عرض مشاركة واحدة

قديم 19-10-22, 06:14 AM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 



"أنا آسف يا ريس".. هل كان الرئيس مبارك زعيما وطنيا مظلوما حقا؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

محمد عزت
18/10/2022


"الجولف لعبة تأخذ الكثير من الوقت، وأنا أُفضِّل السرعة لذلك ألعب الإسكواش".
(رئيس مصر الأسبق حسني مبارك متحدثا إلى الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل)

في لحظات الملل يُقلِّب المرء في هاتفه، ويفتح تسجيلات الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتسلية وقته، وبين المصريين على وجه الخصوص، أحيانا ما يجد


مضحكا للرئيس المصري الأسبق (المخلوع) "محمد حسني مبارك" وهو يداعب مستمعيه بخفة ظل وتلقائية، وهي مقاطع لا تزال رائجة بعد مرور أكثر من عشر سنوات على رحيله عن السلطة وأكثر من عامين على وفاته، خاصة مع تزايد الحنين إلى عصره بين صفوف مؤيديه في ظل تدهور الوضع الاقتصادي الحالي في مصر.
تظهر العديد من هذه المقاطع على صفحة "أنا آسف يا ريس" التي أُنشِئَت يوم "موقعة الجمل" (2 فبراير/شباط 2011)، ويظل تمويلها وتنظيمها مصدر تساؤل عند الكثيرين، إذ تحرص الصفحة على إبراز مقاطع للرجل تُظهِره خفيف الظل ومتفهما لشعبه ومُتبصِّرا بخفايا القدر، بل وتُظهِره زعيما وطنيا رفض محاولات القوى الكبرى والمؤسسات المالية الدولية فرض أجندتها على مصر، ثمَّ تجد مئات التعليقات التي تترحَّم على مبارك وأشهرها: "ولا يوم من أيامك يا أبو علاء".

في الواقع، لربما صنعت صفحة "أنا آسف يا ريس" في السنوات الأخيرة ما عجز عنه إعلام مبارك نفسه طيلة ثلاثين عاما من حكمه، فقد اختيرت المواد المنتقاة من خطاباته على الصفحة بعناية لتكون ممتعة ومسلية وعاطفية وعقلانية في الوقت نفسه، حيث توقفت الصفحة عما اعتادته في بداية انطلاقها من نشر نظريات مؤامرة غير مبنية على حقائق أو استخدام أدلة ضعيفة لاغتيال المعارضين معنويا، وصار محتواها منضبطا ومُدققا، ويركز بالأساس على إعادة تقديم شخصية الرجل الذي يراه محبّوه مظلوما أنصفه التاريخ. ولكن هل تقارب الصورة التي تُقدِّمها صفحة "أنا آسف يا ريس" حقيقة الرجل كما هي في الأحداث والوثائق وروايات مَن عاصروه؟ وهل كان الرئيس مبارك ذاك الرجل الطيب خفيف الظل والمُعادي للنِّيات الاستعمارية، مما أدى إلى التخلص منه كما يظهر في تلك الفيديوهات؟ أم أن مسيرته الطويلة أعقد مما تُقدِّمه الصفحة وهو ما قاد في النهاية لثورة شعبية عليه. وبين هذه وتلك سنسعى لفك طلاسم هذه الشخصية بعيدا عن التراشق الحاصل بين مؤيديه ومعارضيه.

حسني مبارك.. قائد بيروقراطي أم زعيم سياسي؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"كنا واقفين في الكعبة بنصلي مع السفرجي بتاع الرئيس، قلتله شايف يا ريس الإسلام ساوى بين الرؤوس، فالرئيس رد: بذمتك ده وقت فلسفة؟".
(مصطفى الفقيعن الرئيس مبارك)
من الأمور المهمة التي لا ينتبه لها الكثيرون في مسيرة الرئيس مبارك أنه كان "رجل كل العصور"، ففي العصر الملكي لم ينضم الطيار المتخرج حديثا إلى الضباط الأحرار، ولم يسعوا هم إليه أيضا. وفي العصر الناصري،




