عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:30 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

تنازلات أمريكية للسوق الهندية


وكمثال عن هذه الحرب التنافسية، نشير إلى ما حدث عندما أعلنت الهند أواسط عام 2007م، عن خطتها التسليحية لعام 2008م، والتي تتضمن إنفاق مبلغ (175) مليون دولار أمريكي لشراء عدد من الطائرات المسيّرة بدون طيار القادرة على الارتفاع إلى مسافات عالية جداً، وقطع مسافات طويلة لغرض الاستطلاع طويل المدى، إضافة إلى طائرات أخرى مأهولة.
تقدمت شركات أمريكية بعد الإعلان الهندي بعروض سخيّة لتلبية الطلب الهندي، ونقول عروض سخيّة لأنها تضمنت تقديم طائرات من طراز (إف 16)، وهي طائرات تنتمي إلى مواصفات النسق الإسرائيلي من هذه الطائرة، وبما مجموعه (126) طائرة، علماً أن هذه الطائرة كان من المحظور من قبل تصديرها إلى دول أخرى إلاّ بأعداد قليلة جداً، وضمن ضمانات مشددة تضعها تحت الإشراف العسكري الأمريكي، ولكن لم يعد هذا الحظر وارداً في الحرب التنافسية مع روسيا في السوق الهندية؛ إذ اجتمعت مجموعة الدفاع الأمريكية (DGP) في نوفمبر 2007م فور الإعلان الهندي عن حاجة الهند للطائرات وأقرّت السعي من قِبل شركات الأسلحة الأمريكية لتلبية الطلب الهندي بطائرات (إف 16).
إنه تنازل أمريكي عن سلاح كانت الولايات المتحدة تتشدد في بيعه سابقاً، فالطائرة (إف 16) هي نسخة من الطائرة القتالية Block 50-52 f16، ومن مواصفاتها أنها مجهّزة بخزّان وقود كبير يوفّر لها مدى أبعد بحوالي (1200) كم في المهمات جو أرض بالمقارنة مع النسخة العادية من الطائرة، وتم تجهيزها بنظام اتصالات متطوّر جداً، وأنظمة إجراءات حماية ذاتيه.
هذا السعي الأمريكي للفوز بصفقة بيع الهند طائرات F16، ازداد تأججاً عندما تبين أن طلبات الهند لعام 2008م، تقضي أيضاً شراء حوالي (200) طائرة مسيّرة بدون طيار صغيرة الحجم قادرة على الاستطلاع في وضح النهار وبالليل، فتقدمت الشركات الأمريكية بعروضها التي درستها الهند، وأرجأت البتّ فيها، لأن طلبات الهند تشترط أن تتوفر في الطائرات القدرة على التحليق لارتفاعات تصل إلى (3500) كم عبر موجات الراديو، أو (1000) كم عبر الأقمار الاصطناعية، وأن تكون قادرة على العمل في الأجواء الحارة والباردة على السواء، وحمل حمولات تزيد عن (3500) كغ، بما في ذلك آلة التصوير، وأن يكون محرّك الطائرة مصمماً بحيث لا تنبعث منه إشارات حرارية، بالإضافة ألاَّ يكون صوت المحرّك مسموعاً عندما تحلّق الطائرة على ارتفاع يزيد عن (1500) متر.
هذه المواصفات جزء من شروط كثيرة وضعتها الهند، ولا شيء يمنعها من وضع المزيد من الشروط طالما أن هناك دولتين كبيرتين تتنافسان على تقديم ما يلبي هذه الشروط، وهو ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية، إذ طلبت من الهند مهلة شهرين لتوفير كل المواصفات التي تطلبها على الطائرات المعروضة عليها. في حين يُقال إن روسيا قدّمت عروضها لطائرات لم يكشف النقاب عن طرازها تستوفي معظم الشروط الهندية، ولا أحد يدري من سيفوز في المنافسة.
مثال آخر، هو التنازل الأمريكي عن تصدير الطراز المطوّر من صاروخ (Harpoon)، فقد منحت موافقتها عام 2007م، لتزويد الهند بصواريخ (Harpoon Block-11)، للفوز بمناقصة شراء عدد غير محدد من الصواريخ أعلنت عنه الهند، والدافع الأساسي لهذا التنازل الأمريكي هو تقديم معادل للصاروخ الروسي المضاد للسفن المحمول جواً (B Rahmos)، الذي طوّرته روسيا بالتعاون مع الهند، ويشكّل أمراَ قوياً أمام دخول الصواريخ الأمريكية للسوق الهندية.


الإغراءات الروسية


استمرت روسيا الحاضر الأكبر في سوق السلاح الهندي كرد على المحاولات الأمريكية لغزو هذا السوق في تقديم إغراءاتها التي تتضمن تطوير السلاح بأسعار متدنية، مكتفية بالأرباح التي تجنيها من تزويد الأسلحة الموجودة من العهد السوفيتي بقطع الغيار مع خطة طويلة الأمد تقضي باستبدال الأسلحة الحالية بأحدث منها من الطرازين نفسهما، وبأسعار مغرية، وهذا ما حدث بالنسبة للطائرات الدورية البحرية طراز (SD 36-11)، فقد كانت الهند بصدد تحديث ودعم طائرات الدورية البحرية في أسطولها الجوي منذ عام 2007م، وكان هناك تحرك أمريكي لتولي هذا التحديث، ولكن بإغراءات روسية تنافسية تولّت روسيا هذا التحديث إضافة إلى تزويد الهند بطائرتي11) ,( SD 36 -11) وقد تسلَّمت القوات البحرية الهندية أواسط عام 2007م أول طائرة أكملت عمليات تحديثها في روسيا.
وقد أعطت روسيا إغراءات تنافسية إضافية، إذ ضمنت بهذه الصفقة للهند أن يمدد تحديث الطائرات واستخدامها لأكثر من خمسة عشر عاماً إضافياً، وقد تضمنت عمليات التحديث تزويد الطائرات بنظام (Dragon) الذي يسمح برصد السفن من مسافة (300) كلم، والطائرات من مسافة (100) كلم، وتزويد كل طائرة بنظام لرصد الغواصات إلى جانب تحديث معدات الملاحة والطيران.

 

 


   

رد مع اقتباس