عرض مشاركة واحدة

قديم 14-07-20, 06:04 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


في السياق نفسه، تعرّضت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية إلى مجموعة كبيرة من الاختراقات التقنية، سواء كان ذلك على صعيد المؤسسات الحكومية أو الشركات الخاصة، لكن اللافت للنظر أن مصدر هذه الاختراقات لم يعد من طرف واحد كما يمكن أن يتصور البعض وهو إيران، فالمصادر مختلفة ومتعددة، منها روسيا على سبيل المثال وكوريا الشمالية، ومخترقون من داخل الولايات المتحدة نفسها، وفي خضم كل هذا لم تُقدِّم الولايات المتحدة حلا فعالا.
حيث تعرّضت العديد من الولايات الأميركية خلال 2019 لعدد ضخم من الهجمات التقنية، تَمثَّل أغلبها في هجوم فيروس "الفدية"، وهو هجوم يعمل على حجب الملفات والبيانات والمعلومات المتوافرة على الحاسب كافة، والتي لا تُعاد مرة أخرى إلا بعد دفع فدية يُحدِّدها المخترق.

كانت ولاية لويزيانا من أواخر الولايات التي تعرضت لهجوم تقني عنيف من نوعية فيروس الفدية، وقع الهجوم في أغسطس/آب الماضي وتسبّب في توقف الأنظمة الإلكترونية الخاصة بعدد كبير من المدارس والهيئات الحكومية في الولاية، مما استدعى إعلان حالة الطوارئ. لكن قبل هجوم لويزيانا شهدت عدة ولايات أميركية نماذج هجمات مشابهة شفّرت بيانات الأنظمة بشكل كامل، منها هجوم على ضواحي فلوريدا نجح المخترقون خلاله في الحصول على 600 ألف دولار فدية من الولاية لفك الهجوم، وسبقه هجوم على مدينة ريفيرا دفعت المدينة على إثره مليون دولار بعد عمليات تصويت وذلك لاسترجاع البيانات المشفرة.(8)
وفي بالتيمور تفاقمت الأمور بشكل كبير، حيث توقفت العديد من الأنظمة والهيئات في ولاية بالتيمور لمدة شهر في مايو/أيار الماضي، بسبب رفض الولاية دفع ما يعادل 80 ألف دولار كفدية للمخترقين بعملة البيتكوين، بعد تشفيرهم للبيانات الخاصة بالهيئات الرسمية كافة.
واستطاعت هيئات التحقيق في الولايات المتحدة تحديد اثنين من عناصر الاختراق المسؤولين عن الهجوم على عدة ولايات عام 2018، منها أتلانتا ونيوآرك ونيوجيرسي، وقد تبيّن أنهم من إيران، وقد نجحوا في تحقيق مكاسب قُدِّرت بـ 6 ملايين دولار، بعد أن قاموا بما يزيد على 200 هجوم بفيروس الفدية، وتسبّبوا في تدمير حواسب وأنظمة تقنية بما يزيد على 30 مليون دولار(9).

استطاعت روسيا أن تحتل مكانة مهمة خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد ظهر ذلك في العديد من الهجمات الضخمة في عدة نقاط مختلفة في العالم، والظهور البارز لمجموعات الاختراق الروسي التي صارت تحت الضوء بشكل واضح، وارتبط اسمها بعدة حوادث اختراق ضخمة.
بدت الاختراقات الروسية على وجه الخصوص مُوجَّهة لأهداف غاية في الدقة والخطورة، ومن أبرزها على سبيل المثال حادث الاختراق الكبير الذي ضرب الهيئات المخابراتية في الولايات المتحدة وبريطانيا (10)، وقد أعلنت الهيئات الرسمية في الولايات المتحدة أن الملايين من حواسب وآلات تخزين البيانات في هيئات المخابرات بالولايات المتحدة وبريطانيا قد استُهدفت بشكل كامل. تُسمى تلك الهجمات بـ "لعبة الأهداف الحرجة"، فالأمر لا يتعلق بالنسبة لروسيا بالاختراق في حد ذاته، وإنما بضرب أهداف حرجة ومهمة، مما جعل أصابع الاتهام بعد أي عملية هجوم إلكتروني تتجه نحو روسيا، وهذا ما حدث بالفعل بعد هجوم "الأولمبياد" عام 2018.

ففي الثامنة مساء التاسع من فبراير/شباط عام 2018، تعرّضت جميع الحواسب وقواعد البيانات الخاصة بأولمبياد كوريا لهجوم إلكتروني حاد تسبب في كارثة كبرى في الحواسب وقواعد البيانات، وقد كان اختراق الأولمبياد هو الحدث الإلكتروني الأهم في 2018، وقد كشفت التحقيقات أن روسيا كانت تمتلك الكثير من الدوافع لعملية الاختراق، والتي أرادت بها أن تُبقي ظهورها حاضرا رغم الغياب الرسمي، حيث كانت روسيا محظورة من المشاركة في الأولمبياد (11)، ولم يكن مسموحا للاعبين الروس رفع علم بلادهم حال تحقيق انتصار أو ميدالية خلال المنافسات الأولمبية. مما جعل وزير الخارجية الروسي ينكر نسبة الهجمات إلى روسيا معلقا: "نحن نعرف أن الإعلام الغربي سيعمل على وضع البصمات الروسية على اختراق الأولمبياد في كوريا، رغم أن ذلك ليس صحيحا".
في الحقيقة لم تكن الهجمات الروسية تقف عند حدٍّ معين، لكنها تصل دائما إلى نقاطها القصوى، حتى إن المخترقين الروس بإمكانهم العمل على إسقاط نظام تقني لدولة بالكامل، فقد شهد يناير/كانون الثاني من العام 2009 (12) اختراق النظام التقني الكامل لكازاخستان، وإيقاف الحواسب الموجودة في نطاق الدولة كافة، ببساطة توقف كامل للعمليات التقنية كافة داخل الدولة بأكملها.