الرئيس جمال عبد الناصر مباشرة رئيسا لأركان القوات الجوية ومنحه رتبة "عميد" قبل دفعته بعشرة أيام عام 1969، وذلك في عصر لم يكن لشخص أن يترقَّى فيه إلا بعد فحص ملفه والتأكد من عدم وجود أي هفوة سياسية له تخالف النظام الحاكم ولو في جلسة عشاء، كما سمَّى مبارك ابنه الثاني "جمال" على اسم الرئيس الراحل. وقد وصف الفريق محمد صادق (وزير الحربية بين عامَيْ 1971 و1972) مبارك بأنه كفء و"مُطيع لرؤسائه"، وربما تكون هذه الصفة الأخيرة تحديدا دون غيرها هي ما دفع الرئيس الراحل "أنور السادات" إلى اختياره نائبا له من بين العديد من القادة الأقدم منه.
من جهة، تُثبت مسيرة الرجل أنه انغمس في عمله العسكري ومساره المهني باجتهاد دون أن يشغل نفسه بأي شيء آخر، كما تكشف أنه لم يتحمَّس طوال حياته لرأي سياسي مُحدَّد، فتابع عمله بدأب سواء كان الحاكم ملكا أو زعيما قوميا أو رئيسا مؤمنا مُطبِّعا مع إسرائيل. وبعكس سابقيه، لم ينخرط مبارك في شبابه في الحركة السياسية المصرية بأي شكل من الأشكال، ولم



بالقراءة أو الثقافة، واستمرت معه عادة الملل من قراءة الكتب حتى تولَّى السلطة، فلم يطالع سوى الصحف، وكانت أقصى أحلامه قبل الصعود إلى منصب نائب الرئيس أن يُعيَّن سفيرا لمصر في لندن.
لا يعني هذا أن مبارك كان بسيطا محدود الأحلام فوجئ بمنصب لم يكن مؤهلا له، فهناك وجه آخر للرجل الذي اعتاد الذهاب في الساعة الثالثة فجرا في ذروة الشتاء لإجراء تفتيش على الوحدات العسكرية حين كان قائدا وهو يرتدي بذلة صيفية. ففي يوم 5 يناير/كانون الثاني 1981 -قبل أشهر من اغتيال السادات- نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في صفحتها الأولى موضوعا عن صراع خفي بين رجال مبارك ورجال السادات في الحكم، وبدا مبارك في التحقيقات التي نشرتها الصحيفة رجلا قويا يخوض حربا تكتيكية مع السادات لتأمين خلافته رغم رفض بعض المحيطين بالسادات. وقد خاض الرجل تلك الحرب -وفقا للصحيفة- عبر رجاله الذين زرعهم في أجهزة الدولة المهمة حتى صار رقما صعبا يصعب انتزاع الخلافة منه. وقد كلَّف هذا التقرير على كل حال صحيفة "جيروزاليم بوست" قرارا مصريا برفض أي تأشيرات لمُحرِّريها، وهو الأول من نوعه ضد صحافيين إسرائيليين منذ سُمِح لهم بدخول البلاد.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حسني مبارك (يمين) وأنور السادات (مواقع التواصل)


بغض النظر عن مدى صحة ما نشرته "جيروزاليم بوست" وقتها، فإن الروايات المصرية لا


أن خلافا حدث بالفعل بين الرئيس ونائبه أدى إلى تقديم النائب استقالته احتجاجا على تغييرات محتملة في مناصب الدولة كان سيتخذها الرئيس السادات مع تحجيم محتمل لمبارك الذي لم يرَ فيه المقربون من السادات الكفاءة اللازمة للمنصب الجديد. وتظهر هذه الصورة لمبارك بوصفه رجلا غير طيِّع في شهادة أخرى من "مصطفى الفقي"، الذي عمل سكرتيرا للمعلومات في الرئاسة تحت حكم مبارك بين عامَيْ 1985-1992،


الفقي أن "علي مصطفى البغدادي"، قائد مبارك في الجيش وقائد القوات الجوية بين عامي 1969-1972، وصفه له قبل أن يصبح رئيسا على النحو التالي: "رجل خطير قادر على إدارة الصراع داخل المجموعات والصعود السريع، وترقَّى استثنائيا أكثر من مرة وأحيانا في العام الواحد نفسه".
هنا يظهر لنا أن مبارك كانت له شخصيتان -إن صح الوصف- لا يمكن إغفال واحدة منهما لصالح الأخرى، فهو الجندي المُطيع لرؤسائه الذي لا ينشغل بالقضايا الكبرى ولا يُكوِّن مواقف فلسفية من التاريخ، لكنه في الوقت ذاته الطيار الشرس حين يتعلق الأمر بمساره المهني. ويبدو أنه عرف جيدا اللحظات التي ينبغي فيها أن يُظهِر مخالبه، فهو




