تحصي .

وهذا الصحابي ((عمير بن الحمام)) في معركة بدر ، وكانت في يده بعض التمرات يأكلها قال : (( إما بيني وبين أن ادخل الجنة ، إلا أن يقتلني هؤلاء ؟)) وقذف التمرات من يده ، واخذ سيفه ومازال يقاتل حتى استشهد ( رضي الله عنه ) . إما العامل الآخر في رفع المعنويات فهو التدريب والثقة بالسلاح ، فقد حث الإسلام على التدريب على الرماية بالقوس والطعن بالرمح والضرب بالسيف ، وعني الرسول (ص) عناية فائقة بتدريب المسلمين على الرمي ، فقال (ص) (( ألا إن القوة الرمي)) وكررها ثلاثاً.

ومن أعظم ما يلد على اهتمام الإسلام بالتدريب أن الرسول (ص) آمر بموضع كان الصحابة يتدربون فيه على الرمي . فنزع نعليه وقال : ((روض من رياض الجنة)) وكان الرسول (ص) حريصاً على تطوير الجيش بتزويده بالأسلحة المعاصرة والتي لم يألفها من قبل . من ذلك أرسل بعثة من اثنين من المسلمين إلى ((جرش)) ليتعلما صنعة (( المنجنيق )) ، وقد تم تدريب المسلمين عليه واستخدم في عمليات حصار الطائف .

8.التعــاون 0
يتمثل التعاون في ارفع صوره في قول الله تعالى (( أن اللهيُحبَُِالذينَ يُقاتِلونَ في سبِيِلِه صفَاً كأنهُمْ بُنيانٌ مرصوص )) قال جل شأنه ((واعتَصموا بحبلِ الله جَميعاً ولا تَفرَقوا ))وقول الرسول (ص) : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ))0

إن مبدأ التعاون يأخذ أبعاداً متعددة ، منها تعاون بين الجماعات لتحقيق الهدف ، وآخر ناجم عن المعطيات التسليحية التي جعلت الأسلحة والمعدات متنوعة ، والت تتطلب معرفة قدرات وتحديدات الصنوف في الأداء ، وان ينسق ذلك ضمن وحدة القيادة .

لقد امن الرسول (ص) مبدأ التعاون في غزواته كلها ، فهناك التعاون بين القبائل بشكل لم يسبق له مثيل في الجزيرة العربية ، والتي كانت تتقاتل سابقاً فيما بينها على أمور تافهة كحروب (( داحس والغبراء)) ... الخ إما في العصر الإسلامي فقد أصبحت القبائل يداً واحدة تقاتل في سبيل هدف اسمي هو نشر الإسلام ورفع راية (( لا الله إلا الله )) في آفاق الدنيا . إما التعاون في الأسلحة ، ففي معركة (( بدر)) وضح الرسول (ص) خطته – بأسلوب الصفوف – على تعاون الرماة مع السيافة والرماحة بطريقة متعارف عليها سابقاً في الجزيرة العربية .

9.الشؤون الإدارية0
هي الطاقة التي تحرك الأفراد والسلاح نحو العدو باقتدار عال ، وهي علم وفن ، هدفه تنظيم الموارد الإدارية والتفوق بها على العدو بحيث تدار الانتكاسات عن القوات المسلحة والناجمة عن الإمداد . وفي التاريخ القريب شواهد حية ، فنتساءل : أين أصبح جيش(( نابليون)) عندما اقتحم روسيا واحرق الكرملين ؟ وماذا حل بجيش (( هتلر)) عندما كان على أبواب موسكو ؟؟ والإجابة عن هذه التساؤلات تتخلص في أن هذه الجيوش تلاشت وأصابها الوهن ، لان شؤونها الإدارية أصبحت سيئة لدرجة الهزل ، بشكل عرضها إلى خسارة الحرب ، إضافة إلى العوامل الأخرى . فنجاح أية خطة عمليات مهما كانت رائعة في الفكرة والتنفيذ يعتمد على الدعم الإداري الكفء .

لقد اهتم الرسول (ص) بالأمور الإدارية كثيراً في معاركه ، فتعاون المسلمون على تزويد المجاهدين بجميع مواد تموين المعركة . ففي غزوة (( تبوك)) اشترك المسلمون كافة في تجهيز الحملة ، من أرزاق ونقلية وأسلحة . وقرن الإسلام دائماً الجهاد بالا رواح بالجهاد بالمال (( الذين­­ امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون )) (( ومالكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرضِ )) .. ((تؤمن بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكُمْ )) .

ويلاحظ من تلك الآيات الكريمة أن المال يقدم على الأنفس دائماً ، مما يدلل على اهتمام الإسلام بالشؤون الإداري . حيث انفق المسلمون الأوائل أموالهم في سبيل الله ، ومات سيد الأنبياء محمد (ص) ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من الشعير إما آل البيت (ع) فقد خطب الرسول (ص) يوماً فقال (( والله ، ما أمسى في آل محمد صاع من حطام وأنها لتسعة أبيات )) . فما قالها الرسول استقلالاً ، ولكن أراد أن تتأسى به أمته ، فقد خمسوا بكل شيء حتى ضروريات الحياة في سبيل الله والمصلحة الإسلامية العامة قبل أربعة عشر قرناً 0

 

 


   

رد مع اقتباس