أما عن النسخة الأحدث من تلك الهجمات الضخمة فكانت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث هاجمت المجموعات الروسية أكثر من 2000 حاسب في جورجيا (13)، فاخترقت عبر تلك الحواسب مكاتب رئاسة الجمهورية والمحافظين وثلاث قنوات تلفزيونية، وأذاعت عبر شاشاتها بيانا يحمل اسم رئيس جورجيا السابق وفي أسفله كُتب بالإنجليزية "سأعود قريبا"، وقد كان ذلك أحد أقوى وأكبر الاختراقات التقنية خلال الشهور الماضية، فها هي السلطات العليا تسقط بالكامل تحت سيطرة دولة أخرى، ومعها التلفزيون الرسمي للدولة، ذلك كله دون أن يضطر أحدهم للتحرك من مجلسه.
كما كشفت شركة مايكروسوفت (14) أن روسيا قد بدأت في تنظيم هجماتها بالفعل لاختراق الأولمبياد الصيفية والتي ستقام العام الحالي في طوكيو، وذلك لبدء التحضير لدفاعات تقنية لإيقافها ومنع تكرار سيناريو أولمبياد 2018.

نجحت روسيا بحسب ما أعلنت الحكومة في إجراء تجربة الفصل الكامل للإنترنت في روسيا عن الشبكة العالمية للإنترنت (15)، وأعلنت أنه من بين الاختبارات التي أُجريت إمكانية تعرض النظام الإلكتروني في روسيا للهجوم، وقدرة الشبكة الداخلية البديلة في روسيا "RUNET" على الفصل الكامل عن الشبكة في حال وجود هجوم خارجي، وقدرة الخوادم على التحكم في البيانات القادمة من خوادم إنترنت من خارج روسيا.

وهي خطوة استباقية من الجانب الروسي، في الوقت الذي تُعتبر فيه الهجمات الإلكترونية الروسية هي الأخطر عالميا، والأكثر تأثيرا بالنسبة لمثيلاتها من الهجمات الإلكترونية، لذلك فكما أن الجانب الروسي في الهجوم الإلكتروني يصل إلى نقاطه القصوى، فالجانب الدفاعي يُمثِّل الانعزال الكامل عن جنبات المواجهة، وهو مؤشر مهم للغاية إلى النيّات الروسية فيما يخص المواجهات القادمة.
وفي قلب كل تلك التطورات من الصعب القول إن الحراك الروسي بصوره الهجومية والدفاعية كافة بمعزل عن التصاعدات التي تشهدها المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، فهجوم "ستوكس نت" الأميركي على مفاعل "نطنز" الإيراني تبعه مخاوف أميركية من أن يكون الرد الروسي مؤثرا، كما أن الكشف عن الفيروس في روسيا كان نتاجه تسليم شفرة المصدر الخاصة بالفيروس لإيران، كشكل من أشكال الدعم الروسي للمواجهة الإيرانية، وهو ما يجعل التكهن بمستقبل الحرب الإلكترونية أشبه بالمستقبل الغامض، خاصة مع تطور نوعية الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة بإصابة ولايات كاملة بالشلل التقني.
ومن هنا يمكن القول إن مستقبل الحرب لم يعد مرتبطا بالتحركات العسكرية والأسلحة النووية، فهناك ميدان قتال قد يشهد مواجهات أكثر عنفا وخطورة، وقد ينتج عنها توقف عمليات قتال كاملة قبل بدايتها، أو إصابة البنية التحتية والتي تصل بنا في النهاية إلى فقدان في الأرواح دون طلقة رصاص واحدة.
المصادر

الولايات المتحدة تمتلك خطة هجوم سيبراني شامل في حالة انهيار الاتفاق النووي مع إيران
التحالف المخابراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل
تفاصيل خطة هجوم نيترو زيوس
الهجوم على أرامكو عام 2012
اختراق سد نيويورك
أهمية اختراق سد نيويورك
الهجوم على مايكروسوفت
الهجوم على ولاية لويزيانا وعدة ولايات أخرى
أزمة هجوم بالتيمور
الاختراق الروسي للمخابرات الأميركية والبريطانية.
الهجوم على الأولمبياد 2018
الهجوم على كازاخستان وإيقافها إلكترونيا بالكامل
الهجوم الإلكتروني على جورجيا
الهجوم على أولمبياد 2020
فصل روسيا عن الإنترنت العالمي



 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية
من مواضيعي

   

رد مع اقتباس