الفقي -الذي ظل يعمل في نظامه حتى سقوطه- : "منوفي حريص ولديه قدرة خارقة على شم المشاكل المختبئة وما الذي يجري خلفه في الكواليس". وعلى جانب آخر، كَرِهَ مبارك أيَّ أفكار مجردة أو مركبة، واستخدم دائما كلمة الفلسفة بوصفها كلمة سلبية، فقد عشق الشرح المُبسَّط والقصير والرقمي، وهي سِمة يكاد يُجمِع عليها جميع مَن عرفوه، سواء أحبوه وذكروها باعتبارها ميزة، أو لم يحبوه فذكروها باعتبارها عيبا.
بشكل ما كانت مواهب مبارك تُمكِّنه دوما من أن يكون قائدا عسكريا متميزا، وربما تؤهِّله ليتولَّى رئاسة شركة أو إدارة مؤسسة حكومية، لكنها لم تكن كافية على الأرجح لتجعله زعيما لمجتمع شبابي معقد مثل المجتمع المصري. فقد

مبارك "أسامة سرايا"، رئيس تحرير الأهرام، أكبر جريدة مصرية قومية، أن يتوقف عن إبراز الأرقام الجيدة لأداء الاقتصاد المصري "لأن الدول بتتحسد زي الناس". كان من السهل على مبارك أن يقتنع بكلام "أحمد عز"، أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، حين تحدَّث عن ارتفاع أعداد المصريين الذين يشربون المياه الغازية نتيجة السياسات الاقتصادية الجديدة، لكن كان من الصعب عليه أن يستمع بإنصات إلى التحليلات الأعمق عن الصراع الطبقي ونقد النيوليبرالية وما إلى ذلك.

حين خطب مبارك في المصريين لأول مرة وهو رئيس، كان واضحا تماما تأثير طبيعة الثقافة المكوِّنة للرجل على كلماته، حيث أتى خطابه بسيطا، وظهر الرجل وكأنه قادم من عالم آخر بالمقارنة مع سابقيه، عالم ما بعد موت الأفكار الكبرى. ظهر مبارك على الشاشات على مدار سنواته في الحُكم رجلا لا يمُت بصلة لجمال عبد الناصر، الذي اعتاد مطالعة الفكر والشعر في مكتبة الكلية الحربية، ولا أنور السادات، الذي قرأ دوستويفسكي في السجن، ولا يتعلق الأمر بنوع المفردات التي استخدمها بقدر ما يتعلق بحرارة الكلمات والرؤية الموجهة.
بعكس ما يظهر في المقاطع المقتطعة من خطاباته في صفحة "أنا آسف يا ريس"، التي تُظهِره مَرِحا وممتعا ومقنعا، كانت خطابات الرئيس مبارك الأقل حظا من حيث المتابعة الشعبية ضمن خطابات رؤساء وزعماء مصر الحديثة، إذ كانت أغلبها أحاديث مكررة حول أهمية الاستقرار ودفع عجلة السلام والإصلاح الاقتصادي. فقد أتت خطاباته متوقعة دائما دون عنصر مشوِّق مُنتظَر من رئيس بنى شرعيته على فلسفة "الاستقرار"، حيث وصفه "وليام كوانت"، الخبير الأميركي في الشرق الأوسط الذي عمل في إدارتَيْ "نيكسون" و"كارتر"،



"لم يكن رجل المبادرات الكبرى، وإنما الرجل المُهدِّئ".
حين قرَّرت أجهزة الدولة الثقافية صناعة أغنية للرئيس عام 1999، تُبرِّر فيها بالقوة الناعمة سبب مكوثه في السلطة هذه المدة الطويلة التي لم ينعم بها أي رئيس جمهورية سبقه في مصر، وحاولت فيها أن تُعدِّد مزايا حكمه، صنعت أوبريت "اخترناه" الذي يقول في كلماته: "قلنا وقالوا وطوِّل باله ما قفلش لكاتب جرناله.. ما سمعناش عن حد أذاه.. لا بيخدعنا ولا يطمعنا بكلام إنشا ما لهوش معنى"، في إشارة واضحة إلى سابقه جمال عبد الناصر. وتقول كلمات الأغنية أيضا: "كنا في زنقة وعوزة وخنقة وديونا تكتيفة وشنقة"، في إشارة واضحة إلى الرئيس السادات الذي ترك الاقتصاد المصري بديون ثقيلة. باختصار، قدَّم مبارك نفسه ليس بوصفه زعيما قادرا على رسم رؤية فلسفية لمستقبل أمته، وإنما بوصفه رجلا واقعيا لا يكرر أخطاء سالفيه.

تختلف الزعامة كثيرا عن القيادة، فالقيادة العسكرية تتطلب الإشراف على انضباط الخطوات ومتابعة تنفيذ الخطة الموضوعة باحترافية ونظام، ولم



مبارك مطلقا مع التأخر في المواعيد، وخاصم رئيس مخابراته "عمر سليمان" شهرا كاملا لهذا السبب ذات مرة، كما ذكر مصطفى الفقي أيضا. أما الزعامة فتتطلب رؤية فلسفية واجتماعية للتاريخ والواقع، بحيث يتشكَّل في ذهن الزعيم تصوُّر عن دور جديد على أُمته أن تلعبه، ومن ثم يستخدم أدواته في تحريك الدولة والمجتمع تجاه هذا الدور. لربما حكم الرئيس مبارك أكثر بعقلية القائد العسكري "المُطيع لرؤسائه"، فارتكزت خطته إلى الحُكم على طريقة السادات الذي علَّمه السياسة، مُحاوِلا تجنُّب مصيره وأخطاء سنواته الأخيرة.
كانت مسيرة حكم الرجل أشبه بقائد عسكري حاول أن يحافظ على رقعة خدمته سالمة، وبما أنه لم يكن هناك مَن يضع له الخطة الكلية، فضَّل الرجل خطة الاستقرار والثبات، ومن ثم كان منطقيا أن الانتقاد الأشهر لمبارك طيلة سنوات حكمه هو "غياب الرؤية الكلية للمستقبل"، وهو غياب أدى في النهاية إلى مفاقمة الصراع داخل أجهزة الدولة بسبب بطئه في حسم عملية انتقال السلطة من بعده.

من محاربة الشيوعية في أفريقيا.. إلى السلام مع إسرائيل

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
"عايزني ما اتعاملش مع إسرائيل؟ يا حبيبي ده العالم الغني كله فلوسه في إيدين اليهود، ده الناس بتجيب مستشارين يهود لأنهم ناصحين وإلا ما كنش الأربعة مليون يهودي اللي هناك يغلبوا الـ140 مليون اللي هنا".
تُظهِر المقاطع المنتشرة على الإنترنت بواسطة صفحة "أنا آسف يا ريس" مبارك بوصفه زعيما وطنيا رفض الوصاية الأجنبية على بلاده ورفض السماح ببناء قاعدة عسكرية أميركية فيها، كما أنه لم يزر إسرائيل علنا إلا مرة واحدة في عزاء "إسحاق رابين"، ولم يقبل ببعض الطلبات الإسرائيلية المُجحِفة فيما يخص القدس، وقد قال للإعلام الإسرائيلي ذات مرة: "أنتم عاوزين رئيس ملاكي". ومن ثمَّ يُصوَّر الرجل على أنه دفع ثمن صموده في وجه الطلبات الإمبريالية بفقدان منصبه بعد ذلك. ففي مقطع يعود إلى عام 2011،















"ممتاز القط"، رئيس التحرير السابق لجريدة "أخبار اليوم"، إن الرئيس قال له ذات يوم إن أمنيته أن يصبح الاحتياطي النقدي لمصر 100 مليار دولار، إذ يمكن حينها فقط أن "نحارب إسرائيل مرة ثانية".
رغم أن شهادة ممتاز القط لا يمكن اعتبارها حقيقة مؤكدة، لا سيما أن الرجل طالما كتب مواضيع غير دقيقة في صحيفته لدعم الرئيس الأسبق، لكن هذه القصة ربما يكون لها ما يدعمها، لأن الرئيس مبارك ألمح بنفسه في بعض خطاباته إلى تبرير السلام مع إسرائيل بأسباب اقتصادية بحتة، مُتحدِّثا عن تكلفة شراء المعدات العسكرية اللازمة لاستكمال الحرب معها وارتفاع سعر تلك المعدات الآن، بل إن الرئيس السادات نفسه حين قدَّم خيار السلام للشعب المصري لم يُحاجج في البداية بأكثر من الظروف الاقتصادية. لقد وقر عند قطاع عريض من صُنَّاع القرار المصريين بعد حرب 6 أكتوبر يقين مفاده أن مجاراة إسرائيل عسكريا شبه مستحيلة، وأنها لن تجلب سوى المزيد من الخسائر الاقتصادية.
ينتقد البعض مبارك ويتهمه بالعمالة بسبب مواقفه الأخيرة من إسرائيل، وأبرزها الموقف المنحاز ضمنيا لها في حرب يوليو/تموز 2006 مع حزب الله اللبناني وملف صفقات الغاز المصرية-الإسرائيلية، بيد أن مواقفه الأخيرة لا تنفي أنه قاتل الإسرائيليين مباشرة في ساحة القتال أثناء خدمته بالجيش وقيادته للقوات الجوية في حرب أكتوبر، كما أنه رأى بعينه طائرات سِربه وقد أحرقها الإسرائيليون على الأرض في بني سويف عام 1967. الأمر مركب إذن، فخدمته الوطنية والعسكرية في وقت سابق تقف في مقابل حقيقة توطُّد علاقته بتل أبيب في سنواته الأخيرة، لا سيما وقد كانت إسرائيل الدولة التي مارست أشد الضغوط على واشنطن لدعمه حين قامت عليه ثورة 25 يناير، وكانت تعدّه "كنزًا إستراتيجيا".
"السادات كان على حق، لا أعرف لماذا اختار الرئيس جمال صداقة السوفييت وهما ناس فقريين، السادات اختار الأميركان وهما المتريشين، أكبر خطأ وقع فيه جمال الخلاف مع أميركا".
(حسني مبارك في حديثه مع هيكل)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



دخلت مصر في تحالف استخباراتي سرِّي مع فرنسا والمغرب والسعودية وإيران -تحت حُكم الشاه برعاية أميركية لمحاربة المد الشيوعي في القارة الأفريقية عُرف باسم "نادي السفاري". (مواقع التواصل الاجتماعي)


لم يقتصر التناقض حول شخصية مبارك على موقفه من إسرائيل، لكنه يمتد إلى مفهومه للوطنية نفسها. تخيَّل أن إحدى الدول العربية تخوض حربا مع دولة أجنبية تحاول احتلالها، ثم جاءتك الأوامر من النظام السياسي الحاكم أن تشارك في ضرب تلك الدولة العربية لصالح الدولة الأجنبية المعتدية لأن الدولة العربية المذكورة تنافس نظامك السياسي على النفوذ الإقليمي، فماذا ستفعل؟ إذا كنت "كُفئا ومُطيعا لرؤسائك" فستعتقد أن الوطنية هي تنفيذ أوامر قادتك، أما إذا كنت مثقفا أو سياسيا ناقدا فستعتقد أن المشاركة هي عين الخيانة، لا الوطنية.
لقد اتخذ السادات خطوات جريئة تجاه التحالف مع الغرب وتحويل البوصلة من اليسار إلى اليمين، فدخلت مصر في تحالف استخباراتي سرِّي مع فرنسا والمغرب والمملكة العربية السعودية وإيران -تحت حُكم الشاه آنذاك- برعاية أميركية لمحاربة المد الشيوعي في القارة الأفريقية عُرف باسم "نادي السفاري". وكان النادي مهما للولايات المتحدة التي انتفض شارعها ضد حرب فيتنام وأقرَّ الكونغرس فيها قانونا يُحجِّم الأنشطة السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الخاصة بها (CIA)، ومن ثم كانت أهمية النادي أن تُنفِّذ الولايات المتحدة حربها العالمية ضد الأيديولوجيا الماركسية و"الحركات التحررية" لمحاصرة المد السوفيتي، دون ضلوعها مباشرة في فضيحة جديدة. وقد دعم نادي السفاري مصالح شركات التعدين الأجنبية في أفريقيا، ودعم أكثر الأنظمة قمعية في القارة، وأوكلت لمصر مهمة تقديم السلاح والمقاتلين.
بحسب رواية الكاتب الصحافي الشهير "محمد حسنين هيكل"، استلم مبارك مهمة تمثيل الرئيس السادات في نادي السفاري بعد أشرف مروان، والواقع أن هذه الرواية فيها نقطة ضعف ونقطة قوة. نقطة الضعف هي أن الأوراق البحثية الغربية التي كتبت عن النادي لم تذكر اسم مبارك ولم تتتبَّع دوره على الأرض، سوى رواية هيكل الذي عرف "نادي السفاري" حين اطلع على الأرشيف الإيراني بعد الثورة الإسلامية. أما نقطة القوة في الرواية فهي تأكيد هيكل أن مبارك استلم المسؤولية في النادي بناء على شهادة رئيس المخابرات الفرنسية الأسبق "الكونت دي ميرانش"، وهي شهادة أدلى بها في حياة الرئيس مبارك، كما ذكر هيكل القصة في كتابه ثم قالها في لقاء تلفزيوني، مما يعني أن الوقت كان متاحا لمبارك كي يرُد إن أراد، لكنه آثر الصمت.
حين أصبح مبارك رئيسا في ثمانينيات القرن الماضي، قَبِلَ طلبا أميركيا



الأسلحة السوفيتية التي امتلكها الجيش المصري إلى "المجاهدين الأفغان"، وكان ذلك بعد رحلة ناجحة قام بها "تشارلي ويسلون" (السيناتور الديمقراطي عن ولاية تكساس الذي رعى العلاقات مع المجاهدين الأفغان) لتسهيل الحصول على الموافقة المصرية. تكرَّر إذن ما جرى مع نادي السفاري في ملف توريد السلاح للمجاهدين، إذ عملت مصر وسيطا لتنفيذ ما لم تستطع واشنطن تنفيذه مباشرة، وتواصلت فصول تلك الوساطة والوكالة بين واشنطن والقاهرة طيلة حُكم الرئيس مبارك.
بحلول مطلع الألفية الجديدة، لم تعد مسألة محاربة الشيوعية أو توريد السلاح أمرا مُلِحًّا في الولايات المتحدة، بل ما عدَّته محاربة "الإرهاب" الذي ضربها في عقر دارها. في تلك الفترة، ارتأت واشنطن أن وسائل التعذيب في التحقيقات ستفيد في استخراج الاعترافات من المُشتبه بهم، لكنها لم تستطع فعل ذلك داخل أراضيها لما يفرضه دستورها وقوانينها من قيود في هذا الصدد. ولذا،



الولايات المتحدة المشتبه بهم ممن أرادت التحقيق معهم باستخدام أساليب التعذيب (الذي سمَّته واشنطن "الاستجواب المُعزَّز") إلى مصر ودول أخرى لتقوم هي بهذا الدور، إذ جرى استجواب المشتبه بهم بالطرق السادية التقليدية واستخرجت منهم الولايات المتحدة ما أرادته من معلومات بأيادٍ مصرية دون أن تلوِّث أياديها.

أرَّخ "عمرو موسى"، وزير خارجية مبارك بين عامَيْ 1991-2001، وأمين عام الجامعة العربية بين عامَيْ 2001-2011، واقعة تُعطينا إطلالة على عقلية الرئيس مبارك. فقد كان على موسى زيارة إسرائيل في أحد الأيام، وفوجئ أن برنامج الزيارة كما أعدَّه الإسرائيليون يتضمَّن زيارته متحف الهولوكوست، وقد رفض موسى لما رأى أنه انطباع سلبي ستتركه زيارة وزير خارجية عربي لمتحف الهولوكوست في وقت تحتل فيه إسرائيل الأراضي العربية وتقتل الفلسطينيين. ولذا، اتصل موسى بالرئيس مبارك وأخبره بأنه سيؤجل الزيارة ما لم تُلغ زيارة المتحف، وتفهَّم مبارك بحسب موسى أن هناك مشكلة ينبغي أن تُحَل، لكنه لم يتفهَّم لماذا قد تؤدي زيارة متحف إلى مشكلة. وبعد ذلك اتصلمبارك بموسى ليخبره أنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي "إسحاق رابين" إن الزيارة لن تُلغى، و"لكن كمان مش ضروري زيارة المتحف ده.. هو اسمه إيه؟". والمشكلة هنا واضحة بالطبع، وهي أن الرئيس لم يمتلك من الثقافة ما يجعله يلتفت لكلمة "الهولوكوست"، ولم ينتبه لما يمكن أن تُسبِّبه زيارة المتحف لمصر، وهو أمر راجع إلى عدم معرفته بالكلمة.
في قصة أخرى مشابهة، حكى عمرو موسى أنه تحدث مع مبارك عام 1992 عن خضوع العالم للهيمنة الأميركية بعد اختفاء أحد قطبَيْ الحرب الباردة (الاتحاد السوفيتي)، ومن ثم رأى موسى أنه يجب على مصر المبادرة بإعادة صياغة حركة عدم الانحياز لتُكيِّف نفسها مع النظام العالمي الجديد، وأن مصر التي لعبت دورا بارزا في قيادة الحركة عليها أن تُعيده عن طريق إنشاء "حركة العالم الثالث" ودمج حركة عدم الانحياز مع معادلها الاقتصادي (مجموعة الـ77)، ومن ثم التركيز على التكامل الاقتصادي بين دول العالم الثالث. وبحسب موسى، لم يهتم الرئيس بتلك القضايا الكبرى في جوهرها، لكنه وافق بسبب إعجابه بالنشاط والتحرك في حد ذاته. وقال موسى أيضا إن مبارك أوصاه بتجنُّب الصدام مع الإسرائيليين، وقال له: "بطَّل تخبَّط فيهم"، وإن "الوصول إلى نتائج يحتاج أن نقدم تنازلات". وقد حكى موسى أن الرئيس عادة ما استجاب للضغوط الأميركية في المباحثات الدبلوماسية، لكنه أكَّد في المقابل أن مبارك لم يكن مرنا فيما يتعلق بالاستيطان أو القدس أو الحقوق الأساسية للفلسطينيين.
ظهر لمبارك مؤخرا


شهير أبدى فيه سرعة بديهة ردا على صحافية أجنبية سألته أثناء مفاوضات طابا في الثمانينيات إن كان بوسع الإسرائيليين تقديم شيء مقابل احتفاظهم بـ"طابا"، فأجاب بوطنية: "هل يمكنك أن تبدلي طفلا من أطفالك؟". ليست مشكلة مبارك إذن مع "مقدار" وطنيته -التي لا تُقاس كمًّا بطبيعة الحال- وإنما مع تصوره للوطنية. فقد رأى مبارك في الوطنية الحفاظ على التراب المصري سالما من أي غزو أجنبي ليس إلا، في حين تبلور مفهوم الوطنية عند قطاعات واسعة من الشعب المصري ليحمل معاني أعمق متعلقة بالمواقف التاريخية؛ بحيث لا تناصر مصر القوى الاستعمارية أو الهيمنة الأميركية، فلا تضخ الغاز لإسرائيل ولا تحاصر الفلسطينيين في غزة. تشكَّلت الوطنية عند مصريين كُثُر بوصفها حركة من أجل قضايا تاريخية وفلسفية مركزية، في حين اقتصر تصور الطيار عنها على نطاق الجغرافيا الضيق، المعني بالحدود المرسومة على الخريطة والمحافظة عليها فقط.

"رفضت الخضوع لصندوق النقد".. هل كان مبارك نصيرا للفقراء بالفعل؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الرئيس المصري حسني مبارك (يمين) يلتقي مع رودريجو دي راتو (يسار) ، العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي في القاهرة الثلاثاء 26 أكتوبر 2004. راتو في زيارة إلى الشرق الأوسط لمناقشة القضايا الاقتصادية والإقليمية. (وكالة الأنباء الأوروبية)


في


واسع التداول، ظهر الرئيس مبارك في خطاب متحدثا عن رفضه شروط صندوق النقد الدولي ذات مرة: "راجل عايز يغرقك بأي طريقة علشان يفضل شغال معاك على طول، كانوا عايزين مني بعد الانتخابات أزود الأسعار 70%.. ما بيهتموش بالناس الغلابة، ما بيهتموش بمحدودي الدخل.. كنت بزرجن معاهم على طول الخط". وبالطبع نال المقطع إعجاب العديد من المصريين الآن في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية وعلاقة مصر بالصندوق وإصلاحاته في السنوات الأخيرة. ليس هذا فحسب، بل إن بعض الكُتَّاب الغربيين ذوي الاتجاه اليميني اقتصاديا وصفوا مبارك بعد سقوطه بأنه كان دكتاتورا "ناصريا" لم يطبق الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية في بلاده، وأن هذا من أسباب سقوطه.

في الواقع، تُظهِر الوثائق البريطانية توجُّها شبيها للرئيس مبارك، ففي عام 1988 في حوار مع المرأة الحديدية "مارجريت تاتشر"، رفض مبارك الضغوط البريطانية للتجاوب مع طلبات صندوق النقد بتحرير الاقتصاد المصري من سلطة الدولة وخفض الدعم الحكومي لصالح الفقراء. ومع ذلك تباهى مبارك في الاجتماع نفسه بأن حكومته نفَّذت ما عجز عنه السادات، حيث نجح في زيادة سعر البنزين 100% في حين لم يستطع السادات أن يرفعه قرشا واحدا. لقد اتسمت مواقف مبارك، لا بمقاومة صندوق النقد، بل بمقاومة الوتيرة السريعة التي أراد بها الإصلاحات فحسب. فقد سارت سياساته لتحرير الاقتصاد ببطء، إيمانا منه بأن تطبيق الإصلاحات بوتيرة أسرع قد يُواجَه بثورة "من الشيوعيين والإسلاميين" على حد قوله لتاتشر.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حسني مبارك (يمين) ومارغريت تاتشر (رويترز)


على مدار عقوده في الحُكم، استوعب مبارك دروس السياسة من عمله مع السادات، وكَرِهَ الأفكار السياسية والاقتصادية المُركَّبة، ومن ثمَّ كانت النماذج النيوليبرالية الرقمية المُبسَّطة سهلة التصديق بالنسبة له، فتبنَّى سياسات وسَّعت الفجوة وعمَّقت اللا مساواة بين الطبقات في المجتمع المصري، وهي سياسات قوامها الخصخصة وتراجع دور الدولة الاقتصادي ومسؤولياتها الاجتماعية، وتخفيض الضرائب على الأرباح والثروات مع التوسع في الاستدانة، مما خلق حالة معكوسة بتعبير الاقتصادي الفرنسي "توماس بيكيتي"، إذ تعمل الدولة في هذه الحالة لصالح الأغنياء الذين كان ينبغي أن تفرض عليهم الضرائب في الأصل، ويتحمل الفقراء العبء كاملا.
حين بدأ مبارك عهده دشَّن خطة اسمها "الاعتماد على النفس" عن طريق عدد من الاقتصاديين، بعد أن وصل الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة لحُكم السادات إلى مرحلة أثَّرت على السِّلم الاجتماعي. لكن الرئيس الذي لا يحب "الشعارات" سار في طريق مخالف لهذا الشعار، فبدلا من كبح الواردات والانفتاح وترشيد الاستثمار في قطاعات سلعية إنتاجية ومحاولة حل الفجوة بين الفقراء والأغنياء وتآكل الطبقة الوسطى، اتجهت مصر نحو الرضوخ لضغوط الدائنين. على سبيل المثال، موَّلت مصر مشروعين في الثمانينيات، واحد للصرف الصحي في الإسكندرية وآخر لتطوير ميناء قناة السويس، بقروض أميركية، لكن 60% من القرض الأول و43% من القرض الثاني اتجها في الأخير لصالح مكاتب استشارية أجنبية أعدَّت المشروعين، علاوة على أن تكاليف شحن بعض البضائع الأميركية التي اشترتها مصر بحصيلة بعض قروضها من الولايات المتحدة بلغت في بعض الأحيان 4 أضعاف أسعار الشحن العالمية، علما بأن تلك البضائع في حد ذاتها كانت في بعض الأحيان أغلى ضِعْفين من السعر العالمي.

على المنوال نفسه، فاقمت مصر ديونها العسكرية بنسبة 80% في السنوات الخمس الأولى من حكم مبارك رغم توقيعها معاهدة السلام مع إسرائيل، في حين خفَّضتإسرائيل إنفاقها العسكري تخفيضا حادا بعد المعاهدة، وهي واحدة من ثمار السلام بالنسبة لتل أبيب. ورغم أن مشكلة الديون تراجعت في التسعينيات بعد إسقاط جزء من الديون المصرية إثر مشاركة مصر في حرب تحرير الكويت، ظلَّت الحكومات التي شكَّلها مبارك تعمل بالطريقة التي تُرضي المؤسسات المالية الدولية، ومن ثمَّ اهتمت بتقليص دور الدولة الاقتصادي ولبرلة الاقتصاد وتجاهلت الأزمات الاجتماعية المتفاقمة التي لم تُدرجها حكومات مبارك ضمن أولوياتها. فقد انخفضتنسبة الأجور الحقيقية من الناتج المحلي الإجمالي من نقطة بين 35% إلى 40% عام 1980، إلى نحو 25% عامَيْ 2008 و2009. وبمقارنة بسيطة، تُشير البيانات إلى تزايد اللا مساواة تزايدا ملحوظا منذ عصر عبد الناصر إلى عصر مبارك، فقد ارتفع معامل "جيني" المصري في مجموعة بيانات اللا مساواة في دخل الأُسَر من 42% عام 1970 إلى 53.7% عام 2015، وتضاعفت اللا مساواة في أجور الصناعة بعشرة أمثالها بعد عقود من الانفتاح الاقتصادي الذي دشَّنه السادات واتبعه مبارك.
في النهاية، وبعد استعراض فترة حكم الرئيس وطريقة تفكيره من جوانب مختلفة، يمكن القول إن المشكلة ليست في وطنية الرئيس مبارك أو عدم وطنيته، على صعيد السياسة أو الاقتصاد أو السياسات الاجتماعية، بل إن المشكلة كامنة في تصوره عن هذه المفاهيم نفسها، إذ لا يكفي الشعور الوطني وحده لإدارة دولة معقدة مثل مصر، ولا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنعكس في تفاصيل الحياة اليومية، فالتصورات المرتبطة بهذا الشعور، والقدرة على تنفيذها بما يتواءم مع احتياجات المجتمع وتاريخه وخصوصياته، تظل هي الفيصل في الحُكم على الأشخاص الذين تعاقبوا على حُكم هذا البلد.

المصادر:

كتاب كتابيه لعمرو موسى
كتاب قصة الاقتصاد المصري
كتاب الاقتصاد المصري في القرن الحادي والعشرين
كتاب مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان
The New Middle East: Protest and Revolution in the Arab World
جلبير أشقر، حل لغز اللامساواة في العالم العربي، من ترجمة وائل جمال
الحقائق الغاطسة في سجلّ مباركمراجعات «25 يناير»: مبارك... ذلك المجهولمبارك لصحيفة الوطن: أميركا طلبت قواعد عسكرية في مصر بأي ثمن
Brothers in Arms: Morocco’s Military Intervention in Support of Mobutu of Zaire During the 1977 and 1978 Shaba Crises
تركي الفيصل: نادي السفاري تأسس لصد هجمات الشيوعية في السبعيناتوثائق بريطانية عن مبارك
The World Bank and the IMF won't admit their policies are the problem
أداة لتوزيع الثروة أم ترسيخ للتمييز.. لماذا تفشل الضرائب في مصر في تحقيق العدالة؟
المصدر : الجزيرة نت

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس